تغطية الكيان صهينة مخفية: هل كوبا وسويسرا أمة واحدة! عادل سماره

حسب إذاعة كان الصهيونية ورد:

“…عقدت لجنة السياسة الخارجية والأمن في الكنيست جلسة مغلقة حضرها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، وأجاب فيها عن الأسئلة التي وجّهها إليه أعضاء هذه اللجنة. وقد كشفت إذاعة “كان” العبرية، يوم الاثنين الماضي 26/6/2023، عن بعض ما دار في هذه الجلسة حول مسألتين على جانب كبير من الأهمية: موقف الكيان من الدولة الفلسطينية من ناحية، وموقفها من السلطة الفلسطينية من ناحية أخرى.

في إجابته عن سؤال الدولة الفلسطينية، قال نتنياهو: “على “إسرائيل” استئصال فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة من أساسها، وعليها أن تعمل بلا كلل أو ملل على قمع طموح الفلسطينيين في إقامة هذه الدولة، وأن تغلق الطريق تماماً أمام هذا الطموح”.

لعل أول ما يخطر في نفسك، لماذا هذه العنجهية من فرعون الكيان!

معذرة أو لا معذرة من الجميع، لأن هذا لم يردَّه أحد بعد! ولا نستثني أحداً، فلا حزب ولا نظام عربي، ولا نقابة ولا جمعية ولا إتحاد فتح فمه. فليس المطلوب فقط من محور ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة أن يرد، بل هذا فرض عين، لكن يبدو أن العين مفقوئه حتى حينه! نعم، إسمحوا لنا أن نغضب أو نشعر بالخزي أو كليهما معاً وبالطبعن قبل أن يطردونا من مقابرنا أن نقول كلمة حق لا كلمة مرتزق مأجور وفي أحسن الأحوال كلمة مثقف منشبك.

وحدها قراءة قادة الكيان هي التي لا تسمح بالتلطي والمناورة لأنهم في وضوحهم لم يتركوا ، ويصرون على عدم ترك، اي تفسير غير قولهم وهو “لا لدولة فلسطينية ولو على سنتيمتر مربع واحد. يا للهول، وهل سيعطوا دُعاة الدولة الواحدة وخاصة مع المستوطنين شيء؟ متى يفهم ثرثاروا السياسة أن ما هو قائم ويصر عليه الكيان منذ مساء 5 حزيران 1967 هي دولة واحدة في كل الوطن الفلسطيني ولكن فقط للمستوطنين”. وأنا نفسي كنت هنا ذلك اليوم وفهمت الدرس من حينه ولم أتغير ولن أُجامل وليكرروا Stone head.

وللتدقيق، هذا يعني أن كل من يطالب بحل الدولتين قد سلَّم بأن المحتل 1948 هو للكيان بالمطلق. لذا، فإن اي محلل يتناول حديث نتنياهو ويحصره في مسألة حل الدولتين يقع شاء أم ابى في التطبيع الذي هو الاعتراف بالكيان/إستدخال الهزيمة.فمن يستمرىء الهزيمة هذا شأنه، أما نحن فقول لأبنائنا لسنا امة العرب التي تسقط في هذا البحر من الغائط لأن هذه خيانة للوعي الجمعي العربي وحتى للعالم.

هذا يعني أن أي تحليل للصراع العربي الصهيوني يجب أن يبدأ من اغتصاب فلسطين 1948 لأن هذا يتضمن حقيقتين:

الأولى: أن هذا وطن الشعب العربي الفلسطيني

والثانية: أن اقوال قادة الكيان واضحة وتتحدى الجميع بكل صلف ووقاحة.

من هنا وجوب انتباه القارىء أو المشاهد لأي حديث عن حل الدولتين معزولاً عن المحتل 1948 هو خطير وبقصد ووعي فاحذروا حديث أية فضائية التي بهذا إعماء لا إعلاماً!

كما أن أي تحليل يصف أقوال نتنياهو بأنها تقوم على اساس ديني ويميني هو تبرئة لقادة الكيان وحتى قادة الصهيونية وكأن من كان يُدعى علماني أو “‘شتراكي أو يساري صهيوني” مختلف عن نتنياهو، وهذا تدليس فالجميع تحدث واعتدى وقاتل من أجل اغتصاب كل فلسطين.

صحيح أن نتنياهو يقود حركة وسلطة دين سياسي بالعلن ولكن الصهيونية المسماة علمانية هي ايضا اخبث حيث لها وجهين استخدمت كل واحد منها في موضع أنسب لاستخدامه:

• وجه دين سياسي حيث ترتكز على ما يسمى أرض الميعاد وتزعم أنه كان لليهود دولة في فلسطين حتى ولو بعد الكنعانيين، وتزعم ان ما تسمى “إسرائيل” ممتدة منذ ثلاثة آلاف سنة. في ثلاثة آلاف سنة تذوب الجبال وتتحول إلى صحارى، لكن “العرق الرباني” ثابت ، يا للكذب على الجغرافيا والتاريخ والعقل، ويا لنذالة من يصمت فما بالك من يُصفِّق ومن يُداري!

• ووجه علماني للكذب على العالم.

من هنا، فإن على العرب خاصة الحذر من كل الإيديولوجيات التي تنادي بدولة دينية أو أمة دينية لأن هذا يؤثر على العقل الجمعي العربي وخاصة الجيل الشاب ليعتقد بأن لليهود حق في فلسطين او حتى الحق في كل فلسطين.

دعك من زعم أمة إسلامية كإيديولوجيا بلا أرضية، خذ روسيا وأوربا:هل تجمعهما المسيحية في أمة! وهل تجمع معها كوبا؟ ما الذي يجمع كوبا المحاصرة من جميع الدول التي تزعم أنها مسيحية ؟ بل ما الذي يجمع كوبا المحاصرة بالدولار مع سويسرا التي هي لص العالم المالي هي الدولة التي تتقىء مالاً بل دم الشعوب وتزعم انها حمامة سلام؟ هي أكثر دولة خدمها الاستعمار والإمبريالية حيث القى فيها كل قاذوراته المالية. ثم ترمي فتاتاً لمؤسسات نسوية في الأرض المحتلة تنسق مع نظيراتها في الكيان الصهيوني ولنا في هذا حديث وحديث قادمين.

يبقى أن نشير إلى أن الانقسام السياسي في الكيان اليوم ليس على خلاف ديني، بل سياسي طبقي معسكراتي ورأسمالي طبعاً.

ملاحظة: نشرنافي كنعان عشر مقالات عن ذلك.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….