ربما كلمة الحب أو العشق، الغرام، الهوى، الهيام…الخ وأي معنى رديف لعلاقة الجنسين حازت في العربية على مترادفات أكثر من غيرها. لذا يصبح أو أصبح الهيام أو التذلل في العشق أمراً شخصياً الشخص حر فيه.
يقول ابو فراس الحمداني:
تذللت وفي بعض الوفاء مذلّةً … لفاتنة في الحي شيمتها الغدرُ”
ويقول آخر:
“عُلِّقتها عَرَضا وعُلِّقت رجلاً غيري…وعُلِّق أخرى ذلك الرجلُ”
لكن هذا لا يجوز في السياسة.
أرى عديد المثقفين والسياسيين العرب يتخارجون في العشق السياسي لأنظمة وبلدان يعشق مثقفوها وساستها وطنهم وأنظمتهم ولا يعشقون أمتنا بل يحقد البعض منهم علينا حقدا تاريخيا اسودا تخفيه مهارة هائلة.
لذا تجدهم ينبرون بشغف ضد اي عدم مديح لما يعشقون وهم في الحقيقة يتذللون ويتزلفون مهما حاولوا طلي كلامهم بالموضوعية والركازة والرزانة…الخ. فأنت يا هذا تابع ربما بلا وعي وربما بحماسة لكن النتيجة إياها.
في السياسة الوطنية والعروبية لا متسع في القلب إلا للطبقات الشعبية فقط وهي الوطن وهذا لا ينفي محبة اي صديق ولكن ليس التبعية له.
كانوا يتهموننا بأننا يسار اسود لنقدنا للسوفييت وحتى بعد أن مال وهوى حال السوفييت بقوا على عشق بلا عاشقة بل هي لم تكن لهم اصلاً. حين صدر كتابي عن الصين طلبه شخص من هذا الفريق وارسلته له مع أن ثمنه بالنسبة لي مبلغا لكنه وجد فيه نقداً للسوفييت وللصين فلم يكلف خاطره سطرا واحدا على الهواء: وصل الكتاب”! كنت ولا زلت أتمنى أن ينقد الكتاب والكاتب. وحين تنتقد روسيا يقولون بوتين ابو علي! ماشي، لكن أنتم أبو ماذا!
واليوم يعشقون الصين!! يا للهول، والصين امرأة بمليار ونصف، فماحصتك في ذلك، وحين تنتقد الصين يقولون: العرب والفصائل مع المبادرة العربية فلماذا تنتقد الصين! وحين تنتقد إيران يقولون وحدها التي تمول الفصائل لكن “العرب ولا يقولون الحكام” هم الذين لا يقومون بشيء! وليست هي كاثوليكية أكثر من البابا. وطبعاً تجد ماركسيين يبتهلون ل ولي الفقيه! طيب بالله عليكم كيف!
لعل المشكلة كامنة في أن هؤلاء بلا عمق ولا بعد عروبي، لذا هم عصافير بلا أعشاش يحطون بها ، لذا يتقافزون من حضن لحضن!
النقد سلاح الشجعان والواعين.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/