عاش حكيم فلسطين جورج حبش ومات وهو يعاني من هاجسين عمل كل حياته ما استطاع لتفادي حصولهما:
الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني. والانقسام الفلسطيني والانشقاقات، خصوصاً اي انشقاق
يمكن ان يحصل داخل الجبهه الشعبية التي أسسها وتأمل هو وقسم كبير من شعبنا الكثير
منها.
لا يجب علينا ان ننسى او نتناسى للحظه ما ذكره الحكيم جورج حبش بشأن القياده
الفلسطينية المتنفذة قبل ما يزيد عن اربعه عقود: إن
القياده الفلسطينيه المتنفذة، عندما تتسلم مراسيم الحكم الذاتي، (لأنه كان يتوقع حدوث ذلك بسبب تلاهف عرفات وحركته على مشاريع التسويه)، ستفعل كل ما تستطيع لكي تبقى في الحكم. انهاستصبح أداه من أدوات الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين. اي ان بقاء هذه
السلطه سيعتمد بالكامل على بقاءالاحتلال الفاشي لكي تبقى هي ايضاً في السلطه.
ما لم يقله الحكيم للأسف، هو ما يجب علينا كشعب، وما يجب على التنظيمات الوطنية
أن تفعله بهذا الخصوص، ربما لأن هاجس “الاقتتال الداخلي” كان دوما لا يفارقه، ليس لانه كان يعتبر أن هذه السلطة “فلسطينية” بالمعنى الوطني، بل ربما لانه كان يعرف أن جزءاً غير قليل من شعبنا، سيبقى مرتبطا بطريقه او
بأخرى مع هذه السلطة المارقة ولم يكن يسوغ له رؤية سفك دمائها في عمليه التطهير.
وأيضاً كان يقلقه قضية الانشقاقات التي يمكن ان تحدث في الجبهه الشعبيه والذي كان
عرفات وغيره ايضاً يعملون ليل نهار على إحداثها ما كان للجبهة من وزن شعبي سياسي نضالي ليس في الوطن المحتل فحسب بل في كثير من مواقع الشتات الفلسطيني.
للأسف غاب الحكيم وتحقق ما كان يخاف حدوثه، فسلطه الحكم الذاتي أصبحت أداه من
ادوات الاحتلال الصهيوني، تقوم بأعماله بدون حياء وفي وضح النهار، فتعتقل المناضلين، وتضرب بلا خجل
أو حياء كل ما هو وطني، كان من أهالي الشهداء او الأسرى والجرحى او من سكان المخيمات
التي لا ينشف دم شهيد من ابناءهاحتى يهدر دماء آخرين، وتستمر بالاستهتار بنا فتفرط
بتراب الوطن ووجودنا لحظه وتسرق مقدرات شعبنا وأحلامه بوقاحه لحظه أخرى غير آبه
بأحد أو بشيء.
وفي الوقت ذاته، أصبحت الجبهه الشعبيه التي كان يعقد شعبنا الآمال الكثيره عليها، منظمه قيادتها المجربة تقبع إما في دهاليز الاسر الفاشيه أو في المقابر او في مواقع الاغتراب الذاتي او
القصري في حين أن القياده الرسميةتظهر يوماً بعد يوم عجزها الفكري والتنظيمي فتراها
تتعايش مع واقع يجب نفضه وتغيره في وقت تقدم كوادرهاوأنصارها ما تستطيع معتمده على إرث الجبهه المميز وتاريخها الكبير فيأسر
البعض ويستشهد الآخر ويتوه ما تبقى في غيمه يعرف أنها ستزول ولكن لا يرى كيف.
لو كان الحكيم لا زال حياً بيننا لأظن انه كان سينادى بعمل المستطاع للتخلص من سلطه
الخيانة في رام الله حتى لو سفك دماء بعض الأغبياء الذين لا زالوا يتعاملون مع هذه السلطة العميلة، ولكان ايضاً وقف بوضوح ضد أي علاقة بين هذه السلطة والفصائل التي ومنذ
سنوات تتراكض لتلبيه دعوات كرازي فلسطين محمود عباس بالاجتماع والإتفاق مره تلو الأخرى كأنه يقول لهذه التنظيمات انا أقرر وأنتم لا تملكون قوه
ولا حتى ذاكره لتقولوا لي لا ان الأوان آن لكي أرحل وأعتق شعب فلسطين من سلطه عميله لا هدف لها الا
تنفيذ مخططات الكيان والبقاء كحام له.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/