بداية أتسائل: لماذا يستخدم كثيرون مصطلحاتي مثل “المثقف المشتبك، أو استدخال الهزيمة” ولا يذكرون صاحبها، وهذا السؤال ليس عن ثمن بل عن أخلاق علمية، فحتى البرجوازيين يذكرون صاحب الفكرة! إذا رد البعض بأنها ليست هامة، فلا باس، عليه أن لا يستخدمها وبغير هذا هو يسرقها.
شاهدت وسمعت كثيراً من الهجوم ضد فرانز فانون بأنه مؤيد للصهيونية وبأنه ضد فلسطين. وحين عجز بعضهم عن توفير اي نص للرجل كما زعم تحول للقول: ” لأنه لم يتحدث عن فلسطين، فهو ضدها!
لا داع للرد على هذه وتلك سوى بكلمة أن وراء هؤلاء حقداً على عادل سماره، فبعضهم لم يسمع اصلاً عن فانون. إن الحقد سموم وليس شهداً!
ولكن،
تذكرت منتصف السبعينات حينما كنت أُدعى لمحاضرات في بعض الجامعات من مجالس الطلبة أو أحد النوادي جمًّعت فصائل وأحزاب فلسطينية مجموعة من الشباب المعبىء بالكراهية كي يسألوا أسئلة تافهة.
مضت الأيام وكبر الشباب وتعلموا ووصل بعضهم الدكتوراة.
ذات يوم التقيت مع أحدهم محاضر في الفلسفة في جامعة بير زيت، وقال: “والله يا دكتور كانوا يرسلوننا فقط للتنكيد عليك”.
وماذا بعد! خدمة فلسطين لا تتأتى بالحقد والكذب والجهل ومحاولة التعالُم ولا سيما في عمر متأخر.
فرانز فانون جزء اساسي من تجربة الجزائر جوهرة القتال والتحرر العروبيين. من ينكر هذا عليه أن يعلم أنه:
· يقوم بحجب الاستفادة من تجربة الجزائر بغشاوة من الكذب
· والأخطر هو يخدم تيار جديد في ثوب تقدمي والذي وصل إلى قناعة “لا يوجد مشروع عروبي “
· أي لنعتمد على حلفاء وأصدقاء.
أختم بالتذكير بأن هؤلاء يكررون ما كتبه الراحل محمد حسنين هيكل بأن: العرب عبر تاريخهم وحاضرهم لم يحاربوا ولذا يبحثون عن من يحارب عنهم. في كتابه الانفجار قصة حرب يونيو 1967 القاهرة مركز الاهرام للترجمه والنشر 1990 ص 803.
وقد رددت عليه في كتابي “دفاعاً عن دولة الوحدة: إفلاس الدولة القطرية ” الذي خصصته عام 2004 للرد على محمد جابر الأنصاري الذي خصص كتاباً لتبرير الدولة القطرية ونشره مركز دراسات الوحدة العربية/بيروت. ورد ردي على هيكل في ص ص 161،62،63.
وقد نشره الرفيق سعيد سيف/عبد الرحمن النعيمي في بيروت عن دار الكنوز الأدبية.
طبعاً أهديت الكتاب للعراق الذي جرى ذبحه عام 2003

_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.