تشرين كشف الحبل السُرِّي … وأيقظ رحم المشروع العروبي، د. عادل سماره

صحيح أننا نعاني في هذا الوطن من فساد وإفساد كثير من رجال الفقه من الطائفتين الكبريين حيث تملأ  مجادلاتهم الفتنوية والمتعصبة مساحات في وسائل التجهيل والإعماء حفاظاً على امتيازاتهم أولاً وخدمة لأولي أمرهم ثانياً ولذا ، يغض الطرْف عنهم رجال السياسة والأحزاب من الطائفتين بل يرعاهم بعضها حتى وهي تولد سفاحاً القاعدة وداعش.

لكن هذا المرض أقل خطورة من التكوينات السياسية الدولانية في هذا الوطن وهو الدولة القطرية. فهذه الدولة بل سلطة هذه الدولة تسمح لمروجي الفتنة بتخريب  البنية العضوية للمجتمع طالما هم لا ينادون بإسقاط نظامها/سلطتها.

وفي عملية الاحتواء هذا، فليطلق هذا أو ذاك لحيته وليلف راسه بعمامة بيضاء أو سوداء مضبوطة الحواف العليا على “البيكار” أو ملفوفة بشكل عادي، وليعتمر كوفية أو خرقة سوداء، وليثرثروا  متهمين بعضهم:

·        انتم روافض وصفويين وفرساً

·       أو أنتم كفرة أو أُمويين عربانا بدوا قمتم بالفتوحات وهذه ليست في الإسلام

كل هذه الهوبرات  محمولة مقبولة  من أنظمة الحكم طالما لا تمس حدود الدولة القطرية والتي لتلطيف التسمية تم نحت تسمية جديدة لها “الدولة الوطنية” !

ولكن، هل توجد دولة وطنية ودولة خائنة؟ أم يوجد نظام حكم وطني وآخر لا وطني؟

خطورة الدولة القطرية في أنها تصنيع الإمبريالية هي والكيان معاً . هي عام 1916 وهو عام 1917.

لذلك، أُصرُّ على القطع وحتماً بأن بين هذه الدولة/السلطة وبين الكيان حبلٌ سُرِّي يؤكد أن مصيرهما واحد ومشترك.

ومن يجادل في هذا فلينظر مواقف السلطات في هذه الدول في الحرب الحالية؟

ففي حين قامت دول في امريكا اللاتينية بطرد سفراء الكيان، فإن حكام هذه الدول:

·       إما يجلسون للاستماع لتعليمات وزير خارجية أمريكا

·       أو حتى لا يُدعَوْن للاستماع بل ينقل لهم الفريق الأول التعليمات.

وعليه، لم يعد تقييمنا لهذه الأنظمة على أنها مرتبطة مصيرياً بالكيان بحبل سري بحاجة لإثبات طِبْقاً لما نرى اليوم على الشاشات.

لقد قامت هذه الأنظمة بتطبيق إجراءات وسياسات خطيرة متعددة لكن أخطرها:

·       تجويف الوعي الشعبي الجمعي  بالقمع والإرهاب والتخويف وإطلاق يد الكهنوت الطائفي الذي ولَّد داعش.

·       لتجريف الثروة والتي في معظمها تذهب للمركز الإمبريالي الذي يمول ويسلح ويرعى الكيان.

أي أن تمويل الكيان هو من ثروات هذه الأمة.

ولذلك في حين أن الكيان يعجُّ بمراكز الأبحاث والتطوير ووصل درجة عالية في تحقيق عُش له في البنية التقنية والمعرفية في العالم، تلهث بلداننا العربية وراء العالم مثقلة بالفساد والقمع وتشغيل الرجال  بقمع النساء وحماية كل هذا التخلف بعساكر تم تجهيلهم وتثبيت قيادات عليهم جرى تدريبها على القمع وعداء الشعب في اخطر المراكز الإمبريالية.

واليوم، وقد أتت الإمبريالية لتدير كفة السياسة في مختلف هذه القطريات بشكل مباشر ولمحو قطر هو الفلسطيني فإن على من يؤمنون بالمشروع العروبي أن يضعوا نصب اعينهم بأن تحرير الوطن من الإمبريالية يشترط تحريرها من هذه الأنظمة القطرية كعدو للأمة وحينها يكون تحرير الوطن المغتصب ايضا. نعم، وهل يقلقها اقتطاع قطر طالما كل نظام قطري في “مـأمن”! بلى، لم يهمهم منذ 1948 ولم يتغير شيئاً.

قد يقول البعض، ولكن:ألا تخشى هذه الأنظمة ثورات ضدها؟

وفي الحقيقة نعم،

لكنها كمن جهَّز حقائب السفر بمعنى أن لديهم الإمكانيات للقفز إلى الطائرات والرحيل إلى الغرب كما حصل مع كثير من فاسدي كوبا، فيتنام، كوريا…الخ وأحدث نموذج أسرة سلطة الكويت 1991. إن الحقائب جاهزة بمعزل عن اقتراب  الانفجار أو إبتعاد احتماله.

بل إن اصطفاف هذه الأنظمة إلى جانب الكيان في هذه الأيام خاصة، يؤكد ترابط الطرفين وسعيهما الجاد لتأخير الغروب الذي سيأتي.

 أنظر كتابي “دفاعاً عن دولة الوحدة: إفلاس الدولة القطرية”

(رد على محمد جابر الانصاري)

المؤلف: عادل سمارة

سنة النشر: 2003

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….