السنة الثالثة والعشرون – العدد 6646
طوفان الأقصى
■ الجيش الذي لا يُقهر أم جيش يتكئ على جيش معولم! د. عادل سماره
- لا تبخسوا العبور الثالث
■ طوفان الأقصى هو الجواب على السؤال: ما العمل؟ رشاد أبوشاور
■ كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 2 ، جريدة ازفستيا، اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي
- لماذا كان هجوم حماس على إسرائيل ناجحاً؟
- ما هي التكتيكات التي استخدمها المقاتلون؟
- ولماذا فشل الجيش النظامي في صدهم؟
■ “طوفان الاقًصى” بداية مرحلة جديدة في مسار الصراع …. فما هي؟ العميد د. أمين محمد حطيط
■ الطوفان سيعم المنطقة بأسرها! افتتاحية قاسيون
✺ ✺ ✺
الجيش الذي لا يُقهر
أم جيش يتكئ على جيش معولم!
لا تبخسوا العبور الثالث
د. عادل سماره
كيان معولم بشريا مستجلب استيطانيا من عشرات الأمم كنموذج على الأمم المتحدة، مشروع استيطاني يرتبط من جرى تصديرهم لفلسطين ببلدانهم الأم وتدعمهم تلكم البلدان.
كيان معولم عسكرياً حيث يُدعم ويُحمى بجيوش كل بلدان الغرب منذ تأسيس عصاباته وتحوله إلى جيش. وإذا كانت تسميته جيش الدفاع هي أكذوبة حتى يوم 7 تشرين 2023، فإن نصر تشرين 2023 أثبت أنه جيش للدفاع عن ما أُغتصب. وهذه أهمية هذا النصر أن الكيان ضُرب في داخله وعمقه.
كيان معولم اقتصاديا حيث يعتمد على مساعدات واستثمارات من مختلف بلدان الغرب.
وهذا يطرح السؤال على من يعتبرونه الجيش الذي لا يُقهر!
على ماذا تعتمدون في تكرار هذه العبارة المهزومة، هذه العبارة التي تُحبط العربي المقاتل عسكريا، غِوارياً ، فكرياً ثقافياً، تنظيريا، أو حتى مواطن عادي!
هذه العبارة التي تبرر للحكام خنوعهم وتغسلهم ليبدو استدخال الهزيمة “ناصعاً ومنطقياً”.!
هذه العبارة التي تكرس مزاعم بن غوريون في “خلق اليهودي الجديد”.
يجدر إرسال خطاب له إلى قبره في مستوطنة “سيدي بوكر” في صحراء النقب الفلسطينية، بأنه يشاهد اليوم نفس اليهودي القديم وهو يهرب في صحراء النقب، بينما يشاهد نتنياهو نصر اليوم و هو الذي قال دوما: “في النهاية العربي يركع”.
منذ سنين كتبنا أن هذا الكيان نموذج عن الأمم المتحدة، من كل أمة أتى أو جُلب مستوطنين، ولأنه معولم بشرياً، فكل بلد أرسل أو سمح بإرسال مستوطنين سيحاول دعمهم وحتى القتال لصالحهم، لذا نحن قيد استهداف موسع، فلماذا لا يكون الرد والقتال عربيا موسعاً ومن كل الأمم التي تدعمنا، يجب أن نجعله واقعاً.
منذ اليوم الأول للعبور الثالث هذا عبور غلاف غزة، حيث كان العبور الأول حرب تشرين 1973 والعبور الثاني نفق جلبوع على يد الفدائيين الستة، تخوفت بولندا على المستوطنين البولنديين فطالبت بسحبهم من جيش العدو! بينما يرفض الكيان لأنه يعلم بأنه إذا ما سحب كل بلد رعاياه وخاصة المجندين، فستكون الكارثة. إذن هي جيوش وليس جيش الكيان.
لم نعد بحاجة لإثبات بأن كل الغرب دائماً في جاهزية أيضاً لحماية الكيان وهذا وحده تأكيد أن هذا جيش معولم.
وحتى النظرية العسكرية لجيش الكيان المعولم هي معولمة فليست من تطويره أو تصميمه بل من تطوير قائد سابق لسلاح الجو الأمريكي قبل ثلاثين سنة وأكثر اثناء الغزو الأمريكي لإخراج العراق من أرضه في الكويت عام 1991 والتي تنص على أن تقاتل أمريكا من الجو وليس على الأرض، بل تاجيل الأرض حتى حرقها، وهذا بمعزل عن “حرب النجوم” في فترة إدارة رونالد ريجان.
قد يقول البعض: لا باس ولكن هذه الأمم لن تسحب مستوطنيها المدنيين ولا العسكريين على الأقل لحماية مصالحها في الوطن العربي واستثماراتها الاقتصادية المعولمة في الكيان وبالتالي يبقى جيش الكيان قوياً.
لكن ليس هذا نقاشنا، بل جدالنا بأن التضخيم الإعلامي بأنه جيش لا يُقهر جرى نفيه في تشرين 1973 وتشرين 2023 وكيف هبت أمريكا خاصة لإنقاذه رغم أنه جيش معولم.
أما عن سحب المستوطنين مدنيين وعسكراً إلى بلدانهم الأم فهذا ليس مسؤولية النضال الفلسطيني وحده، ولا حاجة لإثبات أن الكيان زُرع ضد الوطن العربي بجميع مكوناته مما يؤكد ما تقوله مدرسة العروبة بأن الصراع عربي صهيوني/معولم وليس فلسطيني صهيوني فقط. وهذا الذي يكشف دور عديد الأنظمة العربية في خلق ودعم الكيان حتى قبل الطبعات الجديدة والمفضوحة للتطبيع. وعليه، لكي يقف الصراع على راسه، فإن تحرير الوطن العربي هو الشرط الحقيقي ليسحب كل بلد مستوطنية من فلسطين هذا إلى جانب من يخرجون من الكيان حتى دون حرب فكيف بعد العبور الحالي.
وكنموذج بالموجب وليس بالسالب على سحب المقاتلين نورد المعترضة التالية: حينما دعى الرئيس عبد الناصر الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني قبيل لحظة الانتصار بأن تتحالف مع جماعة عبد القوي مكاوي وعبد الله الأصنج، اي اللبراليين الإصلاحيين المساومين، قالت الجبهة لعبد الناصر:”دعم المخابرات المصرية لهم من ورائكم وعدم دعمنا أجبرنا على تسريب كثير من مقاتلينا إلى صفوفهم لقلة الإمكانات” وحينها قررت الجبهة القومية سحب مقاتليها فاستسلم المساومون واستسلمت الإمبريالية البريطانية وخضعت للجبهة في مفاوضات الاستقلال. أنظروا الجنوب اليمني تحتله الإمارات الصهيونية المتحدة!
عولمة جيش الكيان بالتوثيق:
في المستوى المالي لا احد يعرف بشكل دقيق مقادير تمويل المركز الراسمالي الإمبريالي للكيان، ولا حتى حجم الاستثمارات الاقتصادية التي يُفترض أن تكون معلنة، فما بالك بالدعم التمويلي للجيش. ولننظر التالي:
” بلغ مجمل ما قدمته ألمانيا إلى الحكومة والأفراد والمؤسسات الإسرائيلية 31 بليون دولار أو 5345 دولاراً للفرد الواحد، وهذا ما يجعل حصة الفرد الواحد من مجموع المساعدات الأميركية والألمانية مجتمعة 20,000 دولار، حيث بلغت قيمة المساعدات الأميركية 134,800,000,000 دولاراً”( Richard Curtiss, a retired US Foreign Policy officer, is the executive editor of the Washington Report on Middle East Affairs.
مقتطف عادل سمارة، وراء معجزة نمو “إسرائيل”: نهب وطن، إدارة جادة، وإغداق خيالي أميركي، في مجلة التراث والمجتمع، العدد 47 صيف 2007: 53-70.)
أما عن العولمة العسكرية فلننظر التالي:
“فبعد الحرب الثانية (بين 1945-1948) قام اميركيون وكنديون بتهريب 60 ألفاً من اليهود بالسفن إلى فلسطين التي منها عشرة سفن أميركية. كان ذلك بعد زيارة قام بها بن غوريون لأميركا، لكن طواقم هذه السفن عملت لاحقاً في قوة ماخال، وهو الإسم الذي أُطلق على اليهود وغير اليهود الذين تطوعوا من الخارج للخدمة في الجيش الإسرائيلي والبحرية والقوة الجوية. أنهم تلك المجموعة التي استجابت لدعوة الخدمة في القوات المسلحة الفعلية التي أسميت ماخال، وهو الإسم المركب للتسمية العبرية “متندافي شوتز لآرتص- أي متطوعون من خارج إسرائيل”.( Article submitted courtesy of Dr. Fenton. )
وهذا يثير تساؤلاً، لماذا يتطوع هؤلاء المرتزقة القَتَلة للخدمة مع قوات مستوطنين يحتلون ارض غيرهم? هل ذلك جهلاً بالحقائق أم تعبئة فكرية وثقافية وتربوية عنصرية ومركزانية أوروبية؟ (Article submitted courtesy of Dr. Fenton )
والتالي عن حرب عام 1948:
“هناك ما مجموعه 1,000 من الأميركيين الكنديين الذين خدموا في مختلف فروع القوات الإسرائيلية المسلحة، منضمين إلى 3,500 متطوعين من وراء البحار من 29 دولة. إن قرابة نصف الأميركيين والكنديين قد خدموا في القوات الجوية. بالطبع، لم تكن هناك قوة جوية تذكر لمختلف الدول العربية، فما بالك بالفلسطينيين. كيف يمكن لمستوطنين تحت “ما اسموه” الإستعمار البريطاني بنظرهم، أن يقيموا قواعد جوية ويمتلكوا طائرات قاذفة مقاتلة” (See also Machal-Volunteers in Israel’s War of Independence. The American and Canadian Contribution to Aliyah Bet Facing the British Blockade with Rusty Ships By Elihu Bergman.
وهنا يجدر التوضيح بأنه بعد كل ما فعله الإستعمار البريطاني للمستوطنين اليهود، يوصف بأنه قام بحصارهم عام 1947.
“إن معظم المتطوعين الغربيين كانوا من الناطقين بالإنجليزية –أو “أنجلو ساكسزم” حسب التسمية التي نحتها “الإسرائيليون”- فقد كانوا تواَّقين لوضع خبراتهم الحربية في الحرب العالمية الثانية عملياً للمساعدة في “الدفاع” عن الدولة اليهودية. وقد وفر هؤلاء خبراء متطوعين في القوات الجوية حيث شكل هؤلاء مركز او نواة الطيارين اصحاب التجربة القتالية القاسية لأولى الأجنحة المقاتلة والقاذفة في طيران “إسرائيل”… وإضافة إلى ذلك، فإن الطيارين من اميركا الشمالية، الطواقم الأرضية والجوية هي التي أنشأت قوة النقل الجوي التي نقلت ال “ميسيرشميتس” والأسلحة من مطار قرب براغ إلى قاعدة تل نوف في إسرائيل. ورغم انها اثارت سخط بعض الرتب العليا في قوات الجو الإسرائيلية، آنذاك، فإن اللغة العملية لقوات الجو الإسرائيلية خلال الحرب، كانت بالضرورة الإنجليزية….لا بد ان نعرف ونتذكر انه ما بين 1947 و 1948 فإن قرابة 3600 ميخالينكس – المتطوعون من خارج إسرائيل، لنستخدم المصطلح العبري والمتطوعين من خارج إسرائيل، لنستخدم الترجمة الإنجليزية- قد تدفقوا إلى “إسرائيل” وقاتلوا ببراعة بداية مع البالماخ والهجناة، وبعدإعلان دولة “إسرائيل” عام 1948 – في جيش الدفاع “الإسرائيلي”. لا يعرف بالضبط عدد المتطوعين من كل دولة على حدة، ولكن تشير أفضل التقديرات إلى أن 1000 من الولايات المتحدة، و 250من كندا، و 800 من جنوب إفريقيا، و 600 من بريطانيا، و 250 من شمال إفريقيا، و 250 من أميركا اللاتينية، وهناك فرقاً أخرى من فرنسا وبلجيكا. وهناك على الأغلب البعض من استراليا ومن الكنغو البلجيكية، وروديسيا، وفنلندا وروسيا. وقد أطلق على هؤلاء جميعاً متطوعين، اليهود منهم وغير اليهود، الرجال والنساء، حيث اتوا من 37 دولة لدعم الدولة اليهودية الجديدة في ساعة الحاجة العظمى إليهم “.
(Article submitted courtesy of Dr. Fenton. See also Machal-Volunteers in Israel’s War of Independence. The American and Canadian Contribution to Aliyah Bet Facing the British Blockade with Rusty Ships By Elihu Bergman. )
والسؤال: هل توقف هذا الدعم بل هذه المشاركة مع الكيان منذ الأربعينات حتى اليوم؟ ألا تعلن امريكا وكل الغرب أنهم يُصرون على حماية الكيان وبقاء جيشه الأقوى من كل الجيوش العربية؟ أما وهذا هو الحال، فهل هو جيش الكيان؟ أم جيش معولم.
وبدون لغة الخطاب، هذا الجيش المعولم يؤكد أن اي عربي لا يرى الأمر بكل وضوحه هذا فإنه يصطف ضد فلسطين والوطن باتساعه. إن الحروب التي خيضت سواء ضد وجود الكيان أو عدوانات الكيان هي حروب معولمة ضد الوطن الكبير. وهذا يشترط أمر هو الأصعب من تحرير فلسطين هو تحرير الوطن العربي. وهذه المهمة التي تعني وجوب ردف ا.ل.م.ا.ق.ا.وم.ة والجيوش العربية بالشعب وحرب الشعب.
أثبت العبور الثالث أن هذا الجيش المعولم قد هُزم وهرب أمام أقل من ألف فدائي الذين اخترقوا عمق الكيان ولم يتوقف قتالهم له من بيت لبيت حتى اليوم الرابع.
نأمل بعد الموقف الغربي أوروبي وأمريكي الداعم للكيان والتوجه الأمريكي لدخول الحرب بالجيش الأمريكي نفسه إلى جانب الجيش الصهيوني المعولم أن تخلع هذه الحقائق الخلل الإعلامي الذي طالما دعى الشعب العربي للوقوف على الحياد أو التسمُّر أمام الشاشات لأن الفلسطينيين وحدهم سيحرروا الوطن المغتصب.
عظمة الفلسطينيين في عدم الاستسلام ومواصلة القتال وليس في هزيمة الثورة المضادة أي الغرب والصهيونية والتوابع التطبيعيين العرب/الصهاينة العرب. وهذا يعيدنا مجددا ودائما إلى أن الصراع عربي ضد الثورة المضادة بأسرها.
ولذا، فإن هزيمة الثورة المضادة في وطننا هي مشروع التحرير الشامل.
منذ قرن يتجلى بعد نظر كارل كاوتسكي في ما كتبه: ” أحذركم لأنكم ستنتهون بنهاية السيطرة الإنجليزية والفرنسية على هذه المنطقة، وبالتالي فوجودكم فيها قصير قصر وجود هؤلاء أو محدود بوجودهم [1] الماركسية والصهيونية، ندوة خالد البلشي، في أدب ونقد، العدد 153 أيار 1998.)”.
هذا فهم مبكر لعولمة الكيان عسكريا وبشريا وماليا وثقافيا ونفسياً، وهذا يؤكد استراتيجية العروبة بأن العدوان ضد كل العرب وبأن حرب الشعب هي التي يجب أن تُعتمد وهي متعددة وطويلة الأمد، هي حرب ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة يردفها الشعب حرب الشعب أي اجتثاث التطبيع، وحرب المقاطعة وحرب تفكيك الدولة القطرية. وهذا لا يقلل من عظمة العبور الثالث ابداً.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
✺ ✺ ✺
طوفان الأقصى
هو الجواب على السؤال: ما العمل؟
رشاد أبوشاور
لوعنا هذا السؤال: ما العمل؟
وكلما تفاقم السواد في أيامنا فإن السؤال يُلح ونحن نتفجّع في السؤال أمام بشاعة ما يُثقل على أيامنا، ويفاقم إحباطنا، ويوجعنا بسبب العجز عن إيجاد الجواب، والشعور بانغلاق الأفاق بحيث يكاد ينعدم الأمل رغم ثقتنا بشعبنا وعراقته بتاريخه الثوري الممتد على مدى عقود، وتأبيه على الترويض وتحويله إلى شعب مُستخذ لا تفكير لديه ولا انشغال سوى بخبزه اليومي وسلامته البدنيّة الذليلة.
كنّا نقول : لا، شعبنا أعظم، وأصالته تحميه من كل أساليب التشويه المحيطة به والتي تستهدفه ليل نهار، وتدفع بعض افراده للهرب عبر البحر والمغامرة والموت غرقا أحيانا…
هل كنا نكابر عندما نعلن تشبثنا بفلسطين كاملة غير منقوصة حبّة تراب في هذا الزمن الخراب الثقيل؟!
كنّا نُتهم بعبارات تيئيسيّة: هذه شعارات الستينات..فهل كننّا نكابر ونحن نردد بيقين: فلسطين عربيّة من نهرها لبحرها، غير ناقصة حبّة رمل واحدة.
كانوا يردون: هذه مزاودة…
وما كان إيماننا يهتز بعروبة فلسطين، وبحتمية انتفاضة عربيّة شاملة تُنقذ قلبها_فلسطين، ورفضها للموت ذُلاً وهوانا.
أوجاعنا تصاعدت ونحن نرى ما يفعله الاحتلال بأهلنا في القدس، ونشعر بالهوان ونحن نرى جنود الاحتلال وهم يهينون أمهاتنا وأخواتنا و..يرموهن أرضا بتحقير وإذلال.
شعرنا بالقهر يوميّا ونحن نرى قطعان المستوطنين وهم يقتحمون باحات الأقصى محروسين بجنود الاحتلال في مشاهد تحد يُقصد بها ترويض نفوس وعقول الفلسطينيين بحيث يخنعون، ولكن الفلسطينيين نساءً ورجالاً كانوا يُعبرون عن غضبهم ويتصدون بلا سلاح سوى غضبهم وأيديهم وحناجرهم.
(الواقعيون) استقبلوا المطبعين مُرحبين فرحين وكأنهم يستقبلون مجاهدي جيش صلاح الدين المُحرّر للقدس والأقصى!..وعتبروا أيام قدومهم بإذن من الاحتلال (أياما تاريخيّة)..يا للعار.
وكنّا نزداد قهرا من مطاردة مجاهدي الجهاد الإسلامي، والمقاومين الحمساويين والفتحاويين، وأصحاب الرأي..ورعاية المبشرين بثقافة الاستسلام رغم كل ما جرّته مسيرة أوسلو من كوارث على شعبنا، من مصادرة للأرض، والاعتقالات، والقتل المجاني بلامبالاة وكأن جنود الاحتلال يمارسون هواية صيد الفلسطينيين…
ألوف السجناء في سجون (شركاء السلام)، وبعضهم قضى أكثر من أربعين عاما في الزنازين، مع معاناة الأمراض الفتاكة، وهم كما وصف بعض أولئك الأبطال وضعهم: نحن نذوب في السجن، وأعمارنا تضيع..فيحرق ارواحنا السؤال: ماالعمل؟
نتأمل ما يقترفه العدو بأطفالنا..هل تنسون ما فعلوه بالطفل احمد المناصرة؟ لقد دمّروا طفولته، وحولوه إلى (حُطام) بني ىدم..هذا ما فعله ويفعله شركاء السلام بأبناء شعبنا ، وبنات شعبنا الأسيرات لدى المحتل المجرم المتوحش عديم الإنسانية، والذي يزداد شراسة كلما تواصل الاستخذاء أمامه..واأسفاه!
مُزّقت الضفّة الفلسطينيّة، وتكاثرت حواجز الإذلال للفلسطينيين، واستشرى الفساد، وتكالب أصحاب المصالح الذين لا يُفكرون بغير مصالحهم وامتيازاتهم ومراتبهم..وكل من لا مصلحة له بالمقاومة، وهكذا تواصلت التنازلات برعاية أنظمة التطبيع، وبعضها كان شجع وأسهم بدفع قيادات فلسطينيّة للغرق في ظلمات ومتاهة أوسلو…
وبقي السؤال الموجع، السؤال الذي يّلح على الخروج من المتاهة، يتردد في الأفواه، والعقول، مطالبا بجواب يفتح أمام شعبنا طريقا وخيارا ومسارا ينفتح على أُفق ثوري مقاوم ينهي التيه والعجز ويخرج شعبنا من حالة التيه واليأس: ما العمل؟!
كنّا لا نرى مخرجا من الانقسام، ولا نثق بالحوارات، ونُحبط من هيمنة خطاب الاستسلام المتغطّي بالواقعية العاجزة التي ينتفع بها الانتهازيون الفاسدون.
و..فجأة انبلج فجر طوفان الأقصى، واحتجنا ونحن في حالة ذهول مما نسمع ونرى ..إلى أن نتساءل: أنحن في حلم أم علم؟ّ
ورأينا وتابعنا وصدقنا، فهذا هو شعبنا العربي الفلسطيني العريق في ثوراته، وهبّاته، وانتفاضاته..وهذا هو جوابه على السؤال: ما العمل؟!
ويحتسب لحماس وأبطالها الذين رأيناهم يعبرون الحواجز والموانع ويقتحمون حصون العدو الصهيوني ويُحررن ما تسمى بمستوطنات غلاف غزّة، ثم نرى أرتال ( الأسرى) من جيش الاحتلال، جنودا وضبّاطا..رأيناهم أذلاء مندهشين غير مصدقين لفرط استهتارهم أن هذا ممكن الحدوث، وأن الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة سيقتحمون عليهم حصونهم..ويقتادونهم أشباه عراة إلى غزة وبلداتها ومخيماتها التي صبّوا عليها حمم أسلحتهم الأمريكيّة، واستمتعوا بهدم ما يبنيه الغزيون على رؤوسهم ورؤوس أطفالهم..نعم هذه غزّة التي كنتم تجهلون فذوقوا ذل الانكسار..هذا هو العمل الفلسطيني الذي لم تتوقعوه لجهلكم بشعب فلسطين وتاريخه وتراثه الحضاري وانتسابه لأمة عريقة هزمت الصليبيين والتتار وحاربت الفرنسيين والإنقليز والأمريكان…
قبل أيام شاهدنا العرض العسكري لأبطال الجهاد الفلسطيني..وكنت أتساءل: كيف سيصل هؤلاء إلى داخل فلسطيني..وها هم يصلون، ويأسرون عشرات جنود وضبّط الاحتلال.
من أعدّوا لطوفان الأقصى، وخططوا، وأنجزوا هم أبناء شعبنا، ونحن نفخر بهم، ونحن وإيّاهم سنواصل معا، ومع كل أبطال شعبنا، السير على طريق تحرير فلسطين، في الزحف العظيم ..في طوفان الأقصى. المتصاعد.
نعم هذا يوم الثورة الكبرى، ثورة تحرير فلسطين، وفي هذا اليوم ليتشارك كل أخوة ورفاق السلاح..وهل بغير السلاح نُحرر الأسرى والأسيرات؟ وهل بغير السلاح نحرر فلسطين؟ وهل بغير السلاح نكنس الاحتلال الصهيوني من فلسطين؟!
ما العمل؟! هذا هو العمل الذي انتظرناه، هذا هو الجواب الشافي لسؤالنا الذي عبّر عن حيرتنا، وانغلاق الآفاق أمام شعبنا، وتفاقم سقوط المطبعين من حولنا.. ها هو وها هو جوابه..فيا أهلاً بالطوفان العظيم.
أمّا أنتم يا من عملتم من أجل هذا اليوم العظيم، يوم نهوض شعب فلسطين، ورّد الروح لأمة العرب التي أهانها المطبعون، يا من لم تنشغلوا بالتسابق على الامتيازات والمناصب..فإن فلسطين تكافئكم، وشعبها يكافئكم، وأمتكم تكافئكم..ورضى الشيخ الشهيد عز الدين القسّام يكافئكم..وفخرنا بكم يكافئكم، فقد أجبتم على سؤال فلسطين وشعبها وملايين العرب..ويا له من جواب للتاريخ، ولكل الشعوب المغلوبة المعذبة، وهذا هو العمل..فهيا إليه بالسلاح، بالحجارة، بالعصي، بالحناجر، بصرخة: لبيك يا فلسطين…
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
✺ ✺ ✺
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 2
اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
أليكسي رام
ديمتري استراخان
بوغدان ستيبوفوي
جريدة ازفستيا الموسكوفية
نتائج الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس على إسرائيل تشير إلى إخفاقات في عمل أجهزة المخابرات وعدم كفاية إعداد الجيش، كما يعتقد الخبراء الذين قابلتهم صحيفة إزفستيا. على الرغم من إنشاء نظام دفاعي على طول الحدود بأكملها مع قطاع غزة يضم نقاط مراقبة ودوريات وقواعد لوحدات الرد السريع، تمكنت المفارز الفلسطينية من الاستيلاء على المعاقل الرئيسية لجيش الدفاع الإسرائيلي في غضون ساعات واختراق البلاد بشكل خطير. ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي لمدة يومين من طرد المسلحين بشكل كامل من المدن والمستوطنات. لماذا كانت الضربة الأولى لحماس غير متوقعة، وما هي التكتيكات التي يتبعها الفلسطينيون، وكيف سيتطور القتال: –
على عمق 30-35 كيلومترا
بدأ الهجوم على (إسرائيل) في وقت مبكر من صباح يوم 7 أكتوبر. في البداية، أطلقت حماس عدة آلاف من الصواريخ محلية الصنع من قطاع غزة. كما أطلق مقاتلوها طائرات بدون طيار هجومية بأعداد محدودة. وكانت أهدافهم عبارة عن منشآت عسكرية ومدنية في المنطقة الحدودية – في سديروت ونتيفوت وبئر السبع ومدن أخرى.
يتولى فوج الدفاع الجوي الجنوبي مسؤولية الدفاع عن الأراضي (الإسرائيلية) من الهجمات الجوية من قطاع غزة. ويضم عدة أقسام من أنظمة القبة الحديدية المضادة للصواريخ. لكن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس تجاوز قدرات أنظمة الدفاع الجوي. وبالتالي وصلت العديد من القذائف إلى أهدافها.
وفور اكتشاف إطلاق الصواريخ، أطلقت القيادة الإسرائيلية صفارة الإنذار. تم توجيه السكان المدنيين إلى الملاجئ، والجنود إلى ملاجئ خاصة. وهذا سهّل إلى حد كبير تنفيذ خطط حماس.
وبعد الهجوم الصاروخي، اقتحم المقاتلون الفلسطينيون مواقع دفاعية إسرائيلية تغطي حدود قطاع غزة. كانت الفرقة الإقليمية 143 “شوالي هايش” (مترجمة من العبرية “ثعالب النار”) مسؤولة عن الدفاع عن هذه المنطقة.
ونشرت قيادة الفرقة نقاط مراقبة بالقرب من الحدود نفسها، حيث تقوم الوحدات الراجلة بدوريات يومية، بالإضافة إلى أفراد في المركبات المدرعة وناقلات الجنود المدرعة والدبابات. كما تم نشر سرايا مشاة وقوات شرطة إسرائيلية على نقاط التفتيش الحدودية.
في أعماق دفاع الفرقة 143 كانت قواعد وحدات الرد السريع. وبحسب خطة القيادة، كان على أفرادها التحرك بسرعة للإنقاذ في حالة تصعيد الوضع.
ولاقتحام المواقع الإسرائيلية، استخدمت قوات حماس التكتيكات التي استخدمها في السابق مقاتلو داعش خلال المعارك في سوريا. أولاً، يتم استخدام الطائرات بدون طيار أو السيارات المفخخة لضرب مواقع دفاعية رئيسية. بعد ذلك، تذهب كتلة كبيرة من المشاة إلى الهجوم بأقصى سرعة – سيرا على الأقدام، على السيارات أو الدراجات النارية. يجد المدافعون المحبطون صعوبة في مقاومة الهجوم الفوري من قبل كتلة كبيرة من القوات الراجلة.
وفي حالة الفرقة 143، فإن حقيقة مغادرة معظم الجنود الإسرائيليين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع كانت في مصلحة مقاتلي حماس. وكما ذكرنا سابقا، اختبأ غالبية الجنود الذين بقوا في مواقعهم في الملاجئ أثناء الهجوم الصاروخي.
ومن الساعة 6 صباحًا حتى الساعة 2 بعد الظهر، تمكن مقاتلو حماس من تدمير جميع نقاط المراقبة تقريبًا، بالإضافة إلى اقتحام العديد من نقاط التفتيش الحدودية وحتى قواعد وحدات الرد السريع. كما وقع عدد من الدوريات الراجلة والدبابات ضحايا للهجوم. وتم الاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والمدرعات الإسرائيلية في القواعد العسكرية.
خلال الهجوم الحاسم، قام مقاتلو حماس بعدة عمليات إنزال بحرية وجوية (بواسطة طائرات ثلاثية العجلات). وكانت مهمتهم هي الاستيلاء على مواقع مهمة في المنطقة لمنع الاحتياطيات الإسرائيلية من الاقتراب من ساحة المعركة. دمرت القوات الإسرائيلية عدة قوارب. ولكن بشكل عام، أكملت عمليات الإنزال مهمتها.
كما قدمت مجموعات مسلحة صغيرة التي عملت في جميع مدن جنوب إسرائيل تقريبًا دعمًا نشطًا للقوات المتقدمة. واستولوا على العديد من المباني الحكومية ومراكز الشرطة.
ردت القيادة الإسرائيلية على الهجوم في وقت متأخر. فقط من الساعة 14:00 يوم 7 أكتوبر، بدأ الجيش الإسرائيلي بضرب أهداف في قطاع غزة. حوالي الساعة 15:00 فقط بدأ نقل الاحتياط بطائرات الهليكوبتر إلى منطقة المعركة.
وفي ليلة السبت إلى الأحد، بدأت أولى وحدات المشاة المدرعة والآلية في الوصول. وفي الوقت نفسه، أطلق نشطاء حماس النار على عدة طوابير من المركبات المدرعة. تم تدمير عدد من دبابات ميركافا والعربات المدرعة.
وبحلول مساء يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول، كان المسلحون الفلسطينيون قد توغلوا في عمق الأراضي الإسرائيلية لمسافة 30-35 كيلومترًا تقريبًا. وقالت حماس في ملخص رسمي إنها نفذت هجوما منسقا على أكثر من 50 بلدة في محيط قطاع غزة وفي المنطقة الجنوبية.
في ليلة السبت إلى الأحد، شنت حماس هجومًا صاروخيًا واسع النطاق جديدًا على الأراضي الإسرائيلية. هذه المرة، تم استهداف جميع المدن الكبرى تقريبًا، بما في ذلك تل أبيب والقدس. تم إطلاق ما لا يقل عن 3 آلاف صاروخ. ومرة أخرى، أدى هذا العدد من القذائف إلى زيادة الضغط على الدفاع الجوي الإسرائيلي بشكل خطير. وتمكن جزء كبير من الصواريخ من الوصول إلى أهدافها. طوال يوم 8 أكتوبر، استمرت الهجمات المتبادلة.
بعد ظهر يوم 8 أكتوبر، أعلنت حماس أن مقاتليها على متن خمسة قوارب هبطوا على الساحل بالقرب من عسقلان الإسرائيلية واستولوا على مواقع معينة من المدينة.
وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في نفس اليوم إن الوضع في البلاد لم تتم السيطرة عليه بشكل كامل بعد. وتقوم القوات الإسرائيلية بتطهير المناطق المأهولة بالسكان من مجموعات مسلحة صغيرة، وتستمر في نقل الاحتياط.
وقُتل عدد من كبار ضباط الجيش والشرطة خلال 24 ساعة. ومن بينهم قائد لواء في الجيش الإسرائيلي يوناتان شتاينبرغ، والعميد في شرطة الحدود يزهار بيليد، والعديد من كبار الضباط.
كان العدد الإجمالي للضحايا 2156 شخصًا ، حسبما ذكرت وزارة الصحة (الإسرائيلية) مساء يوم 8 أكتوبر. ذكرت وسائل الإعلام المحلية مقتل أكثر من 700 شخص. قالت وزارة الصحة في غزة في 8 أكتوبر / تشرين الأول إن 370 شخصًا لقوا حتفهم بسبب هجمات انتقامية إسرائيلية ، وأصيب 2.2 ألف بجروح بدرجات متفاوتة.
بناءً على طلب صحيفة ازفستيا، تم التعليق على الأحداث من قبل خبراء عسكريين وقدامى المحاربين في الخدمات الخاصة.
“لقد دوخت مكافحة التجسس التابعة لحماس أدمغة الإسرائيليين”
الخبير العسكري فيكتور مورخوفسكي: “أظهرت مكافحة التجسس للحركة نفسها أفضل ما في هذا الصراع. دوخت أدمغة الإسرائيليين الذين كانواْ نائمين عند بداية العمليات الحربية. ومن هنا
فقدوا المبادرة في الساعات الأولى ، بما في ذلك على مستوى التسليح. كان من المفترض ان الدفاع الجوي الإسرائيلي قادر على التعامل مع كل الأهداف المعادية. لكن الإسرائيليين كانوا يفتقرون إلى العدد الكافي من الصواريخ المضادة للطائرات لصد الهجوم. الهدف عادة ما يحتاج إلى صاروخين ، لكنها لم تكن متوفرة هناك. الدفاع الجوي ببساطة لم يستطع التعامل مع هذا العدد من الأهداف فتم اختراقه.
نما جيل جديد في فلسطين ، والتي لم تشهد حربًا كبيرة. استقبلت حماس الشباب المستعدين للدخول في المعركة دون تردد. اليوم أظهرت أنها يمكن أن تفعل ذلك . لكن الأساليب ظلت كما هي. هجوم على المدنيين ، أخذ الرهائن – كل هذا غير مقبول أثناء إدارة حرب كبيرة ، هذه طرق (إرهابية).
أعلنت إسرائيل حالة الحرب وبدأت في استدعاء رجال الجيش. أعتقد أنه خلاا يومين او ثلاثة سيتم التعامل مع المشاكل والتغلب على الأزمة.
“فشل كبير للمخابرات والجيش الإسرائيلي”
الخبير العسكري يوري ليامين: – رأينا فشلًا كبيرًا للمخابرات الإسرائيلية والجيش. لقد فوتوا عملية كبيرة. علاوة على ذلك ، مهما حاولت التمويه ، فهناك علامات تنبه العدو ، وتكشف استعدادك. على سبيل المثال، تراكم الترسانات والذخيرة وعدد من الأحداث الأخرى.
يبدو لي أن إسرائيل ببساطة لم تصدق أن الفلسطينيين سيقررون القيام بعملية برية واسعة النطاق. ومن هنا هزيمة الساعات الأولى. تم أخذ الجنود والضباط على حين غرة ، وتم إطلاق النار عليهم في الثكنات ، وقفت المعدات دون استعمال. في الوقت نفسه ، لم يظهر الجيش نفسه من الجانب الأفضل: أظهرت الحاميات على الحدود إهمالًا ورعونة.
وبطبيعة الحال، لا يملك الفلسطينيون نفس المعدات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، لكنهم استخدموا إنجازات السنوات الأخيرة. ولعبت الطائرات بدون طيار دوراً مهماً، ومن الواضح أنه تمت دراسة تجربة الصراعات الأخيرة، وتم تطوير التكتيكات على أساسها. وتم تطبيقها بنجاح في المرحلة الأولى. كان لدى الفلسطينيين أيضا اكتشافاتهم الخاصة – نفس الهبوط التكتيكي على الطائرات الشراعية، بفضلها تمكنوا من الهبوط خلف خطوط العدو. لقد كانت بمثابة مفاجأة.
ومن حيث التخطيط والتنفيذ، كانت حماس جيدة في المرحلة الأولى. وتمكن الفلسطينيون من اختراق الدفاعات الجوية للعدو. لقد كانت القبة الحديدية الشهيرة ببساطة مجهدة. وتم إطلاق صواريخ أكثر مما تتحمله المدافع الإسرائيلية المضادة للطائرات. دعونا نرى ما سيحدث بعد ذلك حيث تتمتع إسرائيل بتفوق كامل في الطيران والمدرعات الثقيلة والمدفعية.
“المسلحون خططوا لكل شيء بعناية فائقة”
ضابط مخضرم في وحدات القوات الخاصة للجيش الروسي، مشارك في العمليات القتالية والعمليات الخاصة، اسمه الحركي “سكات”:
“حتى لو تطورت الأحداث بشكل إيجابي بالنسبة لإسرائيل، عندما يتم تدمير المسلحين وطردهم من قبل جيش الدفاع أثناء عملية الهجوم المضاد، ويتم تدمير الهيكل العسكري لحماس بشكل منهجي عن طريق الضربات الجوية والصاروخية، فلن يكون العالم بعد الآن نفس الشيء.
لقد نما التهديد لإسرائيل بشكل ملحوظ في غضون يومين فقط. الآن يعلم الجميع أنه يمكن حرق دبابات مركافا بطائرات بدون طيار رخيصة الثمن، ويمكن حمل TikTokers الذين يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي في صندوق سيارة جيب بكل سهولة.
وسوف تستمر الهجمات في المستقبل القريب، وتجري بالفعل محاولات لتوسيع نطاقها. وسيتم تجنيد المزيد والمزيد من المسلحين من بين السكان الفلسطينيين العاديين. ليست هناك حاجة لإثارة حماس أي شخص بشكل خاص هناك.
وقد لفت الانتباه على الفور أنه حول اتجاهات الغزو المحتمل كان هناك تراخي كامل لدى جنود الجيش الإسرائيلي. لقد تم تنفيذ الهجمات ببساطة. وكانت الغالبية العظمى من القتلى يرتدون ملابسهم الداخلية. ولا يتعلق الأمر حتى بنقص المعلومات الاستخبارية الاستباقية. نحن نتحدث عن انتهاك واضح لجميع معايير الحراسة والخدمة الداخلية من قبل العسكريين أنفسهم.
ويمكن للمرء أن يرى أيضًا غياب أي تنظيم للتدابير لصد الغزو المسلح المحتمل. يجب على وحدات حرس الحدود إجراء تدريبات منتظمة في هذا المجال، وإعداد خطط القتال، ونقاط القوة، وما إلى ذلك.
هذا “التقصير” لا يرجع فقط إلى قيادة هذه الوحدات، بل إنه اتجاه يتطور منذ فترة طويلة في ظل غياب سيطرة القيادة العليا. هناك نقص في اختبار الاستعداد القتالي أو النهج الرسمي لإجراء أنشطة المراقبة والتحقق في الجيش الإسرائيلي.
سقط عدد كبير من الأسرى والقتلى من بين صفوف القيادة. تم القبض على جنرال وقتل قائد لواء. واضح انه كان هناك تخطيط لمثل هذه الأحداث. أنا لا أؤمن بالحظ أو الصدفة. لقد عمل الفلسطينيون بطريقة هادفة. وتم القيام بعمل دقيق للحصول على معلومات إضافية حول القيادة العسكرية الإسرائيلية على الأرض.
فيما يخص تنسيق الأعمال القتالية: كل شيء مخطط بعناية فائقة. مع دعم صاروخي ومدفعي واسع النطاق، باستخدام مجموعة كاملة تقريبًا من الأسلحة الرخيصة والفعالة المتاحة (الطائرات بدون طيار، الطائرات الشراعية، المركبات الآلية). شنت مجموعات صغيرة مدربة ومسلحة تسليحاً جيداً ضربات على مواقع ومنشآت رئيسية. وبعد ذلك كان هناك عمل مكثف لإحداث الاضطرابات بين السكان المحليين. والإسرائيليون ناموا خلال كل هذا. السؤال الذي يطرح نفسه حول مدى فعالية العمل الاستخباراتي لأجهزة المخابرات الإسرائيلية.
إن المجندات الإسرائيليات الأسيرات يشكلن ضربة قاسية للحالة الأخلاقية والنفسية للجيش والسكان المدنيين أنفسهم. إضافة إلى ذلك، فهذه ضربة لصورة الجيش الإسرائيلي.
لقد شاهدت عدة مقاطع فيديو لتصرفات القوات الخاصة للشرطة الإسرائيلية. بصراحة، إنها تشبه مباريات الركض السريع. مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن أكثر من نصف ما شاهدناه كان يعمل على أفلام الحركة الفردية والمجموعات الصغيرة، فهو مجرد نوع من الركض المزعج، خاليًا من أي خطة تكتيكية. ولا توجد حتى محاولات للدفاع عن المبنى الذي تم الاستيلاء عليه. لا يوجد استخدام للدروع أو الأسلحة الخاصة. الحركات غبية – حشد كامل عبر المناطق المفتوحة. ولا يوجد حتى أي تشابه ولو من بعيد في بناء تشكيل قتالي يمليه الموقف والمهام الملقاة على عاتقها.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
✺ ✺ ✺
“طوفان الاقًصى” بداية مرحلة جديدة في مسار الصراع …. فما هي؟
العميد د. أمين محمد حطيط
منذ أن اغتصبت فلسطين في العام 1948 وسجلت على العرب أول نصر في حرب الإنقاذ، اعتمدت “إسرائيل” لنفسها عقيدة قتالية جوهرها “الاستراتيجية الهجومية “والحرب الخاطفة” على “أرض الخصم”، وأوْكلت تنفيذ ذلك لجيش أعدّته بإتقان ووفرت له كلّ أسباب القوة والتفوّق حتى ذاع صيته بأنه “الجيش الذي لا يُقهر”، وسلم الكثير من أعداء “إسرائيل” وأصدقائها بهذه المقولة حتى زرع في الذهن مفهوم خطر من شأنه أن يردع العدو عن مواجهة “إسرائيل” في الدفاع أو الهجوم لأنّ النتيجة محسومة بالنصر “الإسرائيلي” المؤكد، وهذا ما تشهد عليه حروب “إسرائيل” مع العرب منذ 1948 الى 1982، ولم تشذ عن هذا النمط سوى حرب تشرين 1973 التي حققت الإنجازات العربية الكبرى في ايامها الاولى ثم عادت إسرائيل واجهضت تلك الإنجازات او معظمهما بعد تثبيت الجبهة المصرية.
بيد انّ “إسرائيل” التي حلمت بان تكون حرب 1973 آخر الحروب التقليدية وحرب 1982 آخر الحروب ضدّ المقاومة والقوى غير التقليدية، خاب ظنّها ولم يتحقق حلمها بعد قيام مقاومة في لبنان وفي فلسطين تختلف في أكثر من جانب في نهجها وعقيدتها ومساراتها عن المقاومات السابقة التي وانْ كانت سطرت في كثير من المراحل صفحات مشرقة إلا أنها لم تصل الى حدّ تغيير المسار في الصراع وبقيت “إسرائيل” في موقع المسيطر الممسك بزمام المبادرة ويحقق الانتصارات التي يبتغيها، الى ان وصل الى فتح باب التطبيع مع بعض الدول العربية.
لكن هذا المشهد كُسر في لبنان للمرة الأولى في تاريخ الصراع وسجل “انكسار إسرائيل” وإلزامها بالخروج من أرض تحتلها خروجاً دون قيد او شرط حتى ودون تفاوض وكان نصر لبنان في العام 2000 بتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي نقطة تحوّل تاريخية في مسار الصراع، ثم تكرّس ذلك في العام 2006 حيث منعت “إسرائيل” من تحقيق أيّ من أهداف عدوانها الهجومي على لبنان ما شكل هزيمة لها أطاحت بكثير من الرؤوس لديها في المستويين العسكري والسياسي. ورغم ان “حرب لبنان الثانية” كما تسمّيها “إسرائيل” أحدثت انقلاباً في المفاهيم وفرضت مراجعة العقيدة العسكرية الإسرائيلية إلا أنها لم تطح بالعقيدة القتالية لجهة الهجوم والحرب على أرض الخصم رغم أنها زجّت قسماً واسعاً من فلسطين المحتلة في أتون الحرب.
تنبّهت المقاومة لهذا الأمر، وأطلقت أول إشعار يضيء على نواياها المستقبلية عندما أعلن سيد المقاومة في لبنان “انّ على المقاومين ان ينتظروا يوماً يقاتلون فيه على أرض الجليل الفلسطيني المحتلّ”، ما شدّ الانتباه العام الى تطوّر استراتيجي خطر فُرض على “إسرائيل”، وعطفاً على ما كانت واجهته على يد المقاومة، فقد فُرض عليها الأخذ بجدية باستراتيجية دفاعية تعمل بها بالموازاة مع الهجومية التقليدية وهي الأساس في عقيدتها، واعتقدت انّ خطر الهجوم قائم على الجبهة الشمالية فركزت جهودها على اتقائه واعتمدت أسلوب الحدود المحصّنة والمعقدة التركيب من سياج شائك مكهرب الى سياج الكتروني أضافت اليه جدراناً إسمنتية عالية، وجهّزت المجموعة بشبكة مراقبة مسجلة ورادارات كشف الحركة، وعززت الحدود بالأبراج للمراقبة فضلاً عن حقول الألغام أحياناً. أسلوب بدأت به في الحدود مع لبنان ونقلته الى غلاف غزة التي نظمت أوضاعها لتكون منطقة آمن نموذجي لـ “إسرائيل”. ومع هذا السلوك ظنّت “إسرائيل” انّ للتسلل اليها طريق واحد هو الأنفاق، لذلك أوْلت مسألة المراقبة لكشف الحفر والأنفاق الحدودية أهمية خاصة واتخذت كلّ التدابير الوقائية لتمنع المفاجأة.
وفي صباح 7 تشرين الأول 2023 كان الزلزال الصادم يضربها من الجنوب عبر هجوم فلسطيني على أرض تحتلها وتدّعي ملكيتها، هجوم ينفذ تحت عنوان “طوفان الأقصى”، طوفان جرف المفاهيم العسكرية الإسرائيلية مع جرفه للتدابير الميدانية الدفاعية، زلزال هز كلّ شيء في “الكيان الزائل” فصدمت “إسرائيل” بحقيقة مرة لا أعتقد أنّ الأيام والأسابيع كافية لهضمها واستيعابها حقيقة تقول انّ “إسرائيل” تخدع نفسها عندما تدّعي أنها تملك القوة القادرة على حمايتها، وانّ عقيدتها القتالية سقطت ولم تعد صالحة في أركانها الأساسية للأعمال الآمنة.
فالمقاومة الفلسطينية استطاعت ان تعبر خط الفصل بين غزة المحرّرة وغلافها المحتلّ بالمئات من المقاومين الذين اندفعوا من البرّ وهبطوا من الجو ونزلوا من البحر، وهاجموا 50 موقعاً ومركزاً وفاجأوا “الجيش الذي لا يُقهر” في غرف نومه، وقتلوا وجرحوا وأسروا منه المئات، ولامس العدد غير النهائي من الخسائر 3000 صهيوني بين مدني وعسكري.
طوفان الأقصى جرف الصور الداكنة من تاريخ الصراع مع الصهيونية، وفتح باب مرحلة جديدة تختلف عن سابقاتها في أكثر من جانب ووضع المنطقة على عتبة فجر جديد وحفز وهو في أيامه الأولى لطرح أسئلة كبرى عن مسار الصراع وما ينتظر المنطقة.
والسؤال الأول يدور حول نطاق المواجهة وإمكانية توسع الحرب، هنا نقول انّ تهديد الغرب الأميركي والأوروبي و ”التمني والنصح” العربي والإقليمي بأن لا تدخل قوى أخرى في المواجهة والمقصود هنا حزب الله وإيران، انّ كلّ هذه الضغوط لن تؤثر في قرار محور المقاومة الملتزم بنظرية “وحدة الساحات” التي تقوم على قاعدتين: الأولى، صلاحية كلّ جبهة بإدارة نفسها ومواجهة ما يتهدّدها من أخطار كما ترى هي وتبقى الجبهات الأخرى في حالة الجهوزية والترقب، والقاعدة الثانية تحريك جبهة أخرى أو أكثر لنصرة او تخفيف الضغط عن الجبهة المشتبكة، وفي التطبيق العملي نقول انّ الحرب لن تتوسع طالما بقيت المقاومة في غزة مطمئنة الى وضعها فإنْ اختلّ الميزان لمصلحة العدو كان تدخل الجبهات الأخرى ممكناً لمنع استفراد مكوّن أساسي من مكونات محور المقاومة. وهذا ما أفصحت عنه صواريخ المقاومة على مراكز الاحتلال في مزارع شبعا اللبنانية.
والسؤال الثاني كيف ستنتهي المواجهة؟ قد يكون مبكراً طرح هذا السؤال لكنه أمر لا بدّ منه وجوابه بالمختصر انّ المقاومة الفلسطينية لا يمكنها التراجع عما حققت من منجزات قابلة للصرف في مجال تحرير كلّ الأسرى في سجون العدو وحماية فعّالة للمسجد الأقصى وقواعد إنسانية للتعامل مع قطاع غزة. أما العدو الإسرائيلي فإنه سيكون عليه الاختيار بين سيناريوات ثلاثة، إما عملية برية ضدّ غزة، وإما تطبيق نظرية الضاحية لتدمير غزة على أهلها، وإما عمليات عسكرية مركبة تنتج بيئة تفاوض بعد تدخل الوسطاء ونحن نستبعد الأول والثاني لأنّ فيهما انتحاراً او شبه انتحار أعتقد انّ إسرائيل لن تقدم عليه إلا في حال الجنون واليأس ونرجح الثالث الذي يلزمه بعض الوقت لتنضج ظروفه لذلك لا ينتظرن أحد وقف الأعمال القتالية قريباً.
أما السؤال الثالث فيدور حول تداعيات “طوفان الأقصى” على المشهد في المنطقة، هنا في الإجابة نقول انّ كلّ ما كان قائماً في المنطقة قبل الطوفان سيتأثر بدرجات متفاوتة من هذا الطوفان شاملاً في ذلك إجراءات التطبيع ودمج “إسرائيل” في المنطقة ومشاريع الربط الأمني والاقتصادي فضلاً عن الأفكار التي كانت تروّج لإنشاء المحور الإقليمي لمواجهة محور المقاومة، أما مشاريع تصفية القضية الفلسطينية على تعدّد عناوينها فإنها غرقت في مياه الطوفان ولا يمكن لعقل ان يتمسك بها ففلسطين انتصرت والسؤال ما هو حجم الانتصار وكيف يستثمر. ويبقى أن نشير الى فرضية التدخل الأميركي المباشر وزجّ قوات أميركية في الحرب لنسف تداعيات طوفان الأقصى تلك، واننا نستبعد هذه الفرضية التي تمنع العمل بها ظروف أميركا الذاتية كما والبيئة الإقليمية والدولية غير المناسبة لعمل عسكري أميركي مباشر ولو كانت أميركا جاهزة للحرب لما انسحبت من أفغانستان ولما تأخرت في أوكرانيا،
وفي الخلاصة نرى انّ طوفان الأقصى أحدث صدمة عظيمة بما حمله من مفاجآت وشكل زلزالاً أطاح بمعظم عناصر المشهد الفلسطيني والعربي والإقليمي، ومن المبكر الرسم الدقيق لعناصر المشهد البديل إنما يلخص بأنه مشهد انتصار للمقاومة ومحورها بشكل تاريخي غير مسبوق، ومشهد ذلّ وهزيمة وانكسار للمشروع الصهيوني ورعاته والعاملين به.
:::::
“البناء”، بيروت، 2023-10-10
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
✺ ✺ ✺
الطوفان سيعم المنطقة بأسرها!
افتتاحية قاسيون
تتواصل منذ الساعات الأولى من صباح السبت 7 تشرين الأول 2023، معركة «طوفان الأقصى» البطولية، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال «الإسرائيلي».
أوقعت هذه المعركة وما تزال في بداياتها، مئات القتلى وأضعافهم من الجرحى في صفوف العدو، وأسرت من جنوده عدداً غير مسبوق في كل تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، واقتحمت براً وبحراً وجواً مساحة تبلغ ضعف مساحة قطاع غزة، وأذلّت الاحتلال وكسرت شوكته.
إنّ هذه المعركة تشكل مفصلاً مهماً في مجمل الصراع، وستفتح الباب أمام تغيرات كبرى ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب، وإنما على صعيد المنطقة بأسرها.
بين المحددات الأساسية الضرورية لوضع هذه المعركة في سياقها، ينبغي الانتباه إلى العناصر التالية:
أولاً: إنّ هذه المعركة هي أحد أبرز مؤشرات الانتقال الشامل نحو عالمٍ جديد؛ نحو عالمٍ تتداعى فيه السطوة الاستعمارية الغربية بقطبيها الأمريكي والأوروبي على السواء، وبشكليها التقليدي والجديد (الاقتصادي). وهي في الوقت نفسه دفعة إضافية هامة في عملية الانتقال هذه، سرعان ما ستظهر آثارها في مجمل منطقتنا.
ثانياً: الارتباك والصدمة والضعف والفوضى في صفوف العدو، هي تعبيرٌ عن الأزمة الوجودية التي يعيشها الكيان الصهيوني، وفي الوقت نفسه، فهي تعبيرٌ عن أزمة التراجع الغربي العامة.
ثالثاً: إنّ التطور الهائل في قدرات ومعارف وإبداع قوى المقاومة، هو أيضاً تعبيرٌ عن الصعود الشعبي في العالم بأسره، وسيكون لما يجري اليوم في فلسطين آثاره العميقة في تصويب وتعميق مجمل الحركات الشعبية في منطقتنا وفي العالم، وفي خلق بوصلة واضحة لها باتجاه تجذير المطالب الوطنية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية، وبعيداً عن عمليات الاحتيال الغربي بأشكاله وألوانه المختلفة.
رابعاً: ما ستنجزه هذه المعركة لن يقف عند حدود حماية الأقصى، وتبادل أسرى، أو حتى تبييض معتقلات الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين، بل وفوق ذلك كلّه فإنها ستمثل خطوة مهمة باتجاه مشروع الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس؛ أي أنها ستسهم إسهاماً كبيراً في نضوج الظرف الموضوعي لتحويل الحلم إلى حقيقة، وفي آجالٍ غير بعيدة.
خامساً: إنّ الصهيوني كان يعلم تماماً أن التوازن الدولي يتغير في غير صالحه، وبسرعة، ولذلك فقد سعى ومعه الأمريكي لعقد اتفاقات أبراهام التطبيعية، لعلّ وعسى تشكل حجراً يسند جرة الكيان في وجه التغيرات القادمة لا محالة. هذه الحجرة لم تمنع الجرة من الوقوع، والجرة بانكسارها لن تنكسر على رأس الصهاينة وحدهم، بل وعلى رأس المطبعين أيضاً، والذين تزيد المؤشرات على أنهم يجهزون أرجلهم للركض هرباً من هذه الاتفاقات وتوابعها.
سادساً: إنّ وجود الكيان الصهيوني في قلب منطقتنا، تحول مع الوقت إلى جزء أساسي من المعادلات الداخلة في تركيب مجمل النظام الإقليمي، والمؤثرة في تركيب الأنظمة السائدة فيه. تهافت هذا الكيان وتراجعه والاقتراب من حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً، سيعيد تركيب كل المعادلة الإقليمية، وسيعيد تركيب مجمل الأنظمة في منطقتنا.
سابعاً: إنّ كل طلقة تخرج من المقاومة الفلسطينية باتجاه العدو الصهيوني، هي في الوقت نفسه رصاصة ضد المشاريع الغربية والصهيونية في المنطقة وفي سورية ضمناً. وهي طلقة تدعم وحدة سورية ووحدة شعبها، وحقه في تقرير مصيره بنفسه، وفي استعادة بلاده عزيزة كريمة، بعيداً عن كل أشكال الإتجار بها، الذي يمارسه المتشددون وتجار الحرب، وهي بهذا المعنى دعمٌ مباشر للشعب السوري في مأساته، ولكل شعوب المنطقة.
:::::
موقع “قاسيون”
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org