لا قيمة للمصحف بعد التفريط بالوطن، د. عادل سماره

كل الإهانات التي وُجهت للنبي العربي وللمصحف الشريف ليست موجهة للإسلام، بل استخفافاً بالعرب وضمن ذلك الإسلام. فالدين ليس هدفاً والقرآن ليس هدفاً بل غطاء لهدف. فوراء كل هؤلاء عقل أمني استشراقي مخابراتي أكاديمي يثقفهم منذ رعشة الميلاد حتى رعشة الموت بأن العرب يجب أن لا ينهضوا ومن يقرأ وثيقة بانرمان يُدرك، إن كان له نُهىً وحِجى.

ولكن، قد يسأل البعض، لِمَ التطاوُل إذن!

إنه اساساً لتكريس العداء ضد العرب رغم الحضيض الذي وضعتنا فيه الأنظمة بل لتكريس الحضيض.

ولكن ايضاً هناك سبب جوهري خلفه عقل كيسنجري صهيو/غربي:

أن اشغلوا وشاغلوا العرب في كل شيء إلا الوطن، وحينها لن يكن لهم أي رد ذي بال لأنهم بلا وطن! وعليه فالفتك بالمصحف الشريف طالما اثار عواطف لا تلبث أن تتوقف وتعود الجموع لشراء منتجات كل الأعداء وحتى تبحث عن جلد أبيض لتضاجعه فتنسى كافة أركان الإسلام.

سيقول شيخ: ما هذا المجنون الذي يتحدث في الاقتصاد السياسي والمشكلة على القرآن؟  والشيخ سني أو شيعي لديه الحق لأنهما مصدر التثقيف الفتنوي والمعقد والمتخلف وهذا ما أوقعوا فيه العرب والمسلمين. شاهد فيديوهاتهم جميعا: السني يسحق مصادر ومراجع الشيعة والشيعة خلقوا مصادر ومعصومين وانبياء يرفضهم السنة. وإن استمر الحال سيشطبوا النبي والقرآن.

وهل هناك أسهل من إشغال الناس بهذا التدمير للتاريخ! العربي فقط.

كامل الوطن العربي تحت احتلالات متعددة، من استعمار استيطاني إلى تبادل لا متكافىء إلى تبعية مطلقة إلى احتلال عسكري وصولا إلى حرب دولة عربية على أخرى. وهذا يفهمه الأعداء فيقررون إزاحة الجموع نحو حريق المصحف لإبعادهم عن سحق الأنظمة وتحرير الوطن.

لا يؤذي الغرب سوى المال حتى قبل دمه هذا هو راس المال. لذا، ما قيمة أن نغضب للمصحف بينما لا نقوم بمقاطعة منتجاتهم؟ وإذا لم نوقف التطبيع معهم؟

أعطني دولة عربية أو إسلامية ليست سوقا مفتوحة لمنتجاتهم؟ فأرباحهم منا تقود إلى:

·       رفاههم

·       ودعم الكيان.

وهنا لا أخاطب الأنظمة بل المحتجين، لماذا تأكلون وتلبسون وتتسلحون من منتجاتهم؟

الغرب يعلم بأن من لا يحرر وطنه من أي احتلال، لا قيمة لغضبه بل خذه إلى امور لا تستمر كالغضب لحرق المصحف أو الإساءة للرسول.

الصحوة الإسلامية أم الصحوة الوطنية

منذ عقود والخطاب يعم الوطن العربي عن الصحوة الإسلامية وان الإسلام أتى في هذه الفترة فقط! وماذا كانت النتيجة؟

·       حرب قوى الدين السياسي ضد الأنظمة والجيوش الجمهورية العربية مع أنها ليست في مستوى المطلوب

·       تدمير هذه الدول حتى قارب بعضها الفناء.

·       إشعال فتنة طائفية سني شيعي ومواصلة توفير الوقود لها.

·       ادعاء كل حاكم أنه لا ينام ولا يصحو قبل أن يقرأ القرآن.

·       تقزيم المرأة إلى ماكينة جنس، ولذا يجب أن لا تقل ملابسها عن عشرين ذراعاً

·       فتح أبواب السوق العربية لمنتجات الأعداء فتحا مطلقاً

·       بقاء الوطن العربي خاصة تحت كل أنواع الاحتلال.

·       مزيدا من الفقر الأمية قمع المرأة ، التذابح

·       إعلامياً وثقافياً إلغاء كل طائفة لمرجعيات الأخرى وإعادة صراع علي ومعاوية والحسين ويزيد إلى كل بيت.

لقد التقطت دوائر المخابرات قرار قتل سلمان رشدي فأخذت تقذفنا بين حين وآخر بسلمان رشدي آخر كي ننشغل في هذا.

من ينشغل بهذا لا يُقلق المثليين في شارل أبيدو ابداً فهل يقلق امريكا.

قرار العراق قطع العلاقات مع السويد جيد من رديء. فمن لا يحرر وطنه من أمريكا لا قيمة لمرجلته على السويد. لذا، على الشعب العراقي القتال لطرد أمريكا حينها تهرب السويد وأمثالها بلا عصا على قفاها.

كل هذه الضجة لا تساوي واحد في المليار من شق طريق في كفار شوبا بمسافة 300 متر.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/