كاتبة من العراق
يندى الجبين حقاً حين يرى تقزيم المجد العروبي العراقي إلى انحطاط طائفي متبادل بين اقزام كلا الطائفتين، خصوصاً من جلس على كراسي قصور الخضراء ممتطياً ظهر دبابة أمريكية شيعياً كان أم سنياً،
يسرق كلاهما مجد ثورة العشرين الباسلة التي قامت بدوافع وطنية عربية ضد الاستعمار ليس في العراق فحسب، بل من الجزائر وحتى اليمن، ثورة قتلت جنود الغازي وخاطبت قادته بأنفةٍ بدوية وعِزَّة عربية وكبرياء عراقي،
لم يكن سيف الشيخ شعلان طائفياً ولا سيف غيره، وإن كانت سياقات معينة أفضت إلى قيام الثورة المجيدة في مدينة السماوة جنوب العراق، فقطعاً لم تكن كل عشائر الجنوب مقاومة، كما أن في الشيعة والسنة من عمل جاسوساً للانجليز وفيهم من ولوه أميراً ومن منحوه الأراضي وكل هذا موثّق، ولكن أنتم لم يعد حتى دمكم عربياً، تسلبون وتُريقون النفط لمن وما وراء الحدود وتتغذون بدم كزيت السيارات من غرب وشرق العراق، تباً لكم.
إن عصر الانحطاط الطائفي يتجدد على يد الاحتلال الأمريكي-الإيراني فيحتل ثورة العشرين ويردد ذلك كهنوت بدائي متخلّف، ومثل هذا لا يفهم أن التاريخ لا يُمحى ولا يكتب بحبر من كذب، وحتى ولو جرى محوه في العراق مؤقتاً، فإن أرشيف الاستعمار البريطاني يحفظه ليفقأ أعينكم الطائفية،
فيا للعار !
لقد أعدتم احتلال الإمام علي نفسه بشكل متبادل شيعي وسني، فلا غرابة إذن أن تهتكوا ثورة العشرين بتلطيخها بشعارات طائفية هي نفسها ناقلة جلبت الاحتلال وتمددت تحت ظلاله، ليس أمامكم غير أن تتكاذبوا لأنكم تلعقون أحذية احتلالات متعددة،
ماذا جنى العراق على أيديكم الطائفية غير احتلال علي واحتلال الحسين واحتلال آل البيت واحتلال التشيع والإسلام واحتلال ثورة العشرين ثم تشويه كل شيء؟!
تُرى، لو سرق الأقزام السنة أو الشيعة أو الطرفان ثورة العشرين، ألا تعتقدون أنه لا يوجد في العراق من يرى عوراتكم المكشوفة والمختومة بخاتم الفرس وخاتم الوهابية!
إن أجدادكم مفجرو ثورة العشرين يتقلبون في أجداثهم قرفاً واشمئزازاً منكم، ولأن من رحل رحل، فإن غداً لناظره قريب، لأن لأولئك الأبطال أحفاد لن تنام عنكم أعينهم وإنا لكم بالمرصاد.
________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/