الإرث الثوريّ ل فرانتز فانون|هل تخجلون أمام الجزائر وأمام فرانز فانون! عادل سماره

تساءلت في سؤال حامض 2555 لماذا لم نعط تجربة الجزائر حقها وكذلك فرانز فانون.

بالعكس أنا مع اي نقاش أو نقد أو تحدي لما أطلب ولما أكتب. أنا على الأقل أقوم بالنقد ولذا ليس من حقي رفض حق أي شخص في النقد وفي نقدي تحديداً.

لكن لست مع المماحكات، أو الزعم بوجود مواقف لم توجد وليس لها اساساً سوى رصف الكلام على الفيس! وهذا في الحقيقة لا علاقة له لا بالفكر ولا بالنضال.

إن الهجوم على فانون بدون توثيق هو أيضاً مؤذي للثورة الجزائرية. أنا ركزت على الجزائر نعم من البعد الجزائري والعروبي. نحن كعرب عبر الجزائر هزمنا الإمبريالية مكثفة في الفرنسية. وهذا شرف كبير وتجربة هائلة تحتاج تقديم حقها لها ولنا. واليوم خاصة هناك تكفير بالعروبة ونشر الياس من اي نهوض وذلك يتكرر في: “لماذا تركز على ما ليس موجوداً، لا يوجد مشروع عروبي”. حتى لو فرضنا عدم وجود مشروع عروبي، فما هو دورنا؟

الذين يقولون أن فانون أيد الكيان الصهيوني هم لا يرون الفارق بين المحرقة وبين تضخيم المحرقة مما قاد إلى حرج كثيرين إن لم يرفضوا المحرقة. وهذا لا يعني أنها لم تحصل لكن الجريمة في استثمارها لصالح الاستيطان الصهيوني الاقتلاعي. طبعاً هناك فلسطينيون وعرب ينكرون حصول المحرقة وذلك في مزايدة “قومجية” مخزية أمام اي إنسان واعي وشريف.

لذا، اسأل من كتبوا أن فانون لم يؤيد القضية الفلسطينية وبأنه ايد الصهيونية أو الكيان. أنا اتحدى أن يضع اي شخص هنا صورة صفحة من كتاب من كتبه تقول ذلك وحينها سأكتب: ” شكراً، أنا لم اعرف ذلك، وهنا أنتقد فانون وأنتقد عدم معرفتي لذلك ولكن ايضاً لا أغمط حقه في نضاله”.

هناك من قالوا بأنه كان عميلا للإمبريالية !. ربما لم يركز أو حتى لم يذكر فلسطين، وهذا ليس إدانة له. لا يوجد شخص يعرف كل شيء. كلنا لدينا تقصير هنا أو هناك.

أعتقد أن هؤلاء لا يعرفون أو يتجنبون الاعتراف بأن الإعلام وحتى إيديولوجيا الإمبريالية بها جانب رئيسي هو الكذب المتقن لتدمير رموز مختلف الأمم والثقافات وخاصة في المحيط وأكثر تخصيصاً ضد العرب.

أزعم انني اطلعت على تجربة وكتابات فانون، لكنني لم أجد قط ما يُقال ضده من هؤلاء. هذا لا يعني أنه فوق النقد والخلل، لكن على الأقل ما قاله هؤلاء ليس موثقاً فليوثقوه!

بغير هذا عيب ان يتحول الشخص إلى كافر برموز لها دورها وحضورها.

أرفق صورة مجلد من 800 صفحة هو آخر ما أُنتج عن فانون. أهدتني إياه طالبة ماجستير ثم دكتوراة وتخرجت وكنت قد اثرت عليها بأن تحول اساس اطروحتها من ميشيل فوكو إلى فرانز فانون.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….