شيخ و”عالم” وقاضي وخبير اقتصادي ويعرف عذاب القبر! عادل سماره

أيُّ تغوُّل على الوعي في القرن الواحد والعشرين!

أحياناً أتلهى بمشاهدة هذيان رجال دين من الطائفيين أراحنا الله من تعصبهما.
شاهدت فيديو للشيخ القاضي محمد كنعان. عن العالم قبل ظهور المهدي.
لست بصدد مناقشة مسألة المهدي والمسيح المخلص…الخ فهذه اعتقادات للناس كما يرون.

كيف سيكون العالم قبل ظهور الامام المهدي ( عليه السلام ) ؟! | الشيخ القاضي محمد كنعان – YouTube

لكن ما لفتني هذا التغوُّل من القاضي، لاحظوا قاضي وليس جنرال انقلابات او رجل مخابرات!!! على الأقل في أمرين:
الأول: مخيف حيث وصل الشيخ بشبه تأكيد أن العالم في الدرجة الرابعة من الفتنة والتي يصورها هو ومن روى عنهم بشكل إرهابي هائل. وينسبون وصفها للنبي! طبعا على ألسنة اشخاص فما ليس في القرآن قابل للنفي.
والثاني: وهو طريف حقاً وافتآتي قطعاً وذلك بوصفه لعالم الاقتصاد الشهير جون مينارد كينز بأنه من أقطاب الفتنة ودرجتها الرابعة! الله يسامحك يا شيخ!!!
طبعا كينز ، وطبقاً لمزاعم القاضي هو ممن أنقذوا عالم راس المال من الأزمة الاقتصادية الدورية التي اشتعلت عام 1929 أي هو نقيض تهمة القاضي بمعنى أنه قاوم الفتنة. والأهم، يا شيخ، طالما تفهم في الاقتصاد الرأسمالي لهذه الدرجة وأكثر من المسكين كينز فما الذي منعك من نُصح لبنان والجنوب وصاحب العمامة منذ عام 1991 بأن يتوجهوا للزراعة والإنتاج وبأن لا يعيش لبنان على الريع والمضاربات ثم تاتي لحظة وقف ماكينة التنفس “الوسخة” فيجوع لبنان جميعه؟ نعم تباً ل كينز وفريدمان ووو ولكن تباً لمن تمتع برشوات الحريري والسعودية فكان مصيره مصير أبو زيد.
أبو زيد: نوع من الصراصير في المخيال الشعبي يغني طوال الصيف.
وحينما جاء الشتاء جاع فذهب يستجدي بعض الحب من النملة فسألته:
قالت: شو كنت تساوي في الصيف؟
قال: كنت أغني قصايد للحصايد.
قالت: له، مع السلامة.
طبعا لا الشيخ ولا كثير من شيوخ واقتصاديي لبنان نادوا ضد التطبيع سوى منذ بضع سنوات، وكنت كتبت كتبا عن ذلك منذ اربعة عقود. لكن كانت الناس غارقة في حب عزمي بشارة وتحويلات الريع النفطي!  فكيف تسمع من فلسطيني لا مركز له؟

________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….