قبل عام ١٩٩٠م...
كنا متآلفين متراحمين
يجلس الجار مع جارة ويأتمن على دارة واهله
كنا نجلس ونسمر في مجلس واحد
وكنا نفشي السلام بين الرجال والنساء ونتبادل الاخبار والسؤال عن الحال.
عندما كنا شيوعيين :
نذهب بالمريض للمستشفى لا تسجيل ولا دفع حق المقابلة ويتم فحصة وصرف العلاج له كاملاً، وإذا استدعى لتنويمه في المستشفى العام، اترك المريض وانت روح بيتك مالك شغل، يعطى له سرير وفراش وعلاج واكل، فطور، غداء، عشاء وإذا استدعي لنقله، سيارة حكومية تنقله الى عدن وإذا استدعى لنقله للخارج، الدولة تنقله، لا تسأل عن تكلفة عملية ولا إشعة ولا فحوصات ولا أي علاج كان.
عندما كنا شيوعيين :
كانت المساجد لها هيبتها وروحانيتها وحلقات التحفيظ مليئه المساجد لا صرعات ولا بقع ومربعات داخل الجامع لجماعات وأحزاب
عندما كنا شيوعيين :
قبل إن يبلغ ابنك سن السابعة يدخل الروضه
وبعد ذلك يتم استدعائك لإحضارة الى المدرسة والدولة تتكفل بتعليمه في
الابتدائية وتشرف على تفوقه حتى يصل الاعدادية
وإذا لزم نقلة الى مدرسة اخرى الدولة تتكفل بسكنه وفراشه وغطائه واكلة
وشربة وكل اسبوع لحم، دجاج، سمك، ثم يصل للجامعة ويتخرج والوظيفة جاهزه ومنحات خارجية مجانية.
عندما كنا شيوعيين :
المواد الغذائية مدعومة، ألف شلن ( درهم جنوبي ) يكفي مصروف شهر لأسرة عددها خمسة الى ثمانية افراد واكثر.
عندما كنا شيوعيين :
الزواج بواحدة والمهر لا يكلف إلا ألفين شلن ( درهم ) وخمسة الف اغراض
العرس من لحم ورز ودقيق وغيره.
عندما كنا شيوعيين :
إن لك قضية لا وساطات ولا مجاملات لا هذا ولا ذاك، المحامي تكلفه الدولة لك خصيصاً ومجاناً.
عندما كنا شيوعيين :
تذهب للأمن وأنت مطمئن بأخذ حقك دون رشاوي ولا معارف ولا وساطات ولا ابتزاز ولا سرقة ولا قتل إلا نادراً، وإذا قُتل مواطن في المهرة مواطن آخر يستنكر ويدين في المندب ويشاع خبره بكل محافظات الجنوب وصدمة كبيرة للجميع.
عندما كنا شيوعيين :
إذا ضاع عليك شيئاً، ستجده بنفس المكان الذي ضاع فيه أو بأقرب محل تلاقيه وأي شخص يعطيه لك، كانت الثقة والأمانة بكل شخص، وإن لم تجد ضائعتك، ابلغ فوراً سواءً في لجان الدفاع الأهلية أو في الأمن وخلال ساعات وأشيائك معك، كان لدينا نظام وقانون في الجنوب لا مثيل له ويحسدنا عليه القريب والبعيد، الصاحب والعدو.
عندما كنا شيوعيين :
كنا نصلي ونصوم لا عنصرية
ولا مناطقية ولا أحد يتعرض لك
ولا إرهاب ولا ذبح
ولا أحزمة ناسفة ولا تناحر
مذاهب ولا طوائف
ولا محاضرات للفتن.
الان
العلاج بالفلوس، الدراسة بالفلوس، الوظيفة بالفلوس، المحاكم بالفلوس،
المحامي بالفلوس ومعاملتك بالفلوس، جعلت من الجار عدو ومن المرأة فتنة ومن
المحاضرات تحريض
ومن القتل شي عادي
ومن السرقة عادة
ومن الإرهاب جهاد
ومن التسول شغل
ومن الشحاتة عمل خير
وافتتاح جمعيات
ودكاكين باسم التبرعات
وكفالة الايتام وغيرها
ومن الغلاء شطارة
ومن الفساد منافسة ومن الرشوة حق…
وأصبحت الخمور منتشرة بكل زغط وحاره
والقات اصبح عاده بعد ان كان يوم بأسبوع
رأينا وجوه غريبه تدخل عدن بسلاسل مربطه ومكرفون جنبه يصيح عليه ديه ومحتاج لدفعها
رأينا كثروا المجانيين بكل ركن وزغطوط انتهى التعليم
وضاعت هيبته وقيمته امتلأت المساجد بجامعات ثيابهم قصيره وشعورهم طويله وحواجبهم مكحله
وبدون احذيه وعيونهم يطلق منها شراره
أصبحت المساجد ساحة للصراع أتذكر
ومازلت أتذكر وقائع وأوجاع
والى هذه اللحظة لازلنا نعاني ونعاني من الظلم والتخلف وما خلفوه لدولة
الحضارة والنظام والقانون
أعطونا الشيوعية الإسلامية وخذوا اسلام به الارهاب والرعب والظلم
وريتهم يفهموا معنى كلمة الشيوعية الاسلامية.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….