- أمَّا وقد فتكوا بالتاريخ، فلنحمِ الحاضر
- امريكا دولة حربية لمصالح راس المال، فماذا عن حروب العربان!.
(1)
أمَّا وقد فتكوا بالتاريخ، فلنحمِ الحاضر.
هذه حكمة العمر والتاريخ لا اللحظة أو اليوم.
شاهدت وقرأت ما يكفي من مجادلات ومناكفات مشايخ سنة وشيعة فُرساً وعرباً تنتهي بإنكار وأحياناً تحقير كل طرف لما يعرضه الطرف الآخر من “مراجع وكتب ومرويات وحديث النبي”. ولم يبق إلا أن يُنكروا النبي محمداً! إنه إنكار التاريخ حتى صار لديَّ الشك في إنقاذه. وإلى أن نتمكن من ذلك فلنضبط وقع الحاضر ونحميه.
هؤلاء المشايخ والكهنوت والفقهاء والساسة والأكاديميين وبُغاث وهمج التواصل الاجتماعي هدفهم، عرفوا أم جهلوا: تدمير العروبة تحديداً وهذا يخدم مختلف أعدائها إقليميا وعولميا.
حينما أتذكر خلافات البعث والقوميين العرب والناصريين وخلافات اليسار على سوفييتي، ماوي، تروتسكي، أجد أن التدهور إلى صراع الدين السياسي هو حالة تهوي بنا إلى حضيضٍ لا قرار له.
فلنحمِ الحاضر. نعم فلنحمِهِ.
(2)
امريكا دولة حربية لمصالح راس المال، فماذا عن حروب العربان!.
للذين لديهم قناعة إشتراكية وطبعاً ضد الرأسمالية كأم للإمبريالية والصهيونية، فإن سلطات الولايات المتحدة في الحرب الإمبريالية الثانية قد مولت الحرب من الضرائب على الطبقات الشعبية هناك. فمع بداية عام 1940 وسعت السلطة فرض الضرائب بجنيها عبر اقتطاع من الأجور فارتفع عدد دافعي الضرائب من 4 مليون شخص الى 43 مليون شخص عام 1945. وزادت كمية الضرائب من 8.7 بليون دولار عام 1941 الى 45 بليون عام 1945، ومع ذلك كانت كلفة الحرب 83 بليون دولار التي انفقت 1945. .. لقد قدمت الضرائب 136.8 بليون دولار من التكاليف الكلية للحرب البالغة 304 بليون دولار ولتغطية العجز وسعت الحكومة اصدار سندات مما شكل مصدرا وفيرا كدخل للحكومة”
See: The LongDepression, Michael Roberts, 2016 p. 57
لاحظ أن الطبقة الحاكمة قد دخلت حرباً ليست على حدودها وأنفقت عليها من فلوس الشعب سواء بالضرائب المباشرة أو ببيع السندات للناس. وبهذا تكون أمريكا الطبقة الراسمالية قد خاضت حربين:
حرب ضد النازية وجوهريا ضد انتصار السوفييت
وحرب على حساب جهد الطبقات الشعبية في امريكا نفسها.
وطبعاً خرجت من الحرب بدون اي دمار يذكر سوى غارات اليابان على “بيرل هاربر” وهو ما مكَّن أمريكا من تمويل إنعاش أوروبا بعد 1945 وبالتحديد احتواء أوروبا تحت هيمنتها وتحويل أوروبا إلى منطقة عازلة ضد السوفييت. ومع بداية 1971 وحتى 1973 تمكنت أمريكا من احتواء أوروبا مجدداً حيث عقد كيسنجر مع آل سعود اتفاقية بيع النفط بالدولار فقط مما صب في أمريكا ترليونات الدولارات من العالم كي يحصلوا عليها لشراء النفط فولد دولار السفاح “البترودولار”، كما عادت أمريكا واحتوت اوروبا ثالثةً، مع الحرب الدفاعية الروسية ضد اوكرانيا المدعومة من الغرب وكلفة الدور الغربي على حساب أوروبا التي تدفع فواتير ارتفاع كلفة الطاقة .
طيب! أمريكا الرأسمالية دخلت الحرب لأجل مصالحها الإمبريالية وضد السوفييت، فلماذا حوصر العراق طاعة للعدو الأمريكي 13 سنة، وسوريا حصار وحرب 12 سنة ولم تتوقف لا الحرب ولا الحصار. بل اكثر انفق الخليج 2 ترليون دولا لتدمير سوريا! لصالح من!.
________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….