- الاحتجاج الوطني أمر والصهينة أمر
- ممالأة رجال الدين تقارب الخيانة
كما الثوريين فالثورة المضادة لها استراحة محارب ولأدواتها استراحة خائن.
تجديد وتوسيع وعربنة وعولمة الحروب ضد سوريا ليست مقطوعة عن بداية العدوان بل حلقة أخرى. وإذا كان لأحد خارج سوريا أن لا يفهم الصورة فالسوري الذي ينكر هذا هو جزء من العدو بل يمارس العدوان ضد الوطن بوعي وقصد ووضوح.
ومن يرتكز على أخطاء النظام ليخون، فهو جدير بالمشنقة لأن الوطن أهم من اي نظام وما يدور ضد سوريا هو ضد الوطن وليس ضد النظام، ومن لا يرى يقصد أن لا يرى لأنه يعمل للعدو.
ومن لا يقرأ الحروب ضد سوريا عبر خبرة اغتصاب فلسطين فهو يخون وعي الناس بقصد. ومن لا يقرأ الحروب ضد سوريا عبر تجربة إنهاء العراق فهو يخون بوعي وقصد. وحين يقول مسؤول الحشد الولائي بأنه “قرر تأجيل المنازلة الكبرى وبأن الأمريكي يساعد العراق” فهذا انتفاخ طائفي بغيض مبروك عليه فيالقه المهولة ويؤكد أن الطائفيين حلفاء للأمريكي ليسوا عروبيين ولا عراقيين.
فالأمريكي يملأ العراق بجيوشه وأسلحته وقبل ايام سحب منها الكثير لتدمير سوريا، وظل بيننا من يقول “العراق جزء من محور المقاومة” والكثير منا ابتلع لسانه لأنه على الأقل جبان، والجبن يمكن أن يفتح على الخيانة.
العراق جرى تقسيمه وتسليمه للطائفية وللأمريكي، وبالتالي انتهى العراق حتى حينه هذا ما يجري ضد سوريا.
ولكن المطلوب لسوريا أخطر لأنها تلامس فلسطين. بل ما حصل حتى حينه ضد سوريا أخطر.
لقد جرى انتزاع الملايين من وطنهم وبعثرتهم في الكوكب كي تصبح سوريا فراغا بشريا ويبايا إنتاجياً ومع ذلك يصرخ كثيرون ضد النظام!!! وأكثر، لاحظوا أن الحصار كحرب اقتصادية سواء للعراق ايام الشهيد صدام أو سوريا اليوم هو حصار مفصّل خصيصاً ضد العرب لا مثيل له هو حصار إبادة شعبية.
من قال أن النظام السوري لديه ما يُطعم الناس كما تفعل أنظمة الريع النفطي.
والعجيب أن أنظمة الريع ثرية وعميلة وتحارب سوريا!!! ومع ذلك هناك في سوريا من يتغاضى عن هذا؟ فهل هذا جهل أم سلوك عميل في غالب الأحيان؟
المقصود مُعلن هو اجتثاث سوريا سواء باقتلاع البشر أو بتجويع من تبقى.
ولا يمكن للمرء إلا أن يسأل: بدأ إرهاب قوى وأنظمة الدين السياسي عربا /الخليج ولم يتوقفوا ومسلمين/إرهابيين ونظام تركيا ولم يتوقفوا ضد سوريا منذ عام 2011.
والسؤال: هل بوسع الدولة أن تنشغل في التنمية أم في صد الحرب الكونية! لو اشتغلت في التنمية لسقطت سوريا وأصبحت ولاية صهيونية.
صحيح أن هذا لا يزعج طائفيين وبعض رجال الدين ولكن المزعج أكثر هو الصمت عنهم حتى قبيل 2011.
لم اطرح رجال الدين إقحاماً ابداً، لاحظوا في كل موقف يقوم الإعلام بتبجيل وتقديم رجال الدين كرموز وهم ليسوا سوى طفيليين ومع الواقف ولو بغل، وزعمهم دعم النضال كذب ونفاق مخزٍ وها هم سواء في العراق أو سوريا أدوات ضد الوطن وأخيرا بعض مشايخ العرب في السويداء.
والسؤال للمحتجين: طالما أنكم أحياء وشباب وفتيات، ما الذي منعكم من الهجوم على مشاغل ومصالح الفاسدين؟ لماذا لا تقولوا لأولادكم أخبروا أولادهم في المدارس أنهم لصوص وعملاء؟ وحتى أشهروا في وجوههم السلاح. وإذا عرفتم أن لهم حسابا في بنك اقتحموه وخذوا أموالهم للناس؟ لماذا على النظام ان يقوم بإطعامكم كطفيليين! الجيش يقاتل لتحرير البلد قاتلوا لتحرير السوق والشارع والمدرسة والمسجد.
وإذا كنتم تعتبرون مصادرة أموالهم حراما، وهي حلال للشعب، تفضلوا بادروا للعمل الزراعي في الأرياف التي اصبحت فارغة وبها ماء واصحابها هربوا إلى تركيا واقاموا تجارة هناك؟ لماذا لم تفعلوا هذا منذ سنين!
واليوم حبيبكم التركي يدمر متاجر هؤلاء ويقتل في الشارع سوريين فقراء عمال وباعة متجولين! ولا يقل اي نظام عربي كلمة وخاصة من شاركوا في تدمير سوريا.
هل سمعتم عن “الريفنة” في زمن ماو تسي تونغ؟ كان يدفع فائض قوة العمل المدينية شباب وصبايا إلى الريف للعمل والإنتاج.
وحين تكون الدولة في حرب، لماذا لم تبادروا فقط للإنتاج الغذائي؟
وإذا كان الشغل في الأرض يوسِّخ ايديكم الناعمة، إذن فأنتم لستم جديرين بوطن، بل بالمجاعة.
إذا كان بوسع اشخاص بسبب انشغال الدولة في الحرب بأن يقتحموا بيوتا خالية ويسكنوها، فلماذا لم يتم اقتحام الأرض الفارغة. أليس لأن اقتحام البيوت مربح ومريح. ولكن لا يوجد بها غذاء!
كثير من السوريين هاجروا إما:
· لأنهم من الإرهابيين
· أو برجوازيين هاجروا وأخذوا ثرواتهم
· أو مؤهلين وجدوها فرصة للعمل في بلاد العرق الأبيض/العدو
· أو فقراء اعتقدوا أن الهجرة مصدر ثروة وهؤلاء ضحايا تورط النظام في تطبيق الخيانة الاقتصادية ل الدردري، وبالطبع كانت ظاهرة في معظم بلدان العالم الثالث/المحيط.
وهذا يفتح على أخطاء النظام:
مثل اي نظام أفضل أو أسوأ، للنظام أخطاء على الأقل منذ ما تسمى “الحركة التصحيحية” التي اجتثت البعث الحقيقي. لذا كانت حركة إصلاحية لا جذرية، ولكن بقيت وطنية.
ثم وقع النظام في سياسة السوق الاجتماعي في عهد الرئيس بشار الأسد، وهذه اقتلعت كثير من العمال الزراعيين من الأرض واجتثت معظم البنى الأقرب للاشتراكية في مجمل الاقتصاد.
وفي المرحلتين كان الفساد جزء اساسي وواضح من أداء المجتمع وتخديره أي كان هناك فساد اقتصادي اجتماعي أعاق تجذير النظام ولنسميه “نظام الاقتصاد السياسي للفساد”.
لكن النظام في المرحلتين لم يسقط قوميا ولا وطنياً ولذا لم يعترف بالكيان الصهيوني.
النظام أخطأ الخطأ الذي نراه اليوم وهنا الكارثة. فمنذ 2016 حين تقدم الجيش العربي السوري وحرر الكثير من الأرض المغتصبة من إرهابيي الدين السياسي والترك والخليج والغرب كان يجب أن يواصل الهجوم مهما كلف، وعليه أن يفجرها اليوم.
وهنا لم يتمكن من الخروج عن قيدين:
القيد الروسي الذي يريد بقاء سوريا لكن بيده ما أمكن وأن لا تشكل خطرا على الكيان الصهيوني
والقيد الإيراني الذي يريد بقاء سوريا لكن دون أن تؤذي علاقته بتركيا ودون أن تنتصر نهائياً فتعود لعروبتها.
ربما لم يكن بوسع النظام حينها التمرد على الحليفين، لكن المهم أنها الفرصة التي ضاعت وأدت إلى تجميع العملاء والأعداء لقواهم. لكن على الأقل كان بوسع النظام لجم الفساد حينها ولم يحصل إلى أن وصل اليوم إلى عدم قدرته على لجمهم فانتقلوا من لصوص إلى بلطجية وتقشيطيين وقُطَّاع لقطاعات الاقتصاد.
ولكن، ماذا وكيف تتعاطى أنت ايها السوري مع نظام يقاتل على عدة جبهات وخاصة جبهة حماية البلد؟ فهل تناقضك كمواطن سوري مع النظام أم مع ما يسمى المعارضة؟ أم مع الخلايجة وأمريكا والترك والكرصهاينة؟
نعم، فالقضية أوضح من الشمس لأن كل من وقف ضد النظام هو وقف ضد الوطن.
إذا كنت نسيت، أو لم تسمع، إقرأ ما يلي، دستور من يروجون ضد سوريا إغراء بالخبز وخيانة للبندقية:
ما يلي:
“… وتضمن بروتوكول الدوحة:
– تخفيض عدد أفراد الجيش السوري إلى 50 ألف جندي.
– التوقف عن المطالبة بالجولان المحتل، وتوقيع اتفاقيات سلام (استسلام) برعاية أميركية.
– تدمير ترسانات الصواريخ، والأسلحة السورية المختلفة، أسوة بما حدث في العراق، بإشراف أميركي.
– إلغاء أي مطالبة سورية بلواء إسكندرون، والتنازل لتركيا عن بعض المناطق الحدودية في حلب وإدلب.
– إلغاء كل المعاهدات والاتفاقات الموقعة مع روسيا والصين وإيران.
– وقف دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان (حزب الله).
– السماح بمد المياه من تركيا إلى الاحتلال الصهيوني.
– تحول النظام السياسي في سورية إلى نظام إسلاموي ينهي الهوية العروبية، والدور الذي تلعبه سورية على صعيد المنطقة ككل.
– السماح بمد أنبوب الغاز القطري باتجاه تركيا، ثم أوروبا عبر الأراضي السورية.
فلماذا تضيف أنت ايها السوري العادي والبسيط توقيعك على هذه الوثيقة الأكثر سوادا في التاريخ إلى جانب توقيع جميع انواع وألوان ما تسمى المعارضة السورية؟
ملاحظة: كاتب هذه السطور كان ينقد النظام السوري منذ 1975 وحتى 2010 نقد من يحب سوريا ويحرص عليها، ولكن حين صار الوطن في خطر، يصبح كل شيء للوطن. إرجع لكتابي هذا.

_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.