كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 1 ، يلينا بانينا، تعريب د. زياد الزبيدي

  • السبب الجذري للصراع بين حماس و”إسرائيل'”؛هو هجوم رعاة البقر الأميركيين على السعوديين

يلينا بانينا

سياسية روسية

عضو البرلمان الإتحادي

مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

7 أكتوبر 2023

كيف ينبغي لنا أن نفسر عملية “طوفان الأقصى” العسكرية – التي تبدو انتحارية – التي تشنها الجماعات الفلسطينية بقيادة حماس ضد إسرائيل – بالطائرات الشراعية والمسيرات الانتحارية ضد القبة الحديدية ودبابات جيش ‘الدفاع الإسرائيلي”؟

للإجابة على هذا السؤال، علينا أن نترك التفاصيل جانباً، مثل الجدل حول وضع المسجد الأقصى في القدس، وأن نرتقي إلى مستوى أعلى.

▪ ️في الأسابيع الأخيرة، نشطت واشنطن بشكل متزايد في الشرق الأوسط، حيث روجت لما يسمى بخطة “الاتفاقية الأمنية” مع السعودية.  ووفقا لها، في مقابل ضمانات دفاعية من الولايات المتحدة ومساعدتها في تطوير برنامج نووي مدني، سيتعين على الرياض أن تنأى بنفسها عن الصين وروسيا، وأن تقيم أيضا، لأول مرة في التاريخ، علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.

 إن التوقيع على مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ثلاث عواقب بعيدة المدى على الأقل.

 أولا – يتلخص هذا في إضعاف موقف إيران، مع توجيه ضربة متزامنة إلى المكانة الدولية للصين، التي نجحت مؤخراً في التوفيق بين طهران والرياض في المفاوضات الثلاثية.  ولا تخفي وسائل الإعلام الأميركية أن فكرة إنشاء محور «أميركا-إسرائيل-السعودية» تستهدف بالدرجة الأولى مواجهة «الهجوم الدبلوماسي الصيني» في الشرق الأوسط.

ثانيا – إن عودة العربية السعودية، التي انضمت حديثاً إلى البريكس، إلى فلك النفوذ الأمريكي تهدف إلى تعزيز موقف بايدن بشكل حاد عشية انتخابات 2024 – وستكون هذه هي النتيجة الثانية لتوقيع الاتفاقية.  خاصة إذا دفعت واشنطن الرياض إلى زيادة إنتاج النفط بشكل حاد بما يتعارض مع الاتفاقيات داخل أوبك +، والتي يتم بذل كل شيء من أجل تنفيذها.

ثالثا – وأخيرا، فإن اعتراف السعوديين بإسرائيل من شأنه أن يضع حدا فعليا لفكرة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

 ومن الجدير بالذكر هنا أنه على الرغم من مطالبة إسرائيل بتقديم تنازلات بشأن القضية الفلسطينية، والتي طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلته مع FoxNews  في سبتمبر/أيلول، إلا أن وسائل الإعلام العالمية سرعان ما طرحت “نسخة” جديدة:  زعموا أن بن سلمان عبر عن استعداده لإبرام صفقة مع تل أبيب، حتى لو لم تقدم تنازلات جدية تجاه الفلسطينيين.

▪️ وعلى خلفية هذه المخططات فإنه يمكننا تفسير السلوك “الانتحاري” لحماس.  وهدفه ليس تحقيق النصر العسكري على إسرائيل. وبدلاً من ذلك، من المرجح أن يكون انتصار اسرائيل بمثابة رد فعل عنيف للغاية من جانب تل أبيب على الهجوم الفلسطيني.

 السعوديون، الذين يزعمون أنهم قادة العالم العربي والإسلامي، لن يتمكنوا من تجاهل الإبادة الشاملة لقطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي.  وبعدها سيتبين أن فكرة إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومعها «معاهدة أمنية» مع الولايات المتحدة، غير مناسبة، بعبارة ملطفة.

إذا لم يكن التصعيد الحالي كافيا، فإن حزب الله سيزيد من حدة التوتر، بعد أن وعد بالفعل بفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل في حالة قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في قطاع غزة.

وهكذا، في قلب التصعيد الحالي للصراع بين حماس وإسرائيل تكمن محاولة واشنطن لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط من خلال وجود فيل في معرض الادوات الزجاجية، ومغازلة الرياض، وإنكار تعقيدات الصراع الإقليمي والتناقضات العالمية.

أمامنا – نتيجة مباشرة لعجز الولايات المتحدة التي فشلت منذ فترة طويلة عن القيام بدور المحكم العالمي.  إن رغبتها في استعادة هذه المكانة المفقودة بأي ثمن لن تؤدي إلا إلى زيادة الاضطراب في العالم.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….

✺ ✺ ✺