في معركة الوجود نتشبث بكل الحلفاء حتى لو لم يكونوا معنا 100%، يوسف أبو دية

        أقرأ وأسمع دوماً وبتمعن ما يصدر من الرفيق الصديق د. عادل سماره  من كتابات غزيره وأراء ثمينة ومثيره صادرة من مناضل مجرب وصلب خاض ولا زال معارك الحفاظ على الوجود  والهويه حتى الا خلص التام من السرطان الصهيوني الاحلالي وحاضنته واتباعه، ذاك السرطان الذي غزا جسمنا العربي وأدمى دمنا الفلسطيني ولا زال ينخر فينا رغم قناعتنا وقناعته وقناعه من يدعمنا ويغذيه، انه زائل وأننا لمنتصرون. ومن لا يعرف د. عادل أو يقرأ له وعنه عليه ان يفعل ذلك عاجلاً  وليس آجلاً، فهو يمثل بحق محيطاً مليئا بالتجارب والخبره والفهم والعلم الهام والاساس في عمليه تحرير فلسطين وإحقاق  العدل والديمقراطيه فيها وحولها وتثبيت مكانتها في الجسم العربي المكلوم. ولهذا نرى ان ما يميز إنتاجه في كثير من الاحيان، هو المثاليه في أخذ  المواقف، والنظر الى الأمور المحوريه فيقضيتنا الوطنيه كأنها “أبيض او اسود” لا مجال للرمادي أن يؤخذ فيها أي حجم حتى لو كان الهدف من ذلك ليس محاوله فهم كيف تسير الأمور بل ايضاً استيعاب أهمية ان يكون الانسان واقعياً لكي يتمكن من خلال  ذلك تقيم الامور على ارض الواقع، وفهم وإخراج حلاً وتصوراً يمكن ان يساعد في تحقيق هدفنا الاساسي المنشود. فقضيه فلسطين مع وضوح معالم  الفاشيه والاجرام الصهيوني الانجلوسكسوني التي واجهتها منذ اكثر من قرن ولا زالت، لا يمكن النظر اليها من منظار “الأبيض والاسود” ولا من منطق “اذا لم تكن معنا وتفعل ما نأمرك به فأنت ضدنا”.  لن نتقدم خطوه واحده ولن يتحرر من تراب ارضنا سنتمتر واحد اذا كان هذا موقفنا وهذه نظرتنا.  قلائل من يظن ان قضيتنا ليست عادله وان حقنا في التحرير والعوده ليس ثابتاً وحق فحسب لا بل ان من يعرف ويؤمن بهذا ويدعمنا في رحله النضال الطويله لتحقيق التحرير والعوده كثيرون وكثيرون جداً، ليس في الوطن العربي فحسب، بل في كل ارجاء المعموره وان هذه المعرفه وهذا الدعم لم يحصل بالصدفه بل كان نتاج نضالات ملحمية قادتها بنات وابناء شعبنا ومناصرينا ولعقود طويله بدأت قبل ان ولدنا ولن تهدء الى بعد الانتصار الحتمي آلاتي. قضيتنا أشرف قضيه عرفها العالم من اوائل القرن الماضي. عدونا من  أسفل ما خلقته البشريه وقياداتنا منذ البدايات، باستثناءات معدوده، ان لم تكن جبانه وعميله، كانت ولا زالت، ضعيفه قبليه فاشله ليست أهلاً لتقود نضال معقد وطويل مثل ما هو مطلوب في قضيتنا. هذا ما أضعفنا  وأربك من اراد ان يكون حليفاً لنا.  ولكن اصرار شعبنا عبر العصور على الاستمرار في النضال ورسم  أروع صور وآيات التضحيات بدماء بناته وأبناءه وفضح الفاشيين الغزاه الصهاينه وتوضيح ماهيتهم فتح عيون بعض العرب وغير العرب على أهمية وقوفهم معنا لهزم الكيان وحلفائه، ليس لانه الموقف الحق والانساني البسيط الذي يجب أن يأخذوه، بل لانه اوضح لهم ايضاً ان “استقلالهم وكرامتهم ورفاهيه شعوبهم تحتم عليهم القضاء على  الكيان الصهيوني الدخيل. وهذا ما يبسط ويعقد الصوره العامه في نفس الوقت. هم يصبحون حلفاء لنا في مشروع الصراع ضد الكيان ولهذا ترى ايران مثلاً تدعمنا بالسلاح والتكنلوجيا والمال وغيرها وتدخل معنا في محور مقاومه وهم ايضاً يحاربوا الكيان وأسياده وعبيده بوسائل ربما تتجنب المواجهة مرحلياً مع معرفتهم التامه انها آتية لا محاله. هم يعملون حسب تخطيطاتهم ومصالحهم التي ربما لا ترضي طموحاتنا الآنية مع انها يجب ان تكون مفهومه من قبلنا. وكذلك الامر لباقي مكونات محور المقاومه، فسوريا وحزب الله واليمن وغيرهم لهم ظروفهم الموضوعيه التي يجب علينا استيعاب أهميتها ليس فقط لصمودهم وبقاءهم، بل ايضاً لصمودنا وبقاؤنا وانتصارنا.  ما هو هام ويجب الا يغيب عن فكرنا للحظه واحده هو صلابة الموقف المبدئي لمكونات محور المقاومة من موضوعه هزيمه الكيان وسحقه وتخليص وطننا منه ومن قذارته وسمومه وإجرامه. غير ذلك يبقى تفصيلات تتطلبها الظروف التي تمر بها مكونات هذا المحور. ما يهمنا ايضاً أن نؤمن بما صدر ويصدر عن سيد المقاومة حسن نصرالله الذي قالها مراراً وتكراراً ان هناك تأكيد واتفاق معمد بالدم يؤكد انه لا تراجع عن خوض المعركه الحاسمه التي يعمل المحور ان يكون هو من يطلق الرصاصه الاولى فيها، ولكنه مستعد لها في اي وقت يفرض الكيان علينا خوضها.  لا سبب لدينا ابداً ان نقلل من أهمية تصريحات السيد ولا من ما يصدر  من سوريا واليمن وفلسطين وايران بهذا الخصوص.  كل طرف في هذا المحور اثبت ولا زال انه يعيش في خضم معركة متعدده الأشكال ويقاومها بثبات وعناد واصرار على اجتياحها والانتصار بها حتى يأتي الوقت لخوض المعركه الحاسمه.  أفهم ان د. عادل سماره مثله مثل الكثيرين منا، سأم سماع التصريحات الواعده بالرد الجماعي في حال حدوث جرم صهيوني فاشي ما ولهذا تراه يكتب  عنها دوماً خصوصاً أن جرائم الحرب تزداد يومًا بعد يوم وذلك نتيجه  تطور المقاومه الفلسطينيه، تلك المقاومه التي لم تكن لتتطور بهذا الشكل لولا الدعم الهائل وعلى كافه المستويات والاتيه بلا ادنى شك من اركان محور المقاومه. ان الهجوم التي قام به  ابطال عمليه غيلي الاخيره لم تكن لتحدث لولا الدعم اللامتناهي لمحور المقاومه لحركه حماس مثلاً. الردود المدوية التي ستحدث رداً على استعمال الكيان الصهيوني الفاشي للمسيرات في اغتيال مناضلينا ستكون بلا ادنى شك  بسبب الدعم وعلى كل المستويات لفصائل المقاومة الفلسطينية من قبل باقي اقطاب محور المقاومة.  هذا ليس كلاماً انشائيا ولا محاوله تمويه او ما غير ذلك، بل هو الواقع  بام عينه ود. عادل سماره يعرف ذلك اكثر مني ومن غيري.  نحن بلا شك نتألم على حجم التضحيات التي تلم بشعبنا ووطنا يوماً بعد يوم وطبعاً نتمنى ان تحدث المعركة  الحاسمة مع الكيان لاذلاله وهزيمته اليوم قبل الغد، ولكن علينا ان نعي  ايضاً حجم الظروف التي يوجهها اركان محور المقاومه على مستوى جغرافيتهم ولهذا لا يجب علينا ان نشكك للحظه او ان لا نصدق بالمطلق اصرار هذه الاركان وإيمانها بضروره التخلص من الكيان الصهيوني الفاشي ان لم يكن لتحرير فلسطين فانه سيكون من اجل إحقاق الاستقلال والحريه لهم.