عادل سماره:

  • العطش ورسالة إلى بدر شاكر السياب
  • بن سلمان…بوضوح: فليبلع البعض لسانه
  • لحظة التخندق

✺ ✺ ✺

(1)

العطش ورسالة إلى بدر شاكر السياب

يا سيد الشعر الجديد والمتجدد، كم كنا نردد ونناقش أشعارك الملحمية في معتقلات الكيان منذ أواخر الستينات. كان أخي كريم ينسخ من دواوينك ويرسل لي قصيدة على صفحات رسائل صغَّر العدو مجال الكتابة عليها.
تذكرتك وأنا أفكر في العراق القتيل ايها الشاعر الكبير بدر شاكر السياب في قصيدتك الرائعة: “مطر” :
“مطر مطر مطر
سيغرق العراق بالمطر
أصيح في الخليج
يا خليج
يا واهب اللؤلؤ و المحار والردى
فيرجع النشيج با خليج “
ربما هناك أمطار في الخليج.
ولكن العراق في عطش قاتل يا سياب!!!
إن كنت تسمع في جدثك الطيب أو تشاهد شاهد تشكي وزير عراقي من التعطيش التركي والإيراني للعراق.
ثم يتمظهر توابع هذين البلدين غضباً من نشر الحقائق فيلعنوا العروبة لأنهم يعيشون في كنف اسيادهم! لكن السياب بدرك أن لا غدٍ لسوريا ولا العراق بلا وحدتهما على الأقل.

(2)

بن سلمان…بوضوح:

فليبلع البعض لسانه

يا للهول ما اسوأ المثقف والإعلامي الذي يرمي التراب في عيون الناس!

صحيح أن سيده اسوأ منه. لكن سيده يختفي خلفه وخلف سيده العربي سيد امريكي وصهيوني.

هذه مقابلة مترجمة مع بن سلمان في “فوكس نيوز” الأمريكية، لا نقول بأنها يمينبة، وصهيونية، فذلك تحصيل حاصل. ترجمها موقع يسمى “بالحدث”

بداية، لا شك بأن بن سلمان دفع مالاً لقاء المقابلة، فالأمريكي لا يفهم سوى لغة المال وبن سلمان يمارس هدر ثروة الشعب بلا حسبان.

ولا شك بأن المترجم قد امتلىء مالاً كذلك، وإلا : ما معنى أم يُبرز المترجم أن بن سلمان يعتبر فلسطين قضية هامة.

نحن إذن أمام بازار استغلال فظيع لقضية عادلة بالمطلق.

بن سلمان لم يتحدث عن حق العودة ولا عن أي فلسطين يقصد، فربما يراها في المسجد الأقصى فقط! كما لم يتحدث حتى عن دولة فلسطينية حتى في شبر واحد! بل تحدث عن حياة أفضل للفلسطينيين ودور ناشط للكيان في المنطقة.

إذن الاهتمام بفلسطين ضمن الهدف الأوسع وهو تنفيذ التطبيع كمشروع وليس كديكوراً. وهذا ما كتبت عنه منذ ثلاثة عقود”إندماج الكيان في الوطن العربي إندماج​ا مهيماً”. أي فلسطين عربون بقاء السعودية في حضن أمريكا بتوقيع صهيوني.

لعل بن سلمان هنا قد أفحم المحللين والمثقفين الذين سحبوا أو مططوا علاقة السعودية مع الصين على أنها خروج من أو شبه خروج من تحت الفرج الأمريكي.

فماذ ذكره عن التسلُّح من امريكا يؤكد أن السعودية مقيمة هناك كما قال الشاعر:

“أجارتنا إن المزار قريبُ…وإني مقيمٌ ما اقام عسبيُ”.

بل لقد اضاف بن سلمان عاملين يؤكدان الارتباط بامريكا:

الأول: الممر الهندي الذي يتضمن بوضوح وجود الكيان فيه بمعنى أنه إن لم يحصل التطبيع الدبلوماسي فالتطبيع كمشروع يفرض نفسه.

والثاني: حديث بن سلمان عن دور السعودية النفطي الذي من جرائمه إهلاك بلدان المحيط لتبقى فقيره. فبدل أن يؤكد دور السعودية منذ السبعينات في أنها “المُنتج المرجِّح” في سوق النفط قال ذلك دون استخدام المصطلح نفسه بمعنى أن السعودية تدير سعر النفط كما ترى أمريكا خاصة.

كل هذا يفسر بأن السعودية لم تغادر ولا تنوي ولا يمكنها مغادرة دورها وارتباطها بالغرب وبأن علاقتهابالصين أمر تجاري عادي لا يترتب عليه تغيير تبعيتها للغرب.. والمضحك حين يقول بن سلمان أن السعودية من حيث الإنتاج القومي الإجمالي هي من أوائل الدول. هذا صحيح من حيث السيولة المالية أي ريع النفط وليس من دور الإنتاج.

ملاحظة: فيما يخص رشوة الصحافيين الذين يقومون بمقابلة حاكم أو يزورون بلداً لتغطية “عيد استقلاله” ، يعود الصحفي بسيارة فارهة أو فيلا. هذا شاهدته في الثمانينات حيث كنت أجهز الدكتوراة واشتغل لتغطية نفقات ذلك في جريدة العرب في لندن لصالحبها المرحوم الحاج أحمد الصالحين الهوني. كان الصحفيون يذهبون إلى بلدان المشرق والمغرب. وجاء يوم استقلال اليمن الجنوبي، فتحدثت مع الهوني لأذهب لتغطية ذلك اليوم.

قالك يا استاذ والله أنت غاوي فقر. وطبعاً لم أذهب لأن تغطية التذكرة لم تتوفر لدي.

(3)

لحظة التخندق


اما والامريكي يحاول قطع سوريا عن العراق بقبول من حكومته في العراق بينما الروسي لا يتكلم بعد ومخيم عين الحلوة تحت السكين والكيان يقصف حلب ويحرك عملائه القدماء في السويداء فكل هذا الخلط والاعتكار لا يخفي بل يؤكد ان العدو الأمريكي لم ولن ينسى مخططه ضد صاحب العمامة وصحبه. وعليه فان اخطر واسوأ التحليل هو الزعم ان العمامة تفجر عين الحلوة لخلق دولة شيعية جنوب لبنان،!لكن العمامة ليست نبيه بري ولا جعجع ولا الكتائب ولا حتى إيران. لو رعبت العمامة بدويلة لحكمت لبنان منذ العام 2000 وهذالو حصل يسعد كافة ادوات الغرب والتجزىة.
عموما هذه لحظة التخندق والاعداء ربما وصلوا لحظة اليأس فلا يبالون بتفجير المنطقة. فاغتنموا فرصة شرف التصدي للغرب والكيان والتوابع وشرف إلقاء التحليلات المغرضة في القمامة.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….