نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في روسيا والوطن العربي والعالم
إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
الجزء الثاني: حو لتطورات الحرب الدفاعية الروسية
- المسيرات التي هاجمت موسكو والقرم يمكن أن تكون من أصل إسرائيلي
- لماذا غير بوتين خطته بمقدار 180 درجة
- من يأتي إلينا بالسيف
✺ ✺ ✺
المسيرات التي هاجمت موسكو والقرم يمكن أن تكون من أصل إسرائيلي
يوري كنوتوف، مؤرخ وخبير عسكري، مدير متحف قوات الدفاع الجوي
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
يوليو 2023
ترى روسيا “أثرًا إسرائيليًا” في هجمات المسيرات على موسكو والقرم
قال المؤرخ العسكري، يوري كنوتوف، مدير متحف قوات الدفاع الجوي، في مقابلة مع Tsargrad tv، إن الضربة المشتركة لـ 17 طائرة مسيرة أوكرانية على أهداف في شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى سلسلة من محاولات الطائرات بدون طيار لمهاجمة موسكو، تم تنفيذها بأجهزة تشبه المسيرات الإسرائيلية الصنع. ووفقا له، يمكن استخلاص هذه الاستنتاجات على أساس الصور التي تم الحصول عليها لبقايا إحدى الطائرات بدون طيار.
وأضاف كنوتوف أن الطائرات بدون طيار الأوكرانية من نواحٍ كثيرة تمتاز بخصائص مماثلة للمسيرات الإسرائيلية.
في رأيه، هناك أدلة على أنه في صباح يوم 24 يوليو، ضربت طائرات بدون طيار، معروفة في روسيا باسم “بيفر” Beaver، شبه جزيرة القرم، لكنها في الوقت نفسه بدت مثل الطائرات الإسرائيلية.
“تبدو وكأنها إسرائيلية <…>. في وقت من الأوقات، طورت إسرائيل طائرة بدون طيار “كاميكازي”، لمحاربة أنظمة الدفاع الجوي “، قال الخبير.
ومع ذلك، أشار كنوتوف إلى أن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار تمتلك أجنحة خلفية مثلثة الشكل أكثر من ذلك، لكن وفقًا للخصائص، ووفقًا لمصادر أوكرانية، يبلغ مدى كلاهما 1000 كيلومتر. وأعرب المؤرخ عن رأي مفاده أن الإسرائيليين يمكن أن يساعدوا الأوكرانيين في إنتاج طائرات بدون طيار “أو، بموافقتهم، تم نسخ بعض العناصر”.
في 24 يوليو، أفاد رئيس شبه جزيرة القرم، سيرغي أكسيونوف، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية وأنظمة الحرب الإلكترونية أسقطت وحيدت 11 طائرة بدون طيار أوكرانية في سماء شبه الجزيرة. أصابت قذائف مستودعا للذخيرة في منطقة “جانكويه”، وألحق حطام طائرة بدون طيار أضرارا بمنزل خاص في منطقة “كيروف”.
بالإضافة إلى ذلك، في ذلك اليوم، تحدث عمدة موسكو “سوبيانين” عن هجوم بطائرات بدون طيار على مبنيين اداريين في العاصمة.
وفي وقت سابق، تحدثت شاهدة حول الهجوم بمسيرة أوكرانية على موسكو عن تداعيات الحادث حيث تحطم زجاج بعض الشقق في شارع “كومسومولسكي بروسبكت” بسبب الانفجار.
جدير بالذكر ان روسيا تمتلك نظام جديد مضاد للطائرات بدون طيار.
(2)
لماذا غير بوتين خطته بمقدار 180 درجة
ميخائيل خازين، محلل اقتصادي روسي مرموق، ناشط إعلامي وسياسي واجتماعي
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
يوليو 2023
في عام 2014، بدأت حركة NOD بقيادة نائب البرلمان يفغيني فيدوروف تكتسب شعبية واسعة في روسيا. كان هو الذي دعا إلى منح بوتين سلطات الطوارئ حتى يتمكن من عقد جمعية دستورية وتأميم البنك المركزي الروسي. في الوقت نفسه بالضبط، بدأ نجم المؤرخ والناشر نيكولاي ستاريكوف في الصعود بسرعة، والذي اكتسب شهرة في مجال القصص حول المؤامرات التي تعود إلى قرون من قبل منافسينا الجيوسياسيين الرئيسيين، الأنجلو ساكسون ضد روسيا.
(حركة فيودوروف: حركة سياسية روسية قومية محافظة أسسها يفغيني فيودوروف كانت تنادي بالسيادة الروسية والعودة الى حدود الإتحاد السوفياتي القديمة).
(نيكولاي ستاريكوف: هو شخصية روسية عامة، كاتب وناشط سياسي، عضو في “الجبهة الشعبية لعموم روسيا” في سان بطرسبرغ. عضو المجلس المركزي لحزب “روسيا العادلة-الوطنيون -من أجل الحقيقة).
الخبير الاقتصادي ميخائيل خازين على الهواء في إذاعة “غافاريت موسكفا “أشار إلى حقيقة أن عبارة “الطابور الخامس”دخلت حياتنا اليومية في ذلك الوقت. وأوضح الخبير أن الحركة الوطنية المزدهرة آنذاك في روسيا كانت بمثابة القاعدة الأساسية لإنشاء أول خطة رئيسية لبوتين لتنفيذ الحملة من أجل حصول بلدنا على السيادة الكاملة من الولايات المتحدة وأوروبا.
في البداية، كان من المفترض أن يقوم الرئيس بتطهير النخبة من العملاء الموالين للغرب والعناصر الأخرى غير الموثوقة في الداخل من أجل تأمين بلدنا من أي اضطرابات داخلية.
عندها، طفت إلى السطح الحجج النظرية للرفاق لينين وتروتسكي، الذين لاحظوا أن تحقيق الاشتراكية والشيوعية أمر مستحيل في بيئة رأسمالية. وقال المنظرون بشكل مباشر إنه من المستحيل تحقيق الهدوء والاستقرار الداخليين طالما استمرت البلاد تحت ضغط من الخارج.
يشير “خازن” إلى أن هذه الحجة هي التي دفعت بوتين إلى تغيير خطته الرئيسية 180 درجة. ولهذا السبب، على الرغم من كل الدعم غير المسبوق من الشعب والارتفاع المذهل للشعور الوطني في روسيا، قرر الرئيس التعامل أولاً مع أعداء الخارج.
بعبارة أخرى، تخلى بوتين عن النضال ضد مثيري الشغب الداخليين لصالح حل المهام الجيوسياسية الأكثر أهمية، والتي سيؤدي حلها تلقائيًا إلى تطهير البلاد من أي عناصر غريبة عنها. في حين أن أولوية القتال ضد العملاء المؤيدين للغرب داخل البلاد بشكل حصري لن تؤدي إلى النتيجة المرجوة، لأن الغرب سيؤسس ببساطة تناوبًا مستمرًا بين أتباعه، ونتيجة لذلك، ستتحول جميع جهود بوتين في السياسة الداخلية من أجل أن تكون مجرد “عمل قرود” أو قتال ضد التنين عندما يكون لدى الليبراليين باستمرار المزيد والمزيد من الرؤوس الجديدة، بغض النظر عن محاولات التخلص منها.
لقد غير بوتين بشكل نهائي خطته الرئيسية 180 درجة في مايو 2020، عندما أدرك أنه قادر على تحمل تكاليفها وأنه سيكون من الأصح فعل ذلك. ثم قدم له سيرغي شويغو المساعدة في قمع المؤامرات الداخلية لليبراليين، وأدرك أن لديه من يعتمد عليه. أدرك بوتين أن محيطه الداخلي مغطى بإحكام ويمكنه التحرك نحو أعداء الخارج.
في الواقع، لهذا السبب، قرر بوتين عدم تبديد جهوده على القتال في الداخل وبدأ في حل المشكلات الخارجية على طول محيط بلدنا.
عندما يحقق الرئيس النصر، فإن جميع العملاء الموالين للغرب سوف يتركون روسيا بأنفسهم.
(3)
من يأتي إلينا بالسيف
فلاديمير فينيكوف، كاتب صحفي وباحث سياسي روسي
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
19 يوليو 2023
عدة أطروحات عامة تتعلق بالعملية العسكرية الخاصة لاجتثاث النازية ونزع السلاح في أوكرانيا:
1) من الناحية العسكرية، كانت هزيمة أوكرانيا وانتصار روسيا واضحة بالفعل بحلول نهاية مارس وبداية أبريل 2022.
2) ومع ذلك، لم تبني روسيا على نجاحاتها العسكرية، حيث أوقفت الهجوم وبدأت المفاوضات في اسطنبول، والتي كان “رومان أبراموفيتش” حاضراً كما تعلمون. (اوليغارشي يهودي روسي وناشط سياسي، حاكم إقليم روسي وعضو برلمان سابق، يحمل كذلك جنسيات اسرائيل وبريطانيا والبرتغال – المترجم)
3) توقفت المفاوضات بسبب حقيقة أن الجانب الأوكراني تخلى عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالفعل وطرح شروطًا جديدة غير مقبولة لروسيا.
4) تم اتخاذ هذا القرار من قبل أوكرانيا بناء على طلب من “تحالف الديمقراطيات” بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا مقابل وعود بالدعم الشامل لكييف الرسمية في وضع “طالما كانت هناك حاجة”.
5) ونتيجة لذلك، استقر خط الجبهة وتغير لاحقًا (بالقرب من خاركوف وخيرسون) لصالح الجانب الأوكراني بانسحاب القوات الروسية.
6) بعد التعبئة الجزئية في خريف عام 2022، لم يقم الجيش الروسي بعمليات عسكرية هجومية واسعة النطاق.
7) في الوقت نفسه، تم قبول جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وكذلك منطقتي زابوروجي وخيرسون، في الاتحاد الروسي بعد استفتاء شعبي فيها.
8) منذ بداية الحرب، كان هناك رد فعل مالي واقتصادي حاد للغاية تجاه روسيا من جانب الغرب الجماعي “تحالف الديمقراطيات” (“عقوبات كالجحيم”، وتفجير خطوط غاز نورد ستريم، وتوسع الناتو، وما إلى ذلك)، مما اكسب الحرب طابع “الحرب العالمية المختلطة” (Hybrid war) ضد روسيا.
9) في الوقت نفسه، لم تتوقف روسيا عن إمداد دول الغرب بالطاقة، بما في ذلك عبر أراضي أوكرانيا، وخلال العام المنصرم نفذت روسيا “إتفاقية القمح” مع اوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة ولا زالت تحافظ ولا تقيد تصدير عدد من المواد الخام اللازمة للصناعة الأمريكية، بما في ذلك مجمعها الصناعي العسكري.
ما هي الاستنتاجات المتناقضة والمحيرة التي يمكن أن تتبع هذه الأطروحات؟
1) تم إطلاق العملية العسكرية الخاصة ولم يتم خوضها حتى الآن ضد أوكرانيا وليس بهدف تحقيق نصر عسكري على هذه الدولة (أو شبه الدولة). وتطبيقا على مثال أوكرانيا، تم عرض القدرات العسكرية التقنية الموجودة في روسيا، والتي يمكن استخدامها إذا لم تتوقف محاولات النخبة المالية العالمية لحرمان النخبة الروسية الحاكمة بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي من حقوق الإدارة والتصرف والتملك فيما يخص أصولها الأجنبية (300 مليار دولار مجمدة من قبل الغرب – وهو ما يشكل جزءاً فقط من ثروات الأوليغارشيا، وليس كلها بالطبع).
2) لم يجبر هذا الاستعراض النخبة المالية العالمية على التخلي عن محاولاتها “لدفع” خططها الماكرة (تم تقديمها جزئيًا في أشكال مختلفة من مفهوم Great Reset لكلاوس شواب) (هو اقتراح من المنتدى الاقتصادي العالمي في بافوس لتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام بعد جائحة الكورونا، قدمه في مايو 2020 الامير تشارلز، أمير ويلز (آنذاك) ومدير المنتدى الاقتصادي العالمي “كلاوس شواب”) – وتحويلها إلى معايير مقبولة من قبل النخبة الروسية، والتي يتم تعديلها (اي المعايير) باستمرار اعتمادًا على الوضع الحالي – ليس كثيرًا حسب خط الجبهة في أوكرانيا، ولكن على غرار الوضع المالي والاقتصادي على نطاق عالمي.
3) نظرًا لأن هيمنة بلدان الغرب الجماعي في المجال المعلوماتي والمالي لا يمكن التغلب عليها أو تحديها، فقد استفزت روسيا بأساليب الحرب المختلطة على نطاق أوسع، ولكن بطريقة مدروسة، أي دون استخدام أسلحة الدمار الشامل، ولا سيما الأسلحة النووية، وكي تستخدم روسيا مزاياها في المجال العسكري التقني، والتي سيتم تقديمها للعالم بأسره على أنها “أعمال عدوان روسية غير إنسانية جديدة”، ولكن من دون خطر هرمجدون نووي (حرب نووية تؤدي الى نهاية العالم-المترجم).
4) السيناريو الموصوف أعلاه في الغالبية العظمى من خياراته “الطويلة”، والتي تستمر لمدة 3-5 سنوات أو أكثر، يبدو وكأنه فوز لقادة الغرب (“غير القادة” في هذه الحالة هم مواد مستهلكة فقط، ومصالحهم لا تؤخذ في الاعتبار بشكل عام من قبل النخبة المالية العالمية، أو تؤخذ في الاعتبار وفقًا لمبدأ ما”يتبقى”): تتم العمليات القتالية فعليًا على أراضي الاتحاد السوفياتي السابق وبين أجزاء من الاتحاد السوفياتي السابق أيضا. (الغرب يعتبرها حربا أهلية – المترجم).
5) إن الرفض الطوعي للنخبة المالية العالمية لتنفيذ هذا السيناريو هو احتمال يقترب من الصفر، بما في ذلك وفقا للديناميكيات الحالية لمؤشر الربح/المخاطر الرئيسي لهذه النخبة. وبالتالي، فإن المخرج من الوضع الحالي هو تغيير حاد في ديناميكيات الصراع: إما بسبب انخفاض الأرباح المتوقعة، أو بسبب الزيادة الهائلة في المخاطر، أو بسبب مزيج من هذين العاملين.
ما إذا كانت هذه الاستنتاجات مرتبطة بتعليق روسيا مشاركتها في “صفقة القمح” (وفي نفس الوقت المعلومات عن منح الأمم المتحدة مدة 90 يوما للوفاء بالشروط الروسية)، وكذلك بالهجوم المتزامن على جسر القرم بالوسائل العسكرية والتقنية لحلف الناتو – ستبوح بها تطورات أخرى في الايام القادمة.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/