نشرة “كنعان”، 23 يوليو 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6596

في هذا العدد:

تقليد الصين له شروطه، د. عادل سماره

فلسطين ليست أبرثايد، عادل سماره

السياسة والمخابرات في الصراع الروسي البريطاني، موفق محادين

✺ ✺ ✺

تقليد الصين له شروطه

د. عادل سماره

منذ حوالي عشرين سنة واقتصاديو وأكاديميو ومفكرو ومخابرات الغرب يصيحون ب:

·       قوّيْنا اقتصاد الصين

·       توقعنا أن تصبح لبرالية مثلنا

·       دعمناها بالصندوق والبنك الدوليين،

·       ادخلناها منظمة التجارة العالمية،

·       أدخلنا منتجاتها اسواقنا

ولكنها بالعكس وقفت ضدنا.

عجيب هذا الافتراء الأبيض وجوهره اسود.

الصين نمت على تراث بناه ماو تسي تونغ وكان النمو السنوي فيها رغم موروث التخلف 7%. وبعد ماو بقي النمو كما هو وازداد.

لكن اختلفت السياسات الاقتصادية حيث جرى تهجين النظام لكنه لم يصبح إمبرياليا ولا تبنى السياسات اللبرالية ولا النيولبرالية.

والغرب لم يقدم للصين اي بند مما ذكرناه أعلاه قطعيا، فراس المال لا يقدم هذا كرماً بل طمعاً.

أهم ما قام به الغرب هو استيراد منتجات الصين لأنها رخيصة وهذا قاد إلى:

·       خروج شركات غربية للعمل في الصين

·       وبالتالي تزايد البطالة في الغرب

·       وتراجع النمو بسبب عدم الاستثمار في الإنتاج وخروج الشركات.

حتى الآن امريكا وألمانيا وفرنسا خاصة هذا الثلاثي في مأزق كيف يتخلص من هيمنة منتجات الصين في اسواقهم بل كيف يستبدلها بما هي أعلى ثمنا بكثير!!!.

ولكن، إضافة لكل هذا، فإن الدول التي تزعم أنها تتوجه شرقاً، فإن هذا له شروطاً يجب أن تتوفر ذاتيا في البلد نفسه كما توفرت في الصين في عهد ماو:

·        تبنت فك الارتباط بالسوق العالمية، (انظر كتابات الراحل سمير أمين)

·       حافظت على عدم نزيف الفائض للخارج

·       منعت الشركات الأجنبية من نزح الفائض من البلد.

·       قامت بتأميم مواقع الإنتاج الأساسية وحتى المتوسطة

·       منحت الأرض للفلاحين كي يستغلوها ولكن لا يملكونها

·       اقامت الكميونات.

·       أممت المصرف المركزي.

الصين بعد ماو كانت قد تأسست كي تُقلع على موروث الماوية ولذا:

·       انفتحت على السوق الدولية من موقع القوة

·       استقبلت شركات أجنبية ونقلت التكنولوجيا

·       سمحت لهذه الشركات بتصدير فائض من ارباحها

·       نشطت القطاع الخاص ولكن بقي في النهاية مقودا من الحزب الشيوعي الصيني.

·       حافظت على القطاع العام بيد الدولة.

·       هندس الحزب العلاقات بين القطاع العام الاشتراكي والخاص الرأسمالي.

·       وحتى بعد أزمة 2008 وكورونا تنبهت الصين لتوسيع معدة السوق المحلي وخاصة بعد حرب ترامب/بايدن الاقتصادية ضدها.

ما معنى كل هذا؟

هذا يعني ان الصين بلد علماني مزج الرأسمالية بالاشتراكية فهي غالبا في الداخل يحكمها منطق اشتراكي وفي الخارج عبر التبادل منطق السوق الرأسمالية. سمِّها رأسمالية أو اشتراكية أو هجين، لا بأس المهم أن الصين بلد منتج، متطور، اجتث الفقر، ليس إمبريالي، ويتعامل مع العالم بمنهج معاكس للإمبريالية.

لذا من يحاول التوجه شرقاً عليه، كما أزعم:

·       تثقيف الطبقات الشعبية بمنهج التنمية بالحماية الشعبية كي ينسجم المواطن مع النهج التقدمي الإنتاجي. (أنظر كتابات عادل سماره)

·       فك الارتباط بالسوق العالمية والعمل بمنطق إشتراكي

·       التخلص من البُنى الطبقية بالمعنى الكلاسيكي وخاصة الملكية الخاصة المتوحشة

·       التخلص من الغيبيات

·       نقل المرأة من مستوى التمكين إلى المساواة إلى التحرر

وأيضاً محاسبة الغرب على ما نهب. وهنا استذكر الطرح الألمعي للراحل أنور عبد الملك الذي اكتشف قانون فائض القيمة التاريخي اي ما تم نهبه من بلدان المحيط عبر قرون مضت ولا بد من استعادته.

✺ ✺ ✺

فلسطين ليست أبرثايد

عادل سماره

هذا رابط لمشاركتي في برنامج “الحدث” مع الإخبارية السورية

يمكن للجميع المشاهدة.

لكن لدي بعض التوضيحات:

1) دائماً وقت الفضاء محدود مما يحول دون إنضاج بعض الأمور.

2) لذا لم أتمكن من توضيح موقفي من ما طرحه السيد حمدين صباحي الأمين العام الجديد للمؤتمر القومي العربي، عن أن نظام الكيان الصهيوني هو نظام أبرثايد.

في الحقيقة هذه المسألة نقلها بعض العرب عن تجربة جنوب إفريقيا وهي مختلفة عن تجربة شعبنا وأمتنا. وقد إشتغل على هذه المسألة المؤرخ الصهيوني الجديد إيلان بابيه وخاصة في وصفه لقضية شعبنا بأنها تطهير عرقي.

فيما يخص الأبرثايد فهي سياسة تمارسها السلطات الصهيونية داخل المحتل 1948 ضد الجزء من شعبنا المحتل 1948. وهي سياسة لا تنطبق حتى على شعبنا هناك في المحتل 1948 لأن الكيان نفسه ليس شرعياً. فالأبرثايد هي سياسة تُمارس ضد مجموعة سكانية شرعية من أخرى شرعية من حيث الحق والوجود. أما في حالتنا فالكيان غاصب.

ولذا/ فإن اي عربي أو فلسطيني أو أممي يصف وضع فلسطينيي 1948 بأنهم ضمن نظام أبرثايد إنما يعطي الكيان شرعية.

وحيث لا ينطبق الوصف على فلسطينيي المحتل 1948 فهو لا ينطبق ابداً على الجزء من شعبنا في المحتل 1967.

أما فيما يخص التطهير العرقي، فإن هذا ايضا تصنيف خطير وزائف وذلك:

1- التطهير العرقي يحصل بين شعبين شرعيين او قوميتين شرعيتين في مكان معين واحدة منهما تزيح الأخرى إما جزئياً أو كليا من وطنها. وهنا، فإن الكيان ليس مجموعة قومية وليس شرعيا ولا يملك في وطننا شيئا سوى بعض ما سربه أو زوره عملاء لا يساوي سوى جزء ضئيل من الوطن.

2- التطهير العرقي يحصل في فترة زمنية معينة ويتوقف نظرا إما لتعادل القوى أو لهزيمة المعتدي أو لضغط دولي…الخ لكن اقتلاع شعبنا لم يتوقف قط.

3- التطهير العرقي يحصل في جزء معين من البلد قيد الصراع لكن الكيان يقوم بطرد شعبنا من كل الوطن.

4- التطهير العرقي يقوم بسحق الحيز/المكان جزئياً وفي فترة محددة بينما في حالتنا يحصل سحق الحيز بشكل متواتر ومستمر ويُعاد سحقه بهدف إنهاء وجودنا. في عام 1948 تم تحطيم الحيز الفلسطيني باحتلال الجزء المحتل 1948، ثم أعيد سحق الحيز عام 1967 ومن يومها يحصل سحق الحيز يوميا باغتصاب أجزاء جديدة من المحتل 1967 وكما هو واضح تقام مستوطنات ومدنا في المحتل 1967 للكيان ولا تتوقف

لا أود التوسع هنا أكثر، ولذا أتمنى على المؤتمر القومي العربي الحذر في تكريس مصطلحات هي ضد شعبنا وتخدم العدو والإمبريالية طبعاً والمطبعين.

ملاحظة: أهم فارق بيننا وبين جنوب إفريقيا أن السود لم يُطردوا من البلد، ولذا تنطبق تسمية ابرثايد عليهم، لكن نحن جرى اقتلاعنا ولو على مراحل هناك لا توجد حالة لجزء.

✺ ✺ ✺

السياسة والمخابرات في الصراع الروسي البريطاني

موفق محادين

لم تتوقّف التدخّلات البريطانية وغيرها في الشأن الروسي حتى بعد انهيار الاشتراكية، ومن ذلك توظيف زعامات الثورات الملونة.

إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية كطرف أساسي في صراع المعسكر الغربي الرأسمالي مع الدولة الروسية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، أظهرت التداعيات الدولية للعملية العسكرية الروسية ضد المحمية النازية الأطلسية في أوكرانيا، أن الصراع الروسي البريطاني لا يقلّ أهمية عن الصراع الروسي الأميركي. 

فإذا كان تصريح نائب رئيس الأمن القومي الروسي حول اعتبار المتورطين الإنكليز هدفاً مشروعاً للدولة الروسية، قد جاء ضمن الرد الروسي اللوجستي والعسكري على أهداف أطلسية قاتلة في أوكرانيا وخارجها (أهداف أميركية في سوريا)، إلا أن ثمة خصوصية أيضاً حول الجانب الإنكليزي من التحالف الإنجلو سكسوني، بالنظر إلى تورّط لندن الكبير ضد روسيا في أوكرانيا، بل وداخل الأراضي الروسية نفسها. 

في الحقيقة، ليست ثمة مفاجأة في هذا التصعيد المتبادل بين موسكو ولندن، فالصراع هو السمة العامة للعلاقات الروسية البريطانية في كلّ العهود التي مرّت على البلدين، من روسيا القيصرية إلى روسيا الاشتراكية إلى روسيا اليوم، وبالمثل من بريطانيا الفيكتورية ورجلها القوي، اليهودي، دزرائيلي، إلى بريطانيا الحالية، ناهيك بأن الصراع ومحاولات الهيمنة هي السمة العامة لعلاقات بريطانيا مع غالبية شعوب العالم ودوله، منذ أن تسيّدت بريطانيا المنظومة الرأسمالية الاستعمارية، كإمبراطورية لا تغيب الشمس عن أراضيها، مروراً بسقوطها وأفول شمسها على يد تحالف موسكو مع عبد الناصر في الشرق الأوسط.

 صحيح أن سمة الصراع المذكورة بين البلدين تخلّلتها لحظات عابرة من التحالفات المؤقتة، كما حدث ضد الجيوش المصرية زمن محمد علي عندما هزمت الجيوش العثمانية وحاصرت إسطنبول، وتحالف الإنكليز مع قيصر روسيا بدعم وتوجيه اليهودي روتشيلد وأمواله، وكما حدث بعد الحرب العالمية الأولى واتفاقية سايكس بيكو زائد روسيا القيصرية 1916، إلا أن العلاقات بين الطرفين ظلت علاقات صراع أياً كانت طبيعة الحكم في البلدين، كما الموقف في حرب البلقان وغيرها، لكن هذه العلاقات تفاقمت أكثر بعد الثورة الاشتراكية في روسيا وأصبح الاستعمار البريطاني ملاحقاً من حركات التحرّر المدعومة من موسكو. 

فيما يخص الصراع البريطاني – الروسي منذ الثورة الاشتراكية وحتى اليوم فقد مرّ بمراحل عديدة، بينها تهديد رئيس الحكومة البريطانية، تشرشل، بضرب موسكو بالقنابل الذرية، وفقاً لما أورده الباحث البريطاني، ايكه، في كتابه “السر الأكبر”، وبينها دور بريطانيا مع واشنطن في إنشاء حلف الناتو ضد موسكو وتغذية هذا الحلف بأحلاف إقليمية هنا وهناك مثل حلف بغداد – أنقره 1955. 

لم تتوقّف التدخّلات البريطانية وغيرها في الشأن الروسي حتى بعد انهيار الاشتراكية، ومن ذلك توظيف زعامات الثورات الملونة وغالبيتهم من اليهود لوضع موسكو تحت نفوذ مافيا يهودية محاطة بأوساط ليبرالية روسية، وقد ازداد الصراع بين موسكو ولندن بعد وصول بوتين إلى الكرملين وفتح ملفات المافيات ومنها المافيا اليهودية ممثّلة برجال أعمال مثل خودوركوفسكي الذي تمّ اعتقاله في موسكو، وبيريزوفسكي وعشرات اليهود الهاربين إلى أوكرانيا وبريطانيا. 

كما أظهرت الوثائق أنه إضافة إلى دور المخابرات البريطانية في هدم الاتحاد السوفياتي، فقد كان حضور هذه المخابرات في أوكرانيا خطيراً ونافذاً، ليس باسم حقوق الإنسان والليبرالية فقط، بل عبر إنتاج الميليشيا النازية وبناء مختبرات بيولوجية بالتعاون مع المخابرات الأميركية لغايات توظيفها لاحقاً ضد روسيا. 

معلوم أن بريطانيا ضالعة في هذا النوع من المختبرات والحروب البيولوجية، بل إنها أوّل من استخدمها في الحرب العالمية الأولى ولم تتردّد لحظة واحدة في تصفية أي شخص يقترب منها، ومن ذلك اتهامها باغتيال الخبير البريطاني، ديفيد كيلي في العراق. 

في السنوات الأخيرة، تضاعف الدور البريطاني السياسي والاستخباراتي في روسيا مباشرة وعبر أوكرانيا، بالتقاطع مع لحظة الصراع على شكل العالم الجديد والموقع البريطاني في المنظومة الإمبريالية إلى جانب الإمبريالية الأميركية وبقية المتروبولات الإمبريالية في الناتو والاتحاد الأوروبي. 

من مصادفات هذه اللحظة بين عالمين، عالم إمبريالي يقوده الإنجلو سكسون، وعالم متعدد الأقطاب، أن أبرز مفكّري الاستراتيجية الجيوسياسية التي تميّز هذه اللحظة، هو البريطاني ماكندر صاحب النظرية التي ترى مستقبل العالم في حسم الصراع على أوراسيا و”الهارت لاند” – قلب العالم الذي تمثّله روسيا. 

انطلاقاً من ذلك وبالتزامن مع صحوة الدب الروسي في الكرملين وبموازاة التدخّل الأميركي المعلن في أوكرانيا والذي كتب عنه الاستراتيجي الأميركي بريجنسكي أكثر من مرة، داعياً إلى تطويق روسيا ومنعها من أن تتحوّل إلى “هارت لاند” بأفق عالمي، اتخذ التدخّل البريطاني أشكالاً مختلفة بينها العمل الاستخباراتي بأقنعة مباشرة وأخرى ليبرالية ومدنية واقتصادية. 

ومن ذلك أيضاً إعداد وتدريب مجاميع أوكرانية وكازاخية وجورجية وقفقاسية، كما تنوّعت الأدوات البريطانية بين الجماعات المسلحة في أوكرانيا والقوقاز، وبين أوساط ليبرالية من نشطاء الثورات الملوّنة.

إضافة إلى ذلك يعود الصراع الاستخباراتي الروسي – البريطاني إلى ما بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية الروسية وعلاقاتها مع حركات التحرّر في كل مكان، إذ واصلت المخابرات البريطانية عملياتها ونشاطاتها ضد الاتحاد السوفياتي وحركات التحرّر الوطني. 

وبسبب تراجع مكانة الإمبريالية البريطانية لصالح الأميركية، نظّمت نشاطاتها بالتنسيق مع مخابرات الأخيرة ونجحتا في اختلاق عشرات الأصوليات التكفيرية انطلاقاً من أفغانستان، حتى أن المؤرخ البريطاني كورتيس في كتابه (التآمر البريطاني مع الأصوليين) أطلق على لندن وصف “لندنستان” وكشف الكتاب المذكور تفاصيل مذهلة عن هذه العلاقة. 

ومثل كورتيس كان كاتب وباحث بريطاني آخر هو ديفيد ايكه يفضح في كتابه “السر الأكبر” عشرات الواجهات التي اخترعتها المخابرات البريطانية كأقنعة لنشاطاتها (صفحات 531 – 542) كما فضح عشرات الاغتيالات التي نفّذتها هذه المخابرات. 

وثمة ما يقال عن مئات الدراسات التي تعقّبت أو فضحت الدور المذكور في الأزمات التي تعرّضت لها بلدان عديدة، بينها العراق وسوريا واليمن وإيران وليبيا وغيرها، إضافة إلى محطات داخلية على غرار اتهامها بتصفية ديفيد كيلي على شكل انتحار، وهو الخبير البريطاني الذي كذّب رواية بلير حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، وعلى غرار إخفاء أوراق وملفات تتحدث عن تجسس بريطاني على مقر الأمين العام للأمم المتحدة وذلك وفق ما ذكره بوب وودورد في كتابه (القناع). 

فيما يخص المجال الروسي البريطاني وصراع المخابرات بينهما يشار ابتداء إلى ثأر بريطاني قديم – جديد من المخابرات الروسية التي تفوّقت عليها في هذا المجال، سواء في العملية الاستباقية حول أسرار القنبلة الذرية، أو في الفضيحة الاستخباراتية التاريخية التي ساهمت في إخراج بريطانيا من الشرق الأوسط وأسدلت الستار على تسيّدها السياسي والاستخباراتي في هذه المنطقة. 

ترتبط هذه الفضيحة فيما عرف بحلقة جامع كامبريدج التي كانت تضم أكاديميين وفنانين وسياسيين احتلوا مواقع أساسية في جهاز المخابرات البريطانية، سواء داخل قصر بكينغهام نفسه عبر المستشار الفني لمتحف اللوحات في القصر الملكي، أو من خلال ما يعرف في الخطاب الاستخباراتي العالمي بأخطر جاسوس في التاريخ، وهو كيم فيلبي. 

ينتمي فيلبي إلى عائلة (عريقة) في المخابرات البريطانية الخارجية، منها والده جون فيلبي، الذي عمل في العراق والأردن قبل أن ينتقل إلى جوار الملك عبد العزيز آل سعود، وكان فيلبي الابن ضمن شبكة كامبريدج التي تبنّت أفكاراً اشتراكية ووضعت نفسها في خدمة المخابرات الروسية الخارجية بلا مقابل، أي أنها كانت شبكة أيديولوجية معادية للإمبريالية. 

بسبب كفاءاته وثقافته النظرية والأدبية، تدرّج فيلبي بسرعة في جهاز المخابرات البريطانية الخارجية وترّأس أكثر الأقسام حيوية فيها، من جهاز مكافحة التجسس والشيوعية إلى تنسيق العمل مع المخابرات الأميركية في الشرق الأوسط. 

وعندما تمّ اكتشافه عجزت المخابرات البريطانية وصداقاتها العربية والأميركية عن توقيفه في لبنان، إذا أخذته غوّاصة روسية من ميناء بيروت وظل في موسكو حتى وفاته. وقد هزت قضيته الجهاز البريطاني بأكمله بما في ذلك شبكاته والأقنعة التي كان يعمل خلفها في لبنان وغيره، مثل معهد شملان لتدريب وإعداد القادة والإعلاميين. 

:::::

“الميادين”

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

  • توتير:
  • فيس بوك:
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org