نشرة “كنعان”، 14 أكتوبر 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6648

طوفان الأقصى

قراءة للاشتباك مع نظرة للتاريخ القريب، د. عادل سماره

  • هذه الأمة الأشد استهدافا في الكوكب
  • أعداء معولمون وعملاء محليون

محمود فنون:

  • شكرا لجماهير الامة العربية المتضامنة مع فلسطين ولكن
  • البصر والبصيرة في المعارك الكبيرة

محمد سيف الدولة:

  • مسيرات مليونية للحدود ضد التهجير
  • رخصة عربية لقتل الفلسطينيين

نافذة على الصحافة الروسية | كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 4، اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

  • الفلسطينيون يطيحون بأسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر
  • هل هناك علاقة بين الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا؟

✺ ✺ ✺

قراءة للاشتباك مع نظرة للتاريخ القريب

  • هذه الأمة الأشد استهدافا في الكوكب
  • أعداء معولمون وعملاء محليون

د. عادل سماره

(أُعدت هذه المقالة بالإنجليزية بناء على طلب قوى يسارية من فرنسا وغيرها)

يختلف الكيان الصهيوني عن مختلف المستوطنات الراسمالية البيضاء في :

·       إن النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي هو المتروبول/البلد الأم خاصة هذا الكيان وليس دولة إمبريالية واحدة.

·       وهو منذ البداية إستيطان مؤدلج بالصهيونية المرتكزة على أساطير دينية مما ينفي مزاعمها العلمانية هادفاً لإقامة دولة. وعليه، وليس مجرد استيطان نتيجة هجرة فائض بشري أوروبي  خاصة في مرحلتين حصلتا في التاريخ:

o      غزوات الفرنجة للمشرق العربي

o      وغزوات فائض بشري أوروبي إلى الأمريكيتين وجنوب إفريقيا واستراليا ونوزيلنده والجزائر.

o      ثم الغزوات الاستعمارية الغربية في مرحلة راس المال والإمبريالية

في حين تقوم المستوطنات البيضاء الأخرى بتقليص عدد المهاجرين إليها، فالكيان الصهيوني لم يتوقف عن استجلاب مستوطين، مستوطنة لا تشبع.

إن هذا الكيان هو حالة عصابة مسلحة ارسلتها الإمبريالية بشكل إنتحاري لاختطاف وطن وبالتالي سيقاتل حتى ينتهي وسيستخدم حتى النووي. هذا الكيان هوالحالة الوحيدة في التاريخ العالمي الحديث الذي حظي بدعم مختلف القوى العالمية الكبرى أي الكتلة الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية، والإمبريالية، وكثير من الأنظمة العربية التابعة ولو قامت بذلك بشكل غير مباشر. لذا كان الهجوم على فلسطين معولما.

إن الكيان الصهيوني هو اغتصاب جزء من الوطن العربي إستكمالاً للاستهداف الإمبريالي للوطن العربي جميعه منذ ثلاثة قرون مما يعني أن قضية فلسطين هي عربية وليست فلسطينية فقط.

في كل الحروب التي قام بها هذا الكيان  لم يكن لوحده او بقوته الخاصة بل كان ولا يزال الغرب الراسمالي الإمبريالي شريكاً وقائداً للكيان عسكريا وبشريا وتسليحا وتمويلا وأعلاميا وثقافيا.

هو كيان إقتلاعي ولذا وحده الذي نجمت عنه حالة طرد ولجوء خارج الوطن المحتل.

لهذه العلاقة بالإمبريالية، فإن هذا الكيان هو استثمار استراتيجي للإمبريالية بمعنى مهما انفقت عليه الإمبريالية من اموال وقدمت من اسلحة وأرسلت من جنود وخبراء ، فإنها إستراتيجيا تربح أكثر جدا لأنه يحمي استغلالها للوطن العربي عبر دوره في منع الوحدة العربية  واحتجاز التطور العربي وتكريس نهب الوطن العربي وتقشيطه.

على ضوء ما ورد أعلاه، يمكننا قراءة ما حصل منذ السابع من أكتوبر الجاري، في معركة النموذج التجريبي لتحرير فلسطين  حيث أكد هذا العبور الدقيق والجريىء والسريع أن الصراع العربي الصهيوني هو صراع بين الأمة العربية وبين الثورة المضادة بثلاثيتها:

·       المركز الراسمالي الإمبريالي

·       الكيان الصهيوني

·       الأنظمة والطبقات العربية الحاكمة سواء الكمبرادور أو الطفيلية التابعة. اي الصهيونية الرسمية العربية .

وهذا يعني أن الصراع أو التناقض تناحري . فالعملية المسلحة التي قادتها حماس لم تكن مجرد اشتباك عادي بل مشروع أو نموذج أولي لحرب التحرير الشاملة.

لماذا نقول حرب التحرير؟

لأن كافة قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1948 عن حق الفلسطينيين في العودة إلى الجزء الأكبر المحتل عام 1948  من وطنهم لم تحصل بل وقام الكيان عام 1967 باحتلال بقية فلسطين وأجزاء من بلدان عربية أخرى اي مصر وسوريا، وهذا فرض على مصر وسوريا مواصلة الصراع حتى بعد هزيمة 1967. ما نقصده أن الأمة العربية، وليس الأنظمة،  تهدف عودة الشعب الفلسطيني عبر التحرير وليس استجداء الأمم المتحدة.

صحيح أن عديد الأنظمة العربية لم تقاتل اصلاَ لتحرير فلسطين وخاصة الممالك والإمارات منذ عام 1948  وركعت أنظمة أخرى  بعد هزيمة 1973 حيث كان نصر حقيقي قررت الولايات المتحدة والغرب منعه بالتدخل العسكري المباشر، أي منعه كنصر عربي في مطلق الأحوال.

لقد تلت هذه الحرب مقترحات عديدة لحل هذا الصراع منها بشكل خاص:

·       استعادة الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967. وهذا يتضمن الإعتراف بالكيان على المحتل عام 1948 وهذا ما تضمنته بوضوح ما تسمى “المبادرة العربية” والتي وافقت عليها مختلف الأنظمة العربية.

ولكن هذه السياسة رفضها الكيان الصهيونيً. هذا من جهة،ومن جهة ثانية، فإن موقف الأمة العربية/العروبة والشعب الفلسطيني ليس دولة في جزء من فلسطين بل تحرير فلسطين وعودة الشعب اللاجىء إلى وطنه.

هذا الفهم و التحليل،  تعبير عن قناعة ترتكز على وتتطابق مع قناعة الطبقات الشعبية في الوطن الكبير  بكل ما فيه من قوميات وإثنيات وليس العرب وحسب. وهذا الموقف يشكل رداً وتحدياً للاستهداف الراسمالي الإمبريالي ضد الوطن  الكبير.

وبالمقابل، فإن الثورة المضادة تُصر على هزيمة العرب ومنعهم من الانتصار مما يقود بالضرورة إلى استمرار الصراع.ومرد هذا العداء للعرب نجده في نهب هذا الوطن من جهة وكون الكيان الصهيوني الأداة الرئيسية لاستمرار هذا  النهب مما يعني أن تحرير فلسطين هو تحرير للشعب والثروات والجغرافيا أي هزيمة الإمبريالية.

 إن ما يدعم وجهة نظرنا كعروبيين شيوعيين هو أن الثورة المضادة تقاتل مع الكيان تماماً، وهذا ينفي أُكذوبة أن جيش الكيان لا يُقهر، أي ان هزائم العرب وانتصارات الكيان الصهيوني كانت لأننا قاتلنا دائما  الثورة المضادة أو لنقل النظام الراسمالي العالمي ، أو على الأقل مركز هذا النظام.

لقد إتضح هذا في محطات عدة من محطات أو حلقات الصراع، وها هي الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تقف بوضوح مع الكيان الصهيوني عسكريا وماديا وسياسيا وإعلامياً ونفسياً وتكشف بوقاحة صهيونية معظم الأنظمة العربية.

وهذا يهدم اسطورة الجيش الذي لا يُقهر حيث تأكد ذلك من إقتحام عدة مآت من المقاتلين لجنوب الأرض المحتلة عام 1948 وعجز جيش وسلطة الكيان الصهيوني عن التعامل معهم حتى اليوم السابع ولجوء العدو لمجازر على الهواء ضد المدنيين وإعلان العدو بوقاحة أنه لن يستمع لأحد. وهذا تزييف وتمثيل وكذب وكأنه صاحب حق أو كأنه في وطنه وتم الاعتداء عليه بينما هو اغتصب وطناً ويجب أن يواجه مقاومة حتى يتم إقتلاعه لإنهاء اقتلاعه لشعبنا.

كما هدم هذا الإقتحام الفلسطيني للكيان أكذوبة المبالغة في قدرة الكيان الاستخباراتية مما يؤكد أن النصر الاستخباري لا يتحقق حتى بوجود تكنولوجيا متطورة ولكن يتحقق بوجود جواسيس وعملاء في الطرف الآخر لأن الماكينة عمياء بدون البشر، فلم تحل الآلة محل البشر بعد. لقد إتضح  مما حصل  أن بنية المقاتلين الغواريين خالية من العملاء.

ومن جهة ثانية، ربما تمكنت حماس من التشويش السبراني ايضا على الكيان الصهيوني  وربما لها جواسيس في الكيان  الصهيوني نفسه.

إن تصوير الصراع كأنه فقط بين الكيان الصهيوني والعرب هو جزء من حرب نفسية ضد كل العرب ليشعروا أنهم جنس ضعيف وجبان ومتخلف وذلك بهدف سيطرة إستدخال الهزيمة على العرب مما يجعلهم مفتقرين للجرأة على القتال، وهو ما عبَّر عنه كيسنجر بعد حرب أكتوب 1973 حيث قال: “كنا نعتقد أن العرب لن يجرؤوا على القيام بحرب ضد إسرائيل ولذا اقمنا اكبر جسر جوي في التاريخ لدعم إسرائيل”

وقد كررت هذا بعض قيادات الكيان الصهيوني قبل بضعة اسابيع.

إن الحقيقة، هي أن العرب مثل اية أمة، لا بد أن يقاتلوا دفاعا عن وطنهم وخاصة الجزء الذي جرى إغتصابه وتشريد اهله.

وهنا علينا التفريق بين الأنظمة العربية والأمة العربية بل العروبة  بل ولا بد أن نركز على مسألة اساس وهي ضرورة قيام الشعب بالقطيعة والطلاق مع النظام العربي الحاكم كشرط لمواصلة النضال وصولا إلى:

·       إقامة الدولة العربية المركزية والوحدة العربية

·       وإنجاز النصر في القضية المركزية في الصراع وهي القضية الفلسطينية.

لقد أكدت هذه المعركة أيضاً تحليلنا وقرائتنا لبنية الكيان الصهيوني الذي هو تجميع قطع غيار من مئة أمة وبالتالي  لا توجد أمة إسرائيلية ولا قومية  ولا ثقافة موحدة إسرائيلية بل الموجود هو تجمع عسكري حربي يجمعه القتال لمنع العرب من تحرير فلسطين. 

إن قيام عدد من الدول الغربية المعادية للعرب ب:

·       إعلان الدعم الشامل للكيان في هذه المعركة

·       وألاحتجاج على اسر أو قتل بعض رعاياها في الكيان يثبت نظريتنا بأن هذا الكيان هو تجميع بشري شبيه بالأمم المتحدة.

في الأيام القليلة لهذه  المعركة هبَّ الإعلام الغربي للدفاع عن الكيان واتهام حماس وكل المنظمات الفلسطينية بأنها قاسية وقتلت مدنيين…الخ.

ومعروف أن أية حرب ربما يُقتل فيها مدنيين، ولذا أصلا تمت صياغة بند حماية المدنيين، وهذا مختلف عن استهداف مقصود للمدنيين.

ويمكننا تلخيص هذه المسألة أو أكاذيب الإعلام الغربي في التالي:

·       صحيح أن النازية قامت بمذبحة مشتدة ومكثفة ضد اليهود

·       ولكن اليهود يقومون بمذبحة ممتدة ضد الشعب الغربي الفلسطيني منذ مئة سنة.

لا يمكن لأي إنسان لديه عقل  أن يتجاهل أن هذه الدولة العسكرية المسلحة بالسلاح النووي تقوم على أرض غيرها، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل وحشية جنود الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين المدنيين خاصة نساء وأطفال.

وها هو اليوم يقطع عن أكثر من إثنين مليون ونصف فلسطيني في غزة يقطع الماء والكهرباء والغذاء والاتصالات.

حصر المقاومة في الفلسطينيين…خيانة

منذ سنوات ومستدخلي الهزيمة يسمون الصراع بأنه فلسطيني/إسرائيلي،  وهذا مقصود به نزع القضية الفلسطينية من عمقها العربي في محاولة مكشوفة لدعم الكيان الصهيوني والتطبيع معه. كان هذا في الخطاب السياسي المهزوم.

ولكن دخل في السنتين الأخيرتين خطاب يحمل نفس الهدف ولكن بأدوات مختلفة تماما. ففي أعقاب توسع الكفاح المسلح في الضفة الغربية المحتلة وحصول مسيرات للمسلحين في نابلس وجنين خاصة وتقديم الشعب تضحيات جريئة وكبيرة بدأ الإعلام الرسمي العربي وضمنه إعلام المحور في تضخيم نضال الفلسطينيين إلى درجة أن البعض أخذ يزعم أن الفلسطينيين وحدهم سوف يقتلعون الكيان الصهيوني.

وهذا في الحقيقة توجه خطير يصب لصالح الكيان الصهيوني بقصد أو بغير قصد. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإنه يتجاهل أن الكيان احتل فلسطين ليكون أداة ضد كل الوطن الكبير.

ومن المفارقة أن الذين كانوا حتى يوم 7 أكتوبر يحصرون النضال في الفلسطينيين أخذوا يستعيدون أهمية العمق العروبي في الصراع بمعنى أن الحدث فرض نفسه كي يستقيم الموقف ويقف الديالكتيك على قدميه بدل ان كان مثل جدل هيجل واقفا على رأسه/كارل ماركس..

تقويض العروبة وحصار خاص بالعرب

والحقيقة، فإن حصر النضال في الفلسطينيين والزعم بقدرتهم على هزيمة الكيان الذي هو جوهريا كل قوى الثورة المضادة إنما يهدف إلى تقويض العروبة ليبقى الوطن الكبير في وضعية التفكك والتجزئة وحتى الحروب البينية عرب ضد عرب كما حصل عام 1991 في إشتراك جيوش عربية ضد القطر العربي العراقي، وهي الجريمة التي أسست للربيع العربي الذي كانت من نتائجه تدمير الجمهوريات العربية في سوريا، وليبيا واليمن. وبالطبع سبقت ذلك جريمة العشرية السوداء ضد الجزائر. ما نقصده هنا تحديداً هو إن العروبة هي القوة الحقيقية والكفؤة لمواجهة الثورة المضادة بينما النضال الفلسطيني هو المفجر الأساسي لتحرير الأرض المحتلة وتفجير الثورة في كل الوطن وصولاً إلى الحرية والتنمية والوحدة والاشتراكية.

وفي سياق تقويض العروبة، جرى تشكيل جيوش الاستشراق الإرهابي بقتل موسع من عرب، اي قوى الدين السياسي الإرهابي، ضد الجمهوريات العربية، اي عرب ضد عرب وهذا لم يحصل  في اي مكان آخر.

بل حتى الحصار المخصص ضد العرب لا نظير له لا ضد كوبا ولا ضد كوريا الديمقراطية ولا ضد السوفييت إثر ثورة أكتوبر ولا ضد إيران. في كافة هذه الحصارات كانت هناك منافذامن جيران أو دول قوية يصعب ضرب سفنها أو استثناءات سمح بها العدو الإمبريالي بينما في حصار العراق في فترة صدام وسوريا  اليوم لم يُسمح بأي تساهل، بل ما يحصل ضد سوريا هو إقتلاع مقصود للمجتمع لتفريقه على الكوكب ومنع عودة من يرغب إلى سوريا  أي اجتثاث شعب وهذا تكرار للحالة الفلسطينية .

إن ما يحصل ضد فلسطين هو فلسطنة الصراع بشكل مقصود وحتى فك كل جزء فلسطيني عن الاخر بحيث لا يشارك في القتال، وفك الشعب العربي عن أية مشاركة في النضال لصالح فلسطين، وفي اللحظة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر.

إن التناقض مع الإمبريالية والصهيونية والأنظمة العربية التابعة هو تناحري، ولأنه تناحري فإن الإمبريالية، بل الثورة المضادة تدخله مباشرة الآن:

·       جيش الكيان يحرق المدنيين في غزة

·       الإمبريالية الأمريكية والبريطانية ارسلت قواها التدميرية إلى شواطىء غزة وسوريا وتقوم بنفس العدوان وإن باشكال أخرى الإمبريالية النازية الألمانية ومختلف دول أوروبا.

·       الأنظمة العربية التابعة فتحت حدودها ومطاراتها لقوى العدوان وتلعب دور إحباط للشعب وتتجسس ايضا.

من جهة ثانية/ فإن الكيان الصهيوني هو بنية استيطانية غير شرعية مسلحة وهو أيضا في دوره ووظيفته بنية عملاء للغرب الراسمالي الإمبريالي من عامل النظافة حتى رئيس الوزراء ولا يمكنه أن يكون غير هذا، وعليه، فهو تجربة إنتحارية لا تقوى حتى على التفاوض،هذه تربيته وهذا دوره، كما أن مصيره مرتبط بمصير الإمبريالية او مجمل الثورة المضادة في المنطقة وهذا خطر تنظيفه يأخذ وقتا.

قد يسأل البعض :في حالة هزيمة الكيان وتحرير فلسطين ما الحل تجاه اليهود؟

وهنا يجدر التركيز بأن هذا هو الخطوة الثالثة في مصير الصراع، وهذا ما اظهرته التجربة التحريرية لحماس يوم 7 أكتوبر أي مشروع تجريبي للتحرير، حيث اثبتت ما كنا نقوله كعروبيين منذ ثمانية عقود وما قاله المفكرين العروبيين منذ بداية القرن العشرين بأنه تناقض تناحري، وقاله كارل كاوتسكي 1930 وهو:

أولاً: لا بد من تغيير الواقع السياسي السلطوي في الوطن الكبير باتجاه وحدوي تقدمي على الأقل،

وثانياً: هذا يعني اقتلاع  السيطرة الإمبريالية عن هذا الوطن،

وثالثاً: حينها يصبح تحرير فلسطين فلسطينيا وعروبيا قيد التنفيذ وليس فقط الإمكان.

ولا ينتج عن هذا إلا نظام عروبي إشتراكي.

وقد يسأل البعض وماذا عن اليهود والذين هم مستوطنين؟

إن ردنا، أنهم هم الذين عليهم الإختيار بعد التحرير، فإما أن يرحل من لديه وطن وجنسية أخرى، حيث سيختار ذلك دون دور لنا فيه، ومنهم من سيبقى وبالتالي سوف يكون من رعايا الدولة العروبية الكبرى، ولكن عليه التخلي عن أرض وبيت كل فلسطيني. وتكون مسؤولية حياته وعيشه على عاتق الدولة الكبرى الجديدة.

وقد يسأل البعض: ولكن كيف لدولة إشتراكية أن تُصر على الملكية الخاصة حتى ولو اساساً هي حق للفلسطينيين؟

وهذا يفتح على مسألة أن النظام الإشتراكي ،وخاصة بعد التجربة الصينية في عهد ماو تسي تونغ بقي يعتمد قانون القيمة ولم يتطور بعد لإلغاءالملكية الخاصة فعليا، وهذا أوضح كثيراً في الصين اليوم لأن إنجاز هذا الأمر هو في الانتقال إلى الشيوعية.وحينها يكون العالم في مناخ آخر وثقافة أخرى أممية وإنسانية.

أخيرا، ونحن في اليوم السابع للصراع والعدوان الوحشي الأمريكي الصهيوني والتآمر التابع العربي/اي صهاينة العرب الرسميين  :هل سيشارك محور المقاومة في الدفاع عن فلسطين؟ نفضل عدم التكهن حتى حينه.

✺ ✺ ✺

محمود فنون:

  • شكرا لجماهير الامة العربية المتضامنة مع فلسطين ولكن
  • البصر والبصيرة في المعارك الكبيرة

✺ ✺ ✺

شكرا لجماهير الامة العربية المتضامنة مع فلسطين ولكن

13/10/2023م

المطلوب الوقوف في وجه الانظمة الحاكمة ومحاسبتها بما هو ابعد من التنفيس.

خرجت وتخرج اليوم حشودات جماهيرية كبيرة في الوطن العربي تعبيرا عن غضبها على العدو وتضامنها مع الشعب العربي الفلسطيني تحت القصف والقتل والدمار في غزة وكل فلسطين.

متضامنة من القلب وبمشاعر جياشة تعبر عن انتمائها العروبي وحقدها على محور العدو الذي تتزعمه امريكا.

وتعبر عن غضبها على العدو الذي يقصف ويدمر قطاع غزة دون رحمة .

يقصف دون رحمة ودون ان يحسب الحساب للسلطات الحاكمة في الوطن العربي الكبير بل بتواطئها.

تخرج الجماهير تحت عنوان التضامن وقد تفسح لها الحكومات بهامش من الحرية للتعبير والتنفيس وربما تغض الطرف عنها مرة او مرتين واكثر ما دام الامر لا يتعدى شعارات التعبير والتنفيس .

وتشعر الجماهير الفلسطينية بدفء هذا الحراك وتعتز به ولكن؟

ولكن هذه الحشودات مهما تضخمت فهي لن تردع الحلف المعادي ولن تمنع سقوط الصواريخ على رؤوس سكان القطاع. ولا تحمي طفلا واحدا من اطفال القطاع.

____لا بد من تغيير الشعارات .

يجب ان تتطور الشعارات من التضامن الى الغضب على العدو وعلى الحكام الرجعيين العرب من اجل كنسهم وتغييرهم تحت شعارات التحرر من التبعية وتطهير البلاد من النفوذ والمصالح الامبريالية وسحق الهيمنة الغربية المباشرة وتلك الهيمنة التي يمارسها العدو بواسطة الحكام السفلة من المحيط الى الخليج.

يجب ان تتحول هذه الحراكات الى ثورة على الخنوع والخانعين والتقسيم بما يمس مصالح الغرب الاستعماري ووقف توريد ثروات الامة لهم بما في ذلك وقف تصدير النفط والغاز .

مقاطعة تنزيل وتحميل بضائعهم في الموانيء والمطارات وطرد سفاراتهم وشركاتهم .

وطرد سفارات ومكاتب العدو الاسرائيلي في مصر والاردن والخليج والمغرب والسودان وسحق المطبعين . وطرد الجيوش والقواعد الاجنبية.

لماذا لا ترفع في مصر شعارات تحرير سيناء والغاء كامب ديفد وطرد السفارة والتحرر من كل تكبيل يتعلق بالغاز والنفط .وكذلك في الاردن .

بهذا يكون التضامن مع فلسطين اليوم وغدا وفي كل زمان .

أنا اعرف ان الاحزاب مخصية في معظمها ومتعايشة مع الحالة القائمة . وهذا يعني غياب القيادة ، وغياب القيادة يعني غياب الاتجاه وسيطرة العفوية . ولكن الغضب على الحكام وضرب مصالح الغرب الاستعماري يظل ممكنا على اية حال .

اما الحراك بمستواه الحالي وكل ما يلقى من خطابات فهو ضروري ولكنه لا يحد من القصف والدمار .

✺ ✺ ✺

البصر والبصيرة في المعارك الكبيرة

14/10/2023م

لا شك انها معركة كبرى تدور الان على قطاع غزة بل هي حرب تدمير وتهجير وابادة . وهذا واضح جدا وليس بكائية مما يطرحه ناشرو الاخبار ومن معهم من المحللين الرصين منهم والم​بتذل .

ما الذي يجري ؟

من المؤكد أن إسرائيل تستهدف تنفيذ قرارها وقرار الغرب ياجتثاث حماس في هذه الحرب وبعدها اجتثاث حزب الله . وفي الحالة الاولى لا بد من تطهير الجغرافيا قبل زحف الجنود البري وهذا السيناريو نفسه سوف يعملون على تطبيقه في وقت ما في لبنان سواء دخل حزب الله في القتال الان او بعد حين أو لم يدخل .

كل مراقب يعرف أن قرار تنظيف غزة وجنوب لبنان مأخوذ من زمن بعيد وتم تسبيب دخول غزة إثر العملية البطولية الجريئة التي نفذتها المقاومة ولا يجوز اعتبار العملية هي مقامرة أدت إلى كل هذا الدمار في غزة بل العدو هو الذي يقوم بكل هذا الدمار وما سيتبعه بحكم سياسة أصيلة متجذرة فيه تستهدف تهويد فلسطين والاستقرار فيها .

إلى هنا .

ماذا عنا :

أولا: نحن مقاومة مسلحة منظمة نعمل في بحر الحماهير وحالة من حالات النضال الفلسطين بتكويناته السياسية والعسكرية والجماهيرية .

ثانيا : لا يجوز القفز عن هذا التعريف كي لا تكون قفزاتنا في الهواء . فنحن نناضل بصفتنا مقاومة مسلحة وليس جيشا نظاميا .

ثالثا : المقاومة تعتمد قوانين المقاومة وليس غيرها ويكون عملها بمفاجأة العدو فقط والانسحاب الفوري من الميدان بعد تنفيذ المهمة وليس مجابهة الجيش أبدا .

رابعا : تكون عملية تثقيف المقاتلين متواصلة وتستهدف دفعهم لضرب العدو والعودة سالمين  ليقوموا بتنفيذ مهام أخرى بعد تصليب عودهم فيصبحوا كادرا ثمينا تحرص القيادة عليه ليستمر ويقدم الخبرة لغيره وذلك من أجل تواصل المقاومة .

خامسا : من الخطأ جعل هدف المناضل هو الاستشهاد بل ضرب العدو والعودة سالما . هناك حالات استشهادية وهي حالات خاصة  ولا يجوز سحبها على غيرها أبدا .

مع العلم أن كل مناضل يعلم أن مشاركته في النضال قد تصل به إلى الشهادة أو الاصابة أو السجن أو الابعاد والمناضل مستعد روحيا لكل احتمال من هذه الإحتمالات .

خامسا : برأيي المتواضع أنه كان يتوجب عودة الفدائيين الذين قحموا فلسطين بعد تنفيذ المهام التي أوكلت لهم وبعد عودة الدفعة الأولى تجنبا لقتال المجابهة مع الجيش العدو كي يستمروا بممارسة دورهم أمام الإجتياح المحتمل .

ارتباطا بذلك وحال توغل الجيش العدو في القطاع فإن العمل الفدائي هو الوسيلة الوحيدة ودون غيرها .

أما إذا كان القرار غير ذلك فسيكون قرار معركتهم الأخيرة وأقل جدوى من مقاومة حرب العصابات قوية التأثير والمخيفة لجيش العدو الطويلة الامد .

نعود للبداية :نحن محاصرون ويجب أن نتطلع ليس إلى ما يقوله بعض الحكام العرب من التباكي والتعاطف بل إلى ما تفعله أيديهم وهم جميعا في صف الأعداء وكلهم جوقة واحدة تضغط وتهدد حزب الله وسوريا لردعهم وتغض الطرف عما تفعله قوات العدو من جرائم ضد شعبنا .

ومصر لا تستطيع فتح معبر رفح ولا إدخال المساعدات وهي تلتزم بالامر الامريكي الاسرائيلي وليس بأي موقف عروبي وإن فتحت المعبر أو أغلقته فهذا ارتباطا ببرنامج الاحتلال لا غيره .

✺ ✺ ✺

محمد سيف الدولة:

  • مسيرات مليونية للحدود ضد التهجير
  • رخصة عربية لقتل الفلسطينيين

✺ ✺ ✺

مسيرات مليونية للحدود ضد التهجير

Seif_eldawla@hotmail.com

استيقظنا صباح الجمعة 13 اكتوبر 2023 على خبر انذار (اسرائيلى) لسكان شمال غزة البالغ عددهم حوالى مليون ومئة الف بضرورة الاخلاء والنزوح الى جنوب غزة خلال 24 ساعة، فى خطوة شديدة الخطورة تعيد الى الأذهان جرائم التهجير الصهيونى القسرى لـ 800 الف فلسطينى عام 1948.

ونحن نثق فى صلابة وثبات الشعب الفلسطينى ومقاومته وفى رفضه الاستجابة للتهديد الصهيونى، خاصة بعد ما شاهدناه من عمليات عسكرية فذة اوقعت خسائر غير مسبوقة فى صفوف العدو.​

ولكن نظرا للخطورة البالغة لهذا الأمر، فاننا لا يجب أن نترك الفلسطينيين وحدهم فى مواجهة جرائم الابادة والتهجير، ولا يمكن ان نقبل أو نسمح بتمكين الاحتلال من تنفيذ مخطط التهجير أمام أعيننا، ويجب ان نسارع الى حشد كل جهودنا وامكانياتنا للمشاركة فى وأده واجهاضه.

ولذلك فاننا نناشد الشعوب العربية وقواها الوطنية فى مصر والأردن ولبنان وسوريا ان تسارع الى تنظيم مسيرات مليونية مضادة للتهجير القسرى تتوجه صوب الحدود الفلسطينية على وجه السرعة.

كما نناشد السلطات فى هذه الأقطار أن تدعم هذه المسيرات ولا تمنعها، بل عليها أن تبادر لتنظيمها وادارتها وتوجيهها.

ان انظمة الحكم العربية فى حالة ضعف شديد فى مواجهة الحشود والتهديدات العسكرية الامريكية الاخيرة فى المنطقة، واشك ان منها من سيجرؤ على التحدى والتصدى الصريح والمباشر العسكرى للخطة الاسرائيلية/الامريكية لاخلاء القطاع وتهجير الاهالى.

ولذلك أتصور أن سلاحها الرئيسى للانقاذ والمواجهة والضغط فى هذه اللحظة هو تصدير شعوبها والاحتماء بها.

*****

القاهرة فى 13 أكتوبر 2023

✺ ✺ ✺

رخصة عربية لقتل الفلسطينيين

·         يقر الطرفان ويحترم كل منهما حق الآخر فى أن يعيش فى سلام داخل حدوده الآمنة والمعترف بها. (1ب من المادة الثالثة من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية 26 مارس 1979)

·         يعترفان بحق كل منهما بالعيش بسلام ضمن حدود آمنة. (من المادة الثانية من معاهدة وادى عربة بين الأردن واسرائيل 26/10/ 1994)

·         تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن، وتقبل المنظمة قراري مجلس الأمن رقمي 242 و338.. ونبذ استخدام الإرهاب وغيره من أعمال العنف (من خطاب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل الصادر فى 9/ 9/ 1993)

·       وتلاهم الامارات والبحرين والمغرب فى السنوات الأخيرة.

·       ومن لم يعترف بعد من الدول العربية اكتفى بالمطالبة بدولة فلسطينية على حدود 1967 فى اعتراف ضمنى بحق (اسرائيل) فى ارض فلسطين 1948

***

·       مع استمرار حرب الابادة الاسرائيلية وسقوط كل هذه الاعداد الهائلة من الشهداء يوميا، يتوجب على كل الدول العربية سحب اعترافها بشرعية (اسرائيل) الباطلة.

·       فاذا كانت (اسرائيل) دولة مشروعة، (وهي بالطبع ليس كذلك) فان كل ما ترتكبه من احتلال ومذابح وجرائم، مباح ومبرر وفقا للقواعد والمواثيق الدولية التي تبيح للدول “الطبيعية” الدفاع عن أمنها القومي.

·       وإذا كانت (اسرائيل) دولة مشروعة (وهي ليست كذلك) فان المقاومة الفلسطينية تستحق وصف الارهاب.

·       ولذلك فان الخطاب الصهيوني والأمريكي للرأي العام العالمي ينطلق دائما من ان ما تفعله (اسرائيل) ينخرط تحت بند الدفاع الشرعي عن النفس في مواجهة جماعات ارهابية لا تعترف بها وتريد ان تزيلها من الوجود.

·       وهو ما يقوله نتنياهو وبادين والاتحاد الأوروبي اليوم ردا على عملية طوفان الأقصى

·       ان الاعتراف العربي بشرعية دولة (اسرائيل) الباطلة، هو بمثابة عملية انتحارية، تترتب عليها عواقب وآثارا كارثية لا تنتهي، على رأسها اعطاء رخصة عربية رسمية لاسرائيل لقتل الفلسطينيين وارتكاب كل هذه المذابح بذريعة حقها في العيش في أمان والدفاع عن نفسها.

·       اسحبوا اعترافكم واقطعوا علاقاتكم واوقفوا التطبيع وأنقذوا اهالينا في فلسطين واحقنوا دماءهم.

*****

القاهرة فى 14 أكتوبر 2023

✺ ✺ ✺

نافذة على الصحافة الروسية | كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 4، اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

  • الفلسطينيون يطيحون بأسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر
  • هل هناك علاقة بين الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا؟

✺ ✺ ✺

الفلسطينيون يطيحون بأسطورة  الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر – في الحروب الحديثة، لا يكفي التفوق العسكري التكنولوجي على العدو.

فلاديمير موخين

 كاتب عمود في جريدة “نيزافيسيمايا غازيتا”

 8 أكتوبر 2023

 يُظهر القتال بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس أنه في صراع عسكري حديث، حتى العدو الضعيف من الناحية التكنولوجية، كما بدا الفلسطينيون حتى وقت قريب، يمكنه تحقيق نتائج.

 استخدم المقاتلون تكتيكات عسكرية حققت نجاحًا غير متوقع في الساعات الأولى، وبالنظر إلى ذلك، فمن غير الواضح كيف سيتصرف الجيش الإسرائيلي لو كانت حماس مدعومة من مجموعات مسلحة أخرى في العالم الإسلامي، والتي يتمتع الكثير منها بخبرة واسعة في محاربة التكنولوجيا الفائقة مثل جيوش الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى.

 في صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، تعرضت المناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، لعدة هجمات غير مسبوقة باستخدام الصواريخ، والتي تم إطلاق حوالي 5000 منها، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام. ونظام القبة الحديدية الإسرائيلي المضاد للصواريخ، ومزاياه والتي كثر الحديث عنها في العالم لم تستطع مواجهة مثل هذه الهجمات.  أصابت العديد من الصواريخ، وفقًا لمقاطع الفيديو المنشورة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، أهدافًا مدنية وعسكرية.  وفي خضم الغارات، تغلب مقاتلو حماس، باستخدام الطائرات الشراعية في بعض الحالات، على الجدار الأمني وهاجموا المستوطنات الإسرائيلية خارج قطاع غزة.  كما هاجمت الوحدات القتالية الفلسطينية من البحر على متن سفن صغيرة.  ودخل بعض المهاجمين إلى الأراضي الإسرائيلية عبر أنفاق تحت الأرض، وكذلك عبر فتح ممرات في الحواجز والجدار الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية.

 ولم يكن المسلحون خائفين من مهاجمة القواعد العسكرية ومقرات الجيش الإسرائيلي.  وفي كثير من الحالات، كان عامل المفاجأة حاسماً، ومن الواضح أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لم تكن على علم بخطط حماس.

 معلق BBC بول آدامز، معلقا على الأحداث، يعتقد أن “الأمر لا يتعلق فقط بما قد يكون على الأرجح أسوأ فشل استخباراتي منذ حرب يوم الغفران عام 1973.  وأضاف أن الشيء الرئيسي هو أنه يبدو أن إسرائيل لم تفقد السيطرة على مدنها ولو مرة واحدة، كما حدث يوم السبت”.  ويقيم التحركات الفلسطينية على أنها “عمل منسق بعناية فائقة، نعم، عمل سري من أعمال الحرب الهجينة: إطلاق مئات الصواريخ، يليه غزو عبر عدة نقاط للسياج الحدودي الحصين”.

 والآن يستمر القتال مع الفلسطينيين في بعض المدن.  أفادت التقارير أن مقاتلي حماس قد أسروا العشرات من الإسرائيليين والمواطنين الأجانب خلال اليوم الأول من الصراع وهم محتجزون في قطاع غزة.  مئات القتلى (وفقا لتقارير وسائل الإعلام – ما يصل إلى 600)، وآلاف الجرحى (حوالي 2000) – هذه خسائر فادحة لإسرائيل، وبالتالي فإن القيادة العسكرية للبلاد تستعد لعملية برية واسعة النطاق ضد حماس، وتعبئة عدة مئات الآلاف من الاحتياط لهذا الغرض.  لكن السؤال هو: هل سيهزمون حماس؟

 هناك الكثير من مقاطع الفيديو القادمة من منطقة القتال، وبالحكم على ما يحدث، أظهرت وحدات الجيش الإسرائيلي يوم السبت استعدادًا قتاليًا منخفضًا بشكل عام.  وأشار الخبير العسكري الروسي المعروف، قائد كتيبة “فوستوك”، ألكسندر خوداكوفسكي، إلى أن “حشدًا من الفقراء يحملون أسلحة رشاشة في أيديهم، دون سترات واقية ومعدات متطورة” خرجوا ضد الجيش الإسرائيلي، ولكن هناك أيضًا علامات أن لديهم وسائل تدمير فعالة للغاية – “على وجه الخصوص، الطائرات بدون طيار المجهزة بالقنابل المعلقة”.  ويعتقد خوداكوفسكي أن قوات الأمن الإسرائيلية “ستكون قادرة على التعامل مع حشد من المهاجمين غير المدربين، ولكن إذا واجهت فجأة عدواً أكثر تنظيماً، فسوف يواجه الإسرائيليون مفاجأة كبيرة: جيشهم ليس جاهزاً للقتال”.  ولدعم هذه الاستنتاجات، يقول إن جنود الجيش الإسرائيلي، “بعد أن تعودوا الاعتماد على التكنولوجيا، يتحركون بدون ثقة على الأرض”.

 وكما قال خوداكوفسكي، في اجتماع مع القوات العاملة في أوكرانيا، “كان من الممكن أن تنتهي الدبابات في شوارع المدينة في المربع الأول – كان من الممكن تدميرها ببساطة”.  “كان الإسرائيليون يقودون آلياتهم بلا مبالاة عبر المناطق الحضرية، دون خوف من المسلحين الذين يحملون قاذفات القنابل اليدوية.  ربما يكونون مقتنعين بأن القوة المهاجمة غير قادرة على القيام بعمل فعال، ولكن “حتى المرأة العجوز يمكن أن تتعرض للخداع”.

 بدوره، يعتقد الخبير العسكري، الفريق المتقاعد يوري نيتكاتشوف، أنه عند الاستيلاء على القواعد العسكرية والمستوطنات في إسرائيل، استخدم الفلسطينيون بشكل فعال تكتيكات القتال المباشر.  “هناك لقطات لهم وهم يضربون دبابات ميركافا بقذائف RPG-7، المألوفة منذ العهد السوفياتي، ويسقطون ذخيرة من طائرات بدون طيار.  كما ضربوا أهدافًا مدرعة للعدو من نظام صواريخ “دهلافيا” الإيراني المضاد للدبابات ليلاً، حيث سارت طوابير الجيش الإسرائيلي لسبب ما في الظلام ومصابيحها الأمامية مضاءة.  يقول الخبير : “هناك عجز واضح لدى الجيش الإسرائيلي في تنظيم الدفاع بكفاءة أثناء القتال عن قرب وفي أثناء الحركة”.

 ويوافق نيتكاتشوف، مع خوداكوفسكي، على أن الجيش الإسرائيلي واجه معارضة بشكل رئيسي من قبل قوات المقاتلين الفلسطينية سيئة التدريب بشكل عام، ويوم الأحد في شمال إسرائيل من قبل بعض وحدات حزب الله اللبناني.  ولكن دعونا نسأل أنفسنا ماذا سيحدث إذا اخترقت جماعات إسلامية مسلحة أخرى عبر مصر ولبنان والأردن الحدود إلى فلسطين وإسرائيل، على سبيل المثال، الحوثيون اليمنيون، ومسلحو طالبان، وما إلى ذلك.  وهم يجيدون تكتيكات القتال المباشر، ولديهم مهارات في العمليات القتالية، ومجهزون بأسلحة حديثة.  ستكون هناك حرب كبيرة حقيقية، يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية، حيث أن الولايات المتحدة وجميع الدول الأوروبية تقريبًا تقف وراء إسرائيل.  وسيدافعون عن إسرائيل”، يعتقد الجنرال.

 ويتوصل الناشط السياسي أوليغ تساريوف إلى استنتاجات مماثلة: “مهما كان الأمر، فإن ما حدث أظهر أن إسرائيل معرضة للخطر.  ويعتمد الكثير الآن على مدى سرعة استعادة إسرائيل للنظام في أراضيها.  وكلما طال أمد هذه العملية، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يرغبون في الانضمام إلى حماس.  وعندها سوف يشتعل الشرق الاوسط بأكمله، وربما العالم كله، في النيران”.

✺ ✺ ✺

هل هناك علاقة بين الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا؟

ديمتري بافيرين

كاتب صحفي روسي

خبير في الشؤون الدولية

 10 أكتوبر 2023

أصبح التصعيد المفاجئ للصراع في الشرق الأوسط بمثابة كارثة على قطاع غزة، ومأساة لإسرائيل، وموضوع تفكير صعب بالنسبة للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.  إن ما يحدث يمثل تحديًا خطيرًا له وللجيش الأوكراني.  وعلى الرغم من بعد أوكرانيا عن إسرائيل، تواجه كييف الآن ثلاث مشاكل جديدة.

 وكما قال فلاديمير زيلينسكي في موقفه اليومي المسائي، فإن “روسيا “مهتمة” بالتحريض على الحرب في الشرق الأوسط”، وادعى أن لديه “معلومات موثقة” في هذا الشأن.

 عندما يتحدث زيلينسكي عن روسيا، لا داعي لتصديقه.  لكن الصياغة جديرة بالملاحظة: “مهتمة”.  فهي لم تنظم هجوماً لحماس على إسرائيل، كما يزعم المتهورون بين الليبراليين الروس الهاربين، ولكنها كانت فقط “مهتمة”.

 للوصول إلى مثل هذه الاستنتاجات لا نحتاج إلى “معلومات موثقة”، ويكفي إتباع المنطق الأوكراني: فما هو سيئ بالنسبة للسلطات في كييف مفيد لروسيا.  وما يحدث في الشرق الأوسط يمثل مشكلة كبيرة حقًا بالنسبة لزيلينسكي – وأكثر أهمية لأوكرانيا من أي دولة أخرى، باستثناء إسرائيل نفسها واعدائها العرب.  هناك على الاقل ثلاثة اسباب لحدوث ذلك.

1) أولاً: لن ترفض الولايات المتحدة ولا دول أوروبا الغربية دعم إسرائيل؛ والتردد في هذا الصدد أمر معتاد فقط في دول أوروبا الشرقية والدول الاسكندنافية.  وبالنظر إلى أن مجمعهم الصناعي العسكري يعمل بالفعل إلى الحد الأقصى، وقد استنفدت الترسانات والميزانيات العسكرية بشكل كبير بسبب التحضير لـ “الهجوم المضاد الفاشل في الربيع والصيف للجيش الأوكراني”، فإن الصيغة بسيطة للغاية : كلما حصلت إسرائيل على المزيد، تحصل أوكرانيا على أقل.  وزيلينسكي يدرك ذلك جيدًا.

ومن غير الواضح ما إذا كان يدرك أن الدعم الغربي لإسرائيل في هذا الوضع لن يقتصر على توريد الذخيرة طوال مدة عملية الجيش الإسرائيلي.  وكما أظهرت الأحداث الحالية، فإن الدولة اليهودية تحتاج إلى إصلاح كبير وعاجل لنظامها الأمني، فضلاً عن تحديث جيشها.  على ما يبدو، سيتعين على الغرب أن يشارك ولو جزئيا لاجراء ذلك.  وبالتأكيد – على حساب طموحات أوكرانيا.

البنتاغون يتبجح أن لديه موارد كافية لكل من أوكرانيا وإسرائيل.  إن الولايات المتحدة هي بالفعل دولة غنية، والبنتاغون وزارة غنية بشكل فاحش.  ومع ذلك، فقد أفادت نفس الإدارة مؤخرًا أنه لم يتبق من الأموال ما يكفي لأوكرانيا سوى شهرين، وتم تعليق تخصيص أموال إضافية بسبب “الثورة” في الكونغرس.

ومن بين مبلغ 24 مليار دولار “لأوكرانيا” الذي خططت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتمريره من الكونغرس، لم تتم الموافقة على فلس واحد حتى الآن.  ويعتزم الجناح اليميني من الجمهوريين عدم تغيير أي شيء بهذا الخصوص – بل على العكس من ذلك، مواصلة خفض جانب الإنفاق في الميزانية خلال مفاوضات أكتوبر مع البيت الأبيض.

صحيح أن نفس الجناح – هو من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل، الذين تريد جماعات الضغط التابعة لهم في مجلس الشيوخ أن تمنح اسرائيل عدة أضعاف أكثر من زيلينسكي – ما يصل إلى 100 مليار دولار، كما تزعم صحيفة “وول ستريت جورنال”.  ولذلك، يحاول بايدن التظاهر بأن “كل شيء يعمل على النحو المنشود” – وذلك عبر إجبار الكونغرس على الموافقة على مشروع قانون واحد ينص في صلبه على تمويل العمليات العسكرية لكل من إسرائيل وأوكرانيا.

ويعتقد بعض الجمهوريين (على وجه التحديد أنهم الآن “يتحكمون بالنغمة السائدة”، بما أنهم يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب) أن كل ما يريدون التبرع به لكييف لابد أن يُرسل إلى اسرائيل.  ومن الصعب أن نتكهن بما قد يتفقون عليه في نهاية المطاف؛ فالموسم السياسي الحالي غني بالمفاجآت، ليس في إسرائيل فحسب، بل وأيضاً في الكونغرس.  لكن من المؤكد أن زيلينسكي لديه سبب للقلق.  خاصة بالنظر إلى السبب الثاني الذي أدى إلى تنغيص حياته الا وهو الصراع في الشرق الأوسط .

2) إن تخصيص أسلحة الناتو لأوكرانيا سيصبح أكثر تعقيداً إذا تأكدت، بعبارة ملطفة، شكوك جدية بأن حماس استخدمت، من بين أمور أخرى، أسلحة غربية، لمهاجمة إسرائيل، والتي “وفقاً للفواتير” يجب أن تكون في أيدي الجيش الأوكراني.

المخابرات الأوكرانية، في الواقع ، أكدت بالفعل: مقاتلي حماس لديهم مثل هذه الأسلحة. وزعمت أن روسيا التي غنمت تلك الأسلحة الغربية  خلال القتال في أوكرانيا قامت بنقلها  سرا إلى قطاع غزة وبطريقة غادرة.

 ومع ذلك ، هناك تفسير أكثر منطقية لهذا وهو: الفساد الأوكراني الساحق. في كييف ، يكافحون لإثبات أنهم يعيشون على مبدأ “كل شيء من أجل الجبهة”. لكن الشخصية الوطنية المحلية أكثر ملاءمة لمبدأ آخر – “سوف يزودونا بغيره” (بمعنى سلاح – من الغرب). وفي الوقت الحالي ، يمكن للإنسان الأوكراني كسب بعض المال عن طريق بيع جزء من هدايا الناتو في مكان ما “بطريقة غير مشروعة”. ربما مباشرة إلى حماس ، ربما من خلال الوسطاء.

 تفاصيل رائعة: كان رئيس أوكرانيا من بين أولئك الذين اتصل بهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم الأول من تفاقم الأزمة. تم الإبلاغ عن هذه المحادثة مع زيلينسكي من قبل الطرفين. ولكن لا يتم التأكيد ، من بادر بالإتصال؟

 من المفهوم، بالطبع، سبب إتصال نتنياهو بواشنطن ولندن وبرلين وروما، لكن لماذا – مع زيلينسكي ، لأن الأخير هو المتسول الدولي الرئيسي في مجال الدعم المالي والعسكري؟ ولكن إذا كانت المخابرات  الإسرائيلية لديها معلومات حول الأسلحة الأوكرانية في يد حماس ، فإن الإتصال ضروري ببساطة ، لأن على شخص ما الرد على ذلك ، وزيلينسكي يشبه إلى حد كبير المرشح المثالي.

ومع ذلك ، ربما كان رئيس أوكرانيا هو  من بادر بالحديث مع نتنياهو للتعبير عن “دعم لا لبس فيه” (والذي ، بالمناسبة ، قد أدى بالفعل إلى تعقيد علاقات كييف مع الجنود المسلمين في القوات المسلحة الأوكرانية) أو حتى التأكيد سلفا على أن الفساد الأوكراني لا علاقة له في ما حدث ، والمؤامرات المعقدة لموسكو هي المسؤولة.

الآن فقط ، كما قيل في فيلم “جواز سفر” ، “أمامك يهود ، وليس أغبياء”. بالنسبة للسلطات الإسرائيلية ، فإن الحرب مع حماس وجودية ، لذا فإن بيعها الحكايات الأوكرانية حول المكر الروسي لن يكون سهلاً.

وفقًا لزيلينسكي ، يتوقع أن “توحد” الأحداث أوكرانيا وإسرائيل. لكن حتى الآن ، لا تتقرب إسرائيل إلى أوكرانيا عديمة الفائدة ، ولم تعد الاحداث سالفة الذكر توصل إلى “التوحد” ، بل للانفصال وفضيحة بجلاجل .

وستكون هذه ضربة إضافية لصميم البروباغاندا ، التي صممها فريق زيلينسكي لجمهوره الداخلي.

 تدميرها – هو المشكلة الثالثة لكييف.

3) عندما يتعلق الأمر بمستقبلهم، فإن الأوكرانيين، مثلهم مثل أي شعب آخر، يفهمون بشكل أفضل من خلال الأمثلة.  إذا كان مثل هذا المثال في أفواه السياسيين قبل الحرب غالبًا ما يكون بولندا أو كرواتيا، التي تعتبر قاسية تجاه الانفصاليين، أو الاتحاد الأوروبي ككل، ففي عام 2022، بدأت إسرائيل، وهي دولة متقدمة محاطة بأعداء لدودين، في احتلال المقدمة.

 وهكذا تحولت إسرائيل إلى “أوكرانيا المستقبل الجميلة” ـ متحفزة، ومشحونة بكل انواع الأسلحة ، ومستعدة على الدوام للدفاع عن نفسها.

 حاول زيلينسكي إقناع الناس أنه مع بداية خدمة النساء في الجيش وبدعم منتظم من الغرب، فإن “النصر” أمر لا مفر منه – حتى بجوار روسيا الغاضبة، يمكنك الحصول على “وضع” جيد.

 النجاحات العسكرية الرائعة التي حققتها حماس في اليوم الأول من الهجوم دمرت هذه الأسطورة.  لم تعد إسرائيل دولة ناجحة، بل دولة لا تستطيع تنظيم المقاومة في مناطق حساسة، وتدفع مرة تلو الأخرى ثمن صراعها الوجودي بآلاف الجثث.  فجأة أصبح النموذج المخادع والمريح نسبيا للمستقبل الأوكراني “وفقا لزيلينسكي” مخيفا.

 إذا كنت لا تريد أو لا تستطيع التوصل إلى اتفاق مع العدو، فإن اتخاذ موقف دفاعي ليس بأي حال من الأحوال مهرجان ينقذك من كارثة جديدة، حتى لو كنت مدعومًا من حلف الناتو وكنت متقدمًا تكنولوجياً، مثل إسرائيل.  وأوكرانيا، من حيث المبدأ، لا تستطيع أن تكتسب “السمنة الإسرائيلية”: 30 عاماً من “استقلالها”، على العكس من ذلك، كانت هزيلة، باستثناء النمو الاقتصادي السريع قصير الأمد في الفترة المبكرة من حكم يانوكوفيتش.

 إن ما يحدث الآن – هو كارثة لإسرائيل وغزة والضفة الغربية وجميع جيرانهم، وفي حالة الجيش الإسرائيلي و”أمان” و”الشين بيت” و”الموساد” والهياكل الأمنية الأخرى للدولة اليهودية، – فهو أيضًا بمثابة ضربة لسمعة الدولة اليهودية. والتي لم يتم تحليل عواقبها بعد.

 وفي الوقت نفسه، سيتعين على زيلينسكي وشركائه ابتكار نموذج مختلف للصمود في مواجهة تضاؤل تدفق المساعدات واكتشاف الجميع أن المثال الذي تمجده السلطات الأوكرانية – هو ملك عارٍ.

 ربما سيختلقون شيئا: المهرجون لا يتعبون.  ولكن ما إذا كان لديهم الوقت يعتمد بشكل أساسي على الجيش  الروسي.

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

  • توتير:
  • فيس بوك:
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org