نشرة “كنعان”، 28 يونيو 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6575

في هذا العدد:

العيد بلا عبرة مجرد أفيون بقصد الهروب من مواجهة الحقيقة، عادل سماره

الحرب على هند! بادية ربيع

هل تفلح عربُ ملوكها عجم؟ جاسر خلف

حضرمي يكتب: عندما كنا شيوعيين …عن ايام عدن الجميلة

تراجعت القومية العربية.. وتقدمت الهجرة، ناصر الماغوط

✺ ✺ ✺

العيد بلا عبرة مجرد أفيون بقصد الهروب من مواجهة الحقيقة

عادل سماره

بداية كل عام والجميع بخير،

ولكن إذا كان العيد بلا عبرة، فذلك مأساة. أقرب التاريخ. عام 1991 اجتمع كل حكام العرب في مدريد لتمرير الاعتراف بالكيان وكان في راس القاعة تمثال لإسباني يقطع رأس عربي، ولم يعترض أحد. كيف لا وهم شاركوا مع قيادة الطائفيين في خدمة الغزو الأمريكي للعراق 1991.وعام 2003 شارك معظمهم في اغتصاب العراق أرضا وجنسين حتى اليوم واعتبر الطائفيون سقوط بغداد يوم النصر. ثم احتفلوا بإعدام امريكا لصدام يوم عيد الأضحى تحقيرا للإسلام وكسراً لأنف العروبة بلا مواربة وكان التنفيذ بيد طائفيين باعوا العراق لأجل السلطة والمال إذ عينهم الأمريكي نيابة عنه لأمركة العراق. نعم صدام كان ديكتاتوراً، ولكن كان وطنياًـ ثم كم حاكم منتخب في كل العالم الإسلامي والوطن العربي؟بل كم حاكم وطني وكم نظام غير طائفي؟

ومنذ عام 2011 يتم تدمير العراق وسوريا وليبيا والبحرين باسم الإسلام واليمن منذ 2015. وتكتمل المأساة حين يكون الرد على كل هذا الخراب بعصبية طائفية تتذيَّل لغير العروبة! أما والطائفية تجد لها قطعاناً بالملايين فما أخطر ما هو قادم.

لاحظ وجدت الخريطة بالإنجليزية أدق من العربية.

✺ ✺ ✺

الحرب على هند!
كان الله في عون زوجاتكم
بادية ربيع

إذا صحت الرواية عن المناظرة بين الرسول (ص) والسيدة هند بنت عتبة حين قال لها النبي يوم فتح مكة:
إيهٍ هُنود آكلات الكُبود،
فأجابت فورا: أنبيٌ وحقود!”
كان ذلك لأن الرواية تقول بأن هنداً طلبت من عبدها حبشي قتل حمزة عم النبي فأحضر لها كبده ويُقال بأنها لاكته.
وكي نضع ومن ثم نفهم هذه الرواية في سياقها التاريخي فإن هنداً زوج ابي سفيان صخر بن حرب زعيم قريش وأم معاوية بين أبي سفيان كانت تعتبر الملك لبني أمية ولذا، واجهت الرسول بقوة كإمرأة تستند على قوة طبقية وعائلية ونسائية معاً.
وسواء صحت الرواية كلها أو بعضها، فإن المهم فيها لنا اليوم هو جرأة المرأة .
أما حين يُعلن البعض اليوم الحرب على هند بنت عتبة، فنحن أمام عميان بالطائفية منذ 15 قرناًأو جرى تحشيدهم وربما حشوهم ب:
1- ​​حقد طائفي
2- وزعم سادتهم ومشغليهم أنهم من آل البيت (وطبعا شو جاب لجاب).
3- وزعم مشغليهم أنهم مالكو الإسلام رغم أنهم ليسوا عرباً
في هذه الحال، نحن أمام قوم أو نسخة شيعية داعشية.
فما أوسع الفجوة بيننا وبين العالم:
– سواء الغربي حيث المدرسة اللبرالية البرجوازية للمرأة
– والعالم الشرقي ، الصين مثلاً حيث التراث الماوي في تحرر المرأة
دواعش السنةوالشيعة لا شك يكرهون هندا لأنها إمرأة. وهم لا شك يتزوجون مثنى على الأقل ويضاجعون الجواري،
يا إلهين ما أكثر النسوة اللائي بينت الزوجية لهن سجناً.
ولو شئنا وصف المسافة بيننا وبين العلم لوجدنا ضالتنا في المثل الشعبي:
“وين…كلبك والغزال”!

✺ ✺ ✺

هل تفلح عربُ ملوكها عجم؟

حذار من استبدال التبعية للغرب بتبعية لأنظمة دين سياسي في الشرق

جاسر خلف

 ومن منّا لم يكن معجباً بعظمة روسيا وثورتها البلشفية وبالاتحاد السوفييتي العظيم ودوره الحاسم في انتصار البشرية والقضاء على النازية في الحرب العالمية الثانية؟ 

و من لم تفتنه و تسحره روائع الأدب الروسي العظيم في القصة و الشعر و بوشكين ودوستويفسكي إلخ.. ؟ 

ولكن قيادة وسياسة السوفييت وتوابعهم من بقية انظمة أوروبة الشرقية والاشتراكية لم تكن بالنسبة لنا حكمة كاملة و لا خيراً مطلقاً حتى نقدّسهم و نجعل من نقدهم أمراً مستحيلا. 

لكن ولأسباب عديدة “تستحق الدراسة بشكل منفصل” فإن بعض العرب والمتمثل بغالبية الأحزاب العربية التي تحمل تسمية الشيوعية أو التحول إليها كانت تنظر لقادة أوروبا الشرقية بوصفهم مقدسين ومعصومين وبطريقة ربما أقوى من معصومية الانبياء والبابا وبعض المرجعيات وبالتالي يقومون بتجريم من ينتقدهم أو يحمل رأياً مختلفاً. تجسد ذلك عملياً في اعتماد اعتراف متصهيني وشيوعيي اوروبة الشرقية بالكيان الصهيوني والتماهي معه وكانوا يتلقون اوامرهم من السوفييت و لم يكن لهم سياسة خاصة بهم أصلاً.

مع تفكك الإتحاد السوفييتي تفككت أحزاب العرب الشيوعية الولائية تلك بحيث فقدت “شيوعيتها”، وتخلت هكذا بسرعة عن سلاحها النظري، وهذا يطرح حق التساؤل:

هل كانت شيوعية حقاً؟ أم هي كما ورد في القرآن: 

“بل لم تؤمنوا و لم يدخل الإيمان قلوبكم”!

ولأن هذه الأحزاب، بل لنقل قياداتها اعتادت على وجود رأس خارج جسدها يُعلمها كما يرى وليس كما ترى، كان لا بد لها أن تبحث عن ولاء جديد، ولكنه هذا المرة، لامريكا أو للأنجزة او لتنسيقيات قطر والخليج ومجالاتهم الإعلامية والسياسية البديلة.. 

. أعرف رئيس دائرة أيديولوجية لفصيل فلسطيني، انتقل للعمل كبوق لتنسيقيات الناتو السورية.. وكانت كل طرقهم تقود لخدمة مصالح الغرب والكيان في النهاية. 

ثوار في خدمة الثورة المضادة. إنها جذور عُقدة الدونية واحتقار الذات وحب التبعية لدى هؤلاء والتي لها جذور عميقة في مجتمعنا.

وإلا كيف نفسر خنوع أنظمة ونُخب/قشور العرب وقبولهم بالاستعباد ولمدة قرون لخدمة الناهب العثماني و بإسم الدين. علماً بأن سلاطين آل عثمان لم يصل اياً منها مكة للحج إطلاقاً! ناهيك عن أن الخلافة لدين عربي يجب أن تكون في عربي و حتى قُرشي من آل البيت!.

وهذا الاتجاه مازال حاضراً وقوياً جداً لدى جماعات الدين السياسي العربية اللاعروبية

واللاقومية والولائية للغريب…

في حين أن الدين الإيماني وحتى الدين السياسي في روسيا وامريكا وتركيا وإيران إلخ.. هو دين وطني ويعمل لصالح امته. إلا الدين السياسي عند العرب فهو تدمير للمجتمع العربي وقيمه العروبية وعميل وخادم للأجنبي (بإستثناءات قليلة).

قام إسلامنا السياسي طبعة الدين السياسي بتدمير وسرقة ونهب ليبيا وتونس وسورية لأجل خدمة تركيا وأمريكا والكيان. وبصورة مشابهة تقوم مليشيات الدين السياسي في العراق بنهب وتدمير اقتصاد وعروبة البلد لإلحاقه وتتبيعه لإيران وامريكا وتركيا والكيان.. البعض يصاب بهستيريا وجنون ونوبة عصبية كلما ذكرنا دور إيران وسياستها (وكأنها دولة خارجة عن قوانين الكون والبشرية) وهي نفس نوبات الهستيريا والصرع التي كانت تصيب التوابع من الشيوعيين الولائيين حين ننتقد موقف السوفييت من الكيان. وهنا لا بد من توضيح ضروري بشأن إيران والعلاقة معها: 

إيران مجتمع أو دولة ذات تاريخ طويل وحافل بإنجازات حضارية لها آثارها الواضحة على البشرية. ولذلك تستحق منا الإعجاب والاحترام. وهي دولة جارة و شريكة لنا في الجغرافية

والتاريخ والعادات إلخ.. لذلك يجب النظر لإيران وللشعب الإيراني كأصدقاء وحلفاء وشركاء في المصير والكرامة الإنسانية التي نناضل لأجلها ضد العدو الغربي الاستغلالي وضد الصهيونية. لكن نرفض اي شكل من أشكال الهيمنة وتحت أية ايديولوجيا وأية شعارات وإلا فإننا ذاهبون إلى نير عبوديتنا بكامل رغبتنا أو بتقاعسنا وهو ما حصل ويحصل مع تركيا

وأردوغان.. 

الدول والمجتمعات محكومة باقتصاداتها بالدرجة الاولى وبشكل وعلاقات الإنتاج وملكيته

و الأسواق و رأس المال.. 

إيران مثل حال غالبية دول العالم. هي دولة رأسمالية و محكومة بقوانين راس المال و آلياته. أي أنها تسعى للربح و مراكمة راس المال و التوسع بالأسواق.. و لكن هل يوجد سوق أكثر ربحية بالنسبة لتجار إيران أو البازار أفضل من مزرعة العراق في ظل سيطرة فئة فاسدة جداً

و تابعة جداً ؟؟ 

بسبب الدعاية ذات الرؤية النفقية و الدوغماتية الإيرانية تحديداً و التي تسمي نفسها إعلام مقاومة، فإن الغالبية من جمهور المقاومة لا تعرف حقيقة أن القوة الأكبر و الحاكم الفعلي في إيران هو رأس المال أو البازار و لكن بعباءة دينية بزعامة الولي الفقيه و هو منصب سياسي (و ليس ديني) مستحدث على يد زعيم الثورة الإيرانية السيد آية الله الخميني و إن كانت ظهرت كتابات عن ذلك قبلها بقرن و نصف.

الحرس الثوري نفسه هو أحد أكبر المستثمرين و التجار و أصحاب المشاريع في إيران

و بواسطته يتم إنجاز صفقات كبرى مع المليشيات الولائية التابعة له مباشرة في العراق ! 

هذا الطرح يزعج كثيراً من المهووسيين و المسكونيين و الممسوسين بإيران و لكن اتحداهم أن ينكروه!! 

هذا الحديث، لتثبيت ذلك و ليس للنقاش في إيمان البعض بمعصومية الولي الفقيه

و شرعيتها.. أو مدى تطابقها مع منطق التفكير السليم، فالعصمة للأنبياء. وإذا قررت قيادة طائفية معصومية أحد رجالها فذلك ليس إلا لإضفاء طابع قداسي على أطروحاتها لتجنيد البسطاء بشكل أعمى يُبعدهم عن الرؤية الاجتماعية وخاصة وضعية الطبقات الشعبية كما يبعدهم عن الانتماء القومي.

دعوني اشير فقط بأن مرجع المقاومة اللبنانية والعربية و ليس الإسلامية فقط في لبنان آية الله محمد حسين فضل الله كان يرفض مفهوم ولاية الفقيه و يعتبرها شأناً إيرانياً داخلياً

و عليه لا يحق للقيادة أو المرجعية الإيرانية ممارسة سلطة سياسية على من هم ليسوا إيرانيين. كما أن المرجع فضل الله رفض الإحتلال الأمريكي للعراق و دعا لمقاومته و بعكس مرجعيات أخرى و خاصة السيد علي السيستاني الذي لاذ بالصمت، فلم يرفض العدوان الأمريكي و قبل بأن يُعالج في بريطانيا في ذروة إحتلالها للعراق.

والحقيقة لو حصل هذا لتحدث الناطق بإسمه، و خاصة حين يكون المجال مصير الوطن، هذا إلا إذا صح اعتقادنا بأن الوطن لدى قوى الدين السياسي ليس هو الأولوية بل الأولوية هي لاقتناص السلطة و من ثم الثروة.

مقابل السيد فضل الله، فإن المرجعيات الدينية أي قيادة الشيعة العرب العراقيين رحبت بالاحتلال، و قيادات العراق السياسية أتت معه على الدبابات من الغرب ناهيك عمن كانوا في إيران و كانوا يقاتلون بلدهم.

مرجعيات العراق رحبت بالاحتلال و ببريمر و دستوره و اصدرت الفتاوى و التهديدات لرعاياها بالتصويت له و المشاركة بإنتخابات تقسيم العراق و إنتخاب المليشيات الإجرامية التي أحضرها الإحتلال حصراً و بالإسم !! 

و حتى اليوم يسمون يوم 9 نيسان 2003 يوم النصر !! 

لعل من حقنا السؤال: 

أتحدى أي بلد في العالم اعتبر بعض أهله احتلال البلد يوم نصر! و إن حصل كيف لم يُحاكموا ؟!

بإختصار: 

نحن مع أقصى درجات الصداقة و التحالف و التعاون مع إيران و الشعب الإيراني و لكن نرفض التدخل و تصدير ما تسميه ثورة بواسطة مليشياتها الولائية في العراق و التي تلعب نفس الدور الذي يلعبه اليهود الصهاينة و العثمانيين و أذنابهم من الإخوان المسلمين بتدمير مجتمعنا و عروبتنا و نهب ثرواتنا. 

إيران في العراق في تنسيق و تفاهم معين مع الامريكي و هما مستفيدان رئيسيان من وضعنا المتردي هذا. من السذاجة أن ننتظر من إيران العمل ضد طموحاتها و مصالحها الإقتصادية في العراق و بأنها ستسمح بمهاجمة الإحتلال الأمريكي هناك. 

مليشيات العراق هي لحماية مصالح من زرعها !

الشعب العراقي و خصوصاً الشيعة اصبحوا يعرفون ذلك تماماّ ..

و اذا أردنا الحرية و الكرامة فعلاً..: 

بدل لوم تركيا و إيران و امريكا و الكيان علينا مواجهة أدوات و أجهزة و أبواق ومثقفي تركيا

و إيران و أمريكا و الكيان !.

✺ ✺ ✺

عندما كنا شيوعيين

حضرمي يكتب…عن ايام عدن الجميلة….
قبل عام ١٩٩٠م...

كنا متآلفين متراحمين
يجلس الجار مع جارة ويأتمن على دارة واهله
كنا نجلس ونسمر في مجلس واحد
وكنا نفشي السلام بين الرجال والنساء ونتبادل الاخبار والسؤال عن الحال.

عندما كنا شيوعيين :
نذهب بالمريض للمستشفى لا تسجيل ولا دفع حق المقابلة ويتم فحصة وصرف العلاج له كاملاً، وإذا استدعى لتنويمه في المستشفى العام، اترك المريض وانت روح بيتك مالك شغل، يعطى له سرير وفراش وعلاج واكل، فطور، غداء، عشاء وإذا استدعي لنقله، سيارة حكومية تنقله الى عدن وإذا استدعى لنقله للخارج، الدولة تنقله، لا تسأل عن تكلفة عملية ولا إشعة ولا فحوصات ولا أي علاج كان.


عندما كنا شيوعيين :
كانت المساجد لها هيبتها وروحانيتها وحلقات التحفيظ مليئه المساجد لا صرعات ولا بقع ومربعات داخل الجامع لجماعات  وأحزاب

عندما كنا شيوعيين :
قبل إن يبلغ ابنك سن السابعة يدخل الروضه
وبعد ذلك يتم استدعائك لإحضارة الى المدرسة والدولة تتكفل بتعليمه في
الابتدائية وتشرف على تفوقه حتى يصل الاعدادية
  وإذا لزم نقلة الى مدرسة اخرى الدولة تتكفل بسكنه وفراشه وغطائه واكلة
وشربة وكل اسبوع لحم، دجاج، سمك، ثم يصل للجامعة ويتخرج والوظيفة جاهزه ومنحات خارجية مجانية.

عندما كنا شيوعيين :
المواد الغذائية مدعومة، ألف شلن ( درهم جنوبي ) يكفي مصروف شهر لأسرة عددها خمسة الى ثمانية افراد واكثر.

عندما كنا شيوعيين :
الزواج بواحدة والمهر لا يكلف إلا ألفين شلن ( درهم ) وخمسة الف اغراض
العرس من لحم ورز ودقيق وغيره.

عندما كنا شيوعيين :
إن لك قضية لا وساطات ولا مجاملات لا هذا ولا ذاك، المحامي تكلفه الدولة لك خصيصاً ومجاناً.

عندما كنا شيوعيين :
تذهب للأمن وأنت مطمئن بأخذ حقك دون رشاوي ولا معارف ولا وساطات ولا ابتزاز ولا سرقة ولا قتل إلا نادراً، وإذا قُتل مواطن في المهرة مواطن آخر يستنكر ويدين في المندب ويشاع خبره بكل محافظات الجنوب وصدمة كبيرة للجميع.

عندما كنا شيوعيين :
إذا ضاع عليك شيئاً، ستجده بنفس المكان الذي ضاع فيه   أو بأقرب محل تلاقيه وأي شخص يعطيه لك، كانت الثقة والأمانة بكل شخص، وإن لم تجد ضائعتك، ابلغ فوراً سواءً في لجان الدفاع الأهلية أو في الأمن وخلال ساعات وأشيائك معك، كان لدينا نظام وقانون في الجنوب   لا مثيل له ويحسدنا عليه القريب والبعيد، الصاحب والعدو.

عندما كنا شيوعيين :
كنا نصلي ونصوم لا عنصرية
ولا مناطقية ولا أحد يتعرض لك
ولا إرهاب ولا ذبح
ولا أحزمة ناسفة ولا تناحر
مذاهب ولا طوائف
ولا محاضرات للفتن.

الان
العلاج بالفلوس، الدراسة بالفلوس، الوظيفة بالفلوس، المحاكم بالفلوس،
المحامي بالفلوس ومعاملتك بالفلوس، جعلت من الجار عدو ومن المرأة فتنة ومن
المحاضرات تحريض
ومن القتل شي عادي
ومن السرقة عادة
ومن الإرهاب جهاد

 ومن التسول شغل

ومن الشحاتة عمل خير
وافتتاح جمعيات
ودكاكين باسم التبرعات
وكفالة الايتام وغيرها
  ومن الغلاء شطارة
  ومن الفساد منافسة ومن الرشوة حق…
وأصبحت الخمور منتشرة بكل زغط وحاره
والقات اصبح عاده بعد ان كان يوم بأسبوع
رأينا وجوه غريبه تدخل عدن بسلاسل مربطه ومكرفون جنبه يصيح عليه ديه ومحتاج لدفعها
رأينا كثروا المجانيين بكل ركن وزغطوط انتهى التعليم
وضاعت هيبته وقيمته  امتلأت المساجد بجامعات ثيابهم قصيره وشعورهم طويله  وحواجبهم مكحله
وبدون احذيه وعيونهم يطلق منها شراره
أصبحت المساجد ساحة للصراع  أتذكر
ومازلت أتذكر وقائع وأوجاع
والى هذه اللحظة لازلنا نعاني ونعاني من الظلم والتخلف وما خلفوه لدولة
الحضارة والنظام والقانون

أعطونا الشيوعية الإسلامية وخذوا اسلام به الارهاب والرعب والظلم
وريتهم يفهموا معنى كلمة الشيوعية الاسلامية.

✺ ✺ ✺

تراجعت القومية العربية.. وتقدمت الهجرة

ناصر الماغوط

قبل ثورة التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات والتي صار فيها العالم ليس قرية صغيرة وحسب، بل ربما صار مجرد غرفة واحدة، وقبل تطور وتبلور وسائل الأمن والقمع العربي، كان الشعب العربي يشعر بأنه شعب واحد، وأن أمته أمة واحدة.

ومن خلال أجهزة الراديو والتلفزيون الذي كان البث فيه أرضيا وليس فضائيا، كانت تصل الأخبار للناس، وكان العرب يعرفون ما يجري في أي مكان من العالم العربي، ويهتمون به، وكانوا يتظاهرون من المحيط إلى الخليج دعما لأهلنا في فلسطين ولثورة الجزائر ولأي نائبة تصيب أي قطعة من الوطن العربي، وأبرز مثال على ذلك أنهم كانوا يجلسون بجانب الراديو، قبل انتشار التلفزيون، مثل التلاميذ لسماع خطابات عبد الناصر وأغاني أم كلثوم.

كانت الشعوب العربية شابة وتنبض بالحياة والكرامة والغضب ومفعمة بالآمال

اليوم، ومع بلوغ تكنولوجيا القمع والمخابرات ذروتها في العالم العربي، صار كل ما يجري في فلسطين وما يسفك فيها من دماء زكية طاهرة، وكل ما يتم فيها من عدوان واغتصاب أراض وإقامة مستوطنات.

وكل ما يحدث لأهلنا في الجولان وفي شمال وشرق سوريا

وما يجري من اقتتال رفاق السلاح في السودان

وما يحدث من مهزلة المهازل في العراق المقسم بحكم الأمر الواقع

وما يجري في لبنان

وفي ليبيا

وفي اليمن

وفي كل منطقة عربية أخرى يتم تهيئتها للخراب

وكل ما يتم نشره بكل وقاحة وصفاقة عن مشاريع وخطط غربية لتمزيق الدول العربية الواحدة تلو الأخرى

كل ذلك لم يعد يحرك شعرة واحدة في مفرق مواطن عربي

لماذا؟ لأن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج بات غارقا اليوم بمشاكل ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يعد يهمه ما يجري في فلسطين ولا في غيرها، لأن “اللي فيه مكفيه” كما يقال.

وتفسخت مقومات الوحدة العربية التي درسناها في كتب القومية العربية مثل اللغة والدين والتاريخ والثقافة والجغرافيا بسبب القمع والفقر والفساد.

والعرب اليوم عربان: عرب أغنياء حكامهم نجحوا في رشوة شعوبهم ليأكلوا ويشربوا ويسكروا ويسوحوا في العالم بحثا عن المتعة مقابل أن لا ينظروا إلى ما يجري من حولهم، وعرب فقراء، مواردهم محدودة، بالكاد تكفي نفقات الحكام والحاشية والتابعين والأمعيين وأجهزة الأمن، وما تبقى يتم رميه للشعب الفقير ليسد فيه رمقه.

وهكذا، فإن الحياة في بلاد العرب صارت مثل الحياة في زريبة، كل خروف أو نعجة فيها، يفكر بنفسه وحسب، وهكذا سقطت من حساباتهم فلسطين وغيرها من القضايا العربية

وصار الحديث بالقومية نوع من التندر والمسخرة

وصار الحديث بالسياسة انتحار

والحديث بالأخلاق سذاجة وجحشنة

ولم يعد أحد يتحدث عن المشاركة في الحياة السياسية، في أحزاب حقيقية، في انتخابات، سواء مرشحا أو ناخبا

وصار كل شيء صوريا. الدين والسياسة والانتخابات والعبادات

ولم يعد يوجد من حقيقة واقعة في عالم العرب سوى النزيف البشري الهائل من أجل الخلاص الفردي من هذا الجحيم المبالغ فيه طبعا وهو الحياة في هذه المنطقة في ظل غياب الأحزاب القومية والوطنية اليسارية وانعدام التفكير بالشأن العام الذي انحصر بالدولة تحديدا.

لنستنتج بأن الغاية عند بني “العربان” هي تخدير شعوبها تماما لتصير جاهزة للذبح

بلا إحساس بالكرامة

بلا إحساس بالإهانة

بلا إحساس بالغضب

وأقصى ما يطمح إليه العربي في هذه الأيام هو أن يبيع كل ما يملكه وما يربطه بوطنه ليهاجر إلى ما غير رجعة، ويترك الشقا على من بقى.

وهو ما يحدث اليوم تماما.

:::::

“رأي اليوم”

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:
  • توتير:
  • فيس بوك:
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org