السنة الثالثة والعشرون – العدد 6618
في هذا العدد:
■ متابعة لمحاكمة الدكتور المناضل عادل سماره:
- عالي التقدير للقضاء الفلسطيني: رفضَ الدعوى وأكد براءتي، د. عادل سماره
■ حتى نظام جلبه العدو أشرف من هذا “الولائي“!، عادل سماره
■ أين هُم الذين أباحوا دم ناجي العلي؟! رشاد أبوشاور
■ لم لا ينزل نارام عن صهوات النجوم ويبحث معنا عن الخبز؟ نارام سرجون
✺ ✺ ✺
عالي التقدير للقضاء الفلسطيني
رفضَ الدعوى وأكد براءتي
لكنها معركة في دفاع عروبي رفضي دائم
وبعد
د. عادل سماره،
إمتدت محاكمتي بموجب دعوى تلفيقية/كيدية/سياسية أبعد من جغرافيا فلسطين منذ 29 حزيران 2016 وحتى 19 تموز 2023 على امتداد اربعين جلسة وتمت تبرئتي في ثلاثة محاكم آخرها الاستئناف إلى أن قضت محكمة النقض المحترمة بإسقاط القضية.
ملخص القضية، إلى أن أُصدر كتابا عنها إن بقيت، هو: أن حزباً سياسياً كان يحمل إسم “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” يرأسه تطبيعي لبناني متعصب شيعياً هو د. يحيى غدار وله فروعا في 37 دولة عربية وإسلامية ويعقد تقريبا كل ثلاثة اشهر مؤتمراً بالمئات من مختلف الدول أل 37، ربما بتمويل من السماء!!!، أصدر هذا التجمع في موقع “العالمية في إيران يوم 8 ايار 2015 ورقة من 30 صفحة بعنوان “نداء وصرخة من الأعماق” تنادي بدولة مع المستوطنين، مكتوبة بخطاب ماركسي منمق يطالب فيها بحل القضية الفلسطينية بإنشاء دولة مع المستوطنين. وقد كتبت نقداً لهم ربما فاق الألف صفحة ووصل كل الدنيا بما فيها وخاصة إيران التي تحتضن هذا التجمع لأنها تقوم ببناء حزب في الوطن العربي تابع لها قومياً بغطاء وطربوش ديني/سياسي. وهذا حقها في الهيمنة وحقنا نحن العروبيين في الرفض. وبناء على اتساع النشر خلعت “العالمية” نص الصرخة من موادها، وقرر هذا التجمع تغطيةً لفضيحة جوهر ورقته أن يسمي نفسه “التجمع العالمي لدعم المقاومة” وقام التجمع بكتابة ردود ضدي أتعسها أنهم عدلوا النص أو أن الورقة ليست باسم التجمع بل من إمرأة منه…الخ ووصل الكذب بهذا التجمع أن نشر صورة لرئيسه يحي غدار يحتفل بإمرأة من جبهة وهمية أسمت نفسها :”الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين التاريخية” وأنها أطلقت الانتفاضة الثالثة عام 2015 واصدروا ابيان رقم (1)ولا يوجد لهذه الجبهة اي شيء سوى على أوراق التجمع وجريدة القدس العربي!!! ، بل وزعم التجمع أنه لم يتبنى الصرخة…الخ. ووظف هؤلاء أشباه كَتَبَة كمتشيعين ليكتبوا ضدي ما يليق بهم فقط.
لذا، لن أتوقف عن نقد هذا النهج لأن كل حياتي الثمانين عاماً حتى حينه هي للدفاع عن فلسطين والعروبة.
إقترح رفاقاً أن اشتكي ضد الطرف الآخر طالما ثبت زيف ادعائه، لكن معركتي ليست شخصية والصراع مع الأصل وليس التمفصلات.
أُسدي الشكر العالي لجميع القضاة هم/هن الذين تعاملوا مع القضية وصولا إلى قضاة محكمة النقض المحترمين. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
واشكر المحامي مهند كراجه والمحامي ظافر صعايدة اللذين وقفا معي لوجه الوطن حتى نهاية القضية.
واشكر الرفاق والأصدقاء الذين وقفوا معي طوال هذه السنوات وتجشموا السفر والتنقل في الأرض المحتلة 1967 بالحواجز وعسف الصهيوني وخاصة المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين: كامل جبيل، ومحمود فنون وإحسان سالم /أبو عرب، و د. حسن خريشة، و د. عبد العزيز بني عودة، والأستاذ علي شقيرات، وبشير الخير ي، وجواد إبراهيم، و د. إبراهيم لدعه، ورئيس اتحاد الكتاب البليغ والجميل مراد السوداني، و د. سوسن مروة، و د. ديمه امين، وأخص الراحل ابراهيم الطرشة والعزيز الراحل د. عبد الستار قاسم. ومن خارج الوطن المحتل اشكر الرفيق د. عصام السعدي/عمان نيابة عن كثيرين/ات كتبوا ووقعوا عرائضا في كل الوطن الكبير والمهجر والشتات دعماً لموقفي لأن موقفي ضد التطبيع وليس لأني زعيم فلم أرغب ولن أرغب.
وآمل وصول هذا إلى جميع الذين وقفوا ضدي سراً وتحريضاً وتشويهاً وهم متعددون. منهم قياديين في فصائل، والمطبعين، ومنهم رافضي النقد، ومنهم فرق الأنجزة، ومنهم ، وهذا طريف، من إدعوا أن القضية خلاف مالي!!! وأنا ليس لي في حياتي اي جانب مالي سوى الكفاف!
ملاحظة1: آسف إن نسيت اي أحد من الشرفاء.
ملاحظة2: انا من بيت عور الفوقا ولست من التحتا كما ورد في قرار المحكمة.
✺ ✺ ✺
حتى نظام جلبه العدو أشرف من هذا “الولائي“!
عادل سماره
في العراق ثلاثة أعداء محليين:
- عراقي.
شاهدوا (أدناه) ماذا يقول هذا الطائفي المرتبط بأداة الإمبريالية الأمريكية باسم الدين ومرتبط بالشبق الطائفي للسلطة.
وباختصار: النظام العراقي جلبته أمريكا واعتبر سقوط بغداد يوم النصر فما حقيقة من يُعوِّل عليه؟ وهذا الرجل يزعم أنه من مستوى منازلة كبرى! يبدو أنه يتحدث وهو في مخدعه! وامريكا التي يمتن لها لأنها لا تحتل بل تساعد هي التي ارسلت قبل ايام جيشا ومعدات من قواعدها في العراق لذبح سوريا! ورئيس وزراء العراق السوداني يقول لنا تحالف استراتيجي مع امريكا ولسنا في اي محور.
فهل هذا الولائي وحشده ولائهم للعراق أم لإيران وأمريكا لأنهما وفرتا لهم ثروة العراق وسلطته.
سيقول البعض صدام ديكتاتور. نعم، تفضلوا قدموا أفضل!
سيقول البعض إيران تساعد الفلسطينيين. نعم، ولكنها تمتطي العراق.
آن الأوان للنقد والنقد ثم النقد.
■ ■ ■
ابو آلا.ء الو.لا.ئي، فصائل المقا.ومة الإسلا.مية في العراق و الأمين العام لكتا.ئب سيد الشهد.اء:
“قررت تأجيل المنازلة الكبرى مع القوات الأمريكية الى إشعار اخر، بعد ان اقتنعنا انها قوات ليست محتلة بل استشارية، و الآن نريد حكومة السوداني تنجح لأنها حكومة المقاومة و نجاحها يعني نجاحنا”
✺ ✺ ✺
أين هُم الذين أباحوا دم ناجي العلي؟!
رشاد أبوشاور
أجلس وسطهم غريبا، في حالة ذهول، متسائلاً: أيمكن أن يكون هؤلاء كتابا وصحفيين يحركهم وعي وانتماء وضمائر نقية مبرأة من الحقد والكراهية والتزوير؟!
كان ذلك بعد وصول نبأ اغتيال الفنان الثوري الكبير ناجي العلي، حامل همّ فلسطين وشعبها، وهموم كل مظلومي الوطن العربي الكبير.
لم يقلقهم وضع ناجي الصحي الخطر، وتمدده في مستشفى لندني غائبا عن الوعي بسبب رصاصة سددها مستأجر إلى وجه ورأس ناجي.
دُفع ناجي لمغادرة الكويت حيث كان يعمل ويعيش مع أسرته، بعد ضغوط ابتزازية على الحكومة الكويتية، وتوجه إلى لندن للعمل هناك في مكتب جريدة القبس.
لقد تابعنا عملية استدراج ناجي العلي البوليسية والتي يمكن أن يوضع لها عنوان ( حادثة اغتيال معلن) أسوة برواية ماركيز التي حملت العنوان(حادثة موت معلن)، والتي قرأناها بعد ترجمتها بإبداع الصديق المترجم الكبير صالح علماني، وقد أعلن ماركيز في حوار أجري معه حول روايته: كان في ذهني حال الفلسطيني!..وهذا كان حال ناجي ووقائع مطاردته، وإطلاق الرصاص على رأسه في عاصمة بريطانيا العظمى لندن!
صحفي فلسطيني مشهور كان يصدر مجلة أسبوعية في باريس ممولة فلسطينيا كتب افتتاحية هجومية على ناجي، وبهذا برهن على أنه (وفي) لمن يمولون مجلته، وأنه جدير بالتمويل…
أعضاء ( الأمانة العامة) كانوا غالبا موظفين كبارا على رأس مؤسسات، ولذا كان واجبهم مهاجمة أي فلسطيني ينتقد لقاءات قيادات فلسطينيّة بحكام كامب ديفد، والتصريحات التي تنطق بما لا ينسجم مع الميثاق الوطني الفلسطيني، وحق الشعب العربي الفلسطيني بوطنه كاملاً غير منقوص، تلك التصريحات التي كانت تمهد لنيل الرضى الأمريكي والعربي الرسمي الجاهز للتنازل عن (عروبة) فلسطين وتحويلها إلى صراع فلسطيني –(إسرائيلي)، وغسل اليدين من فلسطين كقضية صراع عربي (إسرائيلي) وتحميل الفلسطينيين أعباء القضية والاكتفاء بدور الداعم كلاما وببعض المال..وكفا الله (العربان) تكاليف القتال والصراع!
كنت آنذاك قد انتقلت من دمشق إلى تونس في العام 1987، وتركت أسرتي في مخيم اليرموك، وصدمتني جريمة إطلاق الرصاص على رأس ناجي..واحترت أمام السؤال: إلى أين أتوجه في بلاد العرب، ولم يكن هناك مكان يستقبلني؟
كتبت بيانا باسمي عنونته:
كي لا يموت ناجي العلي
كي لا يموت ضميرنا الثقافي
كي لا تضيع ثورتنا وقضيتنا الوطنية والتقدمية
ولقد أشرت في البيان بالأسماء إلى كتاب وصحفيين وظفوا أنفسهم كمنافقين لمهاجمة ناجي، بل وإباحة دمه، وتنافسوا بأقصى وأوقح درجات الهجوم عليه، وأبشعها، وأكثرها انحطاطا ولؤما وافتقادا للأخلاق التي يجدر أن يتحلّى بها المثقف، والكاتب، والشاعر…
بدأت بتوزيع البيان على الفاكس، و..كان أن قطعت الكهرباء والهاتف عن المكان المؤقت الذي (استضفت) فيه، وكان بعيدا عن العاصمة قرب البحر..ففهمت (الرسالة)، وتواصلت مع كتاب وشعراء ليبيين فرحبوا بي ضيفا عليهم، فحملت حقيبتي واتجهت إلى موقف السيارات المسافرة إلى طرابلس، و..هناك شعرت بأنني بتُّ طريدا، وعزز هذا الشعور غياب سفير فلسطين المحترم، وتسلّم أحد الأشخاص موقعه مؤقتا فأدى دورا في التآمر ضدي، والتحريض المستمر، ووجدها فرصة ليبرهن على ولائه وجدارته بثقة تُثبّته في موقع سفير فلسطين!..وبعد فترة نكّل فيه الطلاّب الفلسطينيون عقابا على أُسلوب تعامله معهم، وألقوا به من شرفة الدور الثاني لمبنى السفارة ..وانتهى أمره بالتخلّي عنه!
لقد جاء في بياني، وهو ما زال متوفرا، ورغم تآكل بعض الحروف: ..ومع ذلك يُلاحق ناجي العلي لأنه يعبّر عن عذاب شعبنا، عن إرادة ثوارنا، عن شرف التزامنا. لقد صمتت الأمانة العامة لاتحادنا عندما تكلّم كاتم الصوت واخترق برصاصته المجرمة الخائنة وجه ورأس ناجي العلي.
لقد شمتوا بناجي العلي، وأشاعوا جوّ الشماتة، هذا بالقول أنه تجاوز المحرمات. فهل هناك محرمات أخطر من اللقاءات مع الصهاينة؟!
أنا أتجاوز عن بعض ما أوردته في البيان، الذي أؤكّد بأنني كتبته وعممته على الفاكس آنذاك، لأننا لم نكن قد دخلنا زمن الإنترنت والكمبيوتر.
أسهمت في فيلم وثائقي عن صديقي ورفيق ناجي العلي، فسألتني معدّة الفيلم في آخره: من قتل ناجي العلي؟
أجبتها: تأملي أنت والمشاهدون كاريكاتوراته وستعرفين..ويعرفون!
(الفيلم الوثائقي عُرض على فضائية عربيّة قبل سنوات، وأحسب أنه متوفر على اليوتيوب.)
وأضفت: كل من أسهموا بقتل بناجي العلي سيموتون ويتحللون في التراب والنسيان، وناجي العلي سيزداد حياة..وهذا هو عقاب ناجي وثأره ممن اغتالوا جسده، وما زالوا يحاولون اغتيال فلسطين وشعبها وثقافتها الممتدّة في الوطن العربي.
وختمت البيان بما يلي:
كي لا يموت ناجي العلي،
كي لا نموت واحدا واحدا بكواتم الصوت،
كي لا يسقط دور المثقف الفلسطيني،
وكي لا يصبح اتحادنا شاهد زور، لنبدأ في رفع أصواتنا، والتواصل وإعادة النظر في كل الذي جرى ويجري، لأن القضية الوطنية في خطر، ومثل وقيم ثورتنا في خطر. ولأنه عندما يُقتل المبدعون الشرفاء، وينفلت اللصوص الجبناء والقتلة ويعيثون فسادا بثورتنا ومصير شعبنا فإن الصمت يقترب من الخيانة.
ناجي العلي لم يكن مجرّد فنان يرسم كاريكاتورات تُضحك وتُسلّي وتمتع..لا..كان ناجي قائدا ثقافيا ينشر الوعي، وكان (ابنه) حنظلة يُحرّض على الثورة، وبات حنظلة ممثلاً لوالده ناجي..وحاملاً للغضب، ورافضا للمساومة، لا يعرف الخوف..وهو يزداد حضورا وناشر وعي بعد رحيل مبدعه برصاصة الجريمة والإنحراف 22تموز..وفارق الحياة يوم 29أغسطس/آب 1987..وكان في الخمسين من عمره…وسيعيش عمرا مديدا بفنه الشجاع الرائي وبحنظلة طفله الغاضب الرافض.
وهكذا فهو كما جاء في قصيدة للشاعر الجواهري الكبير:
باق وأعمار الطغاة قصار
يا ناجي: من لا يواصل السير على درب فلسطين، ويحاول اختصارها إرضاء للأعداء كائنا من كانوا فإنه يسقط، فعدونا لا يريد للفلسطيني ولكل عربي مقاوم إلاّ الموت، وأنت بفنك ووعيك واستشهادك تملأ حياتنا وعيا وحياةً وإلهاما…
أنت باق يا ناجي ومن ظنّوا أنهم يلغون حضورك باغتيالك ماتوا ويموتون وهم على قيد حياتهم المُخزية…
✺ ✺ ✺
مقال منشور سابقا: لم لاينزل نارام عن صهوات النجوم ويبحث معنا عن الخبز؟؟
نُشرت بتاريخ 2023/08/27 بواسطة naram.serjoonn
نشر اول مرة بتاريخ 19/02/2021
وصلتني هذه الرسالة التي وجدت ان من واجبي نشرها ونشر ردي عليها
الاستاذ نارام
سمعت الكثيرين يتحدثون عنك ولكن اليوم الكثيرون يقولون انك لاتعبر عن همومهم . لماذا لاتكتب عن همومنا اليوم همومنا ليست في دحر اميريكا وهزيمة تركيا.؟ همومنا هي المازوت والبنزين والخبز والراتب الضئيل.ولااعرف ان كان مانعيشه تسميه نصرا. الا تظن ان علينا ان نقايض النصر ببعض الخبز؟ اظن حان الوقت كي تخرج من عالمك المثالي الى عالمنا الواقعي كي ندخل في عالمك .أرجو أن لا أكون قد اغضبتك.
صديقتك التي كانت تحبك ولاتزال
*****
صديقتي ..
مايزعجني ليس السؤال بل مايزعجني هو انك انت من يعيش عالما مثاليا ويعيش في اليوتوبيا .. أنني أكثر منك واقعية كما أظن .. انت وكثيرون مثلك ممن يظنون ان الرفض هو موقف غير واقعي وأن المقايضة هي الخيار الذي سينقذنا… ماأزعجني هو انك لم تقدري ان تربطي بين خبزك وبين اميريكا
ولكن دعيني ادغدغ ذاكرتك وأنشطها قليلا .. قبل ان اسألك عن العلاقة بين اميريكا وبين الخبز .. وعندها انت من يقرر من منا الذي يعيش الخيال والاوهام..
من الذي أحرق القمح السوري في أراضينا علنا؟ انها أميريكا
من الذي دمر الليرة؟ انها أميريكا
من الذي يمنع الوقود عن محطات الطاقة؟ انها اميريكا
من الذي يمنع اعادة الاعمار وتشغيل مئات الالاف كي يبقوا فقراء؟ انها اميريكا
من الذي أخذ خبزنا ونفطنا علنا وأمام عيون الدنيا ويلاحق ناقلات النفط التي تتجه الينا؟؟ انها أميريكا
السؤال الأهم: ماذا تريد اميريكا؟
هل تظنين انها تريد فقط موقفا تطبيعيا مع اسرائيل وسلاما وهكذا نبوس بعضنا ونتصافح ويمضي كل منا لحاله؟؟
هل تتذكرين الاحلام العراقية عندما جاع العراقيون من الحصار وكانت شرطة الحدود الأردنية تصادر ربطات الخبز التي يأخذها العراقيون العائدون الى بغداد بحجة الامتثال لقرارات الامم المتحدة والفصل السابع؟ تخيلي ربطة خبز مع اسرة عراقية تصادر على الحدود مثل السلاح والمخدرات .. لماذا صار الخبز الداخل الى العراق يضاهي قوة السلاح؟؟ كي تقولي انت مثل هذا الكلام الذي قاله العراقيون الذين قبلوا بالتخلي عن بلادهم وقيادتهم ..
احلام العراقيين كانت مثلك بسيطة: خبز ووقود وكهرباء وسفارات وأسفار مثل بقية الامم الطبيعية التي لاتحارب .. وقبل العراقيون بعدها تحت دغدغة الاحلام قبلوا بالاحتلال واجثتاث البعث والتخلص من يوتوبيا صدام حسين الذي يريد تحرير الكويت يوما وعربستان يوما ورفع سمعة الماجدات العراقيات والعودة بأساطير حمورابي وأشور بانيبال .. ولكن هل اعطتهم اميريكا الخبز والوقود والمجد؟ طبعا لا .. العراقيون على بحر من النفط ولكنهم لايزالون بلا كهرباء ولاماء ولا خدمات .. وفوق كل هذا رغيف خبزهم مغمس بالدم .. بل واعطتهم اميريكا حربا طائفية قتلت الملايين واهدتهم داعش .. وانقسم العراق نفسيا الى 3 دويلات ..
هل تعلمين ان العراق بعد ان تخلص من فساد (البعث) هو من أكثر بلدان العالم فسادا؟؟ والسبب هو ان اميريكا وضعت عملاءها في كل مفاصل الدولة العراقية وهؤلاء مهمتهم نشر ثقافة الفساد .. ثم وضعت دستورا عراقيا لايعمل الا بالفساد والفاسدين لانه دستور محاصصة طائفي به تصبح كل طائفة تشد الدستور والمصالح نحوها وهذا مايخلق طبقة فساد سميكة جدا في كل طائفة .. فهذه الطبقات هي التي تستفيد من التوتر الطائفي والانقسام وولاء الطوائف والفقراء.. وصارت مصالحها في ابقاء الدستور والانقسام ومصالحها التجارية صارت فوق مصالح العراق والعراقيين ..
ونفس الطبقة الرثة موجودة في لبنان ودستوره .. ولكن هل استراح اللبنانيون وأكلوا الخبز وشبعوا المحروقات وسكبوا البنزين في نوافير البيوت؟؟ الجواب طبعا لا .. اللبنانيون تحكمهم طبقة كثيفة جدا جدا من الفاسدين والطائفيين .. ولذلك تجدين البنوك اللبنانية فارغة من الدولار .. والليرة اللبنانية مثل قيمة مجيدية عصملية قديمة .. ومع هذا لايجرؤ احد على ان يحاكم حاكم مصرف لبنان الذي أفرغ البنك اللبناني من العملات لأنه موطف تعينه اميريكا .. ولايجرؤ احد على ابراز نتائج التحقيق في انفجار مرفأ بيروت لأن اميريكا تريد ان تتهم حزب الله .. والخبز والكهرباء مفقودان مثل اي بلد محاصر .. لماذا لم ينفعهم النأي بالنفس رغم انهم يعملون كل مافي وسعهم لارضاء اميريكا ولايشترون بدولار واحد من الصين ولايستوردون الدواء من الصين او ايران كي لاتغضب امريكا؟؟ .. ومع هذا لاترحمهم اميريكا .. وتتركهم أذلاء متسولين بلا خدمات .. وحتى القمامة لايقدرون على ازالتها ..
هل تتذكرين احلام العصافير في ليبيا التي خرج الناس لاسقاط الديكتاتور لأنهم شبعوا خبزا ولكن لم لم يشبعوا حرية؟؟ وبعد الحرية صار الخبز والحرية مفقودين .. ولايزال البحث جاريا عن بلد كان اسمه ليبيا ..
وهنا سأترك عالم اليوتيوبيا المثالي الذي اعيش فيه وأنزل عن صهوات النجوم وسأدخل في عالمك الواقعي وأسأل .. ماذا تريد اميريكا كي تفرج عن القمح والمحروقات والليرة السورية الاسيرة؟؟ انها لاتريد موقع الرئاسة ولايهمها من يحكم البلاد .. بل تريد موقع سورية واتجاهها وقتل خريطتها .. الاميريكون صريحون جدا ولايناورون ويقولون انهم لم يعودوا يقبلون بسورية الموحدة مهما قدم السوريون من تنازلات كما لن يقبلوا العراق الموحد وكما لن يسمحوا لمصر ان تبقى موحدة .. هذا الكلام منشور منذ عام 1982 .. ولذلك الاميريكيون يريدون فصل الجزيرة السورية كي تحرم السوريين من القمح والمحروقات الى الابد .. ويريدون دولة اسلامية في ادلب برعاية اردوغان تبقى كالدمل والصداع في راس سورية .. وكيانا جنوبيا فارغا من السلاح كي لاتنزعج اسرائيل .. والباقي لكم بلا قمح ولاوقود ولاسلاح .. وهذا هو الطريق الوحيد للنجاة ..
اما ان تقبلوا التقسيم او ان تسمحوا بتغيير الدستور السوري في استانة بحيث تقبلون بمحاصصة طائفية .. وعندها ستحصلون على ماحصل عليه العراقيون دون زيادة او نقصان .. فساد كثيف جدا وزعماء طوائف فاسدون جدا .. وفقر وحرمان في بلاد مابين النهرين بلا ماء ولا كهرباء ولاوقود مثل اي قرية في ادغال افريقيا .. وتعليم فاشل .. ومفرخة لداعش ..
مشكلتي ليست مع الامريكي دوما .. بل مشكلتي معك انت وأمثالك ممن تريدون ان ترسموا بايديكم خطوط التقسيم وخطوط الدستور الطائفي من اجل حفنة من الدولارات .. وفيزا .. وخبز ومازوت ..
أنا كنت أظن انك سترسلين لي رسالة تعتبين فيها على الرئيس الأسد انه لم يأذن بعد باطلاق الرصاص واعلان انطلاق المقاومة في الشرق السوري بشكل كامل كطريق وحيد لحل أزماتنا المعيشية التي تسببت بها أميريكا .. وانا ظننت ان كثيرا من الشباب بدلا من ان يتقاتلوا على محطات الوقود قرروا ان يتظاهروا امام القصر الرئاسي للمطالبة بتحرير الجزيرة السورية كي تتوقف ازمة الوقود وازمة الخبز نهائيا .. فخبزكم هناك .. وقمحكم هناك .. وماؤكم هناك .. ونفطكم هناك .. وعدوكم هناك ..
هل تظنين ان اميريكا لاتراكم وانتم تثرثرون عن الوضع المعاشي الصعب في كل وسائل التواصل التي تصب اهتزازاتها في غشاء الطبل للسي أي ايه؟؟ أنا استطيع ان اقول لك ان الطابور الخامس بيننا يكتب كل يوم ويصور الطوابير كل يوم .. ولكن ان كتب هذا الطابور تقارير لأميريكا ينقل فيها ان الناس غاضبون من القيادة السورية لانها لاتحرك الجبهة الشرقية وان هناك غليانا يطالب باطلاق مقاومة شعبية واقتلاع رأس أميريكا من الشرق فان اميريكا سترسل بدلا من حاملات الطائرات بواخر تحمل الطحين والسكر والوقود مع بطاقة اعتذار .. وستترك الجزيرة السورية وتغادر .. ولكن كلما سمعت اميريكا مثل كلامك ورسالتك تقرر ان ترسل حاملات الطائرات والمزيد من الجنود .. فالهدف يقترب من السقوط في السلة وسنساعده على ذلك ..
فلم تغادر اميريكا؟.. ولم تفرج عن القمح؟ .. وعن الوقود؟.. والماء؟.. وكل شيء؟.. طالما انكم لاتعرفون ان من يسبب هذه الكوارث ليس الفساد الحكومي وحده بل سرقة مواردكم وأموالكم امام عيونكم .. والبعض منكم فوق كل هذا يتبرم ويتأفف ويطلب حلا .. والبعض يطلب ان نغير سياسة المواجهة .. ونصبح اصدقاء اميريكا ؟ وان نخرج من ابراجنا العاجية؟ وكأنه لم ير الاميريكيين يحرقون حقول القمح السورية علنا .. ويستولون على النفط علنا .. وكأنه لم ير ماذا حصل العراقيون من اميريكا بعد أحرقوا لها بلادهم .. وماذا حصل الليبيون بعد ان احرقوا لها بلادهم .. وماذا حصل اللبنانيون .. بل وماذا حصل المصريون الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة وكلمة واحدة على اميريكا منذ خمسين عاما .. ومع هذا لايزالون ينتظرون قمحهم تأتي به البواخر الامريكية كل شهر .. واذا تأخر القمح اسبوعا ستصل طوابير المصريين امام الافران الى سد النهضة في اثيوبيا .. السد الذي تبنيه أمريكا في إثيوبيا كي تستعبد المصريين بقطرة الماء رغم ان المصريين لم يؤذوها.. منذ نصف قرن..
اميريكا لن تعطيكم القمح .. ولا الوقود .. ولو فرشتم لها دمشق بالأعلام الاميريكية .. ولوغطيتم قبر صلاح الدين بالعلم الامريكي وكللتم منارة الجامع الاموي بالعلم الاسرائيلي ..
انتم شعب يجب ان يفقد ارادته .. وأن يبقى يتسول الخبز والوقود والماء والحياة .. ويجب ان تقسم ارضه وتصبح احلامه ان يعود الى سايكس بيكو الكبيرة ..
ياصديقتي .. انا من يعيش الواقع وانت من يعيش في عالم الوهم واليوتوبيا .. اخرجي منه مع رفاقك وتوجهي الى القصر الجمهوري وطالبي الرئيس امام عدسات الكاميرا ان يعطي الاشارة بتحرير الشرق السوري .. وصدقيني اذا علم بايدن وادارته بهذا الغضب الشعبي السوري فستنعمون بخيرات بلادكم كما تريدون .. وسترين نوافير السبع بحرات تفيض بالبنزين .. وتجدين ان الخبز سيعلق على الأشجار في الحدائق بدل بالونات الزينة .. وقد يستعمل بدل الورق في المدارس والمكاتب الحكومية ..
الأمريكيون يخافون الشعوب التي تعلم الحقيقة .. ويستبيحون الشعوب التي تعميها الأنانية والجهل ..
ولك انت الخيار .. ياصديقتي
نارام الذي لايبحث عن حب فقط .. ولكن يبحث عن حب ووطن
:::::
المصدر: مدونة ناران سرجون
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org