السنة الثالثة والعشرون – العدد 6594
في هذا العدد:
■ لا قيمة للمصحف بعد التفريط بالوطن، د. عادل سماره
■ نافذة على الصحافة الروسية في ثلاث ملفات، إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي
- آراء ألكسندر دوغين حول الحرب
- مقالات في استراتيجية الحرب
- مقالات في نقد النظام والاقتصاد
✺ ✺ ✺
لا قيمة للمصحف بعد التفريط بالوطن
د. عادل سماره
كل الإهانات التي وُجهت للنبي العربي وللمصحف الشريف ليست موجهة للإسلام، بل استخفافاً بالعرب وضمن ذلك الإسلام. فالدين ليس هدفاً والقرآن ليس هدفاً بل غطاء لهدف. فوراء كل هؤلاء عقل أمني استشراقي مخابراتي أكاديمي يثقفهم منذ رعشة الميلاد حتى رعشة الموت بأن العرب يجب أن لا ينهضوا ومن يقرأ وثيقة بانرمان يُدرك، إن كان له نُهىً وحِجى.
ولكن، قد يسأل البعض، لِمَ التطاوُل إذن!
إنه اساساً لتكريس العداء ضد العرب رغم الحضيض الذي وضعتنا فيه الأنظمة بل لتكريس الحضيض.
ولكن ايضاً هناك سبب جوهري خلفه عقل كيسنجري صهيو/غربي:
أن اشغلوا وشاغلوا العرب في كل شيء إلا الوطن، وحينها لن يكن لهم أي رد ذي بال لأنهم بلا وطن! وعليه فالفتك بالمصحف الشريف طالما اثار عواطف لا تلبث أن تتوقف وتعود الجموع لشراء منتجات كل الأعداء وحتى تبحث عن جلد أبيض لتضاجعه فتنسى كافة أركان الإسلام.
سيقول شيخ: ما هذا المجنون الذي يتحدث في الاقتصاد السياسي والمشكلة على القرآن؟ والشيخ سني أو شيعي لديه الحق لأنهما مصدر التثقيف الفتنوي والمعقد والمتخلف وهذا ما أوقعوا فيه العرب والمسلمين. شاهد فيديوهاتهم جميعا: السني يسحق مصادر ومراجع الشيعة والشيعة خلقوا مصادر ومعصومين وانبياء يرفضهم السنة. وإن استمر الحال سيشطبوا النبي والقرآن.
وهل هناك أسهل من إشغال الناس بهذا التدمير للتاريخ! العربي فقط.
كامل الوطن العربي تحت احتلالات متعددة، من استعمار استيطاني إلى تبادل لا متكافىء إلى تبعية مطلقة إلى احتلال عسكري وصولا إلى حرب دولة عربية على أخرى. وهذا يفهمه الأعداء فيقررون إزاحة الجموع نحو حريق المصحف لإبعادهم عن سحق الأنظمة وتحرير الوطن.
لا يؤذي الغرب سوى المال حتى قبل دمه هذا هو راس المال. لذا، ما قيمة أن نغضب للمصحف بينما لا نقوم بمقاطعة منتجاتهم؟ وإذا لم نوقف التطبيع معهم؟
أعطني دولة عربية أو إسلامية ليست سوقا مفتوحة لمنتجاتهم؟ فأرباحهم منا تقود إلى:
· رفاههم
· ودعم الكيان.
وهنا لا أخاطب الأنظمة بل المحتجين، لماذا تأكلون وتلبسون وتتسلحون من منتجاتهم؟
الغرب يعلم بأن من لا يحرر وطنه من أي احتلال، لا قيمة لغضبه بل خذه إلى امور لا تستمر كالغضب لحرق المصحف أو الإساءة للرسول.
الصحوة الإسلامية أم الصحوة الوطنية
منذ عقود والخطاب يعم الوطن العربي عن الصحوة الإسلامية وان الإسلام أتى في هذه الفترة فقط! وماذا كانت النتيجة؟
· حرب قوى الدين السياسي ضد الأنظمة والجيوش الجمهورية العربية مع أنها ليست في مستوى المطلوب
· تدمير هذه الدول حتى قارب بعضها الفناء.
· إشعال فتنة طائفية سني شيعي ومواصلة توفير الوقود لها.
· ادعاء كل حاكم أنه لا ينام ولا يصحو قبل أن يقرأ القرآن.
· تقزيم المرأة إلى ماكينة جنس، ولذا يجب أن لا تقل ملابسها عن عشرين ذراعاً
· فتح أبواب السوق العربية لمنتجات الأعداء فتحا مطلقاً
· بقاء الوطن العربي خاصة تحت كل أنواع الاحتلال.
· مزيدا من الفقر الأمية قمع المرأة ، التذابح
· إعلامياً وثقافياً إلغاء كل طائفة لمرجعيات الأخرى وإعادة صراع علي ومعاوية والحسين ويزيد إلى كل بيت.
لقد التقطت دوائر المخابرات قرار قتل سلمان رشدي فأخذت تقذفنا بين حين وآخر بسلمان رشدي آخر كي ننشغل في هذا.
من ينشغل بهذا لا يُقلق المثليين في شارل أبيدو ابداً فهل يقلق امريكا.
قرار العراق قطع العلاقات مع السويد جيد من رديء. فمن لا يحرر وطنه من أمريكا لا قيمة لمرجلته على السويد. لذا، على الشعب العراقي القتال لطرد أمريكا حينها تهرب السويد وأمثالها بلا عصا على قفاها.
كل هذه الضجة لا تساوي واحد في المليار من شق طريق في كفار شوبا بمسافة 300 متر.
✺ ✺ ✺
نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في روسيا والوطن العربي والعالم
إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
أ) آراء ألكسندر دوغين حول الحرب
- بوتين يواجه الاختيار بين ثورة من الأعلى والحرب الأهلية
- لا يَفُلّ الحديد إلّا الحديد
- اجتماع بوتين – فاغنر في الكرملين
- دعونا نستدعي اباءنا
✺ ✺ ✺
(1)
بوتين يواجه الاختيار بين ثورة من الأعلى والحرب الأهلية
ألكسندر دوغين، فيلسوف روسي معاصر
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
17 يوليو 2023
لاحظوا عناد العدو المسعور. هذه هي السمة المميزة للأوكران. لكن الآن يبدو الأمر رهيبا أكثر. بدأوا قصف دونيتسك في عام 2014 ولا يتوقفون ليوم واحد. هاجموا أراضي المناطق الروسية القديمة – بيلغورود، كورسك، بريانسك – واستمروا. بدأوا في قتل الروس بهجمات إرهابية، وهم يفعلون ذلك مرارًا وتكرارًا. هاجموا محطات الطاقة الذرية، وهذا يتكرر مرارًا وتكرارًا. الشيء نفسه ينطبق على جسر القرم، طالما أن أوكرانيا يعيش فيها شعب مجنون ونظام مجنون، فمن الغباء وانعدام المسؤولية افتراض أن شيئًا ما في سلوكها سيتغير.
في رأيي، من الضروري التوقف عن التظاهر بالحياة السلمية في روسيا، وتأجيل الانتخابات (لقد انتخبنا بوتين بالفعل، ولكن بالتأكيد ليس لدينا أي شخص آخر) والانتقال إلى التعبئة الكاملة. التغييرات في الكوادر أمر لا مفر منه، وتأخيرها تصبح عملية انتحارية. نحن نتعامل مع عدو مجنون تمامًا وعدواني للغاية ولا يسيطر على تصرفاته. وخلفه الغرب. لا يوجد علاج لداء الكلب.
وبالطبع، يجب أن نشير مرارًا وتكرارًا إلى الأسباب. من الذي أعد ونفذ انهيار الاتحاد(السوفياتي)؟ من صفق له واستغله؟ كلهم مسؤولون عن الكارثة التي نعيش فيها بالفعل والتي، في الواقع، بدأت للتو. تشكلت النخبة الروسية الحالية في التسعينيات. وهي تتألف من مجرمين تاريخيين. الليبرالية – جريمة ضد روسيا. بدأ بوتين في تغيير هذا الوضع، ولكن على مدار 23 عامًا، بما في ذلك العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، فر 5 من الليبراليين، وعوقب 0.000001٪ أو تم ترحيلهم قسرًا، و15 غيروا وجهات نظرهم إلى وطنية (بصدق أو بدافع الضرورة، ليس مهما) وبقية المتواطئين (الليبراليين) كل في مكانه. وهم الآن يعرقلون بكل قوتهم عملية انتقال البلاد إلى اقتصاد الحرب والقيام بإصلاحات وطنية والبعث الحضاري. غورباتشوف ويلتسين، اللذان لطالما لعنهما الشعب والتاريخ الروسي، فإن النخبة لا تفعل ذلك. البيريسترويكا والإصلاحات في التسعينيات، والتي تعتبر بالنسبة للشعب والتاريخ خيانة وكارثة، بما في ذلك جميع قادة الخطة الأولى في ذلك الوقت، للنخبة تعتبر “العصر الذهبي” و “بداية تاريخ النجاح الشخصي”.
نحن الآن في حالة حرب ضروس منذ عام 1991، مع غورباتشوف، مع يلتسين، مع أولئك المناهضين لروسيا، والذين تعززت مواقعهم بشكل أساسي في روسيا نفسها. لولا هؤلاء الروس المناهضين لروسيا، ما كان لهم أن يظهروا في أوكرانيا وغيرها من دول ما بعد الاتحاد السوفياتي، لما كان هناك فنانين مناهضين لروسيا مثل بوغاتشوفا وغالكين، ولما كان هناك مهاجر مناهض لروسيا سلخ فروة رأس سكان موسكو. من المستحيل هزيمة العواقب دون إزالة الأسباب التي أدت إلى الكارثة.
لكن أليس ما يحدث في روسيا “حرب أهلية كامنة”؟ من ناحية، الشعب والجيش اللذان يعتبران نفس الشيء بعد التعبئة. على الجانب الآخر توجد الأبراج الليبرالية العنيدة في معارضتها لخطوات أخرى في الاتجاه الوطني. وفقط بوتين شخصياً يمنع الموقف من التصعيد من مرحلة كامنة إلى مرحلة مفتوحة. أليس هذا ما كان عليه تمرد واغنر؟ لم يكن ممكنا إخماده إلا من قبل بوتين – صمام الأمان من الحرب الأهلية. إنه شرعي ليس فقط من جانب الشعب، ولكن أيضًا من جانب إرادة السماء، من جانب العناية الإلهية. لكن حتى الآن النخب ليبرالية لم تصنف أنها غير شرعية من أي جهة.
كانت بداية الحرب تشكل انعكاسا للمبدأ الأعلى في تاريخنا، حيث خلق الشعب الروسي في الأصل للمستقبل – للمعركة النهائية ضد المسيح الدجال.
ولكن هذه المعركة تبدأ الآن. بوتين، الذي يقود القتال، لا يمكنه التضحية بالشعب والجبهة. لا يريد التضحية بالنخبة. لكن من الناحية النظرية، يمكن إنشاء نخبة جديدة، بل وبسرعة، ولكن من المستحيل تكوين شعب جديد، على الرغم من أن الليبراليين في التسعينيات فكروا بجدية في هذا الأمر، وقاموا ببطء بإبادة وإفساد النخبة القديمة.
للحروب الأهلية منطقها الذي لا يرحم. ثورة من فوق يمكن أن تمنع ثورة من أسفل. علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الثورة من الأعلى خلاقة، بينما الثورة من الأسفل ستدمر كل شيء تمامًا. لكن المتطلبات الأساسية لذلك يتم إيجادها على وجه التحديد من قبل القمة – ابتعادهم عن المجتمع، وسياسة الكومبرادور، والاستغلال، وغياب المسؤولية، وقصر النظر.
أصبح الوضع أكثر حدة: إما ثورة من فوق، أو حرب أهلية.
إن التصرف بحزم لا يعني القيام بضربة نووية على الفور. من الضروري تجربة تدابير أخرى، لم يتم تطبيقها بعد:
عزل عملاء العدو بسرعة من المناصب الرئيسية في الدولة،
إجراء تغييرات في كوادر الدولة،
بدء تعبئة كاملة للمجتمع،
التوقف عن القول “لقد تم خداعنا”، فقط عدم تكرار هذه الحجة، لأنه يمكن خداع المؤمنين فقط، لكن الإيمان بالغرب هو بالفعل مجرد جريمة
إلغاء حالة او جو السلام في البلاد
إعلان الحرب رسميا.
ماذا تعني حالة الطوارئ (إرنستفال)؟ هو الوقت الذي ينتهي فيه وقت السلم وقوانينه ويبدأ الوقت غير السلمي. هذا ينطبق على الجميع – ليس فقط لسكان المناطق الجديدة أو منطقة بيلغورود. في أوقات عدم السلم، تطبق قواعد الطوارئ: الخطر يهدد البلد، المجتمع كله، الدولة كلها، مما يعني أن كل الوسائل جيدة لصده.
وفقط إذا تبين أن كل هذا (ونحن لم نبدأ بعد) غير كافٍ، فعلينا أن ننتقل إلى التفكير في إمكانية مهاجمة العدو بمساعدة الأسلحة النووية.
يخشى نظام كييف من هذا بالضبط: أننا سنتوقف عن الأوهام ونبدأ في محاربته بالوسائل التقليدية. عندها يسقط هذا النظام. لذلك، يماطل الغرب بكل الطرق الممكنة من خلال عملائه – ومن هم الليبراليون الروس إن لم يكونوا عملاء للغرب؟ – لتأجيل بداية التعبئة الكاملة (في روسيا) في ظل ظروف حالة طوارئ واعية، ويحثنا على الفور (!) على التحول (أو بالأحرى، خوفا من العواقب وفي اللحظة الأخيرة، لم نفعل ذلك أبدًا) إلى نوع من سيناريو متطرف.
فقط في ظل ظروف حالة الطوارئ يتم تحديد من له السيادة الحقيقية. إنه صاحب السيادة الذي يعلن حالة الطوارئ ويتخذ القرارات وفقًا لشروطها، لا يعتمد كثيرًا على القانون، بل على الإرادة والعقل.
يولد القائد فقط في ظروف حالة الطوارئ. في الحالات الأخرى، يكون هذا قائدا نسبياً (احياناً يكون قائدا وأخرى كائنًا ينفذ الأوامر)، وحالة الطوارئ فقط هي التي تضع كل شيء في مكانه.
(2)
لا يَفُلّ الحديد إلّا الحديد
ألكسندر دوغين، فيلسوف روسي معاصر
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
يوليو 2023
خواطر عن قناته في تيليغرام
1….
هذه المرة، لم يتم قبول نظام كييف في الناتو، وتم إرسال القنابل العنقودية إلى الروس. هناك قطب في الغرب يهدف بلا هوادة إلى التصعيد. لقد كتبت وناقشت هذا مرات عديدة على القناة الأولى مع “ديمتري سايمز” وعلى برنامج سولوفيوف لايف مع “رومان جولوفانوف”. من جانبنا، حتى وقت قريب، لعب فاغنر دور الصوت المتطرف في التيار الروسي الذي ينادي بضرورة تحقيق نصر سريع وحاسم في أوكرانيا والاستيلاء عليها بشكل كامل.
من الواضح أن “روح الحرب” (اغنية روسية حول الثوار وأبطال الحرب الأهلية قبل 100 عام-المترجم) ليست من نفس فئة الوزن مثل القنابل العنقودية أو فاغنر.
من المستحيل تعرية هذا الجانب من هيكلنا السيادي لمراكز اتخاذ القرار: فليكن هناك شيء وسط (نحن، كما يقولون، لسنا هم ولن ننزل إلى مستواهم أبدًا)، ولكن يجب أن يكون لدينا صقور حقيقيون – وليس بالكلمات بل الأفعال. أنا هنا أتوقف، لكنني لا أعني سلاحًا نوويًا، بل أعني الكثير من الأشياء الأخرى التي لم نستخدمها بعد. ثم تبين بعد ذلك أن بوتين هو الحكم السيادي على كل المراكز في خضم المعركة، – كلاهما داخل “تيار النصر”.
لم يتم قبولهم في الناتو – هذا فعل مهم، لديهم قطب معتدل. لكنهم ألقوا الذخائر العنقودية، هذا أيضًا فعل مهم. هنا أظهروا أنفسهم متطرفين من جانبهم. ويجب أن يكونوا متطرفين، صقور، أناس أكثر صرامة من أي شخص آخر. وأيضا قادرون على التحدث بلغة البزنيس – لمن تتبع باخموت؟
2….
أنت ترون وتسمعون إيماءات وكلمات ونغمات قائد الجيش الأوكراني “زالوجني” ورئيس الاستخبارات العسكرية “بودانوف” وغيرهما من النازيين الجدد بشكل عام. الكراهية بالنسبة لنا غير طبيعية – يجب قتل كل الروس، تمامًا، حتى آخر واحد، جميعهم – الأطفال، النساء، الرجال، المواليد الجدد، الأذكياء، الأغبياء، المشهورين، غير المعروفين – الجميع، الجميع.
حجتهم اليوم – هذا بسبب الحرب في أوكرانيا. لكن نفس الأشخاص طالبوا بنفس الشيء قبل الحرب وكانوا يدعون لقتل جميع الروس، الجميع. حينها أيضا كان هناك تبرير – هذا بسبب شبه جزيرة القرم ودونباس. لكن… حتى قبل شبه جزيرة القرم، عندما كان الثورة الملونة في كييف، تجمعت حشود شيطانية تصرخ هناك – اقتلوا الروس، جميعهم. ولوح النازي الأوكراني “سانيا بيلي” ببندقيته الرشاشة فوق رأسه – برشاشه، خطط لقتل كل الروس. في حينها ماذا كان السبب؟ بسبب كل شيء او اي شيء! أجاب الممسوسون وقفزوا – ببنادق آلية وبدونها. وحتى في وقت سابق كانت هناك الحركات النازية الجديدة وحول هذا الموضوع وقبل ذلك بعقود شوخيفيتش وبانديرا. وعندهم كان نفس الشعار: قتل كل الروس. هذه عقيدة بعض الأوكران. وقد تكاثر هذا الاتجاه. وبما أن أولئك الذين كانوا حريصين على قتل الروس قد قاموا بفعل قتل الروس بالفعل، فقد تكونت السوابق التي تبرر بأثر رجعي لماذا يجب قتلهم. هذه حلقة مغلقة، متكررة، مألوفة للأطباء النفسيين في سلوك عدد من المرضى المصابين بأمراض خطيرة. وهكذا زاد عدد الأشخاص المستعدين لقتل الروس. ونمى ليصبح بحجم بلد بأكمله. هذه جائحة، فيروس، مرض معد. الآن ظهر سبب، لكن الأهم أن العطش لقتل الروس ولد عندما لم يكن هناك سبب على الإطلاق. فيه شيء من وباء الكراهية لا أساس له. والشيء الأسوأ هو أن الغرب قد أصيب بهذا المرض النفسي المنتشر، والذي قرر استخدام المرضى العنيفين لأغراضهم الجيوسياسية. تم استخدام المرضى العنيفين بقسوة وألقوهم علينا. وبدأوا في قتل جميع الروس بالفعل بمساعدة صواريخ “هيمارس” وعربات “برادلي” ودبابات “ليوبارد”وقذائف” “جافلين” وكل شيء آخر. وعلى أعلى مستوى من التكنولوجيا.
يمكنك محاولة معالجة هؤلاء المرضى، ولكن عليك أولاً نزع سلاح المجانين وربطهم بالسرير. لا داعي للجدال حول ذلك.
3….
نعم، وقد حان الوقت للهجوم في كل مكان – خاصةً حيث لا ينتظروننا. وإلى هناك بالفعل حيث يختبئون في الخنادق. الآن هو الوقت المناسب. بعد فشله في قمة الناتو، سيكون العدو على استعداد لبدء التقاتل الداخلي. لقد حان الوقت لفتح جبهة جديدة في عقر دارهم. وسيكون من الجيد أن يفقد العدو بعضًا من أسوأ مجرمي الحرب. من شأن ذلك أن يرفع معنوياتنا.
انظروا: الداعمون للنازيين الأوكران من الغرب الجماعي، وخاصة “النشطاء”، الذين لديهم منازلهم الخاصة، حيث تستمتع عائلاتهم بحياة هادئة ومريحة، والتي، كما يعتقدون هم أنفسهم، ليست في خطر. هناك أماكن مألوفة يزورونها بانتظام. نحن وعائلاتنا مهددون بالموت في كل منعطف وفي كل مكان من العالم، لكنهم ليسوا كذلك. طائرات بدون طيار تهاجم مدننا وتصل إلى الكرملين. الأوكرانيون يموتون، والروس يموتون، وأولئك الذين بدأوا كل هذا واستمروا في صب الزيت على النار يعيشون في سعادة دائمة.
بعد كل شيء، من الواضح الآن من في الغرب أعطى الأوامر بشن هجمات إرهابية ضدنا. ألم يحن الوقت لهم ليشعروا بضربة انتقامية التي لا هوادة فيها على جلدهم الذي يذكرني بضبع يضع جلد كلب أنجلو ساكسوني….
4…..
لن تصبح روسيا دولة مستقلة فعلياً إلا إذا هزمنا الغرب في أوكرانيا. هذه هي ضمانة وجودنا. في الوقت نفسه، سيبقى الغرب، حتى بعد خسارته لأوكرانيا بالكامل، هو نفسه وسيحتفظ بقوته في العديد من النواحي – سيظل لديه العديد من الخيارات وحتى نقاط انطلاق للانتقام. بالنسبة إلى روسيا، كل شيء أكثر حدة. لذلك، نحن نكافح من أجل أن نكون، والغرب يقاتل من أجل المزيد والمزيد للحصول على ما لم يكن لديه من قبل.
هذا هو الفارق: من خلال خسارة أوكرانيا، سيكون الغرب قد خسر الأرباح. وهذا قد يكون الأمر مزعجًا، لكنه ليس قاتلًا. بالنسبة لنا، هذه مسألة حياة أو موت.
(3)
اجتماع بوتين – فاغنر في الكرملين
ألكسندر دوغين، فيلسوف روسي معاصر
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
10 يوليو 2023
إن لقاء بوتين مع بريغوجين وقادة فاغنر، في واقع الأمر، يضع العديد من النقاط على الحروف في تاريخ هذا التمرد العسكري
1. كان من الصواب دعم بوتين في موقف حرج والوقوف إلى جانبه كالجبل.
2. كان من الصواب إدانة التمرد.
3. كان من الصواب أخذ مواقف بريغوجين على محمل الجد والإشارة إلى صحة عدد من مطالبه وأحكامه.
4. كان من الخطأ التسرع في تمزيق فاغنر إلى أشلاء، خاصة من قبل أولئك الذين دعموه قبل ذلك بقليل بكل قلوبهم.
5. كان من الصواب الرغبة في تعزيز الاتجاه الوطني.
6. كان من الخطأ الاستنتاج أن “السلطات طردت الوطنيين” ويجب أن ننهي ذلك.
7.من الصواب أن نكون دائمًا إلى جانب الشعب الروسي والدولة الروسية، في محاولة لحشد كل القوى معًا باسم النصر العظيم.
8. من الخطأ التحدث إلى بوتين بصيغة إنذار.
9. من الخطأ أن تكون ليبراليًا عندما تكون البلاد في حالة حرب مع حضارة ليبرالية معادية.
10. من الصواب الرغبة في مزيد من العدل والصدق والإخلاص في المجتمع والدولة.
11. من الصواب إدانة الخيانة عندما تكون هناك أسباب لذلك.
12. من الصواب التصفيق لرئيس بيلاروس لوكاشينكو وقوفا.
13. من الخطأ شرح كل شيء بسبب المال، وصراع العشائر والمؤامرات. كل هذا موجود، لكن مثل هذه التفسيرات تتحدث فقط عن تفاهة وعدم أهمية الشرح نفسه – فالقصة أعمق وأكثر تعقيدًا.
14. من الخطأ أن تكون مراقبًا سلبيًا في لحظة حرجة من حياة الناس.
15. من الصواب أن نشارك بنشاط في صنع مصيرنا المشترك.
16. من الصحيح أن نفهم أنه حتى لا نخطئ أكثر، من الضروري أحيانًا ارتكاب خطأ ما. الروس أيضا يخطئون.
17. كل شيء بدأ للتو من جديد.
(4)
دعونا نستدعي اباءنا
ألكسندر دوغين، فيلسوف روسي معاصر
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
11 يوليو 2023
هناك شعور بأن الفجوة تزداد اتساعا أكثر من أي وقت مضى بين فهمنا للحرب وفهم الغرب الجماعي لها.
لقد تمردت روسيا على الغرب مثل طفل على والديه. في الواقع حتى النهاية، وعلى جميع مستويات السلطة، قيل إن روسيا جزء من الحضارة الغربية، وهي دولة أوروبية. وإذا كان الأمر كذلك، فهي إذن ابن الغرب، لأنه من الواضح أن الغرب فيما يتعلق بحضارته هو أقدم وأكثر مركزية وأكثر مسؤولية، أي أن الغرب هو الأب والوالدين. وبما أنه تم الاعتراف بهذه الأقدمية (وهذا يتبع من صيغة ان روسيا = دولة أوروبية بشكل مباشر)، فإن الغرب علم روسيا ما يجب فعله وما لا تفعله. نعم، كان الطفل ضخمًا ومخيفا، لكن من وجهة نظر الغرب، متوحش وغبي وربما مريض.
وهكذا قررت روسيا أن تتمرد. لكن هذا التمرد لا يزال طفوليًا إلى حد ما. على الرغم من كل الطبيعة الراديكالية للانفصال، موسكو لا-لا، وها هي تبدي نظرة خوف ورجاء في اتجاه الكبار! على الرغم من أنها تكرر القول “انتهى كل شيء، لقد خدعتموني، وأنا سأترك البيت…” لذلك يحاول صبي يبلغ من العمر خمس سنوات مغادرة المنزل، ولكن طوال الوقت ينظر حوله ليرى ما إذا كان والديه سيركضان خلفه. على أمل أن يركضوا وسيتم تسوية كل شيء بعدئذ.
ومن هنا جاءت الآمال الساذجة الموضوعة على الخطوط الحمراء، وصفقات القمح والأمونيا، لحقيقة أن أوكرانيا لن يتم قبولها في الناتو وأنهم سيبدؤون أخيرًا في التفاوض مع موسكو. مركز الفكر، الشخص الذي يدرك أو يفكر أو يتصرف على الرغم من الحرب لا يزال في مكان ما في الخارج، أو بالأحرى في الغرب. هناك التكنولوجيا، التقدم، المال، والقواعد… هناك مراكز صنع القرار. هذه القرارات تثير استياءنا، لكن كيف يمكن لطفل متمرد، وليبرالية طفولية حتى النخاع، أي النخبة المعتمدة على الغرب – كيف يمكنها الاعتماد على نفسها؟
ينظر الغرب بأبوية إلى سلوك الطفل الغاضب ولا يعرف ماذا يفعل به. ولكن بما أن كل الحدود في سياق الحضارة الغربية وقواعدها قد تم تجاوزها – ليس من قبل الغرب – ولكن من قبلنا، الذين قررنا تحدي العولمة وإثبات أننا بالفعل مستقلون تمامًا وكبار من أجل البدء في تقسيم الملكية، إذن، في نظر الغرب، ما يحدث الآن في أوكرانيا، هو عملية عقاب لنا لا أكثر ولا أقل.
هذا هو الوقت المناسب للاتصال بكبار السن الروس وبآبائنا. ليس الأطفال من الاتحاد الروسي، الذي تم إنشاؤه عام 1991 ولم يكتمل حتى النهاية، ولكن الآباء من روما الثالثة والإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي. ها هم، البالغون الروس، الذين لم يعتبروا روسيا أبدًا جزءًا من الغرب، وأدركوا بشكل طبيعي أنهم رعايا حضارة خاصة منفصلة عن الغرب – إمبراطورية أرثوذكسية أو سوفياتية. ويتصرفون وفقًا لذلك.
لكن هذا الوعي لا يعني فقط تغييرًا جذريًا في النظرة العالمية السائدة، ولكن أيضًا الاستبدال السريع للنخب. نحن في حالة حرب مع عدو بالغ. بالغ حضاريا، رغم أنه أطلق جيشًا من الزومبي علينا. هؤلاء المجانين هم مجرد “أفاتار” يتم التحكم فيها من قبل مشغلين أذكياء ورصينين. العملية العسكرية الخاصة ليست لعبة، لكنها حرب. والحرب هي عمل الكبار. ذهب الأولاد إلى الجبهة، والآن ليس لديهم أي احتمال آخر سوى أن يكبروا بسرعة، وليصبحوا أكبر سناً بشكل واضح. لقد مر بعض الناس بهذا بالفعل. ولكن على العموم، فإن الطفولة الموالية للغرب هي التي لم يمسها النظام. ومن هنا جاءت إخفاقاتنا وكذلك المسيرات وأعمال التمرد.
إن الوعي الذاتي لدى النخبة الحاكمة الحديثة في روسيا غير متناسب تمامًا وغير ملائم لمدى خطورة الوضع التاريخي. بعد كل شيء، كل من الفساد وازدهاره المرضي هما نتيجة – ليس فقط – الجشع، ولكن أيضًا لعدم المسؤولية الكاملة – فالطفل السيئ يتعامل مع الأشياء والطعام بلا حدود وبشكل تعسفي، ويدس في فمه كل ما يقع في متناول اليد.
لذلك لا يوجد سوى مخرج واحد: الاتصال بالآباء الروس والنضوج بسرعة. إذا أعلنا أنفسنا دولة- حضارة، فإما أن نبدأ في الامتثال لهذا الخيار (ولدينا خبرة تاريخية)، أو سيمزقوننا إلى أشلاء.
✺ ✺ ✺
ب) مقالات في استراتيجية الحرب
- لقد حان الوقت لبدء الحرب في أوكرانيا
- روسيا – يجب تغيير الاستراتيجية وليس بائعات الهوى
- المطلوب رد روسي حاسم
- الاستيلاء على كييف – الحل الوحيد لمنع انضمام أوكرانيا إلى الناتو
- قمة الناتو – استراتيجية جديدة ضد روسيا
✺ ✺ ✺
(1)
لقد حان الوقت لبدء الحرب في أوكرانيا
يفغيني ساتانوفسكي، دكتوراه في الاقتصاد، بروفيسور مستشرق، رئيس معهد الشرق الأوسط
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
17 يوليو 2023
ضربة أخرى على جسر القرم. مات الناس مرة أخرى. مرة أخرى، يتحدث أحدهم هنا عن هراء عن “الخطوط الحمراء”، شخص ما يثرثر باكتئاب أن “كل الحروب تنتهي بعقد السلام”، وهؤلاء الناس لا يريدون الاعتقاد أن الحرب يمكن أن تنتهي بالنصر على العدو، وهم لا يمكنهم ذلك، ف”المفاوضات مع العدو مطلوبة”. ليس مع كييف، ولكن مع واشنطن. إذا لم يكن اليوم، فغدًا أو بعد غد، أو “عندما نحرك حدودنا إلى مسافة آمنة”. أتذكر أن ديمتري ميدفيديف، مع الطابع الوحشي المعتاد الذي يبديه منذ بداية الحرب، حتى أنه حدد بالضبط المسافة، التي يتخيلها بشكل متواضع جدًا، لكن بذوق وأهم من ذلك – بنبرة قاسية جدًا. لسبب ما، يعتبر هذا بشكل عام صحيحًا جدًا بالنسبة لنا: التعليق على ما يحدث بتعبير قاتم على الوجه، وقول “المواء” (أي اصدار صوت كالقط – المترجم) مرة أخرى بأكبر قدر ممكن من التهديد.
لسبب ما، فإن تدمير الجسور في كييف أو مرافق الموانئ على البحر الأسود في أوكرانيا يُطلق عليه مرارًا وتكرارًا “رد لائق وشجاع”. يتساءل البعض – لماذا تدميرها، لأننا نحن أنفسنا سنضطر إلى إعادة بنائها، إذا كنا نتحدث حقًا عن اجتثاث النازية في أوكرانيا وعودة الأراضي الروسية التاريخية إلى روسيا، لذلك فالامر لا يستحق ذلك.؟!
أي أن الأهداف منفصلة، والمهام منفصلة، لكن الوضع الحقيقي على الجبهات وحول خط المواجهة، الذي يخترق أحاسيسنا، منفصل.
حان الوقت لاستدعاء د. يولي غوسمان وهو طبيب نفسي بالإضافة إلى تقديمه برنامج تلفزيوني فكاهي شهير لاستخلاص المعلومات ووضع الأدمغة في مكانها في عدد من رؤوس قادتنا : بدون شعور كبير من الفكاهة للنظر إلى الفوضى الحالية التي أصبحت مقززة لدرجة أنك قد تصاب بالجنون.
لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه: متى سنبدأ في فعل ما هو ضروري عندما يكون ضروريًا، فيما يتعلق بأولئك الذين نتعامل معهم؟ أبداً؟!
ماذا قال بوتين عن حقيقة أننا “لم نبدأ القتال بعد”؟ إذن، ألم يحن الوقت للبدء؟ يجب تدمير طرق توريد الوقود والمعدات الثقيلة والذخيرة إلى أوكرانيا عن طريق البحر والبر، ولنبدأ بالقضاء على الطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربط اوكرانيا بأوروبا ومطاراتها. ونتوقف عن ممارسة الفاحشة مع “المواء” بشأن موضوع التفاوض على أي شيء مع أي شخص في أوكرانيا، باستثناء موضوع واحد: تبادل الأسرى.
والمباشرة بسياسة القضاء على القيادة العسكرية والسياسية الأوكرانية بأكملها دون استثناء.
كييف – أما بالنسبة إلى كييف فقد حان الوقت أخيرًا لقصف سفارات الدول الموجودة هناك والتي تزود أوكرانيا بالسلاح والأفراد الذين يقاتلون ضد روسيا إلى جانب الجيش الأوكراني، بدءًا من الأمريكية والبريطانية والبولندية، موضحين ذلك بنفس الطريقة التي اتبعها الأمريكيون ذات مرة في تبرير قصف وتدمير السفارة الصينية في بلغراد: لقد كانت لدينا خرائط سوفياتية قديمة – لا توجد سفارات مدرجة عليها.؟!
أما الجسور – فهي في واشنطن ولندن ونيويورك ولوس أنجلوس وباريس وبرلين وبروكسل ووارسو. إذا كنتم تريدون إجابة رمزية، فلم لا، و”صحتين”.
هناك كابلات وخطوط أنابيب بحرية تربط أمريكا وبريطانيا بأوروبا. إنها أيضًا هدف جدير بالاهتمام ومشروع. ويجب على كل من لا يرغب في القيام بذلك أو غير قادر على القيام بذلك أن يتوقف عن الاحتفاظ بالمنصب الذي يشغله ويذهب إلى زراعة الملفوف في مزرعته. أو التقاعد وشرب الفودكا مع مازا جيدة. أو الذهاب إلى الجحيم أينما كان هؤلاء الشياطين موجودين.
وكل من هو غير جاهز في المناصب العليا التي يشغلونها أن يفعل كل ما في وسعه من أجل ذلك، وتطوير البلد، وعدم العمل كالملاعين من اجل الحفاظ على وضعها كمستعمرة ومحمية للغرب، بدءًا من قيادة البنك المركزي والكتلة المالية والاقتصادية في الحكومة، الذين اقترح ان يرافقوهم في هذه المسيرة المثيرة.
(2)
روسيا – يجب تغيير الاستراتيجية وليس بائعات الهوى
يلينا بانينا، سياسية روسية، عضو البرلمان الاتحادي، مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
17 يوليو 2023
تسببت ضربة أخرى على جسر القرم في رد فعل نمطي في المجتمع ودوائر الخبراء، والذي يتلخص في نصيحة بسيطة – “عليكم أن تكونوا أكثر صرامة”. عليكم ان تقوموا بالرد بجدية أكبر، وأخذ زمام المبادرة بجرأة أكثر، والتوقف عن كونكم طيبي القلب ومترددين في حسم امركم، وكل شيء آخر من هذا القبيل.
▪️ إن رد الفعل النمطي للمجتمع، مقرونًا بردود الفعل النمطية لأفراد القيادة والإدارة، هو أكثر نقاط ضعفنا. ردود أفعالنا محسوبة ويسهل التنبؤ بها. يبدو أننا مثل سمكة يتم اصطيادها على سنارة ويتم توجيهنا كَطُعْمٍ للصيد. في النخب والمجتمع والجيش، هذا يسبب انزعاج وذهول. وهكذا، تحشر السلطة في ممر ضيق من الإجراءات المحتملة، وهذه هي الطريقة التي يتم بها نشر الأخبار الاستفزازية، عندما تكون جميع ردود الفعل متوقعة وحتمية.
هناك شعور زائف بضعف روسيا، وهذا الضعف، من خلال جهود المحرضين، يرتبط بشكل متزايد بمجموعة ضيقة من الأشخاص في السلطة الذين يتخذون قرارات رئيسية بشأن الحرب. يتم دفعهم إلى الفخ وتشويه سمعتهم، ولا يتركون لهم أي طريقة للهروب والخروج. هذا يؤدي إلى انخفاض في شعبية السلطة الحاكمة.
ومع ذلك، فإن الحجة القائلة بأنه ليس لدينا ما يكفي من الموارد التقنية والبشرية والتعبوية لرد فعل أكثر صرامة هي حجة خاطئة. نحن نفتقر إلى “تقوية مركز السياسة واتخاذ القرار”، وهذا هو السبب في صعوبة إظهار الصلابة والمبادرة لاستخدام قوتنا بشكل استباقي. مجموعات النخبة المتصارعة عندنا تمسك أيدي بعضها البعض لمنع اتباع هذه السياسة أو تلك، والمركز مجبر على التردد، واختيار الحلول الوسط التي ترقى إلى مستوى أنصاف الحلول.
في الرياضة، يتطلب نقل الجهد البنية الصحيحة لأجزاء الجسم، والتي تُفهم على أنها بنية عضلية هيكلية معينة تتدفق من خلالها القوة. إذا لم يكن هناك هيكل، فإن القوة ستكسر جسم الرياضي. في السياسة، يتطلب إظهار القوة بنية سياسية حيث تدعم الاجزاء بعضها البعض وتعزز بعضها البعض. إذا لم يكن هناك مثل هذا الهيكل، فلا يمكن نقل الجهد وأزهار القوة.
تحتاج روسيا إلى إرادة سياسية صارمة
▪️ متوفر الآن في روسيا، ما يسمى ب “إجماع النخبة” يدمر في الواقع الهيكل السياسي، مما يجعل إظهار القوة مستحيلاً. يتم تعويض الجهد بجهود مضادة، أو تبديده دون إعطاء نتيجة. تحت ضغط الظروف، سيضطر المركز إلى التحول في هذا الاتجاه أو ذاك. إذا لم يتم ذلك بشكل مسبق، فإن تراكم الضربات الضائعة سيؤدي إلى تدمير قدرة المركز على إدارة وتنسيق إجراءاته وردود أفعاله.
نحن لسنا بحاجة إلى مزيد من عناصر القوة التكنولوجية بقدر ما نحتاج إلى عنصر عقلي ونفسي وإرادي. إذا واصلنا فقط الرد على الضربات، واستعمال قوتنا بمعيار حساس، فقد نفقد كل شيء. إن تزايد الدمار أمر خطير يسبب انهيار السيطرة. هناك نكتة قديمة حول حقيقة أنه إذا كانت مؤسسة مشهورة (القصد بيت دعارة – المترجم) لا تعمل بشكل جيد، فإنهم يغيرون “ليس الْأَسِرِّةُ، ولكن الفتيات”. يمكننا هنا ان نضيف: نحتاج إلى تغيير استراتيجية ونهج العمل. تعتبر قرارات الأفراد ثانوية بالفعل وتسمح بتنفيذ الاستراتيجية أو تعيقها.
لن تكون روسيا قادرة على إبراز قوتها وأن تكون أكثر صرامة سواء في الخارج أو في الداخل، طالما أن مركزها غير متماسك ويمثل نوعًا من “الحكومة المؤقتة” مع أحزاب مختلفة. تقلبات المركز من أجل وَهْمِ “إجماع النخب” عمليا تؤدي إلى استياء وسخط في المجتمع ونقص المبادرة في مسرح العمليات. ائتلاف النخب يشل السياسة ويجعل احتمال التمرد مثل فاغنر ممكنا.
▪️ روسيا لم تنسحب من صفقة القمح، لكنها علقت مشاركتها فيها، وهي مستعدة للعودة إلى هناك في حال وجود تنازلات من الغرب وهو أمر مستحيل. هذا هو إظهار الإجماع غير المستقر. لا شك أن الغرب سيواصل الضغط في هذا الاتجاه، مما يعمق الانقسام الناشئ. لقد وضعوا يدهم على الحلقة الضعيفة.
من المحتمل أن تحل انتهازية النخب مشاكلهم – لكن لفترة مؤقتة. على المدى الطويل، لن يؤدي تراكم السلبية وتخفيف عواقبها إلى نتيجة. إن اعتماد المركز في الغالب على الجناح الليبرالي – هو ممارسة خطيرة. بدلاً من التوازن المستقر، سيظل عدم الاستقرار مستقرًا. بعد كل شيء، اتضح أن جميع إجاباتنا معروفة مسبقًا.
(3)
المطلوب رد روسي حاسم
كونستانتين مالوفيف، ناشط سياسي واجتماعي وإعلامي، رجل اعمال وملياردير روسي، داعم قوي لحركة اوراسيا
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
14 يوليو 2023
بدأت سلسلة من الاتفاقات الكاذبة في عهد غورباتشوف. حينها، لمجرد وعد شفهي بعدم اقتراب الناتو من حدود روسيا، سحبنا القوات السوفياتية من أوروبا الشرقية. والآن ترابط مكانها دبابات تابعة لحلف الناتو.
ثم تمت دعوتنا إلى منظمة التجارة العالمية، مع وعد بسلع استهلاكية غربية بدون رسوم. نتيجة لذلك، عانى حتى القلة الماكرة من الأوليغارشيين – ثم كانت العقوبات التي انتهكت مبادئ منظمة التجارة العالمية.
أسفرت اتفاقيات مينسك عن خسارة ماريوبول وسيفيرودونيتسك اللتين كانتا محررتين تقريبًا (عام 2014)، والتي كان لا بد من تحريرها ثانية بعد سنوات (عام 2022) على حساب الكثير من الدماء والدمار. لمدة ثماني سنوات، كانت القوات المدافعة عن دونباس أهدافًا في “ميدان الرماية” الأوكراني، حيث تم حظر إطلاق النار على مواقع الجيش الأوكراني كرد على اعتداءاته. أثتاء ذلك، قام الناتو بتسليح وتدريب النازيين الأوكرانيين الجدد وانهى ذلك بحلول عام 2022.
بينما كان مقاتلونا يموتون على خط المواجهة، وقعنا اتفاقيات اسطنبول وسحبنا قواتنا من كييف وسومي وتشرنيغوف وخاركوف. اما أوكرانيا، ورداً على ذلك، بدأت في قصف مناطقنا المدنية بقذائف الناتو.
منذ أيام سمعنا عن الاجتماع المعروف بين أردوغان وزيلينسكي، وإعادة القادة الأسرى من كتيبة ازوف النازية وعن المطالب بتمديد صفقة القمح، والتي في حال رفضنا، فإن القوات البحرية التركية مستعدة لدعمها.
الا يكفي هذا؟ وما أهمية صفقة القمح؟
نحن في حالة حرب مع الغرب الجماعي. هذا الاتفاقية تعمل حصريًا لمصلحته، ولا تساعد أفقر الدول بأي شكل من الأشكال كما أشارت حتى احصائيات الأمم المتحدة.
ليكن قرار روسيا الحاسم: لا صفقات حتى توقيع معاهدة سلام تتضمن استسلام كييف في السطر منها.
(4)
الاستيلاء على كييف – الحل الوحيد لمنع انضمام أوكرانيا إلى الناتو
ديمتري سيفريوكوف، كاتب صحفي روسي، مؤلف قناة على تيليغرام
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
11 يوليو 2023
مهما كلف الثمن سيربط الغرب أوكرانيا بحلف الناتو، ثم يسحبها إلى كتلة شمال الأطلسي. يمكن الحكم على ذلك دون انتظار نتائج قمة الناتو في فيلنيوس وحتى بالإضافة إلى كل قراراتها وخطواتها الحذرة والمتسقة المتوقعة. مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن التحالف الغربي قد دافع بنشاط عن أوكرانيا، وأن التحالف الغربي، دون أسف على الدعم العسكري، يزيد من إمدادات الأسلحة إلى كييف، فإن أوكرانيا تضع بالفعل قدما في الحلف المعادي لروسيا، و قدما أخرى في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، يعلن القادة الروس بلا كلل أن أهداف الحرب ستتحقق بالتأكيد، وأن عناد العدو وداعميه يؤخر فقط الخاتمة، والتي ستكون بالتأكيد لصالح الاتحاد الروسي. بطبيعة الحال، فإن القيادة العسكرية – السياسية لروسيا تقيم الموقف بشكل موضوعي وهي تدرك جيدًا النتيجة التي لا يزال من الممكن الاعتماد عليها، وعلى أمل تجنب الصعاب والمشاكل مرة أخرى.
قال رئيس الاتحاد الروسي بنفسه مؤخرًا: “ليس عبثا أن موجة جديدة واسعة من التعبئة الجزئية ليست مطلوبة، لأنه لا توجد خطط للذهاب إلى كييف مرة أخرى اليوم”. من ناحية أخرى، بدون الاستيلاء على كييف، لا يوجد حل كامل للقضية الأوكرانية، تمامًا كما لا يتم تحقيق أهداف اجتثاث النازية ونزع السلاح وإلغاء المشروع المناهض لروسيا في أوكرانيا.
على الرغم من أن روسيا تقاوم العقوبات وتزيد من إنتاج الصواريخ والدبابات، إلا أن الاستراتيجية الهجومية تغيرت في الواقع إلى استراتيجية دفاعية، مصحوبة بإشارات حول إبقاء الباب مفتوحا لمفاوضات السلام. من الواضح أن شروط السلام الروسية تبدو غير مقبولة بالنسبة لأوكرانيا، لكن ليس لأن مقر القيادة في واشنطن لا يأمر بالتفاوض الآن وبدون أي شروط مسبقة، ولكن لأن المواجهة المسلحة الدامية التي طال أمدها قد زادت من تصلب كلا الجانبين إلى درجة الاستحالة الكاملة لأي قرارات جزئية وهدنات. التصلب يحدث ليس فقط في روسيا، ولكن أيضًا في معسكر العدو، الذي يرص صفوفه بشكل وثيق مع كل صاروخ يضرب بنيته التحتية ويزيد من تصميمه مع تزايد خسائره.
ولكن بالطريقة نفسها، فإن الصيغة الأوكرانية للسلام ليست مناسبة ابدا للسلطات الروسية، لأن الأمور سارت أبعد من اللازم للتراجع من جانب واحد وإلغاء جميع الجهود التي بذلت في وقت سابق.
يدرك العديد من الأفارقة والصينيين والإندونيسيين والأتراك والفاتيكان وغيرهم من دعاة السلام أنه لا يمكنهم فعل الكثير، لكنهم يواصلون تقديم مشاريعهم لوقف الصراع، على أمل، إن لم يكن غدًا، فإنه بعد غد، سيستسلم أحد الأطراف، وسيؤدي ذلك إلى تهيئة بعض الشروط على الأقل لبدء الحديث. في غضون ذلك، أصبحت الجبهة الروسية- الأوكرانية اليوم – أشبه بفيروس الكورونا في ذروة الوباء، عندما لم يعرف أحد أين ستميل الكفة الشهر المقبل وكيف ستنتهي المعركة ضد الوباء. من الواضح أن سباق التسلح وحشد الإمكانات الاقتصادية يجري على قدم وساق، والمنجل لا يحرك الحجر، والحجر لا يسمح للمنجل بالحركة. تعثرت الطبيعة الراديكالية للأهداف والغايات الروسية في هذه المواجهة على العناد والتعنت من الجانب الآخر، والعزاء الوحيد هو أنهم في موسكو وكييف وواشنطن وبروكسل يفكرون في الأحداث الساخنة الجارية من خلال منظور المستقبل، الذي يعتمد عليه الجميع بدون استثناء، ولن يضغط أحد على الأزرار الحمراء ل”يوم القيامة”.
إن الموقف العام من عدم مقبولية نهاية العالم هو بداية موحدة ورابط قوي – والتي ستفتح في النهاية خيارات شتى للتغلب على المأزق. تظهر الخطوط العريضة لهذا الخروج بالفعل من اليوم وتستند إلى حقيقة أن النظام الروسي سيكون لديه ممر صعب آخر بين خيارين احلاهما مر، لأنه سيتعين عليه تحقيق الأهداف المعلنة وفي نفس الوقت التعايش مع ذهاب أوكرانيا إلى الغرب بشكل نهائي. وكما تظهر تجربة التغلب على الأزمة مع تمرد بريغوجين الأخير، فإن السلطات الروسية قادرة على مثل هذه المناورة، على الرغم من أن ساعة المناورة لم تحن بعد.
(5)
قمة الناتو – استراتيجية جديدة ضد روسيا
فلاديسلاف شوريغين، ضابط سوفيتي سابق، كاتب، مراسل حربي
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
يوليو 2023
العقدة الرئيسية في قمة الناتو هي كيف يتجنب المجتمعون مناقشة فشل هجوم الناتو الكبير المضاد في أوكرانيا، والذي حاولوا تنفيذه من قبل الجيش الأوكراني؟
في الواقع، كانت هذه القمة بأكملها تستعد للاحتفال بالنصر، حيث كان من المفترض أن يتجلى التفوق غير المشروط لاستراتيجية الناتو العسكرية والمدرسة العسكرية الغربية والأسلحة الغربية على الآلة العسكرية الروسية. أعد هذا الهجوم أفضل العقول العسكرية للناتو والولايات المتحدة، بمشاركة مراكز التحليل والحاسوب في البنتاغون وحلف الناتو. في غضون ستة أشهر، تم “ضخ” الجيش الأوكراني إلى مستوى أقوى جيش في أوروبا، حيث تلقى أكثر من 350 دبابة و400 مدفع و 1200 عربة مدرعة وعربات قتال مشاة وناقلات جنود مدرعة و 60 طائرة وطائرة هليكوبتر وأكثر من 2 مليون قذيفة. لكن بدلاً من “الهجوم” لتحقيق النصر، حدثت “خيانة” كاملة! الهجوم فشل. لمدة 37 يومًا، لم يتمكن الجيش الأوكراني حتى من التغلب على خط دفاعنا الأول. انه إنهيار كامل للجيش الأوكراني! والآن من المهم للغاية بالنسبة للأمريكيين أن يغيروا جدول أعمال القمة إلى قمة تسمح لهم بالتوصل إلى أي شيء تفوح منه رائحة نجاح. كانت أول علامة على مثل هذا التغيير في جدول الأعمال هي الأخبار التي تفيد بأن تركيا مستعدة لدعم انضمام السويد إلى الناتو! بنغو !!! اليوم الأول لقمة الناتو تم انهاؤه بنصر باهت! ولم يتذكر أحد أن البرلمان التركي سيتخذ مثل هذا القرار فقط في الخريف…ستكون هناك أسباب أخرى أيضًا – وعود جميلة أمام أنف خنزير كييف الذي ينزف!.
ولكن وراء كواليس القمة، هناك عمل محموم لتطوير استراتيجية جديدة لحلف الناتو في أوكرانيا. من الواضح أن رهان الغرب على هزيمة روسيا عسكريا وبشكل حاسم قد فشل. تتزايد القوة العسكرية لروسيا، ويزداد تعداد الجيش، وتصل الصناعة العسكرية إلى أقصى سرعتها. في ظل هذه الظروف، فإن الأمل في هزيمة سريعة لروسيا أمر غبي بكل بساطة. ومن الواضح أن الناتو يستعد لتوديع آمال “الحرب الخاطفة” وقبول مفهوم تجسد في الحرب العالمية الأولى – “حرب الاستنزاف”، التي قادت ذات مرة الإمبراطورية الروسية إلى الأزمة العسكرية-الاقتصادية، ثم إلى أزمة سياسية وانتهت بانهيار الإمبراطورية الروسية. الآن سيبدأ الغرب الجماعي في الاستعداد لسباق المسافات الطويلة. يجب وضع خطط لبناء حشد هائل من جيوش الناتو، وبرامج أسلحة طويلة الأجل يجب أن تتجاوز الصناعة العسكرية الروسية، وتأمين مساعدة عسكرية ديناميكية مستمرة لأوكرانيا، والتي ينبغي أن توفر لها إمكانية طويلة وفعالة للدفاع.
السؤال الوحيد هو أن الموارد البشرية لأوكرانيا لا تتوافق مع مفهوم الحرب “التي لا تتوقف” non stop war. من الواضح أن الرجال الأوكرانيين لن يبقى منهم أحد في القريب العاجل.
✺ ✺ ✺
ج) مقالات في نقد النظام والاقتصاد
- بوتين رسب في الامتحان
- مشاكل الاقتصاد الروسي في ظل الحرب والعقوبات
✺ ✺ ✺
(1)
بوتين رسب في الامتحان
روبرت نغماتولين، عالم وعلم سوفياتي وروسي في الفيزياء والرياضيات، عضو بارز في اكاديمية العلوم الروسية، المدير العلمي لمعهد أبحاث عالم المحيطات، عضو برلمان سابق
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
2 يوليو 2023
إذا كان أكاديمي بارز قد وضع علامة “راسب” للرئيس في السياسة الاقتصادية، فمن الواضح أن هناك شيئًا خاطئًا. هذا خطاب للأكاديمي روبرت نيغماتولين – عالم الفيزياء والرياضيات الروسي والأستاذ الجامعي. وانتقد العالم الأكاديمي روبرت نغماتولين بشدة عمل الحكومة: “لقد أعطيت الرئيس 2 من 5 في الامتحان”.
هذا جزء من خطاب الأكاديمي المعروف في منتدى أرلوف الاقتصادي، الذي نظمه الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية، والذي انتقد فيه بشدة عمل الرئيس والحكومة والمسؤولين بشكل عام.
ما الذي حققته الحكومة والرئيس خلال السنوات العشر الماضية؟
اقتباس من مداخلة نيغماتولين:
“يجب أن نقول الحقيقة بعد تحليل السنوات العشر الماضية على الأقل. دعونا نضع 90 عامًا جانبًا. دعونا نسأل ما الذي حققه رئيس دولتنا الحالي، الحكومة الحالية، خلال 10 سنوات.”
يستشهد روبرت نيغماتولين بالبيانات التالية:
آخر 10 سنوات في روسيا، يبلغ متوسط معدل النمو السنوي وفقًا لـ Rosstat واحد بالمائة، لكن في الواقع، هذا ضمن الخطأ الإحصائي.
نما الاقتصاد العالمي ب 3 مرات أكثر. وبولندا، التي ننتقدها، نمت أكثر ب 4 مرات. الهند والصين بشكل عام خارج المنافسة فيما يخص النمو.
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في روسيا أقل مما هو عليه في البرتغال وتركيا، وأقل مما هو عليه في الدول الاشتراكية السابقة وأقل من دول البلطيق – دولتا البلطيق.!!!
إذن في ظل المسار الاقتصادي الحالي، سيزداد التأخر فقط. منذ المراسيم الرئاسية الخاصة بالأهداف الوطنية، لم يتم تنفيذ أي واحد حول أهم النقاط خلال 10 سنوات.
شعب روسيا فقير بنسبة 75٪
عبر نيغماتولين بغضب حول البيانات الخاصة بالطبقة الوسطى في روسيا:
“كيف ذلك؟ قال الرئيس إن أولئك الذين يعادل دخلهم 17.5 ألف روبل للفرد ينتمون إلى الطبقة الوسطى، فمن قال له ذلك؟”
هناك قاعدة علمية لتعريف الطبقة الوسطى: عندما يدفع الشخص مقابل السكن 30٪ من دخله لمدة 20 عامًا، فإنه يدفع مقابل شقة تبلغ مساحتها 25 مترًا مربعًا للفرد.
في بلد فقير قد لا توجد حتى مثل هذه الطبقة المتوسطة، ولكن في بلدنا تتراوح من 20 إلى 22 في المائة، و3 في المائة من الأغنياء، و 75 في المائة من السكان فقراء.
وكما قال الأكاديمي اغنبغيان:
اذن….
“هذا هو السبب في أن شعبنا غير نشط، لأن الجميع متورط في حقيقة صراع البقاء من الراتب إلى الراتب. هذه محنة مروعة لبلدنا.”
عدم المساواة بين الطبقات والمناطق
“سأخبركك الآن بالأرقام عن عدم المساواة بين الطبقات. الدخل النقدي الإجمالي للسكان في موسكو هو 90 ألف روبل شهريًا، في منطقة أرلوف 29500 – 30000، لماذا؟ هل منطقة أرلوف تعمل بشكل أسوأ أو ماذا؟ وأنا أيضًا سأخبركم عن مناطق أخرى. دعونا نأخذ جمهورية باشكورتوستان ذات الحكم الذاتي، حيث عملت كرئيس لأكاديمية العلوم فيها. الآن فقط 25٪ من دخل الدولة من تصدير النفط تبقى في الجمهورية ونفس الشيء بالنسبة للمؤسسات الصناعية، و75٪ تذهب إلى المركز ونتيجة لذلك يغادر الناس من اقاليم روسيا للعيش في موسكو “.
التقسيم الطبقي الشاذ حسب الفئة فإن 0.4 في المائة من العائلات اي 200000 أسرة في منطقة أرلوف، يبلغ دخلها أكثر من 5 ملايين روبل شهريًا (اي اكثر من 50000 دولار شهريا-المترجم). تخيل أكثر من 5 ملايين روبل في الشهر، إجمالي دخلهم هو 12 تريليون روبل. من هناك يمكنك أن تعمل على الحفاظ على الرعاية الصحية والتعليم والعلوم والثقافة وكل شيء آخر بالفعل.
لا توجد استثمارات. لا البرلمان ولا الحكومة ولا الرئيس يتخذون أي خطوات في هذا الشأن. إذا لم نعمل على مساواة المداخيل عن طريق الضرائب، فلن يكون هناك نمو اقتصادي.
عدد المليارديرات بالدولار مقسومًا على الناتج المحلي الإجمالي هو ضعف العدد في الولايات المتحدة وألمانيا، وسبعة أضعاف عددهم في بولندا. نسبة كبيرة، أليس كذلك؟
المشكلة الرئيسية – لماذا نعيش بشكل سيء للغاية وفقًا للأكاديمي نيغماتولين:
1) عدم الكفاءة
– لا يوجد نمو في حجم الاستثمارات، الأكاديمي اغنبغيان، كبير علماء الاقتصاد في روسيا، يعتقد أنه لن يكون هناك استثمار، ولن يكون هناك تنمية على الإطلاق
– في روسيا، كحصة من الناتج المحلي الإجمالي، الاستثمار أقل بمقدار مرة ونصف بالمقارنة مع أوروبا.
– ليست كفاءة الاستثمارات، فبالنسبة لروبل واحد من الاستثمارات نتلقى 1.5 مرة أقل من أوروبا.
– المشكلة الكبرى هي جودة قادتنا وعدم اتخاذ قرارات لتصويب ذلك.
لا قادة فعالين للبلاد، ولا مدراء شركات فعالين. ونتيجة لذلك فإن الأمة كلها غير فاعلة بفضلهم.
2) الفساد المنهجي
أعلن باستريكين مؤخرًا عن الأرقام: 72000 مسؤول أدينوا بالفساد. هذا 500 مسؤول شهريًا – جريمة جنائية. وهذا هو حول المسؤولين فقط. تخيل ذلك ضمن عامة الشعب.
3) التنمية البشرية
إن حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للتنمية البشرية صغيرة. الصحة والعلوم والتعليم – كل ما يحدد حياتنا. كحصة من الناتج المحلي الإجمالي، نعطي للتنمية مرتين أقل من أوروبا. وهذا يتكرر منذ 30 عامًا، بما في ذلك السنوات العشر الماضية.
بالإضافة إلى إصلاحات مدمرة. نعرف أنه كانت هناك دكتاتورية البروليتاريا. لقد انتهينا من ذلك. الآن لدينا ديكتاتورية غير متعلمة، بيروقراطية غبية – هم يسببون الضرر.
يؤكد نيغماتولين:
“بالمناسبة، كل ما قلته أعلاه، كررته في اجتماع في الحكومة، حيث كان هناك النائب الأول لرئيس الوزراء بيلوسوف، وزير العلوم، ورؤساء لجان العلوم والتعليم في البرلمان وفي مجلس الإتحاد والوزراء الآخرين “.
تعليق من مؤلف النص الروسي: لن أنشر أفكاري على الملأ، ولن أحاول أن أضيف شيئًا أو أجد تناقضات في كلام عالم محترم. في رأيي، لا يوجد شيء أضيفه هنا. دعوني أقول فقط أن المقال يحتوي على جزء من خطاب الأكاديمي نيغماتولين. في الحقيقة، العالم “وضع 2 من 5 للرئيس”، والحكومة كذلك.
(2)
مشاكل الاقتصاد الروسي في ظل الحرب والعقوبات
قناة Nezigar على تيليغرام
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
23 يونيو 2023
مشكلة الاقتصاد الروسي، التي أصبحت ملموسة أكثر فأكثر بسبب زيادة ضغط العقوبات الغربية، هي الافتقار إلى التقنيات والاستثمارات الحديثة.
استجابت الحكومة لهذا التحدي من خلال تطوير واعتماد مفهوم التطور التكنولوجي للبلاد حتى عام 2030. في إطارها، تمت الموافقة بالفعل على 10 مشاريع عملاقة، ومن المفترض أن يسمح تنفيذها للبلد بتحقيق السيادة التكنولوجية بحلول عام 2030 في إنتاج الأصناف التي تحدد الآن التقدم التكنولوجي (بما في ذلك الرقائق الدقيقة والمواد الجديدة والطائرات بدون طيار وأنظمة الطيران، إلخ)..
ومع ذلك، فإن هذا البرنامج الطموح اليوم يشبه “المدينة الفاضلة” أكثر من كونه خارطة طريق.
أولاً، بسبب العقوبات الغربية، تم عزل روسيا عن المراكز الحديثة للتطور التكنولوجي والابتكار.
ثانيًا، تعاني البلاد بالفعل من نقص في الموظفين المؤهلين تأهيلا عاليا اللازمين لتنفيذ هذا المفهوم. على سبيل المثال، في المنتدى الاقتصادي الأوروبي الآسيوي الأخير، قال النائب الأول لوزير الصناعة والتجارة في الاتحاد الروسي “اوسماكوف” إن المشكلة الرئيسية للصناعة الروسية في الوقت الحالي ليست العقوبات، ولكن نقص الكوادر. مع استمرار الحرب، سيصبح هؤلاء الأفراد أقل وأقل. وأخيرًا، يتطلب تنفيذ المفهوم نموذجًا اقتصاديًا مختلفًا يخلق ظروفًا مواتية لمبادرة ريادة الأعمال، خاصة في قطاع التكنولوجيا الفائقة. في النموذج الحالي، الذي تهيمن عليه الشركات الكبيرة المملوكة للدولة و “ملوك العطاءات الحكومية” القريبون من السلطة، يتم قمع المبادرة الخاصة من خلال الرقابة الإدارية والقيود البيروقراطية العديدة، بينما أنشطة العلماء ووجهة اتصالهم مقيدة بإجراءات صارمة من المؤسسات الأمنية، مما يجعلها ليست مناسبة لتحقيق السيادة التكنولوجية.
بالنسبة لنقص الكوادر، أصبحت هذه المشكلة أكثر حساسية للاقتصاد الروسي. وفقًا لمسح أجراه معهد Gaidar نُشر في مايو، فإن 35٪ من الشركات الروسية تعاني حاليًا من نقص في الموظفين. وبسبب نقص الأطباء، تخطط وزارة الصحة، على سبيل المثال، لإسناد أداء بعض الواجبات الطبية إلى الممرضات، الأمر الذي سيؤثر بلا شك على جودة الرعاية الطبية.
لم تقرر السلطات بعد طبيعة النموذج الاقتصادي الذي ينبغي لروسيا أن تتطور بموجبه في سياق صراع طويل مع الغرب. فمن ناحية، يعتمدون على تطوير المبادرة الخاصة. وهكذا، واستجابة لطلبات جمعيات رجال الأعمال – أصدر بوتين تعليمات للسلطات المعنية بوضع تعديلات على القانون الجنائي لتخفيف العقوبات على الجرائم الاقتصادية. لكن، من ناحية أخرى، تتجه السلطات بشكل متزايد إلى تجربة الاقتصاد الذي يعتمد التوزيع والتوظيف الإلزامي بعد التخرج من الجامعات والمعاهد على مستوى البلاد.
على وجه الخصوص، تم تقديم مشروع قانون بشأن التوزيع الإلزامي لخريجي الجامعات يطبق لمدة 3 سنوات إلى مجلس الدوما، على الرغم من أنه من الواضح أنه لن يؤدي إلا إلى زيادة الفساد. وستجد المؤسسات الخاصة المزدهرة طرقًا لتوظيف أفضل الخريجين، متجاوزة أي نظام توزيع إلزامي. أثار مشروع القانون هذا الكثير من الانتقادات، لا سيما أنه تعرض لانتقادات من قبل “حزب الشعب الجديد” الموالي للكرملين، واصفًا إياه بأنه “فكرة من الماضي” وذكر أن مثل هذه الممارسة ستكون كارثية: “بالنسبة للطلاب، التوزيع الاجباري هو فقدان كامل للحافز.
يكون الطالب قد استعد لامتحان الدولة الموحد لأيام واسابيع، واختار جامعة جيدة، ثم يجبر على العمل لمدة ثلاث سنوات حيث تقرر الدولة (A. Nechaev). يشك معظم الخبراء في أن مشروع القانون سيتم اعتماده في شكله الحالي.
“مركز تحليل الاقتصاد الكلي قصير المدى”، المقرب من الحكومة (شقيق النائب الأول لرئيس الوزراء بيلواوسوف يقود فيه البحث العلمي) وبهدف التغلب على نقص الكوادر اقترح التوجه نحو التوزيع المركزي للخريجين بين المقاطعات مع إعادة التأهيل والتدريب. وفي نفس الوقت قامت مجموعة من نواب مجلس الدوما، استجابة لمشكلة النقص في تخصصات معينة بين العمال، بمبادرة تشريعية بشأن المشاركة الإلزامية لطلاب المدارس (تحت السن القانوني اي تحت 18 سنة-المترجم) في إطار العملية الإنتاجية.
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org