شبح القذافي يحوم في سماء إفريقيا
مقتبس من البيان الشيوعي لماركس 1848: “إن شبح الشيوعية يحوم في سماء أوروبا”.
قاد هذا الشاب انقلابا ونقل ليبيا من الملكية والقواعد العسكرية الأجنبية إلى الجمهورية والتوجه العروبي.
لم يكن شيوعيا ولا ديمقراطياً بالمعنى الغربي لكنه كان وبقي وطنيا وعروبياً وحدوياً ولذا توجب قتله.
بينما حاول الوحدة مباشرة مع مصر سخر منه السادات ووصفه هيكل ب “البدوي”.
الحكام العرب صوروه للشارع مجنونا! ولم أعرف عنه أفضل إلا حينما سافرت لبريطانيا للدكتوراة لأجد دراسات تؤكد تقدمية الرجل وتضاده مع الإمبريالية وحذره من السوفييت.
حينما كان في السلطة العديد ممن يزعمون القومية كانوا على أبوابه، وكذلك الفصائل الفلسطينية ولذا ذهب الصدر هناك للمساعدة المالية، وحينما قُتل شهيداً قلما رثاه أحد بل ساهمت الطائفيات في قتله أو تدنيس تاريخه.
ما يدور في إفريقيا اليوم هي حالات مشابهة لما بادر هو ورفاقه به في الأول من ايلول قبل ثلاث وخمسين سنة.
حينما أغلق الكام العرب طريقه بجدار التبعية وذبح الجمهوريات توجه إلى إفريقيا وحاول إقامة صندوق نقد إفريقي ووحدة إفريقية، ولذا كان يجب قتله فشارك الناتو في ذلك كثير من الأنظمة العربية والإسلامية وباركت الطائفية السنية والشيعية على حد سواء قتله واحتلال ليبيا.
واليوم فجرت صهينة المنقوش الشارع الليبي فإذا بالقذافي يظهر من تحت الرماد.
وهنا يكون السؤال: ما العمل؟
إذا كان الشارع الليبي مع تراث القذافي فهذا جميل لكنه ليس كافياً. وإذا ما وصلوا السلطة انتخابيا أو انقلابياً، فليس المفروض موقفا ضد الإمبريالية ولكن ايضاً موقفاً حذرا من بريكس بمعنى علاقات وتبادل معها لكن دون تبعية لها. أي فك إرتباط مع السوق الدولية وعلاقات ندية مع بريكس والعودة للمشروع العروبي والإفريقي.
والمشروع العروبي يجب أن يكون في العلاقة مع العروبيين الإشتراكيين بالمعنى والمضمون الماركسي. وهنا يجب ان يعرفوا أن موقف الماركسية هو ضد “الدين السياسي” وليس ضد الدين الإيماني.
قبل ايام طرح الرئيس الجزائري رؤيته لما يجب ان يكون عليه الوضع في إفريقيا/الساحل على ضوء الانقلاب الثوري في النيبجر.
ولكن هذا اقتراح وسطي، وهذا بالطبع أكثر ما وصلت إليه السلطة هناك.
فالحديث عن حصر الشرعية في الدستور غير دقيق ولا ثوري حتى بمستوى ثورية القادة الأفارقة الشباب لأن الدستور تضعه الطبقة الحاكمة/المالكة، وغالباً في المستعرات التي لم تغادر حقا فترة الاستعمار تكون الدساتير بطعم التبعية. لا دستور مقدس إلا ما يراه الشعب في مرحلة محددة. ولذا كان يجب ان تتضمن المبادرة: “هناك إنقلابات هي ثورات ويجب اعتبارها شرعية”.
اما اقتراح الرئيس الجزائري لمؤتمر دولي لتنمية الساحل الإفريقي، فهذا خطير لأن كل دولة في العالم تعمل لمصالحها أولا وأخيراً، وهذا ما حصل ضد الجزائر في مؤتمر بريكس الأخير.
والأهم من هذا، فإن التنمية هي في تبني كل بلد تحكمه سلطة تقدمية ثورية لِ:
1- التنمية بالحماية الشعبية
2- الوصول إلى فك الارتباط بالسوق الدولية.
وهذا يقوم على المبدأ التنموي المركزي وهو أن المال عامل ثانٍ لأن الأساس هو تبني وانتماء الطبقات الشعبية لمشروع التنمية بالحماية الشعبية. فالممول ليس فاعل خير، وبوسع كل مجتمع فرز ما يمول تنميته إذا تم تسخير الثروات الموجودة واسترجاع المنهوب لدى الغرب وخاصة في امريكا ومفسلة أموال الفساد سويسرا إمبريالية المال المسروق.
ملاحظة: لا ادعي أن كل المتحركين في ليبيا هم من مؤيدي العقيد القذافي.

✺ ✺ ✺
يا أدوات الغزو: الصدر ليس في ليبيا
بيت القصيد أن تكون عروبياً. لذا نقول لمن يكذبون بحب ليبيا وهم غزوها في ذيول ال NATO ناتو، إن ليبيا تنهض بروح القذافي ، تحبه أو تكرهه هذا شأنك، انت طائفي شيعي أو سُني، هذا شأنك. دعمت الغزو، واندسست في جيوبه بعد المذبحة بحثا عن موسى الصدر وأكذوبة قتله، العيب عليك والعار فلست سوى عدو للعروبة بادلت وطناً بمجرد شكوك غيبية. وغبية. انظروا الرابط قطر، تركيا، الإمارات، مصر، وغيرها من الأنظمة التابعة شاركت غزو ليبيا كأدوات.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.