

الصورة لتمثال نصفي في غاية الإبداع، للأميرة أمية ابنة الملك يرحاي، من “مقتنيات” متحف اللوفر في باريس.
هل يعرف الزائرون العرب بوجوده؟
أم يمرون بسرعة متلهفين لرؤية الموناليزا الشهيرة، دون أن يدركوا حقيقة وجود ايقونات حضاراتنا المضيئة الموغلة في الأصالة والتاريخ والجمال، متناثرة في أرجاء المكان؟!
يقدم تمثال أميّة النصفي، شأنه شأن مجموعة المنحوتات الجنائزية البارزة المخصصة للنساء في تدمر، تصويراً ثميناً وملفتاً للحلي التي كانت مستخدمة بوفرة في المدينة، خلال القرن الثاني الميلادي.
تشير الكتابة التدمرية إلى أن أميّة كانت ابنة يرحاي. وقد تم تصويرها وهي تضع يدها على خدها بحيث تعكس هذه الوضعية لمسة من الحنان والرقة والخفر التي غالباً ما نستشفّها في الصور الجنائزية لنساء حضارات ما بين النهرين وبلاد الشام.
نرى في الخلفية، ستارة من نسيج الكتان تنسدل خلف الأميرة، نُقش عليها مجسم لورقتي نخيل. ترمز هذه الزخرفة إلى الحد الفاصل بين الحياة والموت، كما هي حال الباب في العالم الإغريقي الروماني.
وليس بعيدا في أروقة المتحف الشهير، نشاهد تمثالا أنيقا متقنا من الحجر الرخامي المحمر، لملكة العالم السفلي الإلهة بيرسيفوني المغطاة بحجابها الرخامي، وهي ترخي بيدها على صدرها.. والمنهوبة من آثار شمال أفريقيا. (لاحظوا وجه الشبه الكبير بين ملامح الوجهين).
بين التدمير والتهريب والنهب، نمت تجارة سوداء بتواطؤ غربي تدر نحو عشرة مليارات دولار سنوياً، وفقاً لتقارير اليونسكو. وقد شكّل الشرق الأوسط الذي يشهد نزاعات عدة منذ عقود، احد المناطق الأكثر معاناة من هذا النشاط الإجرامي المنخفض المخاطر والعالي الربحية. ولم ننسَ بعد بأن تنظيم داعش بولاءاته وعلاقاته المشبوهة مع دوائر غربية، قام بتدمير ما لا ينهب ويمكن نقله من المدن الأثرية السورية كتدمر وأفاميا، أو العراقية كالحضر والنمرود، ثم قام بنقل وتهريب وبيع ما يسميه الخبراء «آثار الدم» كإحدى الوسائل لتمويل نفسه، وبتواطؤ إقليمي وغربي مشهود.
………………………..
تمثال “الأميرة أمية”: نقش نحتي بارز من الحجر الكلسي القاسي.
المقاسات: الارتفاع 53 سم، العرض 43 سن، العمق 21 سم
الموقع الأصلي : تدمر.
نوع الخط : كتابة باللغة الآرامية/اللهجة التدمرية.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.