مقالات نقدية في الواقع الروسي، إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

نافذة على الصحافة الروسية: نطل منها على أهم الأحداث في روسيا والوطن العربي والعالم

إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

مقالات نقدية في الواقع الروسي:

  • في نقد السياسة المالية والاقتصادية في روسيا
  • في نقد الإعلام الرسمي الروسي

✺ ✺ ✺

(1)

في نقد السياسة المالية والاقتصادية في روسيا

ميخائيل ديلياغين، رجل دولة واقتصادي وسياسي واعلامي روسي، دكتوراه في الاقتصاد، عضو البرلمان الاتحادي، عضو المجلس العلمي التابع لمجلس الأمن القومي الروسي

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

16 يونيو 2023

 أعلن ميخائيل ديلياغين عن وجود خيانة في دوائر السلطة في موسكو.  في رأيه، تلعب إلفيرا نابيولينا (محافظة البنك المركزي الروسي- المترجم) بخطواتها دورًا لمصلحة الغرب، وتتغاضى عن تحويل الأموال الروسية إلى الخارج.  وقال بتهكم أن الولايات المتحدة وأوروبا يجب أن تشكران رئيسة البنك المركزي وتمنحها ميدالية وتعرض عليها اي دولة للانتقال والعيش فيها.

 بدأ عجز الموازنة الروسية يبعث على الخوف بشدة من حجمه ومعدلات نموه.  وهكذا، في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، تجاوز عجز الخزينة 3.4 تريليون روبل، كما قال يوري برونكو، المحلل الاقتصادي، على الهواء في برنامج تلفزيون تسارغراد الرئيسي.

 ربما لم يكتشف ممثلو التكتل المالي- الاقتصادي أي شيء أفضل من سداد فجوة الميزانية مرة أخرى على حساب المواطن. يتضح هذا من خلال انهيار آخر للعملة الوطنية (الروبل).

 في 14 يونيو، تجاوز سعر صرف الدولار 85 روبل في بورصة موسكو.  في غضون ذلك، اقترب اليورو من حاجز 92 روبل.  كانت آخر مرة تم فيها تسجيل هذه الأرقام في أبريل 2022.

 تحدث ميخائيل ديلياغين، عضو البرلمان الإتحادي، ونائب رئيس لجنة السياسة الاقتصادية في المجلس، علانية حول هذه القضايا وغيرها من المشاكل الموضوعية للاقتصاد الوطني على الهواء.

 تم التضحية بالروبل

 وشدد على أن عجز الموازنة هو حافز حقيقي للبنك المركزي ووزارة المالية ووزارة التنمية الاقتصادية وإدارات أخرى، وبالتالي يحاولون اليوم التقليل بشكل محموم من نقص الأموال، لكن أساليبهم تثير تساؤلات كبيرة:

 ليس لدينا مال مرة أخرى، لكن عليك الانتظار.  الآن سيتم جمع أموال إضافية من “تحت البلاطة”، ولكن في نفس الوقت لا يرى أحد أن بقية الاحتياطيات لم تستخدم في الميزانية الفيدرالية.

 لذلك، في صندوق الرفاه الاجتماعي وحده، يتبقى الآن أكثر من 13 تريليون روبل، لكنهم لسبب ما ليسوا في عجلة من أمرهم لاستخدام هذه الأموال لتغطية العجز.  يسهل على المسؤولين تخفيض العملة الوطنية من أجل زيادة إيرادات الخزينة على حساب المواطنين.

 هناك بضع تريليونات من الروبلات “السرية” تكمن ببساطة في الحسابات أو محشورة في ودائع الميزانية.  لكنهم لا يعرفون أي شيء عنها…

 بسخرية صرح محاورنا.

وأشار ميخائيل ديلياغين إلى أن المسؤولين ليسوا في عجلة من أمرهم للإفراج عن الاحتياطيات لتغطية عجز الميزانية.  قرروا أخذ ما ينقصهم من جيوب المواطنين.

 كشف المسؤولون حقيقة بسيطة

 وأضاف البرلماني أن المسؤولين لا يزالون غير قادرين على فهم القانون الأساسي للاقتصاد المرتبط بإنفاق الأموال من ميزانية الدولة الاتحادية:

 بالنسبة إلى هؤلاء “المتوحشين”، ظل من غير المفهوم، على الرغم من أكثر من 30 عامًا من الخيانة الوطنية، أنه لا يوجد إنفاق في الميزانية – هناك استثمارات في الميزانية.

 وأوضح الخبير أنه إذا أنفقت أموالاً من خزينة الدولة، باستخدام “رأسك”، وليس فقط جيوبك الخاصة، فإن هذه الاستثمارات يمكن أن تؤتي ثمارها بسهولة:

 إذا كنت تستثمر في تنمية الاقتصاد، إذا قمت بذلك بشكل معقول، أي بمستوى مقبول من الأخطاء، فستحصل على زيادة في مدفوعات الضرائب التي ستعود إلى الميزانية.  وفقًا لذلك، من المفيد إنفاق الأموال من الميزانية الفيدرالية، ما لم تفعل ذلك بالطبع بوعي غائب تمامًا.

 خيانة أم عدم كفاءة؟

 بدوره، أشار يوري برونكو إلى أنه على الرغم من الإخفاقات الواضحة لممثلي التكتل المالي- الاقتصادي، في الغرب، على سبيل المثال، فإنهم معجبون برئيسة بنك روسيا، إلفيرا نابيولينا، من كل النواحي.

 ومع ذلك، وجد ديلياغين هذا منطقيًا تمامًا.  وأشار إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا لا تستطيعان أن تكرها حقيقة أن رئيسة مصرفنا المركزي قد ضخت أكثر من 217 مليار دولار في نظامهما المالي.  هذا تقدير أولي لمقدار تدفق رأس المال الخارج من روسيا في عام 2022. (على الرغم من إستمرار الحرب وتشديد العقوبات الغربية على روسيا-المترجم).

 وفي الوقت نفسه، يبدو أنها تقول: انظروا، يداي نظيفتان.  و بشكل عام، ليس من الجيد التحدث عن تدفق رأس المال إلى الخارج – لا يوجد مثل هذا المصطلح، تحتاج إلى التحدث عن التوازن السلبي (زيادة الأموال في اتجاه خارج البلد عن الأموال التي تدخل البلد-المترجم) (negative balance).  أيضًا، لا يمكننا التمييز بين هجرة رأس المال والدفع المسبق للواردات.

 لو تدفقت هذه الأموال في جيبي، كنت أود أيضًا أن أحيي نابيولينا، سأمنحها ميدالية وجنسية أي بلد في العالم الذي تختاره، اختتم النائب.

(2)

في نقد الإعلام الرسمي الروسي

بوريس كوستينكو، صحفي واعلامي روسي بارز

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 14 يونيو 2023

هجوم على الوعي من خلال ضوضاء الإعلام

     غالبًا ما لا يفهم الناس بعضهم البعض لمجرد أنهم يتحدثون نفس اللغة، فهم يفهمون معاني مختلفة من الرسائل التي يتلقونها.  يحدث هذا بسبب غياب أساليب الدعاية الإعلامية التي كانت تستخدم في عهد الاتحاد السوفياتي.  ومن هنا انقسام مجتمعنا إلى مجموعات أيديولوجية متعارضة تؤدي إلى مواجهات على الصعيد الداخلي.

لا بد أنكم تتذكرون المرسوم الرئاسي “بشأن الموافقة على أسس سياسة الدولة للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية في روسيا وتعزيزها”.  بالتأكيد، قلة من الناس يعرفون المعارك التي اندلعت من حوله عندما تم تقديم هذه الوثيقة لأول مرة للمناقشة من قبل الجمهور كمشروع قانون، ثم تم حذفه من قبل وزارة الثقافة بمبادرة من نقابة ممثلي المسرح.

لا يمكن أن تتم الدعاية بدون أيديولوجية ومفهوم معين للتنمية. وراء موجة الضوضاء الإعلامية التي نتلقاها، من المستحيل توضيح الحقيقة.

اليوم، كل هذا، بالطبع، تسيطر عليه شركات إعلامية محلية كبيرة.  إنها – جزء من تاريخ تلك الفترة عندما تم استبدال الدعاية بقوانين ليبرالية لتبادل المعلومات، والتي تقوم فقط على المصالح التجارية.  وعلى الرغم من حقيقة أنه مع بداية الحرب، بدأنا سماع إشارات إيجابية ملموسة ضمن ضوضاء الإعلام هذه، إلا أن الفجوة بين الاهتمامات الشعبية وعروض المنتج الإعلامي لا تزال ضخمة.

  بدأت المعلومات، مهما كانت، تدخل حياتنا كترفيه، ولم تعد حاجة روحية مسؤولة عن صنع الوعي.  إن الهجوم على الوعي بضجيج إعلامي يؤدي بالإنسان ليس فقط إلى اللامبالاة وتدمير الروح، بل هو عمل إجرامي.

 تم تأكيد هذه الفكرة من خلال كلمات الأكاديمي “سيرغي كابيتسا” (عالم فيزياء روسي حاصل على جائزة نوبل1928-2012-المترجم)، التي قالها قبل وفاته بوقت قصير.

قال إن التلفزيون الروسي اليوم “منظمة إجرامية”.  لو كان لدينا مثل هذا التلفزيون قبل الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية – المترجم)، لكنا خسرنا الحرب.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم… تابع القراءة….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/