تحتفل فرنسا ب 14 تموز الثورة الفرنسية 1789 وما بعد التي أطاحت بكل العنف الممكن بالنظام الملكي وأرست جمهورية قومية برجوازية إمبريالية غربية ثابتة حتى اليوم بانتظار سحقها بثورة تُقوِّض الرأسمالية الإمبريالية ولا أخالها إلا شيوعية.
ولا يحتفل العراق بثورة 14 تموز 1958 والتي أطاحت كذلك النظام الملكي وبعنف. كانت كما يبدو آخر ثورة عراقية تحالفية متعددة وطابعها الرئيس يساري. بعدها دخل العراق في دوامة دم وطائفية وديكتاتوريات لم تتوقف إلى أن أصبح اليوم منطقة نفوذ. ومناطق النفوذ استعماريا هي التي تخضع لأكثر من استعمار أو احتلال وأكثر من نوع من الاستعمار: عسكري، اقتصادي، ثقافي، سياسي…وربما مجدداً استعمار جنسي مع ترويج الغرب بل وفرضه:” تقديس المثلية” بحلول الأقفية محل الأدمغة والاحتكاك والحتُّ الجنسي محل الصراع الطبقي. فالعراق اليوم محتل امريكيا وإيرانيا وتركيا وحتى عدة جيوش غربية ناهيك عن احتلاله من قوى الدين السياسي الطائفية الشيعية وصراعها مع الطائفية السنية.
من الذي يجرؤ اليوم على تذكر تلك الثورة التي كان يمكنها تغيير وجه المشرق العربي كي يُشرق. فقد جرى سحق حتى اشباه التقدميين في العراق والوطن العربي عامة.
ولفهم أين يتموضع العراق اليوم أو اين يوضع إقرأ التالي:
اختتمت مساء الأربعاء الماضي الدّول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قمتها السنويّة التي عقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس بمؤتمر صحفيّ عقده ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف ال ناتو NATO. ومما جاء فيه:
“… وفيما يتعلق بالعراق تحديداً، فقد جدد الناتو دعمه للنظام العراقي القائم، وتعهد بأن تواصل بعثة الناتو في بغداد تقديم الاستشارات غير القتالية ودعم بناء القدرات للمؤسسات الأمنية العراقية في منطقة بغداد الكبرى، وتعميق التعاون مع وزارة الدفاع العراقية. وقالت الوثيقة الاستراتيجيّة أن الحلف وبناء على طلب من الحكومة العراقية، يبحث في توسيع نطاق عمل بعثته لتقديم المشورة إلى وزارة الداخلية العراقية بشأن شرطتها الاتحادية. “
طبعاً هذا المُعلن من الأعداء الخبثاء وهو ضئيل مقارنة بالأسرار. ثم يأتي متحمس براس من قصدير ليعترض على قولنا إن العراق ليس في محور المقاومة.
العراق في محور الثورة المضادة وهو ضد العراق. وللعدل ليس وحده بين الأنظمة العربية وهذا يزيد تذكرنا لثورة 1958 المجيدة.
لازمة: انتقل العراق من الأممية الشيوعية إلى أممية الطائفيتين:1- الحلم بأممية طائفية شيعية تسيطر على العالم بولي الفقيه و 2-أممية الطائفية السنية عبر التعامل مع الإبراهيمية!
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….