ملاحظات على الخطاب، د. عادل سماره

(ملاحظات على خطاب السيد حسن نصرالله بتاريخ 3 نوفمبر 2023)

ومع أنني لا أميل للتعقيب السريع على اي خطاب أو حدث لأن هذا سلوك أهل الصحافة والسبق الصحفي أو موظفي التحليل السريع مقابل مالاً وفيرا أو شحيحاً.

لا شك أن الأكثرية الساحقة كانت تنتظر شفاء الغليل بإعلان الحرب الشاملة، ولكن للظروف والإمكانات وقوة التحالفات ومصداقيتها أحكامها.

لقد حاولت تلمُّس ما كان سيحتويه الخطاب في أكثر من مقال، وخاصة في حديثي اليوم للفضائية السورية والذي أنهيته باهمية العمق العروبي ونهوضه وقد احتوى الخطاب ولو لا مباشرة على أن الصراع عربي صهيوني.

جوهر الموقف كان الحفاظ على الغموض البناء والإيجابي وهذا مهم، وإن كان لن يُقلق العدو كثيرا جداً.

وللحقيقة والصدق، فإن الرجل قدم تحليلاً عروبيا فلسطينيا بمعنى أن هذا الصراع هو عربي صهيوني.

وفي هذا السياق قدم أمرين اساسيين:

الأول: أن حدود إيران هي في المساعدة وبالطبع من باب الذوق مدح الخميني وخامنئي وهذا راجع لاعتقاده.  ودائماً كنت أرى أن إيران طرف صديق ومساعد وليس نائباً عنا.

والثاني: لم يكن موفقاً في تضخيم العراق فالبلد تحت الاحتلال الأمريكي. وحتى اليمن. مهم جهد الطرفين ومشكور لكن تحرير قطريهما هو المساهمة الحقيقية في الصراع ، لا سيما وان المشاركة يجب أن لا تكون موسمية، تبرد إذا بردت في فلسطين. للأسف اعلن بعض العراقيين أنهم قصفوا شواطىء البحر الميت!!! فاي جهل جغرافي وتصريح ينمُّ عن : نحن هنا، أو ربما هكذا طُلب منهم!العراق العروبي أعلى بكثير .

لم يقلل من المسألة الدينية، لكنه لم يذهب إلى تضخيمها كما تعودنا عليه وأقصد هنا الدول الإسلامية وليس حركات المقاومة التي تفضل تسمية نفسها فقط إسلامية وأتمنى أن يتم تعديل الأمر بأنها عربية إسلامية لأن الصراع عربي صهيوني اساساً.

  هل ابلغت حماس المحور ام لا، هذا أمر خاص بالطرفين، إنما أعطى حماس حقها الحقيقي ولم يغمط حق مساهمة الفصائل الفلسطينية ايضاً.

وفي الحدود الشمالية كان الرجل متوازنا بمعنى أنهم قاموا بما يمكنهم كشركاء ولكن في حرب ممتدة جغرافيا ومقيدة من حيث العمق. قد نسمي هذا مشاغلة. وأنه يتضامن بالنار لكن لا يشتبك موسعا بالنار

لست مع التقليل من دور الرجل وجماعته، ولكنني مع ما قلته دوماً بأنه يعمل طبقا لإمكاناته وظروف لبنان والمشرق العربي خاصة.

لم يتعرض لأنظمة التطبيع لكنه ركز ضد التطبيع،  وأعتقد أن علينا، كما قلت في حديثي للسورية، مواصلة تقويض التطبيع كأحد جوانب تغيير صورة المنطقة بعد اليوم.

أكد ان الكيان في حماية الغرب، وهذا ما أكدته مرارا أنه تحول من قاعدة لحماية مصالح الغرب إلى محمية يحميها الغرب.

وأكد، وهذا صحيح ،  أن امريكا ليست بالهالة التي لها.

لقد كان موفقاً ولبقاً في كشف دور تركيا.

وبعد،

سيكون الامتحان كما قلنا سابقا.

إذا اوغل العدو في الدم ما هو الموقف، وهذا هو الغموض البناء.

أو إذا أوغل العدو براً.

وقد لا يفعل العدو ذلك  فربما بعد يوم أو يومين تبدأ مفاوضات.

ما لم يكن بيد الرجل هو:

أولاً: ليت محور المقاومة قبل 7 أكتوبر لم يثرثر باسم المحور بأن لديه اسلحة كذا وكذا  لأن هذا أوهم الجمهور بأن المحور سيدخل حربا شاملة.

وثانياً: لم يكن بوسعه لجم مثقفي المحور الذين كانوا كمن يكتبون شعرا سلفاً.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/