عبرة صمود جنين (الحلقة 5): وحدة جبهات الثورة المضادة في الحرب والنهب والشذوذ … فماذا عن وحدة ساحات المحور! د. عادل سماره

السرية والعلنية والصراع الأهلي:

إثر معركة جنين راج فيض من الفيديوهات والمقالات واللعنات على سلطة الحكم الذاتي، ومن آخرين في السلطة ضد من يهاجمون السلطة.

 وتراوحت المساجلة بين التخوين والمناداة بالقتل والقتال.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا الشحن من موروث صراع غزة ومن ثم الانقسام والذي لم يُرتق لا فصائليا ولا عشائريا، وعليه، فإن تكراره في الضفة الغربية سيقود إلى مذبحة هي مثابة جريمة نتيجتها تكريس استدخال الهزيمة.!

عليك أن تفهم وجع من يتم اعتقالهم على يد السلطة وخاصة المسلحين أو قتل الشهيد نزار بنات عمدا وعلانية.

ولكن النضال أمر مشرِّف والثأر أمر متخلف في العمل السياسي الوطني.

أعتقد أن الالتزام بالعمل السري يختصر الكثير من إمكانات وصول أجهزة السلطة أو العدو لهذه المجموعات وبالتالي يقلل من الاحتكاك والشحن بين الأطراف الفلسطينية. وهذا بالطبع ينقض موقف دُعاة العمل العلني والافتخار به وهو العمل الذي لا يبرره سوى لحظة حصول الهجوم متعدد الجبهات للتحرير.

وإذا اقتنع دُعاة وممارسو العمل العلني سواء عن خطأ او عدم خبرة أو للاستعراض وتحقيق شهرة او للحلول محل السلطة وقيادة م.ت.ف …الخ، بالتوقف عن ذلك فهذه خطوة هامة لا شك.

لذا، على دُعاة الاشتباك الأهلي أن يتذكروا بأن هناك مقاتلين من حركة فتح وربما من الأجهزة الأمنية وهناك من قدم العتاد…الخ.

إعفاء الأنظمة وإعفاء الساحات

لاحَظَ ولا شك من راقب الحدث أن هجوم الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي تركز كلياً ضد سلطة الحكم الذاتي وشخوصها بالتفصيل. هذا مع أن السلطة لم تقل ابداً أنها ستقاتل أو أنها مع الكفاح المسلح، أو أنها مع تحرير كامل فلسطين أو أنها ضد “المبادرة العربية…الخ. بل أكدت إنها ملتزمة بما وقَّعت عليه.

ومع ذلك فالنقد ضدها شرعي وحقيقي بغض النظر عن مصدره إن كان من خبراء مخلصين أو من مراهقين أو من متوثبين لاستلام السلطة والحلول محلها أو من محرضين على حرب أهلية. اقول لدعاة الحرب الأهلية، إذا حصلت فليجهزوا أقلامهم وحواسيبهم ليحصوا كم سيبقى في الأرض المحتلة من الناس بعد رحيل من لديه فرصة، ولن يكونوا سوى العاجزين عن الرحيل أو من ليست لديهم اثمان تذاكر السفر.

لكن السؤال الأهم: طالما أن القضية عربية، اين النقد للأنظمة العربية التي طالما تحدثت باسم الفلسطينيين وصاغت أو شاركت في مشاريع حلول باسم شعبنا؟ وأين النقد لأجهزة الإعلام التي بعضها مثابة أبواق من فئة “أنكر الأصوات …”  لصالح ا.ل.م.ق.او.م. ة واين النقد على المثقفين المنشبكين بالأنظمة؟

واين النقد ضمن من يغيِّبوا الشارع العربي وحالوا دون استعادته؟

إن إعفاء الأنظمة هو نصر للكيان وتوافق مع التطبيع وإخراج أو انتزاع القضية من عمقها العربي، وهذا بحد ذاته إجهاض لصمود جنين وإن كان خبيثا غير مرئي كالسرطان الخبيث.

فيما يخص تقصير الساحات والجبهات في هذه المعركة كتب أحد مثقفي الإنشباك حمماً من الحقد وطبقاً لوظائفه نعذره:

 “… لكن هؤلاء لا يمثلون سوى نسبة بسيطة بالمقارنة مع الجوقة المنظمة التي تعزف لحن التشكيك المستمرّ بجدية ومصداقية محور المقاومة ومعادلة وحدة الساحات”.

يبدو أن الرجل غلام في عمر السبعين لا يفهم الفارق بين النقد والتشكيك وبين المناضلين والجوقات. وبوسعه مما لديه من مال وفير ممن يُدافع عن تقصيرهم ويُغدقون عليه أن يرسل بعض المال لصحفي استقصائي ليسأل الناس هل كانوا سعداء وهم يرون العدو يقصف المخيم وجنين ولم يبدر من محور وحدة الساحات والجبهات غير الكلام؟ أم كانوا سعداء بصواريخ البعث أل 39؟  قبل اجتثاثه لصالح نظام الفساد الطائفي المتأمرك والمتمتع بثلاثة محتلين للعراق! . لكن هذا لا يلفت نظره لأنه لا يأخذ الجماهير بالحسبان. هذا من مدرسة المال والسلطان وليس الوطن.

ترى هل شاهد تغريدات المرشد خامنئي التي تنص على أن الجهاد في فلسطين واجب كل مسلم؟ فهل ال 1500 مليون ملحدين!

يتوجّب على جميع المسلمين خوض الميدان من أجل تحرير #فلسطين، وهذا #واجب_شرعي.

في أحسن حالات هذا، فهو من مدرسة الدفاع الذاتي المسلح الذي يعتبر دم المواطنين مثابة زيت سيارات. هذا العقل لا يُبنى عليه فليبرر ما وسعه ميدان الورق والفضاء الإلكتروني ووضع كف عاموديا على الأخرى.

كل ما نقوله للمحور، على الأقل، إن الناس من الطفل إلى العجوز حين يسمعوا عن الصواريخ والأسلحة يسألون فور حصول المعركة: اين هي هذه الأسلحة؟

صحيح أنه ليس كل اشتباك يجب تطويره إلى حرب، رغم ان الثورة المضادة تفعل ذلك، ولكن غطرسة العدو وعدوانه اليوم في جنين واليوم الثاني في سوريا والثالث في غزة أمر لا يعني تهالك الردع في حالة الكيان كما يتغنى محللو الإنشباك بل استعادة الردع! فلا تكذبوا وتتكاذبوا. من لن يقاتل فليصمت والله في عونه.

إن الحديث عن وحدة الساحات داخل فلسطين يمكن أن ينتهي إلى وحدة الساحات بين مدينة وأخرى وقرية واخرى وبيت وآخر.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/