عادل سماره:

  • انتخابات البلديات 1976=2023
  • هل لإيران عملاء فلسطينيين وعرباً!

✺ ✺ ✺

(1)

انتخابات البلديات 1976=2023

ترددت أنباء عن زيارات للجنة الانتخابات من رام الله إلى قطاع غزة من أجل إجراء الانتخابات البلدية. ولعل هذا مدخلاً لدرجة معينة لتجاوز الانقسام على الأقل على الصعيد الاجتماعي كي لا نصبح باكستان الشرقية بنجلادش والغربية باكستان.

اعادني الخبر الى الانتخابات البلدية عام 1976.
قرر الاحتلال عام 1976 إجراء انتخابات للبلديات في المحتل 1967 الضفة والقطاع ودار جدل بين الفصائل حينها بين موافق على الانتخابات أو رافض لها حيث وافق الجميع، باستثناء الجبهة الشعبية، وكتبت حينها أن من حقنا إجراء الانتخابات حتى لو أن العدو سمح بذلك لأن المعيار هل نرفض ممارسة هذا الحق فقط لأن العدو سمح به أو لنقل أُرغم عليه!
كتبت حينها تحليلاً عن الأمر. وذات يوم كنت مع رفيق قديم في الجبهة الديمقراطية (ع.ش) ممن دافعت عنه وحتى أعدت عضويته للتنظيم بعد أن كان مفصولاً ولكنه طعنني. كنا في سيارته ومررنا صدفة عن بيت الراحل كريم خلف رئيس بلدية رام الله حينها، فقلنا لنزور ابا الأمجد لبعض الحديث فوجدنا عنده معظم قيادات الحركة الوطنية واشخاص يفكرون بالترشح لانتخابات البلديات وقالوا جيد أنكما أتيتما فنحن نناقش المشاركة في انتخابات البلديات أم لا.
قلت لدي تحليل مكتوب للمسألة، فذهبنا انا والرفيق المذكور وأحضرنا التحليل وناقشناه جميعاً وخرجنا بقرار المشاركة في الانتخابات بقوائم وطنية تؤيد م.ت.ف.
وأرسلت النص إلى الرفاق في الجبهة الديمقراطية في الشام، فكان الرد:
“يا رفيق تحليلك متقدم على تحليلنا، ولكن، المفروض أن ترسله لنا أولا، ثم يُعرض باسم الجبهة؟”
طبعاً رفضت الأسلوب لأنني دائماً أؤمن بأن القيادي في الميدان هو صاحب القرار وبغير هذا إشكالية بيروقراطية، وطبعاً كان هذا من اسباب مغادرتي لذلك الفصيل.
وكما ذكرت أعلاه، كنت وحدي المدافع عن حق المرأة في الانتخاب والترشح ونصف المقاعد…الخ، كما وطبعا هوجمت كثيراً، بينما لا الأردن ولا م.ت.ف  وافقوا على  كامل حق المرأة وحصلت الانتخابات بالطبع. وكما ذكرت الصديقة ريموندا الطويل، أنه حتى صحيفة جيروزالم بوست الصهيونية تساءلت عن هذا الرجل الذي كان اسيرا وعارض الجميع.

البلديات والمجالس القروية مؤسسة ربما الأهم في المجتمع إذا كانت في ايدي أمينه لا في ايدي لصوص تدعمهم فصائل أو في تجمع درويشي التفكير لا يقوم بأية مساءلة! هذه المجالس على علاقة مباشرة ويومية بكل المجتمع بينما البرلمانات تنشط علاقتها عشية الانتخابات وتصبح باردة وروتينية بعد الفوز.

والسؤال، هل القوى والفصائل ومختلف القطاعات المجتمعية آخذة في الاعتبار أننا في وطن محتل وبالتالي ليكن التنافس على الخدمة الأفضل أم على “الهبرة/قطعة اللحم” الأكبر واللهف المالي! 

(2)

هل لإيران عملاء فلسطينيين وعرباً!

مدخل: حينما كنت في الثالث الثانوي، كان معلم يوزع اوراق إمتحان.نادى إسم (أ) ، فنهض (ب) لاستلام الورقة، فقال المعلم: لِ (ب) لماذا أنت، فرد ثالث وهو أيضا طالب في الصف هو عصام الرمحي مازحاً وقال::يااستاذ (ب) بيشتغل عند(أ) “
منذ فترة وأنا أُشدِّد وأُركِّز على البعد العروبي وحتيمة النهوض العروبي ليكون لنا موقعنا المناسب عالمياً وخاصة حقنا في ثرواتنا. ولاحظت أنني صرت هدفاً لمتعدِّد وطبعاً انا لا اتراجع.
وخلال ذلك، كتبت بعض النقد لإيران وبعض الدفاع عن العراق وعن استغلال إيران للعراق وخاصة مع سلطة عراقية هي امريكية بلا رتوش وكتبت أن اساس الصراع هو دعوة الخميني لتصدير الثورة وبأن من بدأ الحرب ليس أساس المشكلة مع انني مقتنع ان إيران بدأت حيث قصفت طائرة إيرانية مواقع عراقية واسقطها العراق واسر الطيار، ومع ذلك فأساس الحرب هو تصدير الثورة بغطاء ديني جوهره طائفي وقلت من حق إيران ان تكون لها سياسة جيوبوليتيك أي هيمنة إقليمية ولكن من حقنا رفض ذلك. ولم أُنكر مساهمة إيران في دعم المحور ماليا وسلاحاً. وباختصار قلت دائماً لست ضد إيران إلا بمقدار كونها ضد العرب.
ما فاجئني أن لم يرد أي إيراني بل إن صديق إيراني كتب لي “يا ريت ما ترسل لي مقالاتك” وهذا شكل مؤدب. ولكن الذين ردوا فلسطينيين وعرباً وأغلبهم يسار أو ماركسيين أو قوميين دفاعاً عن إيران وهجوما على العرب بأنه لا يوجد مشروع عربي. ولنفرض لا، فهل إيران هي مشروعنا! بل ووصل بعضهم لاتهامي أنني ضد الدين! وخاصة أنني أكتب ضد إرهابيي الدين السياسي لأنني أفصل بين الدين السياسي الذي يختطف القرآن كدستور لحزب وبين الدين الإيماني، وتحديداً حين كتبت مقالاً بعنوان: “ماذا لو انتصرت عائشة على علي” والمقال واضح بمعنى كيف كان سيصبح وضع المرأة العربية لو انتصرت عائشة.
وعليه قامت القيامة وخاصة من ماركسيين: كيف تقارن عائشة بعلي!!! يا لطيييييف، وما المشكلة. لا أعتقد أن هؤلاء مدفوعين بمحبة الإمام علي، بل بالفزع بانه إذا “زعلت/غضبت إيران بيموتوا العرب” الله لا يبارك في أمة تموت لأن أخرى لم تحميها! ما هذا التهافت! منذ آلاف السنين والناس تناقش وتتجادل في وجود الله!

لاحظت من ذلك أنهم مرتعبون من أي تلميح نقدي على إيران وكتب بعضهم:
أصلا لا يوجد مشروع عربي.
لولا إيران لضاعت سوريا
لولا إيران لضاعت فلسطين
لولا إيران لضاعت العراق
طبعاً ضحكت بالمطلق على العراق. لنفرض سوريا وفلسطين نعم، ربما، ولكن اين العراق!!!!هل يوجد عراق!!!
هذه أل (لولا) برايي بوضوح خلفها ما يلي:
إما أن هؤلاء لا تاريخا نضاليا لهم كأشخاص وبالتالي ينبهرون بإيران التي تبني بلدها وهذا حقها. ويكرهون النقد من شخص له تجربة ودور عروبيين.
والمضحك أن أحد عملاء محور ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة يتهمني بالتطبيع!!! ولهذا حديث.
وإما أنهم في تخليط بين الشيوعية والطائفية الشيعية.
وإما انهم يتعيَّشون من إيران.
وهذا أعاد لذهني عام 1958 حينما توحدت مصر وسوريا فأرسل الإمام البدر برقية لعبد الناصر تقول: “ضُمُّونا إليكم قبل أن تنفضُّوا”، وانضم اليمن بشكل كونفدرالي للوحدة. وحينما حصل الانفصال 1961 كتب الإمام البدر قصيدة هجاء لعبد الناصر وفك الوحدة!
المهم في الأمر أنه حينما قام الراحل عبد الله السلال بانقلاب وأزاح البدر وأعلن الجمهورية بدل الإمامة (إن لم أخطىْ 1961 ) أشعلت السعودية الحرب في اليمن داعمة الإمام البدر ضد مصر عبد الناصر داعمة النظام الجمهوري بقيادة الراحل عبد الله السلال.
حينها كانت القبائل تقول للإمام البدر:
“يا دِقيق/أي طيحن، يا بنجمهر/أي ننضم للجمهوريين”.
وهذا يبدو حال المتطوعين للدفاع عن إيران بكل العَمى.
لن يدرك هؤلاء أن لا دولة في العالم تدافع عن أخرى.
ومع ذلك لهم الحق في حتى الانتماء لإيران حتى طائفياً، ولكن ليس لهم الحق في التكفير بالعروبة، ومحاولاتهم التأكيد بأن لا يوجد مشروع عروبي لأن معنى هذا: محظور العمل لبلورة مشروع عروبي. وهنا نقول لهم باللهجة اللبنانية: “لايا شبيييييب هيك كثيييير”!

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….