تطورات الحرب الدفاعية الروسية: الملف الثاني: التطورات الميدانية، إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي

الملف الثاني: التطورات الميدانية

  • حرب البحر الأسود تشتد أوزارها – رأي الخبراء
  • لعنة جسر القرم: استسلام أوكرانيا يأتي من البحر الأسود
  • الصحافة الروسية تناقش الموضوع لأول مرة –المسيرات تصل إلى موسكو ولماذا يصعب إسقاطها؟ – رأي الخبراء

✺ ✺ ✺

(1)

حرب البحر الأسود اشتد اوارها – رأي الخبراء

  • أغسطس 2023

اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

  1. بين التكتيك والاستراتيجية لمواجهة العدو

 داريا فولكوفا و ايليا أبراموف

بوابة فزغلياد الإخبارية

هاجمت أوكرانيا قاعدة نوفوروسيسك البحرية وناقلة النفط الروسية بناءً على معلومات من الأقمار الصناعية لحلف الناتو.

على خلفية الضربات الروسية على الموانئ في أوديسا ونيكولاييف وإسماعيل، من الواضح أن السلطات الأوكرانية تحاول الانتقام.  لكننا نقف على حراسة منشآتنا الاستراتيجية – فنحن نراقب محيطنا المائي، وندمر بشكل فعال كل ما يشكل تهديدا لأسطولنا العسكري والمدني “.

“القوارب المسيرة التي هاجمت نوفوروسيسك تم إطلاقها على الأرجح من الساحل الأوكراني.  الحقيقة هي أن السرعة واحتياطي الطاقة لهذه المسيرات البحرية تمكنها من قطع المسافات الطويلة.  ربما يتم تحديد خط السير لها من خلال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.  بالإضافة إلى ذلك، تمت هذه الاعتداءات في الليل “.

 “من أجل منع مثل هذه الهجمات في المستقبل، نحن بحاجة إلى الاستمرار في ضرب أماكن تجميع وتمركز القوارب المسيرة الأوكرانية عن طريق سلاح الجو الروسي.  وشدد الخبير على وجود كل الإمكانات لذلك.. يجب حرمان العدو من الوصول الى البحر “.

 “بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا حماية مياه خليج نوفوروسيسك بنفس الطريقة المتبعة مع خليج سيفاستوبول في القرم، ولكن مع تعديل يأخذ في الحسبان تضاريس المنطقة.  لذلك، على سبيل المثال، فإن خليج سيفاستوبول أضيق، ومن الأسهل سده بشباك واعمدة خاصة للحماية.  تتمثل المهمة الرئيسية في نوفوروسيسك في التحكم بمدخل القاعدة البحرية.  وشدد “دانديكين” على أن الوحدات المناوبة التي تؤدي هذه المهمة يجب عليها اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتدمير المسيرات الأوكرانية قبيل الطوق الخارجي والا تسمح للعدو بالوصول إلى الخليج.

 تقوية المراقبة

 كما كتب الخبير العسكري إيليا كرامنيك في قناته على Telegram، فإن “وسائل الدفاع عن النفس – هي آخر سلاح عندما يسير العدو مباشرة إلى الهدف، وعندما يحدث هذا، فقد حان الوقت لتذكر قاعدة قديمة -” إذا كان عليك خوض معركة عادلة مع العدو واحدًا ضد واحد، إذن فلديك خطأ في التخطيط”.

 “كما هو الحال في حالات أخرى مماثلة، من أجل عدم السماح للعدو بالاقتراب حيث تحتاج إلى قتاله ببطولة في معركة عادلة باستخدام الأسلحة الصغيرة والأسلحة الآلية، فأنت في أمس الحاجة إلى الاكتشاف المبكر والاستطلاع بشكل عام”، قال الخبير.

 “هذا هو بالضبط الوضع الذي تكون فيه طائرة دورية من نوع lL-114 مناسبة للغاية.  من الممكن أن تحلق طائرة أو طائرتان في الهواء بشكل دائم، مما يزيد بشكل كبير من احتمالية اكتشافها للعدو من مسافة بعيدة.  ولهذه الأغراض بالضبط، فإن العديد من دول العالم الثالث تعتمد الآن طائرات دورية بمحركات توربينية، ولهذا الغرض بالضبط يحتفظ خفر السواحل الأمريكي بمثل هذه الطائرات.  الاختيارات لدينا متعددة، من طائرات متطورة

 مع قدرات مضادة للغواصات، إلى انواع بسيطة نسبيًا، “أضاف.

“جزئيًا، يمكن أيضًا توكيل هذه المهام لطائرات بدون طيار من نوع Forpost و Pacer، لكننا لم نسمع بعد عن استخدامها من قبل الأسطول الروسي لمهام الاستطلاع البحري وحماية حوضنا المائي خلال الحرب.

 أفضل حل جذري للمشكلة بالتأكيد هو – تمركز القواعد البحرية والحدودية الروسية في أوتشاكوف ونيكولاييف وأوديسا وإسماعيل وريني.  لن أتفاجأ إذا كان ذلك أسرع من بناء طائرة دورية جديدة، يقول الخبير  “.

 وفقًا للخبير العسكري مكسيم كليموف، من أجل ضمان الرد الفعال على مثل هذه الهجمات، من الضروري تنظيم دوريات مستمرة في حدودنا المائية بواسطة الطيران البحري.  طائرات Il-38N و Tu-142M3 مناسبة جدا.  بالإضافة إلى ذلك، فإن محطات الرادار والتنصت الالكتروني ستقضي تمامًا على خطر الهجمات التي تشنها القوارب غير المأهولة الأوكرانية.  إن الكشف في الوقت المناسب – هو المفتاح لتدميرها قبل اقترابها من الأهداف.

 “كان من الممكن إطلاق الزوارق المسيرة الأوكرانية من السفن في البحر الأسود او من جزيرة الأفعى مثلا.  كلا الخيارين ممكن تقنيًا.  من الواضح تماما أن العدو يستعد لهجوم مكثف وشامل على بنيتنا التحتية العسكرية والمدنية.  وأكد كليموف أن مهمة جيشنا الآن هي العمل كي نسبق العدو بخطوة في هذه المعركة.

 “ليس هناك شك في أن الهدف من الهجوم الأوكراني كان على وجه التحديد القاعدة البحرية في نوفوروسيسك.  يواصل زيلينسكي مساره لمزيد من التصعيد “،  – أضاف الخبير العسكري يوري كنوتوف.  “المشكلة الرئيسية هي أن , المسيرات البحرية قادرة على قطع مسافات تصل إلى عدة مئات من الكيلومترات.  لذلك يمكن للعدو إطلاقها حتى من منطقة أوديسا.  بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام ما يسمى بالسفن الأم لهجمات المسيرات.  ويشير الخبير إلى أن هذه سفن مدنية تنطلق منها طائرات بدون طيار ومسيرات بحرية.

 “يجب حماية نوفوروسيسك بنفس الطريقة التي تتمتع بها سيفاستوبول الآن.  يجب أن ترافق السفن المدنية القوافل العسكرية لحماية نفسها من هجمات المسيرات.  بالإضافة إلى ذلك، من الضروري البحث عن أماكن انتشار وإنتاج الزوارق المسيرة وتدميرها.  إن الجمع بين هذه الإجراءات سيجعل من الممكن مواجهة التهديد “.

  • هل يعكس هذا الكاتب رأي الكرملين

ألكسندر نازاروف على تيليغرام

كاتب صحفي روسي معروف

5 أغسطس 2023

خلال الليل، حاولت أوكرانيا دون جدوى مهاجمة جسر القرم باستخدام قوارب مسيرة، لكن وفقًا لتقارير مؤكدة، تمكنت من إصابة ناقلة نفط مدنية (تداولت وسائل الإعلام الأوكرانية فيديو للهجوم).

 في الواقع، هذه بداية حرب الولايات المتحدة وبريطانيا على يد الأوكران ضد السفن التجارية المدنية. 

أعتقد أن موسكو لن ترد على واشنطن ولندن على هذا وربما حتى بعد عدة هجمات لاحقة، لأن هجمات مماثلة على السفن التجارية الغربية ستضر روسيا أكثر بكثير من الغرب، لأن البحر الأسود وبحر البلطيق مغلقان بمضائق ضيقة تسيطر عليها دول الناتو.

 لكن الهجمات الأوكرانية على السفن المدنية ستزداد وبعد فترة قد تغلق الموانئ الروسية.  يمثل وقف التجارة عبر موانئ البحر الأسود ضربة قوية للغاية للاقتصاد الروسي، والتي يمكن بمرور الوقت أن تزعزع استقرار الوضع السياسي الداخلي في البلاد.

  عندها لن يكون أمام بوتين خيار سوى التصعيد رداً على ذلك.  ونظرًا لأن روسيا لديها وسائل قليلة للرد المماثل على الغرب بخلاف الأسلحة النووية والهجمات على البنية التحتية الحيوية، فمن المرجح أن تكون الجولة التالية من التصعيد من قبل روسيا كبيرة جدًا.

###

وقد وجه اليه أحد المتابعين لقناته العربية هذا السؤال الاستنكاري:

 “هذا الكلام صار مكررا من حيث الرد الروسي”؟!

فأجاب ألكسندر نازاروف بما يلي:

نعم يتكرر الحديث وسوف يتكرر لبعض الوقت.  من الواضح أن روسيا أضعف من الغرب، باستثناء الأسلحة النووية، لذا فإن أدواتها للرد على “الحقن الصغيرة” من الغرب أقل تنوعًا.  هل يفاجئكم هذا الكلام؟

ومع ذلك، فأنتم تنظرون في الاتجاه الخاطئ.  لقد فشل الهجوم الأوكراني بالفعل وتسارعت نهاية أوكرانيا بشكل كبير.  إن الهجمات على السفن التجارية هي اعتراف أمريكا بالهزيمة في هذه الجولة من القتال في أوكرانيا.  لهذا السبب كانت واشنطن بحاجة إلى الانتقال إلى مستوى أعلى من التصعيد، لأنها خسرت في المستوى السابق.  ستستمر جولة التصعيد هذه أيضًا لفترة طويلة، والهجمات الأولى على الناقلات الروسية ما هي إلا البداية، ومن مصلحة روسيا اللعب بالوقت، حيث يتدهور وضع الولايات المتحدة في أوكرانيا كل يوم.  إن سقوط أوكرانيا في حد ذاته، من حيث شدة التداعيات على أمريكا، هو مثل 10 هزائم في فيتنام و 100 هزيمة في أفغانستان، او أسوأ.

 لا ترد روسيا على “انتصارات الغرب / أوكرانيا في وسائل الإعلام”، وإنما ترد فقط على ما يمكن أن يغير مسار الحرب.  لذلك فإن الجواب في رأيي سيكون عندما يكون هناك تهديد حقيقي بإغلاق موانئ البحر الأسود.

  • خبير ومحلل عسكري مرموق يدلي بدلوه

فلاديسلاف شوريغين

خبير وباحث عسكري

ضابط سابق

كاتب صحفي ومراسل حربي

 5 أغسطس 2023

 بالأمس، في بثي المباشر، وأنا أقوم بتقييم نتائج هجوم الزوارق المسيرة التابعة للجيش الأوكراني على قاعدة نوفوروسيسك البحرية، قلت إن أهداف هذه العمل تتجاوز بكثير الهجمات على منشآت عسكرية.  والهدف الرئيسي للجيش الأوكراني ليس تدمير السفن الحربية الروسية، والتي هي بالطبع “جائزة” مهمة، ولكن شل حركة النقل البحري في الجزء الروسي من البحر الأسود.  والهجوم الليلي على ناقلة النفط الروسية “سيج” أكد ذلك بوضوح.

  هجوم “التاجر” – هو رسالة لا لبس فيها لكل “التجار” بأن الإبحار في المياه الإقليمية الروسية ليس آمنا ويجب الابتعاد عنه.  من المحتمل أن يتم تنسيق مثل هذه الهجمات مع شركات التأمين الأمريكية والبريطانية، والتي، بعد هجوم أو  اثنين، سترفض ببساطة تأمين السفن المتجهة إلى الموانئ الروسية على البحر الأسود.

 في الواقع، تحاول أوكرانيا إيجاد ردها الخاص على تدمير موانئها على البحر الأسود وعند مصب نهر الدانوب من قبل سلاح الجوي الروسي والرد بشكل متماثل على روسيا.  يجب الاعتراف بأن هذه الإجابة من فصيل “رخيصة – مبهجة” لا تخلو من الفعالية.  “الزوارق المسيرة” التي يتم إنتاجها باعداد كبيرة ليست باهظة الثمن، وسيزداد عدد مثل هذه الهجمات فقط مع الأيام.

نرى أنه في هذه المرحلة، لا يوجد لدى أسطول البحر الأسود الروسي استجابة فعالة لمثل هذا التهديد ويذهب إلى طريق دفاع مسدود، ويغطي قواعده بحواجز مختلفة، ويعزز (حماية المنطقة البحرية) والجو بمجموعات خاصة للدفاع.

من الواضح أن إطلاق السفن الحربية في البحر للبحث عن الزوارق المسيرة  هو أسوأ إجابة ممكنة – في الواقع، هذا يزيد من إمكانية تعرضها لهجوم من قبل المسيرات البحرية الأوكرانية.

لكن الجواب مطلوب وهو جاهز!

ما علينا سوى أن تتذكر أنه منذ أربعينيات القرن الماضي، انتقلت الهيمنة في البحر من الأسطول إلى الطيران وبقوة.

يتمثل ضعف الرهان الأوكراني على الغواصات البحرية غير المأهولة والقوارب السطحية المسيرة في أنها لا تستطيع مهاجمة السفن التجارية إلا في مياهنا الإقليمية، وإلا فسيكون ذلك عملاً من أعمال القرصنة البحرية ومن الواضح أنه لن يجلب لأوكرانيا التأثير المنشود. (مع ملاحظة مهمة وهي ان أوكرانيا وحلف الناتو يعتبرون القرم وجسرها مياها إقليمية أوكرانية محتلة-المترجم).

المسيرات البحرية هي منتجات بدائية للغاية من حيث تصميمها.  إنها تقطع معظم الطريق إلى الهدف “بخط مستقيم” – على طول أقصر طريق، ليس لديها أي وسيلة للتحكم في  الجو المحيط بها، والأكثر من ذلك، ليس لديها وسيلة للدفاع الجوي.  في الواقع، هي عمياء وعرضة لأي تهديد من الجو.

وبالتالي، قد تصبح المسيرات الأخرى – الطائرات بدون طيار – وسيلة شاملة وفعالة لمكافحتها!

على وجه الخصوص، الطائرات بدون طيار من نوع Pacer ونظائرها التي تحمل صواريخ موجهة على متنها.  وفي المنطقة القريبة – في الخلجان، في مناطق رسو السفن وضد أفضل الزوارق المسيرة الاوكرانية، يمكن استخدام الطائرات بدون طيار FPV بشكل اكثر فعالية، حيث سيكون مشغلوها في مراقبة دائمة.  بالطبع، سيكون من الضروري “تطوير” هذه الطائرات بدون طيار لمهمة مكافحة المسيرات البحرية المعادية.  على سبيل المثال، بتركيب مصابيح أمامية عليها، كما حدث سابقا في تركيب الكشافات للطائرة البرمائية “كاتالين” عندما أضاءت على الغواصات النازية لتسهيل الهجوم عليها (أثناء الحرب العالمية الثانية – المترجم).  ومع ذلك، هناك أيضًا نسخ مجربة تمامًا من الألعاب النارية العسكرية – قنابل مضيئة، وصواريخ مضيئة، وما إلى ذلك، مما يحرم المسيرات البحرية من التخفي.  تبقى مشكلة رئيسية واحدة فقط – الكشف في الوقت المناسب عن زوارق العدو المسيرة هذه.  ولهذا، كما اقترح الخبير العسكري إيليا كرامنيك، نحتاج إلى إنشاء نظام طائرات مسيرة تقوم بدوريات في البحر الأسود في المناطق المتاخمة لمياهنا الإقليمية.  بالإضافة إلى ذلك، في محاذاة مضيق كيرتش، من الضروري نشر نظام ايروستات لمراقبة سطح الماء بالرادار (أكتب عن الأهمية الفائقة لبالونات ايروستات للمرة الألف!!!!) بمجرد حل مشكلة الكشف في الوقت المناسب عن القوارب المسيرة البحرية، ستقوم بتدميرها طائراتنا المسيرة بسهولة لان سرعة القوارب منخفضة (مقارنة بالطائرات بدون طيار)، ولكن يجب القيام بذلك اليوم!  الآن!  حتى الآن، لم تمارس البحرية الأوكرانية إرهابًا حقيقيًا في مياهنا الإقليمية.

  • هل لإلغاء صفقة القمح علاقة

سيرغي ماردان

صحفي روسي مشهور

ناشط سياسي واجتماعيش

مقدم برامج

5 أغسطس 2023

مباشرة بعد انسحاب روسيا من صفقة القمح، نوقشت المعضلة التالية.

إذا ادعى التحالف الغربي أنه لم يتغير شيء وأرسل سفن محملة بالقمح، فسنضطر إلى إغراقها.  إذا اضطررنا لإغراق السفن التجارية، فإن ذلك سيقوض جهودنا على الجبهة الدبلوماسية.

نشأت هذه المعضلة منذ البداية عندما شنت روسيا حملة عسكرية في نظام يسمى”العملية العسكرية الخاصة” – عمليات عسكرية محدودة مثل نظام مكافحة الإرهاب، والذي تم الإعلان عنه قبل 10 سنوات غالبًا في مناطق معينة من شمال القوقاز.

العملية العسكرية الخاصة – وضعت اطارات محدودا صلبًا، وكسره ليس سهلاً على الإطلاق كما يبدو.  الخطاب الدبلوماسي يتحول إلى حد كبير إلى التزامات عامة يتم تثبيتها وتنتهي إلى “قواعد”.

اختار التحالف الغربي مفهوما أيديولوجيا مختلفا – “حرب وطنية شاملة ضد المعتدي”.

هذا المفهوم يجعل من الممكن اتخاذ أصعب القرارات سواء داخل الدولة الأوكرانية (التعبئة القسرية، الإرهاب الداخلي) وفي المجال العسكري (الأعمال الإرهابية داخل روسيا، قتل الأسرى، التحريض المتعمد على الكراهية تجاه روسيا والروس في مختلف بلدان العالم).

إن صيغة “الحرب ضد المعتدي” تبرر كل شيء.  على الأقل لغاية الآن.

الهجوم بزوارق مسيرة على سفينة تجارية روسية يندرج ضمن هذا المفهوم.

إن أوكرانيا لا تحتاج حتى إلى أن تبرير جرائمها لـ “المجتمع الدولي”.

علاوة على ذلك، أشارت المخابرات الأمريكية إلى ان الهدف الذي اصابته الزوارق المسيرة الاوكرانية – ناقلة النفط “SIG” تحمل وقودًا لسوريا وتخضع لعقوبات أمريكية.  لذا، هذا مشروع!!!.

نظرًا لأنه من المهم استراتيجيًا بالنسبة لروسيا ضمان سلامة الملاحة عبر مضيق آزوف وبشكل عام في الجزء الشرقي من البحر الأسود، فلا يزال يتعين عليها التخلص من العمل في إطار العملية العسكرية الخاصة.

الهجمات الصاروخية على موانىء ريني وإسماعيل على نهر الدانوب (على حدود رومانيا عضو الناتو – المترجم) ليست سوى محاولات حذرة للغاية لاختبار أرضية “الحرب الحقيقية”، حيث تصبح البنية التحتية للنقل للعدو هدفًا ذا أولوية للهجمات ويتم تدميرها في الساعات الأولى من الحرب.

علما بأن “مراكز التحكم والسيطرة في أوكرانيا” سيئة السمعة هي من نفس المنوال.

كانت الضربة على إدارة نيكولاييف في 29 مارس 2022 بمثابة التحذير الصحيح للعدو.  ولكن بعد ذلك تم العمل على  اتفاقيات اسطنبول وألغيت كل نتائج  عملنا.

بعد الهجوم الليلي على ناقلة النفط الروسية، يطرح السؤال مرة أخرى حول مدى ملاءمة القيود التي يُجبر جيشنا على التصرف بموجبها.

 موانئ آزوف – 40 مليون طن من نقل البضائع.

    – روستوف – 26 مليون طن منها 7 ملايين طن من المنتجات النفطية ؛

    – آزوف – 11 مليون طن ؛

    – تاغنروغ – 3 ملايين طن.

 أكبر ميناء في روسيا على البحر الأسود – نوفوروسيسك – 208 مليون طن. ولكن من بين هذه 208 ملايين، 38 مليون طن فقط هي بضائع جافة، الحبوب في المقام الأول.  الباقي هو منتجات نفطية وحاويات.

الأولويات الاقتصادية – هي نقطة حساسة بالنسبة لموسكو.  الاستقرار الاقتصادي داخل روسيا – هو أساس استراتيجية الكرملين السياسية الداخلية.

الرد على الهجوم الأوكراني سيكون قاسياً، لكن المهم – ليس لمرة واحدة.  اعتبارًا من 6 أغسطس 2023، وصلت الأزمة إلى مستوى جديد تمامًا.

لن يكون هناك المزيد من “الضربات الانتقامية”. (كما يصرح الناطق العسكري الروسي الممل على التلفزيون-المترجم).

لقد بدأت الحرب الحقيقية.

  • هناكَ حل واحد فقط

يلينا بانينا

سياسية روسية

عضو البرلمان الاتحادي

مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

  5 أغسطس 2023

حاول نظام كييف إغراق ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش.

 قبل منتصف الليل بقليل من أول امس، تعرضت الناقلة “Sig”  المكون طاقمها من 11 شخصًا إلى ثقب في غرفة المحرك ربما نتيجة لهجوم بزورق مسير كما قالت الوكالة الفيدرالية للنقل البحري والنهري في روسيا الاتحادية.

“لم تقع إصابات. السفينة طافية. توقف تسرب مياه البحر. اعتبارًا من الساعة 04:00، تجري الاستعدادات لضخ صهاريج المؤخرة لمحطة الطاقة  ومباشرة الاصلاح المؤقت.”

كما يقولون، باختصار وفي صلب الموضوع.  باستثناء كلمة واحدة.

 ▪️ استبعد رئيس إدارة الأمن الأوكرانية، ماليوك، في بيانه الصباحي كلمة “يُفترض” من الرسالة المذكورة:

 “أي” فرقعة “تحدث في سفن الاتحاد الروسي أو جسر القرم هي خطوة منطقية وفعالة تمامًا فيما يتعلق بالعدو. علاوة على ذلك، يتم تنفيذ مثل هذه العمليات الخاصة في المياه الإقليمية لأوكرانيا وهي قانونية تمامًا. “

وأشار ماليوك إلى أن الهجمات ستستمر.  بالإضافة إلى ذلك، ظهر مقطع فيديو للهجوم، تم تصويره من قارب كاميكازي أوكراني شبه مغمور، في  وسائل التواصل الاجتماعي.

▪️ لقد كتبنا مرارًا، وسوف نكررها مرة أخرى.  من خلال التدابير الدفاعية والهجومية التكتيكية، يمكن لروسيا فقط تقليل مستوى الخطر على سفننا الحربية وسفننا المدنية والبنية التحتية للموانئ وجسر القرم وشبه جزيرة القرم وساحلنا على البحر الأسود بالكامل.

فقط حرمان أوكرانيا الكامل من الوصول إلى البحر، والسيطرة الكاملة للجيش الروسي على منطقتي نيكولاييف وأوديسا هي وحدها التي ستحل هذه المشكلة بشكل استراتيجي – مرة واحدة وإلى الأبد.

(2)

لعنة جسر القرم: استسلام أوكرانيا يأتي من البحر الأسود

سيرجي لاتيشيف

 كاتب صحفي وخبير في الشؤون الدولية

دكتوراه في التاريخ

إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

21 يوليو 2023

في الحرب الأوكرانية وموقف الغرب تجاه روسيا – حانت لحظة الحقيقة.  اما ان  تجبر موسكو الاخرين ان يحسبوا لها حسابا على مسرح البحر الأسود، الأمر الذي سيضمن النصر لنا  في أوكرانيا.  أو سيتوقف الآخرون عن احترام الروس والخوف منهم تمامًا، وعندها ستهزم روسيا.

التاريخ يكرر نفسه لان كل هذا حدث بالفعل في التاريخ.  أدى حصار ألمانيا البحري من قبل الحلفاء والثورة على القيصر إلى هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، رغم كل الانتصارات التي حققتها، تلا ذلك تغيير النظام وقبول الشروط المهينة للدول المنتصرة في معاهدة فرساي.

 كما ان هجمات الغواصات الأمريكية في المحيط الهادئ، والتي دمرت عمليا اسطول السفن المدنية اليابانية، تركت اليابان بدون الموارد اللازمة لمواصلة الحرب، وساهمت إلى حد كبير في استسلامها في الحرب العالمية الثانية.

 إن تصرفات الغواصات البريطانية والقوات البحرية في البحر الأبيض المتوسط، والتي قللت بشكل حاد من إمداد القوات الألمانية والإيطالية، حددت مسبقًا فشل حملة “رومل” ونجاح الحلفاء في الحملة العسكرية في شمال إفريقيا في 1942-1943.

نجحت عمليات البحارة الروس، وخاصة الغواصات في البحر الأسود خلال الحرب العالمية الأولى ضد الشحن الساحلي التركي، مما وضع الدولة العثمانية على شفا الهزيمة في عام 1917، والتي لم ينقذ تركيا منها سوى قيام الثورة الروسية.

وعلى العكس من ذلك، تحول التردد في تنفيذ الحصار البحري إلى هزائم في التاريخ لمن يخشون التعدي على “مصالح” غيرهم والإساءة إلى “احد” ما، مما أدى إلى خسارة كل شيء.  وهكذا كان الأمر مع القيصر الالماني فيلهلم الثاني، وهكذا كان الحال مع نابليون…

 أخيراً

للأسف، 17 شهرًا احتاجت موسكو، التي لم ترغب في الإساءة إلى “الشركاء” المحترمين الذين بصقوا علينا طيلة الحرب، التي يتوقف عليها مصير روسيا، لتعلن وزارة الدفاع أخيرًا:

اعتبارًا من الساعة 00:00 بتوقيت موسكو في 20 يوليو 2023، ستُعتبر جميع السفن المبحرة في البحر الأسود إلى الموانئ الأوكرانية ناقلة محتملة للشحنات العسكرية.  وفقًا لذلك، سيتم اعتبار الدول، التي ترفع علمها هذه السفن، متورطة في النزاع الأوكراني إلى جانب نظام كييف.

وجاء في البيان ذاته أن “عددًا من المناطق البحرية.. في البحر الأسود قد تم الإعلان عنها مؤقتًا كمناطق ملاحية خطرة” وأعلن “سحب ضمانات السلامة للسفن المبحرة”.

ظهر هذا الإعلان الذي طال انتظاره ( ان تاتي متأخرا أفضل من عدمه، الشيء الرئيسي هو أنه لم يفت الأوان) “بمرافقة” الضربات القوية بالصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار على الموانئ الأوكرانية وبنيتها التحتية. هذه الموانىء لعبت دورا مهما في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا بحجة تصدير الحبوب وسمحت لكييف بكسب مليارات الدولارات التي ذهبت لقتل الروس.

الأسئلة التي لم يتم الرد عليها بعد

لم يرد البيان الرسمي لوزارة الدفاع على جميع الأسئلة الناشئة فيما يتعلق بالتشدد في موقف روسيا (الذي تأثر بالطبع بالتفجير الأوكراني – البريطاني الثاني ضد جسر القرم).

فمثلا، هل نحن حقا سوف نعتبر بنما أو، قل، جزر البهاما كمشاركين في الحرب الأوكرانية الى جانب كييف مع كل العواقب التي تتبع من هذا، حيث ترفع أعلامهما من قبل السفن لدفع ضرائب أقل؟ كيف سنتصرف مع السفن الأجنبية التي لا يمكنها أن تغادر الموانئ الأوكرانية أو احتجزت فيها كرهائن من قبل كييف – لدولة إرهابية مثل أوكرانيا هذه ممارسة عادية -؟

من هو المسؤول عن حركة السفن من الموانئ الأوكرانية للخروج من البحر الأسود وضمان سلامتها في نفس الوقت؟ بالضبط كيف نعامل تلك السفن التي تقرر استفزازنا ومحاولة كسر الحصار عن طريق الذهاب إلى موانئ أوكرانيا، الرئيسي منها هو يوجني (شرق أوديسا) – في وقت كتابة هذا التقرير، لم يتم قصفه؟

وهناك أسئلة أخرى.

مما بعني، هل نحن مضطرون أن نغرق هذه السفن، نحتجزها، نصادرها، نعيدها دون استخدام القوة، او نصادرها لتلبية الاحتياجات العسكرية؟ تظهر الاستطلاعات  في قنوات تيليغرام أن الخيارين الأول والأخير هما الأكثر شيوعا لدى جمهورنا.

ومع ذلك، ما يسهل قوله – من الصعب القيام به. هل أسطول البحر الأسود لديه القدرات المناسبة؟  هل نحن على استعداد للانخراط في القتال مع سفن قافلة الناتو إذا كانت ترافق السفن المحملة بالأسلحة لأوكرانيا، قل، تحت الأعلام الأمريكية أو البريطانية؟

سيكون من الجيد جلاء الوضع مقدما. لكن الممارسة فقط، بالطبع، ستعطي إجابات شاملة لهذه الأسئلة وغيرها.

كلما ضغطنا اكثر، كلما كان ذلك أفضل: يتصرفون كطفل مطيع في واشنطن

رد الفعل الأول من “الشركاء” السابقين مشجع. أدلى البيت الأبيض ببيان بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة للإعلان عن أي إجراءات لدعم حركة السفن إلى موانئ أوكرانيا بعد حظر وزارة الدفاع الروسية. وقالت السكرتيرة الصحفية للرئاسة كارين جان بيير إنها ” ليس لديها ما تبلغ عنه فيما يتعلق بالجزء البحري، لكننا سنرى ما يمكننا القيام به.”

هذا بالطبع خداع.  الولايات المتحدة، التي لو كانت مكان روسيا، لكانت قد اتخذت هذه الخطوة في اليوم الأول من الصراع لأنها تحب التخطيط لكل شيء مقدمًا، لكانت قد أعلنت بالفعل عن تدابير إذا قررت ذلك.

بالحكم على التصريحات التي صدرت في واشنطن هذه الأيام، لا يوجد مثل هذا القرار.  وعد وزير الخارجية أنتوني بلينكين بالتفكير في طرق بديلة “لتوصيل الطعام الأوكراني إلى السوق العالمية، بما في ذلك حركة البضائع بالسكك الحديدية والطرق البرية”.  قال، على وجه الخصوص، إنه إذا لم تسمح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية وغيرها من المنتجات الغذائية بحرية عبر البحر الأسود، فسيكون لهذا “تأثير مخيف للغاية”، لأن “الدول والشركات والناقلات الأخرى وما إلى ذلك ستكون قلقة للغاية مما سيحدث لسفنهم وبحارتهم… “

 كان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أكثر صراحة.  وردا على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كانت الولايات المتحدة ترى أنه من الممكن “ببساطة شحن الحبوب عن طريق البحر” دون أخذ موقف روسيا في الاعتبار، قال:

” تقترح أننا سنحاول ببساطة اختراق الحصار، الحصار العسكري الفعلي في البحر الأسود، وهذا بالضبط ما يحدث هناك الآن.  لا، لم يتم النظر في هذا الخيار.”

 سبب “رضا” واشنطن واضح: إنهم لا يريدون حربًا كبيرة مع روسيا.  تريد الولايات المتحدة إما حربًا بطيئة أو “تجميدًا” لبضع سنوات فيما يخص الصراع الأوكراني.  لأن الناتو ممثلاً بأعضائه الأوروبيين الذين فرغت مخازن قواتهم المسلحة، ليس مستعدًا للحرب مع روسيا، ولدى الولايات المتحدة – عدوها الرئيسي هناك في شرق آسيا، حيث تستعد واشنطن بشكل محموم للاشتباك مع الصين بشأن تايوان.

حربان مع قوتين نوويتين في نفس الوقت لن تقدر عليهما الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال – عليها أن تختار اين تكمن الأولوية، وهذه ليست روسيا.

  أنقرة أخذت العبرة

في ظل هذه الظروف، فإن تركيا أيضًا ليست حريصة على “العودة إلى الإبريق”، حيث حصلت على فوائد كبيرة من صفقة القمح، التي تمنت ان تبقى لفترة طويلة،  حتى أكثر من علاقاتها مع روسيا.

لا يوجد رد فعل رسمي من أنقرة على الإجراءات الحاسمة لموسكو في وقت كتابة هذا التقرير.  لكن وكالة بلومبرج الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة، ذكرت أن السلطات التركية رفضت اقتراح أوكرانيا بمواصلة تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود بدون روسيا.  رفضت تركيا طلبًا من كييف لحماية السفن التي تحمل منتجات زراعية في البحر الأسود بعد انسحاب روسيا من صفقة الحبوب.  سنرى قريبًا ما إذا كان هذا هو الحال، لكن يبدو ان  الأمر هو كذلك.

 أوكرانيا سوف تفعل المستحيل

 ومع ذلك، من السابق لأوانه الاطمئنان. سوف تلجأ كييف إلى أفظع الاستفزازات من أجل تغيير الوضع، لمحاولة جر دول الناتو مباشرة إلى الصراع.  لأننا نتحدث عن مستقبل النظام الأوكراني الذي يعيش في نهاية المطاف بفضل الأكاذيب والخداع.  لقد كتبت Tsargrad بالفعل أن أوكرانيا، التي حشرت في الزاوية، قد تتخذ خطوات لتحقيق ذلك.  ومن الممكن أن نواصل الحديث طويلاً حول هذا الموضوع.

 قال السفير الأوكراني في أنقرة “فاسيلي بودنار” إن كييف أنشأت صندوق ضمان للشركات التي توفر سفن لنقل القمح، وأضاف:

من وجهة نظرنا، يمكن تحقيق ذلك حتى بدون استخدام المسار الذي تم الاتفاق عليه مسبقًا، ولكن عبر المياه الإقليمية لرومانيا وبلغاريا.

لكنه شدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل المسؤولية وأن يضمن من ناحية تمكين أوكرانيا على تنفيذ “مثل هذا السيناريو”، ومن ناحية أخرى، “الضغط على روسيا. “

 من الواضح تمامًا أن الحسابات هنا تتعلق بافتعال “حالات طارئة” مع السفن في المياه الإقليمية لدول الناتو ودفع الحلف إلى حرب مع روسيا.

وأشار شخصية بارزة أخرى في النظام، سكرتير مجلس الأمن القومي  والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، إلى أن كييف يمكن أن تلجأ إلى الدول الأخرى والأمم المتحدة باقتراح توليها “قيادة” سفن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود تحت الحماية بمواكبة السفن التي يجب أن تضمن سلامتها.  وقال نفس الشخص الذي تحدث على قناة  Rada TV إن رئيس أوكرانيا  زيلينسكي يستعد للتوجه إلى “شركائنا مباشرة في الأمم المتحدة لإعداد قوافل إنسانية تحت حماية السفن التي ستوفر الأمن لهذه القوافل”.  يريد زيلينسكي أن يُجبر العالم كله، الذي سئم الحرب الأوكرانية، على القتال ضد روسيا.

صحيح أنه يتم سماع أصوات أكثر رصانة في كييف.  اعترف مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا ميخايلو بودولياك على الهواء من قناة Rada TV:

“لن تجرؤ دولة واحدة على إرسال سفنها (إلى موانئ أوكرانيا).  وهذه ليست مسألة سفن، إنها مسألة شركات تأمين.

بشكل عام، نحن ننتظر الغواصات الروسية “لإغراق” السفن الملغومة في الواقع من قبل الأوكرانيين تحت “الأعلام المناسبة” دون سابق إنذار، وكيف ستتطاير بالغام يفترض أنها روسية، وكيف سيموت البحارة الأجانب، وكذلك نوبات غضب الأمم المتحدة التي تدين روسيا بقرارات لا معنى لها.  وربما بعض المظاهرات من قبل الناتو مجتمعا أو دول فردية منه، وإذا قررت واشنطن قبول تحدي موسكو؟.  وهو أمر غير محتمل”.

 وما هي الخلاصة؟

الاستنتاج مما ورد أعلاه بسيط.  الطريقة الوحيدة الآن لتجنب حرب كبيرة مع حلف الناتو، وهو غير جاهز لها، وفي نفس الوقت قص “أجنحة” أوكرانيا بشدة من جميع النواحي، هو الإصرار على تنفيذ إرادة موسكو بحصار موانىء أوكرانيا وتنفيذ ذلك دون تردد.

 إذا لم نتمكن من احترام أنفسنا   وإيقاف الناتو في البحر الأسود، فلن نتمكن من القيام بذلك في أي مكان.  وبعد ذلك ستنتعش أوكرانيا بدلاً من الاستسلام.  بمجرد أن نحقق توازن مؤقت على جبهات الحرب الأوكرانية، سيأتي النصر من البحر الأسود.

(3)

الصحافة الروسية تناقش الموضوع لأول مرة –المسيرات تصل إلى موسكو ولماذا يصعب إسقاطها؟ – رأي الخبراء

 أندري روماشكوف

ناشط إعلامي واذاعي وكاتب صحفي في الشؤؤن الدولية

اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 1 أغسطس 2023

 أصبحت هجمات الطائرات بدون طيار على موسكو أكثر تواترًا، ويمكن تحييد بعضها عن طريق وسائل الحرب الإلكترونية، ويمكن إسقاط بعضها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي، لكن بعضها لا يزال يصل إلى المنشآت الحضرية، على الرغم من أنها لا تزال لا تسبب أضرارًا جسيمة.

 ما مدى صعوبة قيام الدفاع الجوي باكتشاف وإسقاط مثل هذه الطائرات بدون طيار؟

 تعرضت موسكو لهجوم بمسيرات قتالية من مختلف الأنواع، ويتم إطلاقها من أراضي أوكرانيا.  على الأقل هذا ما يقوله محللو النيويورك تايمز الأمريكية ومصادر وكالة تاس الروسية.

أصبحت هجمات الطائرات بدون طيار على موسكو أكثر تواترا.  وقعت الهجمات الأولى في أوائل مايو وأواخر مايو يفصلها عدة أسابيع، وخلال الأسبوعين الماضيين، حلقت طائرات بدون طيار إلى العاصمة الروسية أربع مرات بالفعل.  من بين الهجمات الأخيرة، تم إفشال الغارة التي وقعت في 28 يوليو، عندما أسقطت مسيرة واحدة بالقرب من “ترويتسك”، تمامًا.  في ثلاث حالات أخرى، وصل جزء على الأقل من الطائرات بدون طيار إلى المناطق الحضرية، حيث لا يمكنك إطلاق الكثير من الصواريخ أو مدافع بانتسير عيار 30 ملم.  نتيجة لذلك، وصلت الطائرات بدون طيار إلى وسط المدينة – أولاً إلى شارع Likhachev وشارع Komsomolsky، والآن مرتين إلى ناطحات السحاب في منطقة Moskva-City.

 في كل حالة، أفادت وزارة الدفاع أن الطائرات بدون طيار قد تم تحييدها بالحرب الإلكترونية وتحطمت، لكن الضربة الثانية على برج حكومي هو  “IQ-kvartal” ستكون صدفة غير محتملة للغاية.  لماذا لا تزال بعض من المسيرات قادرة على التسلل؟

  1.  تعليق رئيس مركز الدراسات العالمية والعلاقات الدولية بالأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجيةفاديم كوزيولين“:

 “حتى السنوات الأخيرة، بالطبع، كان الدفاع الجوي يركز بشكل أساسي على الأهداف الجوية الجدية.  لدينا الكثير من العمل الأساسي والخبرة في هذا المجال.  ويعتقد أن الدفاع الجوي الروسي هو الأفضل أو واحد من الأفضل في العالم.  وهذا قول عادل تمامًا.

 شيء آخر هو أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار تتطور أمام أعيننا مباشرة.  بشكل عام، لم يتخيل أحد قبل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ما يمكن أن ينتج عنها، وما الحجم الذي ستحتله في المعارك، ومن الصحيح جزئيًا القول أن دفاعنا الجوي لم يكن جاهزًا تمامًا، على سبيل المثال، لمثل هذه المعركة ضد هذه الأهداف الصغيرة وبأعداد ضخمة.  لكن لم يكن أحد مستعدًا لهذه المعركة على مستوى العالم لمواجهة مثل هذه الأعداد، التي استخدم فيها حتى الان عشرات الآلاف من الطائرات بدون طيار.  لذلك، نحن أمام تحديات جديدة – وإجابات جديدة”.

وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، في إشارة إلى تحليل مقاطع الفيديو في الشبكات الاجتماعية، تم استخدام طائرات بدون طيار من أنواع مختلفة في الهجمات على Moskva-City.

وفقا لمحاورينا، واحد على الأقل من الأجهزة هو بوبر أو “Beaver” من الإنتاج الأوكراني، والآخر هو UJ -22 المحمول جوا، أيضا أوكراني.

 وفقا لتقارير غير مؤكدة، يصل مدى كلا الطرازين إلى 1000 كيلومتر. وفقا لمصادر تاس، تم تنفيذ عمليات الإطلاق من أراضي أوكرانيا. إذا كان الأمر كذلك، تمكنت الطائرات البلاستيكية الصغيرة من الطيران حوالي 500 كيلومتر فوق الأراضي الروسية.

  • يشارك ديمتري كورنيف، الخبير العسكري ومؤسس بوابة Military Russia، تقييماته:

“بالحكم على الأجزاء التي ظهرت في الفيديو، يمكن افتراض أن المسيرات نفسها قد تم استخدامها منذ أكثر من شهر، أي مسيرة من نوع” Beaver “، ذات محرك صغير، بمحرك احتراق داخلي ثنائي الأسطوانات، على ما يبدو، ذات مدى طويل، مع ارتفاع قصير وغير مرئية تقريبا للرادار.  المسيرة ليس من المعدن، بل من البلاستيك، على ارتفاع منخفض يصعب جدًا على أنظمة الدفاع الجوي الحديثة اكتشاف مثل هذه الأجهزة.  ربما يتطلب ظهور مثل هذه المسيرات تغييرات جدية في بناء و تشغيل نظام الدفاع الجوي، لأنه من الناحية الفنية يصعب للغاية، ويكاد يكون من المستحيل، التقاط مثل هذه الأجهزة على مسافات بعيدة.  هذا يؤدي إلى حقيقة أنها، عند الدخول في مجال المدينة، تتحرك بحرية أكثر في تضاريسها، في الواقع، مختباة وراء ثنايا التضاريس.

 “طيات التضاريس” في هذه الحالة تعبير مجازي، لأننا نتحدث عن ناطحات السحاب والمنازل والمباني الشاهقة.  يتم سلفا تحديد طريق بينها، وتصبح المسيرات غير مرئية لأنظمة الدفاع الجوي”.

بعد الغارة الأولى على حي ناطحات السحاب الراقي المسمى Moskva-City، وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الهجوم بأنه هجوم إرهابي و”عمل يائس على خلفية إخفاقات نظام كييف ” وقال إنه لا توجد خطط لرفع مستوى التهديد الإرهابي في العاصمة.

 يوم الثلاثاء، بعد الضربة الثانية على  IQ-kvartal، قال المسؤول إن “التهديد موجود، إنه واضح”، وأضاف أن وزارة الدفاع تتخذ جميع الإجراءات اللازمة.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….