قرأت بتشوق غريب كتاب “أحمد حسين: الرفض المشتبك” الذي اعداه مشكورين د. مسعد عربيد ود. عادل سماره واصدراه هذا العام.
ومع أنى كنت قد قرأت الكثير من المقالات التي يحتويها هذا الكتاب القيم والتي كان الفذ احمد حسين قد نشرها اما في الصحف والمجلات التي كان ينشر فيها او على صفحات مجله ” كنعان” الورقية عند البدايات وبعد ذلك بحلتها الإلكترونية، الا الشعور الذي انتابني عند رؤيه كل هذا الانتاج محصور بين غلافي كتاب واحد، كان جميلاً فوق العادة، لأني أستطيع الآن ومن خلال مصدر واحد ان اقراء واعيد القراءة متى ارتأيت سببا لذلك.
يركز احمد حسين في كتاباته في هذا الحيز على ادوارد سعيد ومحمود درويش وعزمي بشارة ويتطرق لإميل حبيبي وحسن خلفي وعبد الحسين شعبان وغيرهم كثيرون ويراسل رفيقيه د. مسعد عربيد ود. عادل سماره ويركز على أمور يعتقد البعض منا انها اما غير قابله للنقاش او ان المكتوب عنهم لا يجب ان يطالهم اي نقد او كشف خطايا وعورات.
فعندما يكتب احمد حسين عن ادوارد سعيد مثلاً يكون ما يكتبه معتمد على قراءه ودراسة ورؤية عن بعد معتمده على فهمه بماهيه صراعنا مع الكيان الصهيوني ومعرفته الواضحة لمعسكر الاعداء فيرى بذلك أمورًا كثيره لا يراها أمثالي الذين يعيشون في الغرب ويعرفون ادوارد سعيد اما شخصياً اومن خلال القراءة لإنتاجاته، او لا يريدون أن يروها على حقيقتها لوجود تعليلات عديده واعتبارات يتقبلها عقل من يعيش هنا او يحاول ان يتقبلها مع معرفته التامة بعقم وضرر هذا المنطق. أحمد حسين لم يكن من مشتري هذا المنطق بتاتاً ولهذا ترى كتاباته وتعديلاته لكتابات سعيد واضحة مبنيه على مدى فائدتها أو ضررها للقضية الوطنية الفلسطينية. اما عند تناوله لمحمود درويش ولغلام الموساد عزمي بشارة فالموضوع أكثر سهوله ووضوح فهو ليس بحاجه ليفهمهم كما هو ضروري مع التعامل مع ادوارد سعيد الذي يعيش في الولايات المتحدة ويعتبر غريب مثلاً، فدرويش وبشارة هم اولاد بلد ويعرفهم عن قرب اباً عن جد ويفهمهم بالكامل ويعرف كيف يفكرون الخ.
وهذا ما يعطي لأحمد حسين ميزته ويعطي لهذا الكتاب أهميته. فالكاتب وما كتب يعتبرون في رأيي كنزاً، عند استيعابهم تتوضح لك امور كثيره عن أشخاص استطاعوا بسبب حيازتهم على بعض الميزات ان يضروا بفلسطين لا بالوطن العربي بأجمله

. ________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.