نافذة على الصحافة الروسية | كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 7، اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

  • من يربح الحرب في غزة ومن خسر بالفعل؟
  • العملية البرية وسيناريوهات تطور الحرب في غزة

✺ ✺ ✺

(1)

من يربح الحرب في غزة ومن خسر بالفعل؟

فلاديسلاف إيسايف

عالم سياسي روسي

 19 أكتوبر 2023

 الخيار الأسوأ بالنسبة لإسرائيل هو ما يطالب به المتعصبون المحليون الغاضبون: محو غزة بالكامل من على وجه الأرض.  الأمر لا يمس فقط سمعة اسرائيل السيئة في جميع أنحاء العالم، بل هناك أيضًا في غزة أكبر غيتو في التاريخ، وهذه المرة عربي.

أدى الصراع العربي الفلسطيني –  الإسرائيلي الأخير إلى ظهور عدد غير مسبوق من نظريات المؤامرة حول الجهة التي بدأت الصراع الحالي وما هي الفوائد التي يحاولون استخلاصها منه.  بالإضافة إلى السلطات اليهودية نفسها و”الحكومة العالمية السرية”، التي يمكن إلقاء اللوم عليها في كل شيء في العالم دون الوقوع في الخطأ، فإن المشتبه بهم يشملون تقليديًا الولايات المتحدة الأمريكية (كما لو أنها مختلفة عن الأولين!) ، اليد الإنجليزية حسب ذاكرتنا القديمة، وعلى الطريقة الدارجة في السنوات الأخيرة وبما يتفق تمامًا مع الأساطير الأوكرانية – روسيا، وكذلك إيران وتركيا ومصر وقطر والسعوديين وحتى الصين.  واعتذر إذا فاتني أي شخص اخر.

علاوة على ذلك، يقدم مؤيدو جميع الخيارات مبررات خطيرة للغاية لسبب كون هذا الصراع أكثر فائدة لهذا الجانب أو ذاك.  يبقى فقط أن نذكر أنه، وفقا لأغلبية الكتاب، تمكنت إسرائيل من بناء دولتها وعلاقاتها مع العالم أجمع بطريقة تجعل الحفاظ على الوضع الراهن لا يناسب سوى عدد قليل من الناس. وتجدر الإشارة إلى أنه، على الرغم من الأدلة الواضحة تمامًا، لا أحد يعتقد حقًا أن حماس نفسها كان بإمكانها أن تبدأ الصراع بمبادرة منها واسترشادًا بمصالحها الخاصة.

ما لم نأخذ في الاعتبار بالطبع الدوافع من مجال التصوف، والتي تفسر كل شيء بخطط اليهود لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث في النهاية، الذي تم تشتيت بنائه بشيء ما آخر 75 سنة.  ولكن بعد ذلك يتعين علينا أن نفترض أن كلاً من حماس والدولة اليهودية يحكمهما متعصبون دينيون، الذين لا تركز مصالحهم في أغلب الأحيان على عالمنا، بل في الحياة الآخرة.

 وما يصعب تصديقه إلى حد ما في بداية الألفية الثالثة هو كيف أن مثل هؤلاء الأشخاص يبقون على قيد الحياة في السياسة.  علاوة على ذلك، لا يبدو أن هناك مرشح للمشيح ( المشيح أو المسيا في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود (النبي داود في الإسلام)، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودي من ويلاته) بعد، وبدونه، كما هو الحال بدون رئيس عمال جيد foreman، من الأفضل عدم البدء.

علاوة على ذلك، فإن العديد من المعلقين يبدأون بهذا على وجه التحديد – فهم يقولون: ما حاجة حماس نفسها إلى هذا الصراع؟  وبشكل عام، كان كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لحماس، ولكن بحسب الإجماع العام، فإنها ستخسر الحرب بالتأكيد.  ولأن إسرائيل أقوى اقتصاديا وتقنيا بعدة مرات، ولديها عدد أكبر من السكان وجيش حديث مدرب، فإنها تحظى بأوسع دعم من أغنى البلدان، والأهم من ذلك، أنها لم تخجل أبدا في أساليبها الحربية وليست أقل قسوة من عتاة  الإرهابيين.  ولذلك، كالعادة، ستقتل من الفلسطينيين أكثر بكثير من القتلى الإسرائيليين.  وإذا لم يضعوا حدا لاسرائيل، فستقتل الجميع، على الأقل في غزة.

المعلقون، في رأيي المتواضع، لا يفهمون تماماً أن معايير انتصار أطراف الصراع يمكن أن تختلف كثيراً عن بعضها البعض وعن أولئك كما يراها المعلقون.  لا، هذه ليست حضارات مختلفة (شرف كبير، وعمرها منذ عام 1947 متواضع)، ولكن يبدو أن هذه المجتمعات تنتمي إلى عصور مختلفة.  ومن المستحيل تحديد أيهما أكثر حداثة وأيهما أقدم.  ومن يدري ما الذي قد يكون أكثر ملاءمة في مستقبلنا المشترك: خيال “الفاشيين” الذين يجسدهم اليهود، أم المجتمع الذي نشأ في غزة، المنعزل في منطقة صغيرة لا تتمتع إلا بالحد الأدنى من الموارد والاتصالات الخارجية.  وقد اجتذب كلاهما أكثر من مرة اهتمام كتاب الخيال العلمي وعلماء المستقبل.

لذا، ونظراً لمدى اختلاف نماذج مجتمعي إسرائيل وقطاع غزة وعقلية المواطنين عن بعضها البعض، وعن غالبية البشرية، يمكننا القول إن معايير النصر هذه تقع على مستويات مختلفة.  لدرجة أنهم يجلسون على نفس الطاولة ويلعبون في نفس الوقت ألعابًا مختلفة بنفس اوراق اللعب.  على سبيل المثال، أحدهما يلعب “الطرنيب”، والآخر “هاند”.  وفي نفس الوقت أحدهما من أجل المال والآخر من أجل المتعة فقط.

دعونا نترك جانباً الآن حقيقة أنه بالنسبة لحماس ذاتها، فإن النضال الذي لا هوادة فيه ضد إسرائيل من أجل إنشاء دولة فلسطينية هو الشعار الرئيسي وجوهر برنامجها السياسي، والذي بدونه تفقد بشكل عام معنى وجودها.  وأن الرفض الفعلي لهذه الحرب من قبل حركة فتح، التي دخلت في دائرة الاتفاقات مع تل أبيب، هو الذي أدى إلى نمو شعبية حماس وسمح لها بابعاد منافسيها.  ناهيك عن أن لا أحد مهتم برعاية تنظيم يرقد بهدوء على أمجاده، ولن يجذب مرشحين جدد للأبطال والشهداء.

سننطلق من التعريف الكلاسيكي للنصر الذي قدمه “ليدل-هارت” Liddell Hart باعتباره أفضل حالة في العالم بعد الحرب، على الأقل من وجهة نظرك.  وفي هذا السياق، فإن مسألة عدد سكان غزة الذين سيتمكن الإسرائيليون من قتلهم نتيجة للحرب لا ترتبط بشكل مباشر بانتصار حماس.

 وكلما زاد عدد القتلى، كلما تم تحرير المزيد من فرص العمل، وقل عدد الأفواه التي يتعين تقسيم المساعدات الإنسانية الواردة عليهم.  بل إن أحجام هذه المساعدات قد تتزايد نظراً لحجم المأساة والحاجة إلى ترميم ما تم تدميره.  وسيكون هناك المزيد من المرشحين للاستشهاد الذين يحلمون بالانتقام لأقاربهم وضمان وجود أسرهم.  حسنًا، معدل المواليد بين سكان غزة لا يزال أعلى منه بين الإسرائيليين، حتى دون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن معدل المواليد الرئيسي لليهود يتم توفيره من قبل المتدينين، الذين لا يخدمون في الجيش، ولا يعملون ويجلسون عالة على الدولة.  لذلك يتم تعويض أي خسائر بسرعة على الجانب الفلسطيني.

 لكن بالنسبة لإسرائيل، فإن الخسائر البشرية تشكل عاملاً أكثر أهمية بكثير.  ولا يتعلق الأمر بالتركيبة السكانية فحسب، وبالتأكيد ليس بالأخلاق.  كان الدافع الرئيسي لتطور البلاد دائمًا هو التدفق المكثف للمهاجرين، الذين زودوا الاقتصاد بالعمالة الرخيصة والجيش – بجنود متحمسين، على استعداد لتحمل المصاعب من أجل الحصول على بعض الآفاق المهنية على الأقل، خاصة وأن المخاطرة بالموت كان بالنسبة لهم صغيرا.  سيكون هناك عدد أقل بكثير من الأشخاص المستعدين للانتقال إلى بلد يُذبح فيه السكان، خاصة إذا تبين أنه سيتعين عليهم القتال بضراوة، وليس مجرد إطلاق النار على المدنيين من مسافة آمنة.

 وفي هذا الصدد، خسرت إسرائيل بالفعل – فلن يكون هناك عدد أقل من القتلى من جانبها، بغض النظر عن عدد الآلاف من الفلسطينيين الذين قتلوا وبغض النظر عن مدى فعالية العملية البرية في غزة.  وحتى لو دمرت حماس بالكامل فإن مكانها لن يبقى خاليا، وسوف يزداد عدد المتطوعين والداعمين.

 لكن إسرائيل قد تخسر المستثمرين، خاصة إذا طال أمد العملية وارتبطت صورتها بجبال جديدة من الجثث الفلسطينية، بما في ذلك جثث النساء والأطفال.

 الخيار الأسوأ بالنسبة لإسرائيل هو ما يطالب به المتعصبون المحليون الغاضبون: محو غزة بالكامل من على وجه الأرض.  الأمر لا يمس فقط سمعة اسرائيل السيئة في جميع أنحاء العالم، بل هناك أيضًا في غزة أكبر غيتو في التاريخ، وهذه المرة عربي.  كما ترى، سيتعين عليك أيضًا إعادة البناء على نفقتك الخاصة ودفع المال للاجئين لتشجيعهم على العودة، تمامًا كما يدفع أحفاد النازيين الألمان الآن لليهود أنفسهم.

 علاوة على ذلك، فحتى مجرد إطالة أمد الصراع، حتى من دون تصعيد كبير للعمليات الحربية، ليس في صالح إسرائيل.  ذلك أن 800 ألف جندي تحت السلاح يشكل بالفعل مستوى تعبئة أعلى من 10% ــ وهي الحصة التي تستطيع كل دولة، من الناحية النظرية، تعبئتها من دون الإضرار بالاقتصاد.  وفي الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على تعبئة الشباب المشاركين في قطاعات الاقتصاد الفعّالة، بينما تعمل حماس على تعبئة أولئك الذين ليس لديهم ما يفعلونه بالفعل.  والاحتفاظ بجندي إسرائيلي أكثر تكلفة بكثير.

ليست هناك حاجة للحديث عن العتاد.  يهدر الجيش الإسرائيلي ذخائر عالية التقنية، وردا على ذلك، تتطاير صواريخ محلية الصنع، مصنوعة في مرآب من أنابيب المياه.  فإسرائيل تخسر، ولو بشكل غير متكرر حتى الآن، دبابات وطائرات هليكوبتر باهظة الثمن، وتدمر لحماس شاحنات صغيرة صدئة وقاذفات محلية الصنع رداً على ذلك.  سواء من حيث القوة البشرية أو التكنولوجيا، فإن التبادل ليس لصالح اليهود بأي حال من الأحوال، بغض النظر عن مدى التناقض الذي قد يبدو عليه الأمر.  لكن المعدات ستفقد ليس فقط بسبب النيران الفلسطينية، بل أيضا بسبب النيران الصديقة ومن الحوادث والأعطال والحوادث العرضية إلى الألغام وغيرها من الأحداث التي لا مفر منها في الحرب.

 وكلما طال أمد الصراع، كلما أصبح أكثر تكلفة بالنسبة لإسرائيل من جميع النواحي، بما في ذلك دخل السياحة.  دون أي فائدة يمكن أن يجنيها من هذا الصراع.  حتى الأرض التي يمكنه الاستيلاء عليها ستكون عديمة القيمة.  كما لن يكون هناك عدد أقل من الأعداء والتهديدات، بل على العكس من ذلك.

 لذا، عندما قال مسؤولو حماس إنهم مستعدون لمحادثات السلام، ربما لم يكن ذلك محاولة لتجنب الانتقام.  لقد حققوا بالفعل أهدافهم في هذه الحرب وقدموا للعدو “الجسر الذهبي” – فرصة للخروج من المواجهة قبل أن تصبح الخسائر غير مقبولة بالنسبة له.  فقط في إسرائيل لم يكن هناك من يستطيع أن يدرك ذلك.

 ومع ذلك، لا يمكن استبعاد خيانة عربية أكثر تعقيدا – يمكن أن يكون هدف اقتراح المفاوضات هو زيادة تأجيج غطرسة الجيران الجريحة وإثارة صخب الشوارع للمطالبة بالدماء، وإثارة السياسيين للإدلاء بتصريحات، وبعد ذلك لن يكون الأمر سهلا لوضع حد لتدهور الأمور.

(2)

العملية البرية وسيناريوهات تطور الحرب في غزة

أنطون فوكين

كاتب صحفي وخبير في الشؤون الدولية

 20 أكتوبر 2023

العملية البرية الإسرائيلية واستخدام الأسلحة النووية: سيناريوهات تطور الحرب في الشرق الأوسط ومصالح المشاركين فيها.

بالنظر إلى الأحداث الأخيرة، يبدو أننا جميعا على أعتاب “أحداث كبرى”، عندما يمكن للعالم القديم بأكمله أن ينفجر مثل برميل بارود.  لكن من يشعل النار بالفتيل وهل من الضروري الاختباء أمام هذا الانفجار العالمي؟  وتحدث أستاذ معهد الأبحاث القومي ومدرسة الاقتصاد العليا “مارات باشيروف” لراديو “كومسومولسكايا برافدا” عن هذا الأمر في المقابلة التالية:

✺ سؤال – الآن الشرق الأوسط يحترق حرفياً.  لقد تجاوز مستوى العنف في المنطقة كل التوقعات، وفي الآونة الأخيرة كان هناك الكثير من الإشارات للأسلحة النووية.  هل هذه صدفة؟

■ جواب – نعم، هذا موضوع مهم الآن.  صرح السعوديون أنهم سيعملون على امتلاك أسلحتهم النووية إذا حصلت عليها إيران، وفي الوقت نفسه، في 18 أكتوبر، انتهت صلاحية بعض أحكام قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يفرض قيودًا على طهران في صناعة الصواريخ.  فالأميركيون وإسرائيل غير راضين عن احتمال امتلاك إيران لوسائل حديثة قادرة على حمل قنبلة ذرية.  لكنني أعتقد أنه في النهاية سيتوصل الجميع إلى اتفاق على أي حال، ولو في غضون سنوات قليلة.  وفي غضون ذلك، سيعرض الطرفان لبعضهما البعض قدراتهما الجديدة، بما في ذلك في مجال وسائل نقل الأسلحة.

✺ سؤال – اتضح أن البرنامج الصاروخي الإيراني يمكن أن يستفز الولايات المتحدة لتسخين الوضع في إسرائيل؟

■ جواب – ليس هذا فقط. الحقيقة هي أن إسرائيل والوضع في الشرق الأوسط مهمان للغاية بالنسبة للولايات المتحدة. وترتبط هذه المنطقة بمصادر الطاقة والعديد من ممرات النقل، بما في ذلك قناة السويس.  ويشعر بايدن وفريقه بأنهم مسؤولون عن البدء في فقدان تلك السيطرة، ومن هنا يأتي التصعيد الحالي.

وإذا تحدثنا عن إيران، فهم يستخدمون الآن نظام تحديد المواقع العالمي الصيني في أسلحتهم، فإذا استخدمت طهران صواريخها، فلن يتمكن الأمريكيون من إيقاف تشغيل أنظمة التوجيه الخاصة بهم.  كل هذا يوتر إسرائيل والولايات المتحدة.

✺ سؤال – هل سيؤدي الوضع الحالي في الشرق الأوسط إلى قطع العلاقات بين إسرائيل والعربية السعودية؟

■ جواب – لقد انقطعت بالفعل.  الآن أمام المسلمين خيار مدى عمق الانغماس في هذا الصراع، وسوف يتورطون بالتأكيد، وهنا ستكون العربية السعودية أحد القادة.  بشكل عام، الآن هو الوقت المناسب للدول العربية لإعادة صياغة علاقاتها مع الولايات المتحدة.  عندما طار أنتوني بلينكن إلى السعودية، تم إبقاؤه في الانتظار من المساء حتى الصباح، وهذه إشارة إلى أن الأمور لن تكون كما كانت من قبل.

✺ سؤال – هل ستقوم تل أبيب بعملية برية؟

■ جواب – المخاطر هائلة، لأن معارك المدن تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المشاة، كما رأينا في ماريوبول وباخموت.  ويدرس الجيش الإسرائيلي هذه التجربة، لكن ليس أمامه خيار آخر.  منطق العملية برمته يدفعهم إلى إرسال قوات إلى قطاع غزة.  قبل ذلك، سوف يقومون بتوجيه قصف جوي شديد، في محاولة لتدمير أكبر قدر ممكن من المباني الشاهقة التي يمكن منها إطلاق النار على القوات الغازية.

وفي الوقت نفسه، تدفع الولايات المتحدة نفسها إسرائيل نحو عملية برية.  نتنياهو ببساطة مجبر على خوض الحرب لكي يعود منها منتصرا، وإلا فسيتم طرده ببساطة، لأن الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل صعب للغاية.

وفي الوقت نفسه، تنطلق تل أبيب من حقيقة وجود عدد كبير من الجماعات المستعدة للقتال ضد إسرائيل.  نعم، حماس محاصرة فعلياً في غزة، لكن في جنوب لبنان يوجد حزب الله بمعدات ثقيلة ومقاتلين خاضوا الحرب في سوريا. لذلك يمكن أن تكون الحرب طويلة.

✺ سؤال – لماذا أصبح لدى بايدن فجأة مثل هذه الرغبة الكبيرة في مساعدة إسرائيل بشكل فعال؟

■ جواب – في العام المقبل ستكون هناك انتخابات في الولايات المتحدة، وأي رئيس أمريكي يحاول تقديم نوع من الإنجازات للناخبين بحلول ذلك الوقت.  في أوكرانيا، توقف كل شيء، لكن في حالة إسرائيل، يمكنك أن تقول للناخب الأمريكي أنهم هزموا “الإرهابيين”.

هناك سبب ثان.  تقوم الهيمنة الأميركية على ثلاث ركائز: السيطرة على النظام المالي، وممرات النقل، وفرض العقوبات على النخب.

ومن حيث فقدان السيطرة في الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة تفقد أيضاً سيطرتها المالية، لأن الجميع يتحولون إلى المدفوعات خارج الدولار.  وإذا تفاقم الوضع في منطقة قناة السويس أو الخليج العربي، فإن أسعار النفط سترتفع، مما سيضرب الاقتصاد العالمي.

✺ سؤال – كيف سيتطور الوضع في العالم أكثر؟  هل يمكن للوضع في الشرق الأوسط أن يفجر ميزان القوى الحالي؟

■ جواب – لقد اعترف الأمريكيون بالفعل بأن العالم متعدد الأقطاب أمر لا مفر منه، كما يتضح من جميع تصرفاتهم.  مهمة الولايات المتحدة –  هي جمع أكبر عدد ممكن من الدول تحت مظلتها.  ستشارك بعض الدول في نفس الوقت في البريكس وستكون تحت سيطرة واشنطن.  ولن تؤدي سياسة البيت الأبيض إلا إلى إطالة أمد هذا التقسيم الطبقي والانقسام.

✺ سؤال – ما هي الاختلافات الرئيسية عن الوضع الحالي؟

■ جواب – أولا: هو نظام نقدي مستقل، بينما يعرض الأمريكيون الدفع بالدولار فقط من خلال حسابات مرتبطة بالبنوك الأمريكية.

 وثانياً: هو السيطرة على ممرات النقل.  ويعتمد النموذج الذي تقترحه مجموعة البريكس على البحث عن الحلول الوسط، وهو ما يسمح للدول النامية بألا تكون في موقع التابع.  بالإضافة إلى إعادة تفعيل القانون الدولي الذي دمرته الولايات المتحدة.  والآن أصبحت الآليات القديمة لحل النزاعات – لا منظمة التجارة العالمية، ولا صندوق النقد الدولي، ولا الأمم المتحدة، تعمل بشكل فعال.  وتقترح مجموعة البريكس استعادة كل هذا، وربما إعادة صياغة بعض الإتفاقيات.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….