شذرات، عادل سماره

نعم يشترط التطبيع ذُلاًّ

بوسع ستة أنظمة تطبيعية مع الكيان وبقيادة امريكا أن تتمظهر وكأنها أنظمة لدول ذات قرار، ولكن العدو يأبى عليها حتى أن تُمرر ادعاءاتها بالكرامة لدرجة أننا قد لا نحتاج لوصف كل هذا الذل فليس ابلغ من الذل في التعبير عن نفسه ذلك لأن رائحته الكريهة لا تمحوها أية مواد كيماوية أو مساحيق أو ترليونات العطور، نعم هو هكذا هو التطبيع.

لكن الصمت الخطير والمساومات من كثيرين سمحت للتطبيع بأن يستمرئ ما فعل فلا يبالي.

ما المناسبة لهذا القول المُر؟

هي أن الكيان أمر المطبعين العرب بأن يُعقد مؤتمر تطبيعي في منطقة صحراء النقب من الوطن المحتل! اي تطبيع وعلى أرض فلسطين كي يُكرِّس الكيان هذا الذل إلى أقصاه الأقصى! وهذا كمن يُمارس الجنس في مخدع الزوج وبحضوره! لغة صعبة لكنه الحقيقة.

ويقف في نهاية طابور المطبعين حاكم المغرب يترجى الكيان بأن يعترف ب “سيادته” على جمهورية الصحراء الغربية! اي على إحدى أطهر البقاع العروبية حيث لا زال بها نبض!

هنا نعثر على درجة من الذل والاستجداء لا يقبلها عقل ولا نفس. فلا الكيان شرعي ولا ملك المغرب شرعي ولا زعمه احتلال الصحراء الغربية شرعي. بل في الوقت الذي تضيق فيه مساحة تمرير الكيان نفسه دوليا، على الصعيد الشعبي على الأقل يستجديه حاكم المغرب ليمنحه شرعية على أرض لا هي لنظام المغرب ولا يحق للكيان مجرد ذكر اسمها.

وقد يسأل صاحب عقل وحصافة: لماذا يُصر الكيان على مؤتمر تطبيعي وعلى أرض فلسطين؟

بل يجب أن يصر على هذا. نعم لأن العدو اعتاد على أمور ثلاثة:

الأول: أن يُذلّ من يركع كي لا يتململ قط ولأن التطبيعي يستصدر شهادة بقائه من سادة الكيان لا من الشعب.

والثاني: لأن تمرير التطبيع أصبح “طبيعيا” في حالة كل نظام عربي أو إسلامي لم يقف ضد ما تسمى “المبادرة العربية”.

والثالث: لأن الكيان، حتى هذه المبادرة الوضيعة يأنف أن يقبل بها .

هذا يعيدنا إلى وجوب النقد، غضب البعض أم كظم غيظه: إن أي نظام عربي أعاد العلاقات مع مصر السادات بعد كامب ديفيد قد مرَّر التطبيع ومارسه بوعي فهو إنما يقوم بتعميم التطبيع لينتقل من الحاكم إلى الشعب، وهذا أخطر التطبيع.

والسؤال: هل وصل قبول التطبيع رسمياً إلى الحد الذي لا يمكن العودة عنه؟

ونقول نعم على الصعيد الرسمي.

ولا رداً ولا صدَّاً لهذا سوى بقلب هذه المرحلة راساً على عقب. ليس المهم متى بل المهم يجب.

ملاحظة: بالتأكيد أن الأنظمة الأخرى المطبعة سراً أو لا مباشرة تتقدم من الكيان بطلب الحضور كأصدقاء أي أقل من عضوية.

✺ ✺ ✺

ربما يجوز للمرء استغراب حماسة عرب لكتلة بريكس وكأنها عربية. هي امنية للعالم الثالث لا شك .لكن تعدد القطبية ليس خلاصا. ألم يكن العالم متعدد القطبية قبل الحربين الكونيتين الاولى والثانية ومع ذلك جرى استعمارنا وتاييد اغتصاب فلسطين. أليست دول بريكس راسمالية وشبه راسمالية.

كرسوا الجهد لمشروع عروبي وحينها تكونوا شركاء على الطاولة وليس على الرف.

✺ ✺ ✺

هذه لحظة انحطاط سنة وشيعة عرب في صراعهم الى الخلف در 15 قرنا وولائهم للترك او الفرس.والمثير للخزي والغضب: اذا كانت المشكلة طائفية لا قومية لماذا يتصالح جدا الترك السنة والفرس الشيعة ونتذابح نحن تحت اقدامهم. والدين لنا والمصحف لغتنا. وفي امتطائهم لنا ننكر وجود واهمية ونضال العرب النصارى .لن أقبل اجابات العملاء والحمقى وتيار (لولا)

✺ ✺ ✺

كارلوس مارجيلا الخليلي: عادي جدا، طبيعي جدا، سري بالمطلق، أكيد لا يتكلم كثيراً وربما لا يتكلم كما قال إبراهيم طوقان:

“و,اخو الحزم من يكن…يده تسبق الفما”.

أمام فراغ الريف وضيقه، معدة المدن هي الأوسع ليسبح فيها باطمئنان هذا درس كارلوس مارجيلا.

إعتمد الفجأة باعصاب نبيهة ورصينة، قدم لهم فطوراً نارياً، وكما علمه البرازيلي كارلوس مارجيلا، إنثنى ليغوص في بحر بشري من قرابة المليون نسمة. تجاوز الاستعراضات وحمل أكثر من قطعة سلاح وشكر من قدم المال وزخات الفذكلة الإعلامية من ستوديوهات أنيقة الأثاث شكلانية وضحلة التحليل والمنطق. إنه خليلي فرد و خليلي يا عنب.

ليت من لم يفهم درس الاستعراض يتوقف عن الاستعراض الدعاوي. يبدو أن كثيرين لم يتخلصوا من فخ مناحيم بيجن وإغواء العمل العلني.

ولكن، ما لم تكن جبهة وطنية ستبقى الفصائل ببياناتها الخاصة أداة بلا قصد لتسهيل كشف مارجيلا الخليل، إذا كان من هذا الفصيل أو ذاك، أما إن كان وحده فلن يعرف أحد من هم رفاقه أو إخوته ليعيش ويؤدي غيرها.

تأخرت يا فتى، تناول فطورك ولتكن منه “العنبية”، واغتسل.

✺ ✺ ✺

هذا تفصيل للمرحلة

رئيس وزراء العراق السوداني يعانق الجنرالات الأمريكيين قائلا “بيننا وبين امريكا حلف استراتيجي، والعراق لا يدخل أي حلف”.

أي ان وجود امريكا عشقاً.

ثم يبشر العراقيين بأنه ” جاهز لاستيراد الكهرباء من الأردن”. ويستورد النفط والغاز والتمر من إيران.

ومع ذلك يصفه خامنئي بأنه أفضل من يحكم العراق! وهكذا عراق آشور وبابل وأكد وسومر وجلجامش والقادسية والرشيد أصبح عراق العطش والحر واللطم دون رغبة من الحسين، ونظام دين سياسي لإرضاء إيران وقواعد امريكية لإرضاء بايدن وقواعد تركية بترحيب كردي. أكتبوا على الكرة الإرضية: كان هنا بلداً.

ملاحظة: آمل من تيار “لولا” أن يسأل خامنئي :هل كان يمزح؟

https://twitter.com/US_World1/status/1693931524167455096…

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/