السنة الثالثة والعشرون – العدد 6617
في هذا العدد:
■ سوريا: تكفي العرقنة وبلاش الفلسطنة، د. عادل سماره
- الاحتجاج الوطني أمر والصهينة أمر
- ممالأة رجال الدين تقارب الخيانة
■ صابر الرباعي في قلعة دمشق، محمد كرزون
✺ ✺ ✺
سوريا: تكفي العرقنة وبلاش الفلسطنة
د. عادل سماره
- الاحتجاج الوطني أمر والصهينة أمر
- ممالأة رجال الدين تقارب الخيانة
كما الثوريين فالثورة المضادة لها استراحة محارب ولأدواتها استراحة خائن.
تجديد وتوسيع وعربنة وعولمة الحروب ضد سوريا ليست مقطوعة عن بداية العدوان بل حلقة أخرى. وإذا كان لأحد خارج سوريا أن لا يفهم الصورة فالسوري الذي ينكر هذا هو جزء من العدو بل يمارس العدوان ضد الوطن بوعي وقصد ووضوح.
ومن يرتكز على أخطاء النظام ليخون، فهو جدير بالمشنقة لأن الوطن أهم من اي نظام وما يدور ضد سوريا هو ضد الوطن وليس ضد النظام، ومن لا يرى يقصد أن لا يرى لأنه يعمل للعدو.
ومن لا يقرأ الحروب ضد سوريا عبر خبرة اغتصاب فلسطين فهو يخون وعي الناس بقصد. ومن لا يقرأ الحروب ضد سوريا عبر تجربة إنهاء العراق فهو يخون بوعي وقصد. وحين يقول مسؤول الحشد الولائي بأنه “قرر تأجيل المنازلة الكبرى وبأن الأمريكي يساعد العراق” فهذا انتفاخ طائفي بغيض مبروك عليه فيالقه المهولة ويؤكد أن الطائفيين حلفاء للأمريكي ليسوا عروبيين ولا عراقيين.
فالأمريكي يملأ العراق بجيوشه وأسلحته وقبل ايام سحب منها الكثير لتدمير سوريا، وظل بيننا من يقول “العراق جزء من محور المقاومة” والكثير منا ابتلع لسانه لأنه على الأقل جبان، والجبن يمكن أن يفتح على الخيانة.
العراق جرى تقسيمه وتسليمه للطائفية وللأمريكي، وبالتالي انتهى العراق حتى حينه هذا ما يجري ضد سوريا.
ولكن المطلوب لسوريا أخطر لأنها تلامس فلسطين. بل ما حصل حتى حينه ضد سوريا أخطر.
لقد جرى انتزاع الملايين من وطنهم وبعثرتهم في الكوكب كي تصبح سوريا فراغا بشريا ويبايا إنتاجياً ومع ذلك يصرخ كثيرون ضد النظام!!! وأكثر، لاحظوا أن الحصار كحرب اقتصادية سواء للعراق ايام الشهيد صدام أو سوريا اليوم هو حصار مفصّل خصيصاً ضد العرب لا مثيل له هو حصار إبادة شعبية.
من قال أن النظام السوري لديه ما يُطعم الناس كما تفعل أنظمة الريع النفطي.
والعجيب أن أنظمة الريع ثرية وعميلة وتحارب سوريا!!! ومع ذلك هناك في سوريا من يتغاضى عن هذا؟ فهل هذا جهل أم سلوك عميل في غالب الأحيان؟
المقصود مُعلن هو اجتثاث سوريا سواء باقتلاع البشر أو بتجويع من تبقى.
ولا يمكن للمرء إلا أن يسأل: بدأ إرهاب قوى وأنظمة الدين السياسي عربا /الخليج ولم يتوقفوا ومسلمين/إرهابيين ونظام تركيا ولم يتوقفوا ضد سوريا منذ عام 2011.
والسؤال: هل بوسع الدولة أن تنشغل في التنمية أم في صد الحرب الكونية! لو اشتغلت في التنمية لسقطت سوريا وأصبحت ولاية صهيونية.
صحيح أن هذا لا يزعج طائفيين وبعض رجال الدين ولكن المزعج أكثر هو الصمت عنهم حتى قبيل 2011.
لم اطرح رجال الدين إقحاماً ابداً، لاحظوا في كل موقف يقوم الإعلام بتبجيل وتقديم رجال الدين كرموز وهم ليسوا سوى طفيليين ومع الواقف ولو بغل، وزعمهم دعم النضال كذب ونفاق مخزٍ وها هم سواء في العراق أو سوريا أدوات ضد الوطن وأخيرا بعض مشايخ العرب في السويداء.
والسؤال للمحتجين: طالما أنكم أحياء وشباب وفتيات، ما الذي منعكم من الهجوم على مشاغل ومصالح الفاسدين؟ لماذا لا تقولوا لأولادكم أخبروا أولادهم في المدارس أنهم لصوص وعملاء؟ وحتى أشهروا في وجوههم السلاح. وإذا عرفتم أن لهم حسابا في بنك اقتحموه وخذوا أموالهم للناس؟ لماذا على النظام ان يقوم بإطعامكم كطفيليين! الجيش يقاتل لتحرير البلد قاتلوا لتحرير السوق والشارع والمدرسة والمسجد.
وإذا كنتم تعتبرون مصادرة أموالهم حراما، وهي حلال للشعب، تفضلوا بادروا للعمل الزراعي في الأرياف التي اصبحت فارغة وبها ماء واصحابها هربوا إلى تركيا واقاموا تجارة هناك؟ لماذا لم تفعلوا هذا منذ سنين!
واليوم حبيبكم التركي يدمر متاجر هؤلاء ويقتل في الشارع سوريين فقراء عمال وباعة متجولين! ولا يقل اي نظام عربي كلمة وخاصة من شاركوا في تدمير سوريا.
هل سمعتم عن “الريفنة” في زمن ماو تسي تونغ؟ كان يدفع فائض قوة العمل المدينية شباب وصبايا إلى الريف للعمل والإنتاج.
وحين تكون الدولة في حرب، لماذا لم تبادروا فقط للإنتاج الغذائي؟
وإذا كان الشغل في الأرض يوسِّخ ايديكم الناعمة، إذن فأنتم لستم جديرين بوطن، بل بالمجاعة.
إذا كان بوسع اشخاص بسبب انشغال الدولة في الحرب بأن يقتحموا بيوتا خالية ويسكنوها، فلماذا لم يتم اقتحام الأرض الفارغة. أليس لأن اقتحام البيوت مربح ومريح. ولكن لا يوجد بها غذاء!
كثير من السوريين هاجروا إما:
· لأنهم من الإرهابيين
· أو برجوازيين هاجروا وأخذوا ثرواتهم
· أو مؤهلين وجدوها فرصة للعمل في بلاد العرق الأبيض/العدو
· أو فقراء اعتقدوا أن الهجرة مصدر ثروة وهؤلاء ضحايا تورط النظام في تطبيق الخيانة الاقتصادية ل الدردري، وبالطبع كانت ظاهرة في معظم بلدان العالم الثالث/المحيط.
وهذا يفتح على أخطاء النظام:
مثل اي نظام أفضل أو أسوأ، للنظام أخطاء على الأقل منذ ما تسمى “الحركة التصحيحية” التي اجتثت البعث الحقيقي. لذا كانت حركة إصلاحية لا جذرية، ولكن بقيت وطنية.
ثم وقع النظام في سياسة السوق الاجتماعي في عهد الرئيس بشار الأسد، وهذه اقتلعت كثير من العمال الزراعيين من الأرض واجتثت معظم البنى الأقرب للاشتراكية في مجمل الاقتصاد.
وفي المرحلتين كان الفساد جزء اساسي وواضح من أداء المجتمع وتخديره أي كان هناك فساد اقتصادي اجتماعي أعاق تجذير النظام ولنسميه “نظام الاقتصاد السياسي للفساد”.
لكن النظام في المرحلتين لم يسقط قوميا ولا وطنياً ولذا لم يعترف بالكيان الصهيوني.
النظام أخطأ الخطأ الذي نراه اليوم وهنا الكارثة. فمنذ 2016 حين تقدم الجيش العربي السوري وحرر الكثير من الأرض المغتصبة من إرهابيي الدين السياسي والترك والخليج والغرب كان يجب أن يواصل الهجوم مهما كلف، وعليه أن يفجرها اليوم.
وهنا لم يتمكن من الخروج عن قيدين:
القيد الروسي الذي يريد بقاء سوريا لكن بيده ما أمكن وأن لا تشكل خطرا على الكيان الصهيوني
والقيد الإيراني الذي يريد بقاء سوريا لكن دون أن تؤذي علاقته بتركيا ودون أن تنتصر نهائياً فتعود لعروبتها.
ربما لم يكن بوسع النظام حينها التمرد على الحليفين، لكن المهم أنها الفرصة التي ضاعت وأدت إلى تجميع العملاء والأعداء لقواهم. لكن على الأقل كان بوسع النظام لجم الفساد حينها ولم يحصل إلى أن وصل اليوم إلى عدم قدرته على لجمهم فانتقلوا من لصوص إلى بلطجية وتقشيطيين وقُطَّاع لقطاعات الاقتصاد.
ولكن، ماذا وكيف تتعاطى أنت ايها السوري مع نظام يقاتل على عدة جبهات وخاصة جبهة حماية البلد؟ فهل تناقضك كمواطن سوري مع النظام أم مع ما يسمى المعارضة؟ أم مع الخلايجة وأمريكا والترك والكرصهاينة؟
نعم، فالقضية أوضح من الشمس لأن كل من وقف ضد النظام هو وقف ضد الوطن.
إذا كنت نسيت، أو لم تسمع، إقرأ ما يلي، دستور من يروجون ضد سوريا إغراء بالخبز وخيانة للبندقية:
ما يلي:
“… وتضمن بروتوكول الدوحة:
– تخفيض عدد أفراد الجيش السوري إلى 50 ألف جندي.
– التوقف عن المطالبة بالجولان المحتل، وتوقيع اتفاقيات سلام (استسلام) برعاية أميركية.
– تدمير ترسانات الصواريخ، والأسلحة السورية المختلفة، أسوة بما حدث في العراق، بإشراف أميركي.
– إلغاء أي مطالبة سورية بلواء إسكندرون، والتنازل لتركيا عن بعض المناطق الحدودية في حلب وإدلب.
– إلغاء كل المعاهدات والاتفاقات الموقعة مع روسيا والصين وإيران.
– وقف دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان (حزب الله).
– السماح بمد المياه من تركيا إلى الاحتلال الصهيوني.
– تحول النظام السياسي في سورية إلى نظام إسلاموي ينهي الهوية العروبية، والدور الذي تلعبه سورية على صعيد المنطقة ككل.
– السماح بمد أنبوب الغاز القطري باتجاه تركيا، ثم أوروبا عبر الأراضي السورية.
فلماذا تضيف أنت ايها السوري العادي والبسيط توقيعك على هذه الوثيقة الأكثر سوادا في التاريخ إلى جانب توقيع جميع انواع وألوان ما تسمى المعارضة السورية؟
ملاحظة: كاتب هذه السطور كان ينقد النظام السوري منذ 1975 وحتى 2010 نقد من يحب سوريا ويحرص عليها، ولكن حين صار الوطن في خطر، يصبح كل شيء للوطن. إرجع لكتابي هذا.
✺ ✺ ✺
صابر الرباعي في قلعة دمشق
محمد كرزون
حلب – سورية
(1)
أقام المغني صابر الرباعي حفلاً غنائياً في قلعة دمشق يوم 6 آب الجاري. ولقد أثار هذا الحفل العديد من ردود الفعل الغاضبة بين الجمهور السوري، الذي اعترض معظمه على دخول فنان متهم بالتطبيع إلى سورية، بسبب إقامته حفلاً في مدينة روابي التطبيعية في الضفة الغربية المحتلة عام 2016، فيما رأى بعض ذاك الجمهور (والمتموِّل السوري بالطبع) بأن الموضوع قديم ولا تجوز محاسبته عليه الآن فيما علّق الرباعي بأنه “من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية”، بينما سخَّفت الشركة الداعية من الاعتراضات وقالت بأن الجمهور السوري يحتاج إلى الترفيه عن نفسه بعد كل هذه السنوات الطويلة من الحرب.
حدث كل هذا في ظل صمت رسمي مطبقK لاسيما من وزارة الإعلام والوزارات والإدارات الأخرى المختصة في سورية، ومشاركةٍ كبيرة في تغطية أخبار الحفل من القنوات الخاصة، التي درجت في الشهور القليلة الماضية على استضافة شخصيات عربية مشبوهة سياسياً.
بناءً على هذا الجدل ولضرورة توضيح المعنى السياسي والقانوني لدخول (مجرد دخول) أي عربي إلى فلسطين المحتلة، سواء كان شخصاً عادياً أو اعتبارياً، أجد من اللازم تبيان كثير من الحقائق والتفاصيل المجهولة عند الأخوة العرب والجمهور العربي، والإجابة على سؤال فيما إذا كان الرباعي قد ارتكب فعلاً جرم خرق قوانين التطبيع المقررة في جامعة الدول العربية وقممها ومختلف اللجان والهيئات النقابية والثقافية والشعبية العربية، والتأكيدات المستمرة عليها في كل مناسبة.
معنى زيارة مواطن عربي لفلسطين المحتلة:
هذا العنوان يبدو متناقضاً مع نفسه، أو إنه على أقل تقدير يحمل الإجابة واضحةً في شكله ومضمونه، طالما أنه يتحدث عن (زيارة عربي) ل (بلد عربي) واقع تحت الاحتلال، لكن لا بد من إيراد التفاصيل وتفاصيل التفاصيل ما أمكن، كي لا يعود بعض الناس إلى تسخيف عقول مواطنيهم العرب واستغبائهم وخداعهم، استناداً إلى الجهل العام بالموضوع.
نبدأ إذن بإيراد بعض التفاصيل عن الضفة الغربية (وصنوها قطاع غزة) التي منحها العدو الصهيوني وضع الحكم الذاتي المحدود ذو المهام الأمنية، المتعلقة بالأساس بأمن الكيان الصهيوني في كل فلسطين، وكذلك ضمان أمن المستوطنات الموجودة في الضفة وحول قطاع غزة، طبقاً لاتفاقيات أوسلو وملحقاتها وما بعدها 1993.
(ملاحظة: بعد تنزيل هذا المنشور البارحة،قام الفيس المتصهين اليوم بحظري مجدداً في الماسنجر لأسبوع، لا لا لا مش معقول أكيد فيه حدا قريان عالماسنجر تاعي، أنا صاير متل التلميذ المشاغب، واقف عالحيط عإجر ونص،كنو والله أعلم السيد حسن كان بقصدني أنا كمان مع إسرائيل تسقط جارة كندااااا)
✺ ✺ ✺
(2)
الوضع الفلسطيني بعد اتفاق أوسلو
حسب اتفاقيات أوسلو 1993، قُسِّمت الضفة الغربية المحتلة إلى ثلاث مناطق، تتوزع فيها المهام (الأمنية أساساً) بين سلطة الحكم الذاتي المحدود (ما تدعى بالسلطة الفلسطينية)وبين “إسرائيل”،قُسّمت الضفة إلى مناطق(أ) و(ب) و(ج)،على النحو التالي:
1-المنطقتان(ألف) و(باء) تخضعان لسلطة الحكم الذاتي،التي تتمثل مهمتها الأساسية فيهما بحفظ الأمن العام بما فيه إحباط(الأعمال العدائية=العمليات الفدائية)التي تنطلق منهما باتجاه قوات الاحتلال في الضفة(وغزة) او حتى في فلسطين 1948،وتسليم الفدائيين والمشتبه بهم وكل من يثبت تورطه بأعمال عدائية اتجاه”إسرا.ئيل” إلى سلطات العدو.
2-المنطقة(جيم)،والتي تشمل معظم مساحة أقضية المحافظات الفلسطينية، أي معظم مساحة الضفة الغربية، يسيطر عليها الاحتلال ممثلاً بجيشه وأجهزة أمنه، ويُحرم على أية قوة أخرى ممارسة أي سلطة فيها، بينما تستطيع قوات الاحتلال دخول المنطقتين(أ) و(ب) واعتقال من أرادت متى أرادت،أو التنكيل بالسكان ونسف البيوت.
3-وطبقاً للاتفاقية ذاتها، تستمر”إسرائيل” في القيام بمسؤوليات الأمن الخارجي والأمن الشامل، وهنا بيت القصيد، فإضافة إلى حق قوى الاحتلال الدخول إلى مناطق السلطة وأن تفعل ما تريد، لها أيضاً وحدها فقط حق السيطرة على الحدود والمعابر الحدودية مع الجوار: معابر الضفة الغربية مع الاردن ومعابر غزة مع مصر، ولا يستطيع أي طرف آخر داخل فلسطين التدخل في عملها هذا.
4-المسؤولية الأمنية للسلطة الفلسطينية تُطَبَّق إذاً على الفلسطينيين وحدهم، ولا يجوز لها مجرد اعتقال او مسائلة أي مستوطن صهيوني حتى لو خالف القوانين أو الأمن العام.
ملاحظة هامة على الهامش: لا يوجد في منطوق اتفاقيات أوسلو أي لفظ يتحدث عن (الشعب الفلسطيني) بل لفظ (الفلسطينيين) فقط.
كل هذا يعني أمرين:
1-إن الضفة الغربية برغم التسوية، ما تزال تخضع للاحتلال، ويقتصر عمل السلطة فيها على تسيير الامور الادارية والبلدية للمواطنين الفلسطينيين، تماماً كما وصف الأمرَ أحدُ قادة الكيان يوماً بأن الحكم الذاتي يعني (أن يجمع الفلسطينيون قمامتهم بأنفسهم).
2-إن المعابر بين الضفة والأردن(وغزة ومصر)تخضع لسلطات العدو،ولا يمكن لأي أحد -سواء كان فلسطيني أو عربي أو أجنبي- أن يدخل عبرها من دون موافقة الأجهزة الأمنية الصهيونية وجيش الاحتلال،ومن دون استيفاء شروط صعبة تكاد تكون تعجيزية.
من الناحية العملية،ينبغي على طالب الزيارة من البلدين تقديم طلب مسبق للسلطات الأمنية “الإسرائيلية”،و(المنسق) “الإسرائيلي”،أي ل ممثل الجيش “الإسرائيلي”(وهنا كان صابر الرباعي دقيقاً في كلامه حين وصف ذلك الضابط الصهيوني بأنه منسق عربي،أي حاول الرباعي التشاطر والتذاكي،بل وحتى الخداع الذي لم ينتبه له كثيرون،(سيأتي بيان ذلك فيما بعد)، ثم ينتظر مقدِّم الطلب موافقة أجهزة العدو بالقبول أو الرفض،الرد الذي يستغرق عادةً أشهر طويلة من الانتظار،وهذا الطلب يُقَدَم بثلاث نسخ،منها نسخة باللغة العبرية.
✺ ✺ ✺
(3)
شركة “إسرائيلية” لدخول الضفة الغربية
لتوضيح الجانب العملي أكثر لآلية دخول الأشخاص إلى الضفة الغربية مثلاً،نقرأ في غوغل عن شركة “إسرا.ئيلية” لتقديم طلبات بهذا الشأن،اسمها(شركة ديكر،ديكس،ليفي،روزنبرغ) للمحاماة في القدس المحتلة،والتي تشرح كيفية التقدم للحصول على تأشيرة دخول لمنطقة الضفة الغربية،فتقول في دعايتها الترويجية ما يلي:
(تعتبر دولةُ إسرائيل منطقةَ يهودا والسامرة{وهو الإسم اليهودي-الصهيوني للضفة الغربية}منظقةً عسكرية مغلقة،وبالتالي يجب على أي شخص يرغب في دخول هذه المنطقة أو الخروج منها الحصول على موافقة منسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية). انتهى الإعلان.
لنتذكر كلمة “منسق” التي قالها صابر السداسي،والمنسق هو بالطبع وزارة دفاع العدو،
يعني كلمة(منسق)في اتفاقيات أوسلو تعني وزارة الدفاع الصهيونية.
وماذا عن مدينة روابي:
منذ بداية القرن الحالي،جرى الترويج لإنشاء مدينة حديثة قرب رام الله،استجابةً مباشرةً لتبني مختلف الإدارات الأمريكية المتعاقبة،لا سيما إدارة دونالد ترامب لخطة(السلام الاقتصادي) وبعض قادة الاحتلال،والذين يرون إليه(السلام الاقتصادي) طريقة جديدة في التسوية في فلسطين،في ظل الفشل المتكرر للتسويات السياسية التقليدية منذ كامب ديفيد وصولاً لأوسلو ووادي عربة وتطبيعات محميات الخليج والمغرب،التي أخفقت في وقف صراع ممتد منذ أكثر من قرن في قلب العالم العربي،ولقد استجابت سلطة الحكم الذاتي المحدود للمشروع بحماسة منقطعة النظير،لا سيما من قبل حكومة فياض بين 2013-2007.
هذا المشروع إذاً يمثل سعياً أخر جديداً بذلته الإدارات الأمريكية المتعاقبة والعدو الصهيوني وسلطة الحكم الذاتي المحدود(بالتعاون مع الغرب المتصهين والصهاينة العرب)،يهدف إنهاء الصراع في فلسطين والمنطقة وعليها مجدداً،بين احتلال استعماري استيطاني إحلالي فريد من نوعه،وبين ماتبقى من الشعب الفلسطيني متمسكاً بأرضه وحقوقه ووجوده في الضفة وغزة(وفي فلسطين 1948)وفي الشتات.
ويصف قادة العدو هذه المدينة بأنها المدينة الفلسطينية الأولى”الخالصة” للفلسطينيين في الضفة الغربية،ما يشير بوضوح بأن هذا التوصيف يستدعي للذهن مباشرةً ما يزعمونه دائماً بأن الضفة الغربية(التي يسمونها يهودا والسامرة)هي مناطق”إسرا.ئيلية” خالصة أيضاً،يكتفون اليوم هم واربابهم الغربيون بوصفها(أراضٍ متنازع عليها)لضرورة تمرير مخططاتهم الأخبث،إلى أن تنضج الظروف، الديموغرافية أساساً،للاستيلاء الصه.يوني على كامل الضفة الغربية ،طرد السكان وإعلانها جزءاً من “الدولة” إليهو.دية-الصهي.ونية “الخالصة” ،وفي هذا الإطار جاء مشروع مدينة روابي المعدّ للاستساخ، باعتباره يشبه المحمية الطبيعية إلى أن يتم تهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني من فلسطين.
(كلمة محميات طبيعية مستخدمة في كافة أنحاء العالم لتشير لمحميات الحيوانات.وبدايةُ إستيطان الرجل الأبيض في أمريكا الشمالية ترافقت،إضافة للذبح والقتل والنهب والتدمير،بإنشاء محميات طبيعية للهنود الحمر هناك،وما يزال بعضها قائماً في كندا مثلاً كما علمت مؤخراً).
بلغت كلفة بناء مشروع روابي 1 مليار دولار فقط، تقاسمت تمويله مناصفةً تقريباً كل من دويلة قطر ومتموّل أمريكي من أصل فلسطيني،لعائلته تاريخ طويل مشبوه بالعمالة للاحتلال،قبل قدوم سلطة أوسلو.
يستهدف هذا المشروع أساساً إسكات الطبقات المتوسطة العليا والرأسمالية في المجتمع الفلسطيني،وتغييب العدالة الاجتماعية في مجتمع يعاني بالأصل من فقر مدقع وبطالة، مسببهما الأول الاحتلال،لكن أيضاً تقع المسؤولية على عاتق البرجوازية الفلسطينية التقليدية والناشئة(التي غالباً ما كانت تشيح بنفسها عن مصالح شعبها وتميل لخدمة مصالحها عبر التشبيك مع الاحتلال ومحميات الخليج المتص.هينة) ،ومن المعلوم أن قطاعاً مركزياً من سكان المجتمع الفلسطيني يعيش في مخيمات اللاجئين في الضفة(وفي غزة).
يبلغ متوسط سعر الشقة في مدينة روابي 110 ألاف دولار!!.. بمعنى أن هذه المدينة المحدثة،تمثل للعدو مكاناً مثالياً لإقامة الفلسطينيين “الجدد”،على حد تعبير أقطابه، إلى حين نضوج الظروف الموضوعية للكيان لتهجير ما تبقى من الفلسطينيين إلى أرض الله الواسعة،كما أنه من الجلي أن المشروع يمثل للعدو نموذجاً لمشروعات إسكانية نموذجية مؤقتة تشبه المحميات الطبيعية للهنود الحمر في القارة الامريكية،تسهّل على قواته السيطرة على المدن الفلسطينية العتيقة بخسائر قليلة أو بدون خسائر.
✺ ✺ ✺
(4)
الرباعي وطريقة دخوله الضفة الغربية المحتلة
وبالعودة إلى الرباعي وحفلته في مدينة روابي المحدثة قرب رام الله،أصبح واضحاً أن دخوله إلى الضفة الغربية المحتلة،كان بعد تقديمه طلباً إلى سلطات الإحتلال العسكرية والأمنية قبل وقت طويل،وبأن من مهر على جواز سفره بخاتم صهيوني هي كالعادة سلطاتُ الاحتلال الامنية والعسكرية،أي هو(منسق)أعمال حكومة العدو الذي هو ذلك الضابط الذي ادعى الرباعي أنه يتحدث العربية،وهنا كان الرباعي دقيقاً عندما قال بأنه(منسق)لكنه كان يخدع الناس،معتمداً على جهل الجمهور العربي بهذه التفصيلات الاحتلالية.
ثم كان ثمة تضليل ألعن مارسه السداسي بقوله أن المنسقَ الضابطَ عربيٌ،وهنا لا بد من توضيحٍ أيضاً لهذه النقطة الحساسة والدقيقة في فلسطين المحتلة،كي لا تضلل الجمهور العربي بعض التفاصيل،فلقد سعى العدو منذ احتلاله البلاد في عام 1948، وإقامة كيانه اللقيط،إلى فتح باب التجنيد أمام الفلسطينيين في الجيش الصهيوني،وركّز بالمقام الاول على بعض مكونات الفسيفساء الديمغرافية في فلسطين، في مسعى يستهدف أساساً ضرب التماسك الشعبي،لكن في المحصلة النهائية اصطدمت هذه التوجهات الخبيثة بوعي عالٍ لدى أفراد الشعب والمجتمع،فأسفرت فقط عن بضعة متساقطين محدودي العدد،وأحبطوا من جهة أخرى خطةً شيطانية لتفتيت المجتمع.وهذا الضابط الظاهر في الصورة -إن لم يكن يهو.دياً وكان عربياً فعلاً كما قال الرباعي- فإنه من تلك الفئة المتساقطة،وهو يخدم العدو رسمياً ولا يمثل أي جهة فلسطينية،بما فيها سلطة الحكم الذاتي المحدود.
عود على بدء:
إذن المشخصاتي صابر الرباعي هو مطبّع بالتوصيف القانوني والسياسي،وواضح أنه يدرك ما قام به تمام الإدراك،بدليل المعاملة والأوراق الرسمية التي اشتغل عليها من أجل الدخول إلى الضفة الغربية المحتلة،المعاملة والأوراق “الإسرا.ئلية” بنسخها الثلاثة ومنها باللغة العبرية تؤكد بأنه إن لم يكن عارفاً من قبل أن ما يقوم به تطبيع،فإن تلك المعاملة وطول فترتها الزمنية حتى تأتي مع الموافقة أو الرفض،وكذلك المعاملة المذلة له ولفرقته أثناء الدخول من المعبر،المتمثلة على الأقل بإجباره حتى على التقاط الصورة -ومن المؤكد أنه لم يكن يتمنى حدوث مثل هكذا فضيحة- كل هذا يشهد أنه لم يكن موافقاً على التطبيع مع عدو العرب الأول فحسب،بل على أنه كذاب أشر.
كذلك أتحفنا بإبداع أخر قام باستنباطه هذا السداسي أثناء زيارته للأراضي المحتلة وبعدها،إذ إنه استمر في غيّه حينما دعى بكامل وعيه بقيةَ الفنانين العرب إلى زيارة فلسطين المحتلة،بصرف النظر عن أي “مصاعب أو انتقادات قد تعترض طريقكم” على حد تعبيره، علماً أن الحملة التونسية لمناهضة التطبيع أدانته أيضاً.
✺ ✺ ✺
صابر السداسي في دمشق
(5-الأخيرة)
لنتأمل الآن في هذا الكلام المعبّر الذي دفعت به الممثلة والمخرجة الفلسطينية علا طبري مقالاً في صحيفة (الأخبار)اللبنانية بتاريخ 2023/8/11،تعليقاً على زيارة فنانة عربية أخرى هي آمال المثلوثي لفلسطين المحتلة،بعنوان:
نحب الفن لكنا نحب فلسطين أكثر
تقول طبري:
“مؤلم جداً هذا الحال،ومؤلم أننا كلما خططنا رسالة إلى فنان في محاولة منا أن نثنيه عن عبور الحدود الإسرائيلية (المحيطة بفلسطين من كل منافذها من دون استثناء)رفقاً بأنفسهم وبنا،لا نرفق نداء الأسرى والأسيرات القابعين والقابعات في السجون يعانون التعفن الزاحف نحوهم ويقاومون،من دون التواصل مع فنانيهم الأحب،ولا نرفق صور برّادات مليئة بالجثامين الحديثة لشهداءنا أو قبورهم(إن عادت جثامينهم)ولا كلمات ذويهم وأحبابهم،وقطعاً لا نرسل لهم قارورة زيت الزيتون من زيتوننا الشامخ ليتذوقوا طعم فلسطين واستنباط الأمل والصبر والاستمرار في طريق النضال والتحرير؛لأننا نعتقد أنهم يعرفون،ولا زلنا حتماً لا نستعطف المساندة.
في انتهاج المقاطعة صبر هائل وقدرة مهيبة على احتمال الأمل والاشتياق،لا يعرفها إلا من أدرك فلسطين وصبر أهلها ومعاناتهم في لجوئهم،ورفضهم لتحقيق حلم مبتور يختفي مع الجيل اللاحق،لأن فلسطين هي التي تعلمنا وتساندنا لا العكس”.
إن الاعتراض الشعبي السوري مثَّله عدد من الأقطاب الأدبية والثقافية والمجتمعية السورية: فثمة سيدة سورية جليلة،تحمل همّ أمة العرب في ثناياها ونشاطاتها،هي الروائية المبدعة والباحثة الحصيفة الدكتورة ناديا خوست،التي تمثّل بلا أدنى شكّ ضمير كل السوريين،فتعيد التذكير ببدهيات الثوابت السورية حينما يتخطّر اعوجاج أو تلوح شبهة تخّلٍ عن إحداها،وهي التي ما فتئت،في رواياتها وأبحاثها ومقالاتها وحتى الأحاديث الجانبية،ت ضيئ الجوانب الأهم في تاريخ سورية الحديث، أقله منذ منعطف القرن التاسع عشر-العشرين، وتحدد فيه مكامن وسر قوة هذه الدولة المركزية،في اخلاص أبناءها وتمسكهم بثوابت عربية وسوريّة لا يمكن أبداً التنكر لها،وكان للدكتورة خوست اعتراض هادئ رزين، وبلغة ملؤها المنطق والتسامح، مشددةً على معنى أن ترفض دمشق استقبال المطبعين.
وكانت كذلك اعتراضات من عدد من الإعلاميين البارزين مثل السادة مضر ابراهيم وبيانكا ماضية وفاطمة جيرودية، الذين تصدوا لهذه المهمة الشاقة والمضنية،لا سيما أنهم أمام خصوم متمولين لا تعدم لديهم الوسيلة للسعي لليّ الحقائق وتسخيف مواضيع خطيرة كاستقبال فنان مطبع،ثم سارع أولئك الإعلاميون إلى رفع دعوى قضائية بحقّ المتمول السوري،برغم الظروف القاسية التي تواجه الشعب السوري الشقيق،والاعلاميين ضمناً،جرّاء الحرب الارهابية التدميرية التي تُشَن على بلدهم،ولكن أيضاً بسبب إرهابيي ودوا.عش الداخل المعششين هنا وهناك في الداخل السوري.
مثال عما حدث مع شخصية فلسطينية شهيرة من وزن الشاعر الكبير محمود درويش،توفّر إسناداً آخر لدجل شخصية فنية شهيرة من الدرجة الثالثة او الرابعة كصابر السداسي. فبرغم أنه أصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نحو أواسط ثمانينات القرن الماضي،وبرغم أنه أبى هو وبعض أبرز المثقفين والمفكرين الفلسطينيين إلا أن يلطخوا أنفسهم بزواريب السياسة التسووية الفلسطينية،ومنها صياغته هو وإدوارد سعيد بيان(دولة المنفى الفلسطينية)العتيدة في دورة المجلس الوطني الفلسطيني التاسعة عشر المنعقدة في الجزائر 1988،وهو البيان الذي أسس الخطوات العملية الأولى لوهم قيام تسوية مع العدو في أوسلو 1993.وأيضاً برغم دخوله الأرض المحتلة تكراراً تحت سقف أوسلو،وبرغم تحوّله من شاعر الأرض المحتلة وشاعر المقاومة إلى شاعر بلاط(على حدّ توصيف الشاعر المصري الشهير أحمد فؤاد نجم)منذ الخروج الكارثي من بيروت ولبنان 1982،ثم انتقاله إلى شاعر “الإنسانية” بمفهومهاالحداثي الأنجزي البغيض،لم يشفع لمحمود درويش كل هذا كي توافق سلطات الاحتلال على رغبته ووصيته الأخيرة في أن يُدفن في قريته قرب عكا، مجرد قبر في قضاء عكا!!،وبذلك أثبت الصهاينة مجدداً تمسكهم بفهم عميق لجوهر مشروعهم التدميري وثوابتهم، المشروع الذي وجدوا أنهم إن أرادوا المضي به إلى خواتيمه،لا مناص أمامهم سوى تنفيذ مندرجاته وثوابته بدقة،على عكس معظم العرب وبعض الفلسطينيين الذين ما يزالوا موهومين بإمكانية التسوية،كما أثبت الصهاينة تجاوزهم بنحو أسوأ بكثير لمقولات وضعها الآباء المؤسسون الأوائل للمشروع الصهيوني في فلسطين،ومنها قول غولدا مائير ذات مرة بأن(الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت).
ومثال آخر عن نتائج جانبية،لكن ذات مغزى عميق، للصلح أو الاعتراف أو التطبيع مع عدو العرب الأول:
عندما يريد حتى رئيس سلطة أوسلو نفسه(السابق عرفات أو الحالي عباس)الانتقال بين مدن ومناطق الضفة الغربية أو التوجه إلى قطاع غزة(أقلّه قبل سيطرة الإسلام السياسي حما.س عليه بقيادتها السياسية المتصهينة)فثمة احتمال كبير أن توقفه حواجز ودوريات الاحتلال المنتشرة،فتفتش مركبته وسيارات مرافقته للتأكد مثلاً من أن أسلحة المرافقة فردية لا تخرق بنود اتفاقات أوسلو”المقدسة”. وأما إن رغب رئيس السلطة نفسه أن ينتقل إلى منطقة أو مدينة في فلسطين 1948،فهذه فضيحة!! إذ عليه إبراز بطاقة VIP(ربما هي صادرة عن سلطات الاحتلال) وتحديد عدد الأشخاص الداخلين معه،لحواجز العدو ودورياته المنتشرة بكثرة ابتداءً من أراضي الضفة،كما يتطلب الأمر تنسيقاً مسبقاً مع القيادات الأمنية والسياسية في تل أبيب، وهذا ما دعاه المفكر والمناضل الكبير الدكتور عادل سمارة في أحدث مقالاته اليوم بالترابط بين التطبيع أو الصلح أو الاعتراف وبين الذل والإذلال،(المقال منشور اليوم الأربعاء 2023/8/23 في صفحة الدكتور Adel Samara الشخصية تحت عنوان {اندماج الكيان اندماجاً مهيمناً-من الأمين والمأمون إلى استجداء الامتطاء} ).
وما توقيف ضابط فلسطيني كبير في السلطة والشرطة الفلسطينية قبل عدة سنوات على أحد الحواجز الصهيو.نية في الضفة المحتلة وإجباره أن يغير وحده إطار الجيب العسكري التابع للحاجز أو الدورية تلك بينما يتفرج عليه عناصرها العسكريون،إلا مثالاً واحداً فقط يتكرر يومياً سواء مع الفلسطيني العادي أو مع الشخصيات الفلسطينية “الاعتبارية”، على كمّية الإذلال الذي تمارسه سلطات العدو بحق من وقّعوا معهم اتفاقيات رضوخ واستسلام عبثية،في حين لا بد أن هذا الضابط الفلسطيني كان في شبابه الأول قبل بضع سنوات مقاتلاً فدائياَ وهو يرسل فدائيين شجعان يعبرون الحدود(جنوب لبنان مثلا)إلى فلسطين،فيقضّون مضاجع العدو الغاصب،أو كان يقصف مستوطناتهم في أقصى شمال الجليل المحتل بالكاتيوشا ، يستنزف قوة العدو وقواته ومستوطنيه الغاصبين،ويجبر بعضهم على العودة من حيث أتوا، إلى أوروبا أو أمريكا مثلاً.
هذا هو الدرب الوحيد المشروع الذي يدخل الفلسطيني والعربي عبره إلى فلسطين من الشهيدة الفدائية دلال المغربي إلى الشهيد الفدائي التونسي ميلود بن ناجح والشهيد الفدائي السوري ابن حلب خالد أكر،إلى ما شاء الله حتى التحرير الكامل الناجز لكل فلسطين،فلا مكان هنا لدجال كاذب نكرة من وزن صابر السداسي المطبع، ذي الأجندة المشبوهة الممولة من مال خليجي قذر،أقصى ما يليق بشخصيته وبما يُدعى صوته الغناءُ في الملاهي الليلية التي تستجلب الزبائنَ إليه راقصاتُه و”فناناتُه”.
أيمكن أن يأتي ذلك اليوم الذي تسلّم فيه الشعوب العربية مطبعيها لرموزٍ مقاومةٍ كسماحة السيد، فيأمرها الوقوف على الحائط ‘ع إجر ونص’ ولا يعيدها إلى الصف إلا بعد إعلانها توبة نصوحة؟؟
في زمن الليبرالية المتوحشة، لابد للعربي أن يعلم أن الطعنات تكثر،وإنه ما إن يستدير من غدرة الأولى حتى يتلقى بظهره الثانية،فلا خيار من خطر موت محقق ولا شفاء من جراح قاتلة إلا بالمقاومة،مقاومة الكيان اللقيط ومقاومة متصهيني الداخل.
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org