تفاصيل خطة سموتريش وزير مالية الاحتلال الحاسمة 

بلغة عنصرية “فصيحة” ومتعالية جداً، يتحدث سموتريتش في خطته الهادفة القضاء بصورة مطلقة ونهائية على أي وجود فلسطيني عربي قومي في أرض فلسطين، وعدم إقامة أي كيان فلسطيني غرب نهر الاردن.

يسمي سموتريتش  خطته لحسم الصراع، “الامل الوحيد” ويرى فيها ان المشكلة الرئيسة التي تواجه “إسرائيل” تكمن في الصراع مع الشعب الفلسطيني (يحاول استثناء عموم العرب) ودفعه للاستسلام والتخلي عن حلمه بإقامة دولة له (بالضفة) وترتكز الخطة على انه لا تقرير مصير غرب نهر الاردن الا لـ “الامة اليهودية” وتكريس ذلك عبر برامج وخطط سياسية وعملية، ويرى بان “النصر بالتوطين – الاستيطان- سيؤثر على وعي العرب (يقصد الفلسطينيين أساساً) والعالم بأن دولة عربية لن تقوم على هذه الأرض”.

ويقع في جوهر الخطة ما يمكن وصفه “تعقيم” كل أمل او طموح او شعور وطني قومي فلسطيني، وانهاء ذلك كشرط للبقاء في الضفة تحت حكم الاحتلال، وبشرط الولاء المطلق له.

والادهى انه يعتبر هذه الخطة “الأكثر عدالة وأخلاقية بكل المقاييس – التاريخية والصهيونية واليهودية – وهي الخيار الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى الهدوء والسلام والتعايش الحقيقي” حيث يرى في كل ما سيقوم به الاحتلال لإنهاء الشعب الفلسطيني وتحقيق النصر عليه بانه النتيجة “الأكثر أخلاقية”.

بكلمات اخرى فان خطة سموتريتش تتلخص بإنهاء أي وجود فلسطيني عربي قومي على ارض فلسطين، ووضع حد لأي طموح او مساعي لذلك، عبر عدة سبل تبدأ بانتزاع الأرض في الضفة وإغراقها بالمستوطنين، وتحويل من يود البقاء في الضفة الى مجرد أفراد/ سكان ضمن دولة “إسرائيل” دون أي حقوق سياسية او وطنية، وتهجير من لا يقبل هذين الخيارين، وقتل (نعم قتل) من يود مقاومة ذلك ويرفض خياري الاستسلام ليصبح مجرد فرد “ساكن” دون أي حقوق سياسية وطنية، او الهجرة.

تقوم خطة سموتريتش في جوهرها على فكرة ان “استمرار وجود التطلعات الوطنية المتضاربة في قطعة أرضنا الصغيرة سيضمن سنوات أخرى كثيرة من إراقة الدماء والصراع المسلح. فقط عندما يتنازل أحد الأطراف، طوعاً أو بالقوة، ويتخلى عن طموحاته الوطنية في أرض إسرائيل، سيتحقق السلام المطلوب ويصبح التعايش المدني ممكنًا”. كما ورد فيها.

ويقول سموتريتش في خطته ” آمل أن يوافق القراء على القول بأننا كيهود، علينا ان لا نتخلى عن طموحنا الوطنية لدولة مستقلة في أرض إسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. لذلك، فإن الطرف الذي يجب أن يتخلى عن تطلعه لتحقيق هوية وطنية في أرض إسرائيل هو الطرف العربي. “

ويضيف “هذا هو هدف خطة /الامل الوحيد/ التي أمامكم: التوقف عن إدارة صراعنا المستمر بدرجات مختلفة من الشدة، بل الفوز وإنهائه؛ التوقف عن نسج وتقديم حلول تجميلية لا تجدي نفعًا، بل علينا إزالة واقتلاع الصراع من جذوره لضمان نهايته السريعة”.

ويقول: “عبر التاريخ، تجنبت إسرائيل التعامل مع الجذور الفعلية للصراع، وبطبيعة الحال، لن يكون من السهل تغيير ذلك. لكن، لا تستطيع إسرائيل أن تستمر في التخبط في حرب عبثية على الإرهاب، أو صراع خطير بنفس القدر ضد نزع الشرعية الذي تخلقه استراتيجية /إدارة الصراع/ في العالم. إن الإدارة المستمرة للصراع تضعف مكانة إسرائيل، وتضر بمصالحها الحيوية، وتتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه. ربما يكون من الصعب قبول خطة /الامل الوحيد/ الحاسمة في البداية، لكن المنطق الكبير الذي تتضمنه، وضرورته وحتميته، سيؤدي في نهاية المطاف إلى قبولها بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الدولي”.

الملخص التنفيذي لخطة سموتريتش:

وجاء في الخطة أن “إنهاء الصراع يعني خلق وتعزيز الوعي -عمليًا وسياسيًا- بأن هناك مجالاً واحداً فقط للتعبير عن تقرير المصير الوطني غرب نهر الأردن: وذلك الأمة اليهودية. وبالتالي، لا يمكن أن تنشأ دولة عربية تحقق التطلعات الوطنية العربية داخل نفس المنطقة. ينطوي النصر على ترك هذا الحلم جانباً. ومع تضاؤل دافع تحقيقه، تتضاءل حملة الإرهاب ضد إسرائيل”.

وتضيف “سيتحقق هذا الهدف حتى مع التصريحات الواضحة، أي بيان إسرائيل الصريح والواضح للعرب والعالم أجمع بأن الدولة الفلسطينية لن تقام، وهذا يجب ان يرتبط بالأفعال في المقام الأول. يتطلب ذلك تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على مناطق يهودا والسامرة، ووضع حد للصراع من خلال التسوية بإنشاء مدن ومستوطنات جديدة في عمق الأراضي، وجلب مئات الآلاف من المستوطنين الإضافيين للعيش فيها. ستبين هذه العملية للجميع أن الواقع في يهودا والسامرة لا رجوع فيه؛ أن دولة إسرائيل موجودة لتبقى، وأن الحلم العربي بدولة في يهودا والسامرة لم يعد مجديًا للحياة. النصر بالتوطين سيؤثر على وعي العرب والعالم بأن دولة عربية لن تقوم على هذه الأرض.”

وبناءً على هذه النقطة الواضحة، “سيواجه عرب أرض إسرائيل” بديلين أساسيين:​​

1- الذين يرغبون (من الفلسطينيين) في التخلي عن طموحاتهم الوطنية يمكنهم البقاء هنا والعيش كأفراد في الدولة اليهودية، وبالطبع “سوف يتمتعون بجميع المنافع التي جلبتها الدولة اليهودية -وتجلبها- إلى أرض إسرائيل. سنناقش إدارة وضع ومعيشة من يختارون هذا الخيار بالتفاصيل لاحقًا”.

2- الذين لا يريدون التخلي عن طموحاتهم الوطنية “سيحصلون على مساعدات للهجرة إلى إحدى الدول العديدة التي يدرك فيها العرب طموحاتهم الوطنية، أو إلى أي وجهة أخرى في العالم”.

ولكن ماذا سيكون مصير من يرفضون هذين الخيارين من الشعب الفلسطيني ، فان سموتريتش يدرك ذلك ويقول “من المؤكد أن الجميع لن يتبنى أحد هذين الخيارين. سيكون هناك من سيختارون خيارًا آخر؛ يستمرون في محاربة الجيش الإسرائيلي، ودولة إسرائيل، والسكان اليهود. سيتم التعامل مع أولئك الإرهابيين من قبل قوات الأمن بحزم وفي ظروف أكثر قابلية للإدارة”.

بالنسبة للعرب الذين يرغبون في البقاء هنا كأفراد في “إسرائيل” والتمتع بما تقدمه “سنحتاج إلى تحديد نموذج للإقامة يشمل الإدارة الذاتية المستقلة بما في ذلك الإدارات البلدية، إلى جانب الحقوق والالتزامات الفردية. سيعيش عرب يهودا والسامرة حياتهم اليومية بشروطهم الخاصة عبر إدارات بلدية إقليمية تفتقر إلى الخصائص الوطنية، سيجرون انتخاباتهم الخاصة مثل السلطات المحلية الأخرى، وستحافظ على علاقات اقتصادية وبلدية منتظمة بينها وبين سلطات دولة إسرائيل. ومع مرور الوقت، وفقًا لولائهم للدولة ومؤسساتها، والخدمة العسكرية أو الوطنية، ستصبح نماذج الإقامة وحتى الجنسية متاحة”.

ويقول بان “هذه الخطة هي الأكثر عدالة وأخلاقية بكل المقاييس – التاريخية والصهيونية واليهودية – وهي الخيار الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى الهدوء والسلام والتعايش الحقيقي”.

ويضيف “تبدو محاولات التوفيق بين الطموحين الوطنيين، والسماح لهما بالوجود جنبًا إلى جنب في نفس قطعة الأرض، أخلاقية للوهلة الأولى. ظاهريًا، يأخذ المفهوم في الاعتبار رغبات كلا الجانبين، ويمنع حل النزاع بمبررات أخلاقية أو “حق القوة”. لكن، “يمكن أن يؤدي النموذج الحالي إلى نتائج مدمرة أخلاقياً، لأنه يؤدي حتماً إلى استمرار الحرب وسفك الدماء. وعلى النقيض من ذلك، سيؤدي طريقنا الجديد الى النصر القائم على حق اليهود في ارض إسرائيل–رغم ظهوره كأحادي الطرف وعدواني–إلى أكثر نتيجة أخلاقية: سيضع حدًا لسفك الدماء وسيسمح بوجود تعايش ما بين اليهود والعرب الذين اختاروا هذا الخيار.”

ويتحدث مرارا عما يصفه الأسس “الواقعية والأخلاقية” للخطة، ويشير بهذا الخصوص الى ثماني نقاط تؤكد كما يرى “واقعية واخلاقية” خطته وهي التالية:

1- أن حل الدولتين حلٌ غير واقعي ولم يكن أبدًا واقعيا، وان شعار “دولتن لشعبين” هو شعار فارغ المضمون، وان هذا أصبح الحل البديهي للصراع سابقا بسبب “الوهم بأن الجانب العربي منفتح على التنازلات الإقليمية، وعلى استعداد لقبول دولة إسرائيل كدولة يهودية”، ويقول بانه ثبت خطأ هذا الافتراض عدة مرات، وان قيام دولة فلسطينية في الضفة “لن يكون سوى انتحارا في الوقت الحالي (من ناحية أمنية)” وانه “من الصعب تصوره ككيان دائم. فحل الدولتين غير ممكن، وبالتالي فقد حان الوقت لوضع حل قائم على نهج مختلف تمامًا على الطاولة”.

2- من منظور تاريخي ودولي وديني، فإن “المشروع الصهيوني لعودة الشعب اليهودي إلى أرضه بعد ألفي عام من النفي والتجول والاضطهاد، هو المشروع الأكثر عدلاً وأخلاقياً”. ويقول هنا “نحن لسنا الأمم المتحدة، ولسنا مجبرين على افتراض أننا نتعامل مع روايتين متساويتين في العدالة والحجج. ايماننا في عدالة قضيتنا هو ما يعطينا القوة الأخلاقية لهزيمة التطلعات العربية المتضاربة”.

ويضيف “تأسست دولة إسرائيل بقوة الإيمان بعدالة الرواية التوراتية، وبقوة موافقة دول العالم – في لحظة تاريخية نادرة – لتحقيق الرؤية واستعادة أرض إسرائيل إلى شعب اسرائيل. التدهور في قرار تخصيص أرض إسرائيل بأكملها للشعب اليهودي لم ينبع من اعتبارات العدالة، ولكن من الاستسلام للعنف العربي. هكذا تم اقتطاع كامل الأراضي الواقعة شرق الأردن لتشكيل مملكة شرق الأردن، بدلاً من أن تكون جزءًا من الوطن القومي اليهودي؛ وهكذا ولدت خطة التقسيم فيما بعد، وخلقت مفهوم الدولتين في أرض إسرائيل”.

ويقول “إن هذا الإيمان بعدالة قضيتنا أمر حيوي، ومن يفتقر إليه سيجد بالفعل صعوبة في الدفاع عن مطلب تخلي عرب يهودا والسامرة عن وطنهم”.

2- التحديات التي يجب على دولة إسرائيل مواجهتها غير مسبوقة، وبالتالي فإن الحل والواقع الذي ستخلفهما يمكنهما أن يكونا أيضاً جديدان وغير مسبوقان.

3- القول بأن “الإرهاب ينبع من اليأس” كذب. “الإرهاب ينبع من الأمل – الأمل في إضعافنا. يعتمد الإرهاب على الأمل في تحقيق شيء ما – لإضعاف المجتمع الإسرائيلي وإجباره على الانضمام إلى إقامة دولة عربية داخل حدود أرض إسرائيل” كما ورد في الخطة.

ويقول سموتريتش “يعمل الإرهابيون الانتحاريون في فراغ من نوع ما، ومع ذلك يفعلون ذلك لما يعتبرونه قضية نبيلة. غياب القضية، أو جعلها تبدو بلا معنى، والدافع الذي يدفع الإرهاب سوف تتلاشى، ومعهم إن شاء الله الإرهاب نفسه”.

5- “الطموحات الوطنية للشعب اليهودي والعرب في أرض “إسرائيل” متضاربة. لا يمكن السماح لهم بالعيش سويًا، ولن يدوم التقسيم الاصطناعي الجغرافي للمنطقة، لا يمكننا تجاهل التهديدات الأمنية والسكانية وراء سياج وخطوط مرسومة. المنطقة ما بين البحر المتوسط والأردن هي وحدة جغرافية وطبوغرافية واحدة، ولا يمكن تقسيمها بطريقة توفر الاستقرار السياسي والوطني. إذا قسمت كذلك، مع حصول العرب على الجزء الذي يطالبون به وتحقيقهم لطموحاتهم الوطنية، فإن هذه لن تكون سوى الخطوة الأولى في برنامجهم لتدمير دولة إسرائيل– إلا أنهم سيسعون لتحقيق هذا الهدف النهائي من موقع أكثر ملاءمة. لذلك، يجب أن يستند أي حل إلى بتر الطموح في تحقيق الأمل الوطني العربي بين الأردن والبحر الأبيض المتوسط”.

6- القول بأن التوق العربي للتعبير القومي في أرض “إسرائيل” لا يمكن “قمعه” غير صحيح. لقد نجح الأمر بشكل جيد لدولة “إسرائيل”، وعليها أن تعمل بنفس الطريقة في “يهودا والسامرة”.ويقول بان الفلسطينيين العرب عاشوا بعد النكبة لعقود “في سلام تحت النظام اليهودي، ونادرا ما تورطوا في الإرهاب أو النشاط ضد دولة إسرائيل. السبب بسيط: لأنهم منذ عام 1948 حتى التسعينات لم يكن لديهم الأمل في التخلص من المشروع الصهيوني، إذ تلاشى في مهده”.

ويضيف “وافقوا على العيش هنا بسلام، حتى قبل أن يتمتعوا بحقوق متساوية. لقد احتجوا على التمييز الكامن في الإدارة العسكرية؛ واحتجوا على مصادرة الأراضي؛ ولكن لم تكن هناك حركات وطنية، ولم يكن هناك سعي لتحقيق رؤية وطنية” لافتا الى ان ما يسميه “التطرف القومي بدأ بين العرب الإسرائيليين ودعمهم للإرهاب والنضال المسلح للعرب في يهودا والسامرة ضد دولة إسرائيل في أوائل التسعينيات، عندما جلبت دولة إسرائيل إرهابيي منظمة التحرير الفلسطينية من تونس إلى يهودا والسامرة، وبدأت في زراعة الأمل الوطني بين العرب. الطموح الوطني الفلسطيني، الذي كان موجهًا إلى عرب يهودا والسامرة، أعاد إشعال المشاعر والطموحات الوطنية للعرب الإسرائيليين، وأدى إلى تطرف قومي خطير بينهم، نشعر بنتائجه اليوم.”

ويقول بوضوح “نحن بحاجة إلى أيام ما بعد 1948، ويمكننا العودة إليها، فيما يتعلق بكل من العرب الإسرائيليين، وعرب يهودا والسامرة. إذ عملت بشكل جيد حينها، ويمكن ويجب أن تعمل بشكل جيد اليوم”. لا نريد محو أو تغيير هذه الهوية الوطنية، ولكن الطموح في تحقيقها بين الأردن والبحر يمكن ويجب أن يتغير. يمكننا ويجب أن نضع حدًا للأمل العربي في تحقيق الطموحات الوطنية في أرض إسرائيل، ونطور أملًا جديدًا مبنيًا على تحسين حياة الأفراد بشكل أفضل من أي بلد في الشرق الأوسط حولنا.”

7- أخلاقيات العمل “تقاس بالنتائج لا بالنظرة الأولى. ويعلمنا الواقع أنه عندما نتحمل المسؤولية وندير منطقة ما، فإننا ننتج أفضل واقع أخلاقي لكلا الطرفين. على النقيض من ذلك وعندما نتخلى عن منطقة ما، يحدث العكس”.

ويشير عبر هذه النظرة العنصرية المتعالية الى قطاع غزة ويقدم الواقع المأساوي ومصاعب الحياة هناك كمؤشر على “صحة” ذلك، وان وضعه تدهور بعد ان انسحب الاحتلال منه، متجاهلا ان معاناة القطاع ناجمة أولا وأخيرا عن الاحتلال الذي ما زال متواصلا.

ويقول بان الوضع في القطاع أصبح “أسوأ بكثير، وأقل أخلاقيا وإنسانيا للطرفين، مقارنة بالواقع الذي كان قائما في القطاع عندما كان الجيش الإسرائيلي يسيطر عليه. لا يوجد سبب لافتراض أن الأمور ستكون على خلاف ذلك إذا تم إنشاء دولة عربية في يهودا والسامرة”.

8- “الانتصار في الصراع أفضل اقتصاديًا من الاستمرار بإدارته” ويرد بهذا الخصوص على من يجادل (من الإسرائيليين) بأن “تطبيق السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة سيكون باهظًا ماليًا، وسيفرض ضغوطًا على الاقتصاد الإسرائيلي”، ويقول لهم بان هذا غير صحيح، ويرى ان هناك إمكانيات لنمو اقتصادي سريع وان تكلفة فرض السيادة على الاقتصاد الإسرائيلي، ستظل “أقل تكلفة بكثير من التكاليف الأمنية وغير المباشرة التي ينطوي عليها استمرار إدارة الصراع بجولات الحرب المتكررة” إضافة الى انه “سيكون بالتأكيد أقل تكلفة من طرد عشرات الآلاف من المستوطنين وإعادة توطينهم داخل الخط الأخضر”.

ويقسم خطة الحسم الى عدة مراحل وهي:

المرحلة الأولى: النصر من خلال التوطين

هذه هي أهمية في خطة “الامل الوحيد” الحاسمة ستشمل التوطين. في هذه المرحلة “سوف نضع أهم حقيقة أساسية: نحن هنا للبقاء. سنوضح أن طموحنا الوطني لدولة يهودية من النهر إلى البحر حقيقة مكتملة، حقيقة غير مفتوحة للمناقشة أو التفاوض”.

ويضيف “ستتحقق هذه المرحلة من خلال عمل سياسي قانوني لفرض السيادة على كل يهودا والسامرة، ومع أعمال الاستيطان المتزامنة: إنشاء المدن والبلدات، وإقامة البنية التحتية كما هو معتاد في إسرائيل /الصغيرة/، والتشجيع لعشرات ومئات الآلاف من السكان اليهود ليعيشوا في يهودا والسامرة. وبهذه الطريقة سنتمكن من خلق واقع واضح لا رجوع فيه على الأرض. لا شيء سيكون له تأثير أكبر وأعمق على وعي عرب يهودا والسامرة، مما يزيل أوهامهم عن دولة فلسطينية ويظهر استحالة إقامة دولة عربية أخرى غربي الأردن. تضعف الحقائق على الأرض التطلعات وتهزم الطموحات. فلتشهد الكتل الاستيطانية على ذلك.”

ويقول :”هذا النصر الواضح في الصراع سيقلل بالتأكيد من دوافع الإرهاب”.

ويضيف “بالطبع، لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها. سيستغرق الأمر بعض الوقت، خاصة وأننا أمضينا العقود الثلاثة الماضية بحماقة في زراعة الوهم بأن دولة عربية يمكن أن تصبح حقيقة واقعية. بعد سنوات من الإذعان للتبني العالمي لنموذج “حل الدولتين”، من الطبيعي، كما لوحظ، أن هناك حاجة لبعض الوقت لإقناع العالم نفسه بأنه لن يحدث، وإثبات أننا قد أعدنا التفكير وأننا مصممون على عدم قيام دولة فلسطينية”.

ويستدرك “من المرجح أن جهود الإرهاب العربي ستزداد في المرحلة الأولى. سوف يزداد الإحباط من عدم القدرة على تحقيق الوهم والأمل الذي زرعناه، كما سيزداد الدافع والجهود المبذولة لتنفيذ الهجمات الإرهابية في محاولة يائسة أخيرة لتحقيق أهدافها. ولكن في مرحلة ما، ستأتي النقطة عندما يتجاوز الإحباط عتبة اليأس ويؤدي إلى المصالحة وتجديد الفهم بأن قضيتهم لا تحظى بأي فرصة – فهي ببساطة لن تحدث”.

ويضيف “في الفترة الانتقالية، أنا واثق من أن التوجيه السياسي الحازم والصريح سيمكن الجيش الإسرائيلي من التعامل مع هذا التهديد المؤقت، وهزيمة الإرهاب، وإكمال الانتصار الاستيطاني بطريقة حاسمة.”

المرحلة الثانية: الخياران والانتصار العسكري

انطلاقا من “الانتصار بالتوطين للمرحلة الأولى، والتي تتضمن تحطيم الأمل العربي في إقامة دولة غربي الأردن، سيكون أمام عرب يهودا والسامرة طريقان” هما: “السلام والهوية المحلية” او “الهجرة”.

وفي الخيار الأول “السلام والهوية المحلية” يوضح سموتريتش ان “أولئك العرب من يهودا والسامرة الذين يختارون البقاء هنا كأفراد سيكونوا قادرين على التمتع بحياة أفضل بكثير من أقاربهم وأصدقائهم في البلدان العربية المجاورة.”

ويشير الى انه سيتم تقسيم ما يسميه “الحكم الذاتي لعرب يهودا والسامرة” إلى ست مناطق بلدية في الخليل، وبيت لحم، ورام الله، وأريحا، ونابلس، وجنين. لافتا الى ان “الانقسام إلى سلطات بلدية إقليمية سيزيل الجماعة الوطنية الفلسطينية وطموحات تحقيق استقلالها”، و “سيحافظ على الهيكل العائلي القبلي، وبالتالي يسمح لوجود نظام مستقر لإدارة الحياة اليومية خالية من التوترات والصراعات الداخلية”، وان “عرب يهودا والسامرة سيكونوا قادرين على ممارسة حياتهم اليومية بحرية وسلام، ولكن لن يتمكنوا من التصويت للكنيست الإسرائيلي في المرحلة الأولى، وهذا سيحافظ على الأغلبية اليهودية في صنع القرار في دولة إسرائيل، وانه سيكون من الممكن توسيع المكون الديمقراطي للخطة بترتيب إقليمي واسع مع الأردن، حيث سيتمكن عرب يهودا والسامرة من التصويت لمجلس النواب الأردني، وبالتالي تحقيق حقهم في التصويت”.

ويقول في معرض شرحه لذلك “من المهم أن نتذكر أن البدائل أسوأ بكثير: إقامة دولة فلسطينية سيعرض وجود دولة إسرائيل للخطر. ومنح حقوق التصويت الكاملة للسكان العرب في يهودا والسامرة سيخلق عجزًا كبيرًا في المكون اليهودي لدولة إسرائيل.

الخيار الثاني (الهجرة):

الخيار الثاني “مخصص لأولئك “العرب في يهودا والسامرة” الذين سيجدون صعوبة في التخلي عن الطموحات الوطنية. أولئك الذين لا يستطيعون البقاء هنا كأفراد تركوا طموحاتهم الوطنية وراءهم، مدعوون لتحقيقها في واحدة من البلدان العربية المحيطة أو البحث، مثل العديد من العرب من حولنا، عن حياة أفضل في أوروبا، أمريكا الجنوبية، أو في أي مكان آخر– حتى لا يضطر إلى البقاء في الدولة اليهودية.”

ومما ورد في الخطة “من بين أمور أخرى، يُزعم أن العرب (يقصد الفلسطينيين) لا يهاجرون، إنهم يتشبثون بأرضهم، كما يُزعم أن الهجرة طرد قاسٍ”، وأن لا أحد يريد استيعاب المهاجرين العرب.. كل هذه الحجج سخيفة”.

ويضيف سموتريتش “هذه ليست الهجرة على متن قوارب متهالكة، ولكنها ظاهرة حديثة للغاية تتمثل في الانتقال المنظم إلى البلدان التي توفر فرصة لمستقبل أفضل، والاستيعاب في بيئة تضم عادةً مجتمعًا من المهاجرين من خلفيات مماثلة”. اما فيما يتعلق بالحجة القائلة “من يريدهم؟”. لهؤلاء نقول: “لا يوجد أساس لهذا الادعاء، حيث يواجه العالم صعوبة في التعامل مع موجات اللاجئين والمهاجرين المفلسين. ولكن في الوقت نفسه، ترحب العديد من دول العالم بالمهاجرين المهنيين وذوي التدريب المهني وممن لديهم المال ايضا، وذلك لأسباب عديدة ومتنوعة، وهذا هو طابع الهجرة العربية من يهودا والسامرة التي علينا القيام به” و “هناك امكانية لدولة إسرائيل، وعليها تقديم منح سخية للعرب الذين يرغبون في العيش في بلدان أخرى، مما يسمح لهم بالقيام بهذه الخطوة- الهجرة-“.

ويطرح ضمن خطته ما يسميه “الانتصار العسكري” كخيار للتعامل مع الذين يرفضون التخلي عن طموحاتهم الوطنية من الشعب الفلسطيني، والاستسلام لفكرة البقاء كأفراد والولاء المطلق لدولة اسرائيل، او الهجرة، ويختارون مقاومة ذلك، ويقول بان “الجيش الإسرائيلي، والحمد لله، جيش قوي وذكي، لديه الإرادة والقدرة على هزيمة الإرهابيين في إطار زمني قصير: قتل أولئك الذين يحتاجون إلى القتل، ومصادرة الأسلحة حتى آخر رصاصة، وإعادة الأمن لمواطني إسرائيل.”

القضاء على من يرفض..

ويضيف “سيكون هناك من يقرر مواصلة القتال، وسرعان ما ستهزمهم قواتنا. وهكذا، فإن خطتنا تتعامل مع جميع الردود المحتملة من عرب يهودا والسامرة على الواقع الجديد. الخطة لا تسمح إلا بشيء واحد: انهاء استمرار وجود طموحين وطنيين ملموسين داخل هذه الأرض الواحدة”.

وتتناول خطة سموتريتش العنصرية جوانب مختلف أخرى تتعلق بما يصفه التحديات المتصلة برد الفعل الدولي والتحدي الديمغرافي ويقترح سبلا للتعاطي معها ومواجهتها وتذليلها.

الخلاصة:

“الامل الوحيد” الحاسم هو “الخطة الوحيدة القائمة على رؤية لأرض إسرائيل الكاملة” لأنها الخطة الوحيدة التي لم تيأس مما كان حتى وقت قريب رؤية اليمين بأكمله، ولا تتضمن أي تعريف لأي كيان قومي عربي في أرض إسرائيل. إنها الخطة الوحيدة التي لا تقوم على ترك جماعة عربية ذات طموحات وطنية، وبالتالي فهي الخطة الوحيدة القائمة على كسب الصراع وعدم الحفاظ عليه بمستويات متفاوتة من الشدة. والأهم من ذلك كله، أنها الوحيدة التي تؤمن بإمكانية تحقيق حلم السلام والتعايش، بدلا من اليأس من ذلك الحلم واستبداله بانفصال مستحيل. إنه لأولئك الذين يجرؤون على الأمل. دعونا نحقق ذلك”.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….