نشرة “كنعان”، 7 نوفمبر 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6665

في هذا العدد:

الراسمالية الإمبريالية الأمريكية … الخارج والداخل (الجزء الأول)، د. عادل سماره

  • العدوان والسطوة والكذب كعقيدة

المديح الصهيوني للعمامة ملغوماً، عادل سماره

كهنة كامب ديفيد والخوف من (اسرائيل)، محمد سيف الدولة

العدو على أبواب مدينة غزة …والفشل بانتظاره؟ د. أمين محمد حطيط

✺ ✺ ✺

الراسمالية الإمبريالية الأمريكية … الخارج والداخل

العدوان والسطوة والكذب كعقيدة

د. عادل سماره

الوجه الخارجي (1)

شاهدت مؤخراً حديثين أحدهما لكونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا سابقاً، والآخر حديث لها ولوزير خارجية أمريكا الحالي انتوني بلينكن. أي الإثنين من ضمن المؤسسة الأمريكية الراسمالية الإمبريالية الحاكمة هي من الجمهوريين وهو من الديمقراطيين، هو أبيض ويهودي كما اعلن بفخر وهي سوداء تتنكر لجلدها وعبودية أجدادها. المهم أنهما يمثلان حقيقة وحدة الحزبين تماما ولا خلاف بينهما سوى تبادل تسلم السلطة وليس التغيير في طبيعة السلطة اي مصالحها وهذا يعني العدوان الإمبريالي على العالم واستغلال المجتمع الأمريكي نفسه لصالح رأس المال. وهذا يمكن سحبه على الغرب عموماً.

كيف ترى رايس دور وقوة أمريكا عالمياً:

لنقرأ في ما يلي ما قالته رايس.

الفقرة التالية هي إيجاز من المصدر لحديث رايس مع طلابها.

Rice Hoover Institution Sep 20, 2023 Condoleezza Rice on the Future of American Power in the World

تتلقى كوندوليزا رايس، مديرة معهد هوفر، أسئلة من طلاب معسكر تخييم معهد هوفر الصيفي للسياسة حول موضوعات تشمل مخاطر الأمن القومي لـ TikTok، وما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تنقل تركيز السياسة الخارجية من الشرق الأوسط إلى آسيا، وكيف يمكن للولايات المتحدة الحفاظ على النظام الدولي الليبرالي باعتبار ناتجها المحلي الإجمالي في تدهور مقارنة بالصين، وتقديم المساعدة لأوكرانيا وسط المشاكل الداخلية، وجدوى تحول  الدكتاتوريات الخيرة إلى الديمقراطية، وكيف يمكن للمواطنين اتخاذ الإجراءات اللازمة وتعزيز الديمقراطية في روسيا.

ماذا قالت رايس في حديثها للطلاب والرد على أسئلتهم:

اورد هنا ما قالته رايس وهو ما يكشف إلى اي حد يتم حشو منهجي من المؤسسات الأكاديمية للجيل الشاب بالتسوُّد الأمريكي على العالم وكأن لديها تفويضاً ربانيا.وبالطبع هؤلاء هم الذين سيحكمون بدورهم أمريكا مسلحين بإيديولوجيا السيطرة مما يقودهم لممارسة المذابح بلا تردد من أجل استغلال العالم.

قالت: “الديمقراطية لا تهدد جيرانها.”

والسؤال:هل حقاً الديمقراطية لا تهدد جيرانها؟ أليست الديمقراطيات الغربية هي التي ليس فقط هددت العالم بل احتلته كاستعمار وإمبريالية منذ خمسة قرون هي المرحلة الراسمالية في التاريخ الحديث ولا تزال ولو بثوب العولمة؟ طبعاً يبرر الغرب “الديمقراطي” ذلك بالقول أنهم ينشرون الديمقراطية في العالم غير الديمقراطي.

وبعيداً عن أن هذا النشر لما يسمى ديمقراطية هو في الحقيقة واضح كمذابح واستغلال ونهب وسيطرة على ثروات واسواق اي ان هذا لم يعد يخفى على أحد، ولكن كذلك من ناحية ثقافية وعملية:

لنعتبر هذا تصدير للديمقراطية قياساً على “تصدير الثورة”.

فتصدير الديمقراطية الغربية المسماة لبرالية لا يختلف عن تصدير ما تسمي نفسها قوى ثورية للثورة أي أن تصدير الثورة هو تصدير استعمار ثقافي وفي النهاية ميداني.

لأن التصدير هو هيمنة واستغلال وهدفه خدمة مصدر التصدير. فالثورة يجب ان تنبت داخل البلد من رغبة وكفاح أهلها وحينها يمكنهم تبادل الخبرات والمواقف والخطط والاسترتيجيات مع اصدقائهم.

قيام أمريكا  بنشر الديمقراطية هو عملياً مشروع عدوان عسكري مدجج لتدمير بلد/بلدان وفرض انظمة حكم في أي بلد أنظمة عميلة لها. وأمامنا تجارب عديدة آخرها طازجة أي احتلال العراق واحتلال أفغانستان.

وأضافت: “هناك فرصة لاتفاقات الإبراهيمية”.

طبعاً الإبراهيمية هي مسألة تلفيق بشري لأمر مُفترض لأنه غيبي. فعلى الأقل لا يوجد قطعياً أي دليل مادي أركيولوجي/ على وجود إبراهيم. وبغض النظر عن هذا، فإن اختراع وترويج هذه المسألة يحوي في داخله مخاطر:

تناقض الأديان ضد بعضها وهي التناقضات التي نجمت عنها الحروب الدينية والطائفية التي تغلف جوهرها الذي هو المصالح الاقتصادية المادية.

وتناقض المجتمعات البشرية التي تحاول الإمبريالية والصهيونية تجميعها تحت هذه اليافطة  المزعومة. فالدين الإيماني الإسلامي والمسيحي الأصلي الشرقي يمثلان أمماً وشعوباً في تناقض  تناحري مع الكيان الصهيوني الذي هو تصنيع راسمالي بطربوش ديني.

لقد أتى طوفان الأقصى في  7 تشرين أول 2023  على مختلف الأكاذيب  وخاصة ما تسمى الإبراهيمية.  وعليه، فإن الإبراهيمية التي حملها الرئيس الأمريكي السابق ترامب لتعميم التطبيع مع الكيان الصهيوني  والفوضى الخلاقة التي صنعتها رايس نفسها قد تم كنسهما. ولا شك أن ترامب ورايس ينظران اليوم إلى أكذوبتيهما وهي تُداس تحت أقدام ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة. إنه مشهد جميل أن يرى المجرم كيف يُداس الشر الذي خلقه.

واضافت رايس: “دور أمريكا في اوكرانيا ضمن واجب القوة العظمى.”

هذا تحديداً يتضمن مسألتين خطيرتين:

1-      يؤكد تغذية الوهم للجيل الجديد بدور القوة العظمى من جهة أي من يُنيط بنفسه لنفسه دوراً لم تُخوِّله البشرية أن يقوم به،

2- و مكابرة رايس بتجاهل أن امريكا لم تعد وحدها قوة عظمى في الوقت الذي تتفوق بريكس على مجموعة السبع الإمبريالية في الإنتاج وطبعاً في قبول الأمم الأخرى بها. ومن اللافت أن لا أحداً من الطلبة قال لها بأن أمريكا ليست القوة العظمى الوحيدة حيث العالم في سنة 2022 مما يبين نجاح التعمية والتوهيم الإمبريالي. والحقيقة أن هذا التوهيم هو الذي يكمن وراء إستهانة الأمريكي العسكري أو السياسي الرسمي بأرواح البشرية.

إلى أن قالت: ” مطلوب روسيا مختلفة ونراهن عليكم من تدرسون في لندن وهنا …الوقت لروسيا قادم،  فقائد البلطيق كان يعيش في كندا  …أعول على الطلبة الروس الذين يدرسون هنا… الأمل في الروس والأوكران الذين يبحثون عن سبيل مثلا الدكاترة والطلبة”

نلاحظ هنا الصيغة المتعالية والأمرية وكأن امريكا هي التي تحدد لروسيا ما تكون عليه وأين تتجه وحيث تتوجه للطلبة الروس الذين يدرسون في الغرب محرضة إياهم ضد نظام بلادهم فهي كمن يقول بأن الغرب يعمل على تحويل هؤلاء الطلبة إلى طابور خامس أو حصان طروادة في بلدانهم! وتستشهد بأن أحد قادة جمهوريات البلطيق الصغيرة قد اصبح قائداً هناك وبأنه كان قبل ذلك في كندا. وطبعاً لا يدري المرء إن كانت هذه السيدة مقتنعة بأن ما تقوله ما زال ممكناً وخاصة ضد روسيا، أم أن هذا الوهم والحشو العنصري هو مساق التعليم وتهيئة ادوات إمبريالية بغض النظر عن تغير الزمن وقوة البلدان الأخرى وخاصة روسيا.

أذكر حينما كنت في برنامج الماجستير في جامعة لندن كلية بيركبك قبل عشرات السنين قال المحاضِر(سامي زبيدة/وهو يهودي عربي من العراق يعيش في بريطانيا) فيما يتعلق بتغير مواقف طلبة العالم الثالث نحن عشرة بيننا واحد من العالم الثالث، لنرى إن كان سيتغير لاحقاً أم لا.

قلت: لن يتغير لأنني على الأقل أن أعرف لغتين وثقافتين بينما البقية يعرفون واحدة من كلتيهما.

وقالت: “ماذا نفعل لندقرط روسيا  نحن كقوة عظمى بينما روسيا هكذا منذ 300 سنة… مواصلة الضغط على نظام بوتين… بنكهم المركزي فيه مشكلة”

لعل هذه الفقرة كاشفة لمسألة تصدير الديمقراطية سواء في وصفها السلبي لتاريخ روسيا الحديث  من جهة ومن جهة ثانية تكرار الكذب الغربي في تقزيم تناقضه مع الأمم الأخرى في أن المشكلة  هي بين الغرب “اللبرالي” وبين شخص واحد في كل بلد تُعاديه الإمبريالية، اي ستالين في الاتحاد السوفييتي السابق بوتين في روسيا، ناصر في مصر،  صدام في العراق، القذافي في ليبيا،  الأسد في سوريا، كيم جون إيل في كوريا الديمقراطية، ماو في الصين سابقا وشي جينيبنغ في الصين اليوم…الخ. هذا الكذب بمقدار عدوانيته ضد الأمم الأخرى يتضمن تجهيل عقول الأمريكييين انفسهم. وفيما يخص المصرف المركزي الروسي، قيل كثيرا ضد حاكمة المصرف، لكن لا نلاحظ أن هناك مشكلة مالية في روسيا!

إلى أن تقول: “ليس بوسعنا مواصلة هذه الحرب الى الابد …لقد فقدنا صبرنا على الذين حاولوا عمل ديمقراطية في افغانستان والعراق  روسيا…اخذوا منا وقتا طويلا ؟

 مثير للضحك هذا التعفف الذي وصلت إليه هذه الطاغية الإمبريالية وكأن الأمم الأخرى هي التي توسلتها دخول واحتلال بلدانها وكأن الحروب العدوانية ليست في بنية النظام الراسمالي! إلى أن تنتقل إلى إدَّعاء التفضُّل على شعوب أخرى وكأنها تقدم لتلك الشعوب بركات وخيرات التنمية والسلام.ايتها السيدة العجيبة، أنتم الذين أخذتم من هذه الأمم والشعوب زمن تطورها وتنميتها بل وأعمارأهلها فرداً فرداً.

لقد تضمن حديث رايس الكثير مما يثير القلق المصيري  من الوحش الكامن في نظام أمريكا. فقد أكدت بأن الهدف الرئيس هو مواجهة روسيا،  وبأنه لا بد من تحرير قوى امريكا ضد روسيا والسيطرة على اقتصادها وتقسيمها  وذلك لاضعاف الصين كحليف لروسيا  حيث ينتهي بوتين وشي.

إن مراجعة فترة الحرب الباردة في القرن العشرين تبين لنا أن الهدف الأمريكي بل الغربي من تقويض النظامين الاشتراكيين في الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية آنذاك، قد تكرر نفس الهدف التخريبي ضد روسيا والصين وهما ليستا إشتراكيتين. هذا هو المفهوم الأمريكي للقوة العظمى وهو أن لا قوة سوى لأمريكا ولذا يجب منع صعود اية قوة وبالقوة.

يعتقد البعض بأن أمريكا كسبت أوروبا في جانبها لقتال روسيا في أوكرانيا وتشويه بوتين، ولكن الحقيقة أن مصالح الأقلية الراسمالية الغنية والحاكمة في الغرب/الأوليغارشية هي شريكة مع أمريكا في استغلال شعوبها.

وتنتقل رايس إلى العلاقة ببلدان المحيط:

“… في العلاقة  بالشمال يجب ان لا نعود لاختبار الولاء لا نريد العودة لكتلة عدم الانحياز…أما الهند فعندها مشكلة  شراء سلاحنا ويمكنها شرائه من دول أخرى”

لعل أهم ما ورد هو موقف رايس من عدم الانحياز وهذا موقف أمريكي مألوف “من ليس معي فهو ضدي” وعلى اية حال، نعتقد ان من لا يقف ضد الإمبريالية ليس محايداً بشكل حقيقي.

وأخيرا، لا بد من فحيح الأفعى ضد سوريا بقولها: ” النظام السوري يضرب الغاز على الأولاد”.

ترى، لو كان حديث رايس اليوم، هل كان لها أن تكرر هذا الكذب وخاصة بعد أن كذب نتنياهو وقناة سي. ان. أن  عن قتل الأطفال واغتصاب النساء على يد مقاتلي يوم 7 تشرين واتضاح الكذب؟ إنما نظراً لدور هذه المرأة في تحولها من بشر إلى ماكينة تزييف، فإنها ستواصل الكذب لأن ذلك إيديولوجيا ومنهج إمبريالي.

لقد حاول الغرب عموماً تقييد سعر ومجال تصريف النفط الروسي لكن روسيا تمكنت من تصريفه في دول بريكس وخاصة الصين والهند وحتى قيام الهند بإعادة بيعه باسعار أعلى إلى اوروبا. ومثل هذا لم يكن ليحدث لو أن امريكا هي القوة الوحيدة في الكوكب. صحيح أن أمريكا ركَّعت المانيا للطلب الأمريكي بوقف اعتماد ألمانيا على النفط الروسي أو منع علاقة قويةبين البلدين، لكن من يدفع الفاتورة هي ألمانيا بالطبع. وطبعاً بوسع أمريكا الفخر بإنهاء حياد السويد.

✺ ✺ ✺

المديح الصهيوني للعمامة ملغوماً

عادل سماره

راجت مؤخرا تغريدة لصحفي صهيوني تقارن بين ناصر والعمامة على النحو التالي

“محلّل إسرائيلي: كان بإمكان نصرلله بالأمس أن يكسب شعبية مئات ملايين العرب ، لكنه لم يفعل

قال المحلل الإسرائيلي نيتسان سادان : بالأمس تيقنت أنه لا يمكن مقارنة عبد الناصر بزعيم ح/ز/ب/ /ا/ل/له

فجمال عبد النّاصر رغم ذكائه، رضخ للحماسة والشّعبويّة فتهوّر وخسر الحرب معنا

أما ن/ص/ر/ /ا/ل/ل/ه الذي كان بإمكانه بالأمس أن يكسب شعبية مئات الملايين بكلمة واحدة ، فضَّلَ أن يخسر شعبيته كي يحقّقَ نصراً ساحقاً في المستقبل. هذا الرّجل إستثنائيّ، إنّه مُخيف.

✺ ✺ ✺

تعقيب:

هذا الصحفي إما لا يعرف حقيقة موقف ناصر أو يتلاعب بالوعي العربي كما كان ما قبل 7 تشرين 2023.

لا بد من التذكير بالحقيقة التي لم تتغير رغم وضوحها ومع ذلك هناك من يرفض رؤيتها وهي: قرار الثلاثي المعادي (الغرب والكيان والصهيونية العربية) الحيلولة دون ثلاثة أمور:

·        دون قيام دولة الوحدة المركزية

·        دون قيام دولة عربية مركزية

·        دون إنجاز القضية المركزية/فلسطين

ومن أجل هذه الأهداف الثلاثة من الثلاثي المعادي كانت حرب 1967 لتدمير مصر الناصرية والعشرية الثلاثية لتدمير الجزائر وحرب 1991  و 2003 لتدمير العراق  وحرب 2011 لتدمير سوريا وليبيا و 2015 لتدمير اليمن.

في العودة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان ضد القيام بحرب وكان يقول بوضوح: “لسنا جاهزين للحرب”. لكن الملك فيصل السعودي كان يضغط على أمريكا للقيام بحرب لتصفية النظام المصري وهزيمة الدولة ورسائله إلى الرئيس الأمريكي ليندون جونسون جرى نشرها علانية.

كان السبب المشترك الأمريكي الصهيوني والصهيوني العربي هو تصفية النظام المصري وخاصة أن نصف الجيش المصري كان يقاتل ضد حرب العصابات القبائلية اليمنية المدعومة من الثلاثي المعادي في ظروف صعبة بقياة الجنرال مرتجى.

المهم أن الجيش المصري اصبح على مشارف حقول النفط وهذا وحده كان كافيا للعدوان ضد مصر. ولذا كان لا بد من إرغام مصر على الحرب بالعدوان ضد سوريا التي خسرت عشرات الطائرات مما وضع ناصر في وجوب الضغط بإغلاق مضائق تيران. ومع ذلك كان يعلم أن الحرب سوف تُفرض عليه وأيضا مع ذلك تريث كي لا يبدأها.

طبعاً كانت هناك مخادعات امريكية للسوفييت بأن الكيان لن يبدأ الحرب وخداعا لمصر كما قالت أمريكا لزكريا محيي الدين قبل العدوان بيومين. ولكن الخديعة الكبرى كانت عدم الاحتياط من قيادة الجيش المصري حيث لم تتوقع عدوان استباقي.

لذا، ربما كان خطأ عبد الناصر أنه توقع عدم قيام العدو بالحرب رغم أنه يعرف أن العدوان بالنسبة للثلاثي هو ضرورة. اي كان عليه القيام بالحرب رغم عدم الجاهزية طالما هي آتية لا شك.

واليوم، من يدري أن يقوم الثلاثي بتوسيع العدوان ضد لبنان في حرب لتصفية حزب ذي العمامة وربما وصولا لسوريا!

✺ ✺ ✺

كهنة كامب ديفيد والخوف من (اسرائيل)

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

لا تحارب .. لا تقاتل .. لا تقاوم .. لا تعاند .. لا تتحدى .. لا تستقل .. لا ترفع رأسك ..لا تناصر فلسطين .. لا تعادى (اسرائيل).

·       هذه هى الشعارات المقدسة لأكبر دين سياسى فى مصر، دين له كهنته وشيوخه واتباعه ومريديه مثل اى دين آخر، دين يقوم على الخوف والمذلة والخضوع والاستسلام.

·       ويزاد نشاط انصاره مع كل عدوان صهيونى جديد على فلسطين، ولذلك نجدهم اليوم يروجون فى كل وسائل الاعلام بضرورة ضبط النفس والحكمة والاعتدال وعدم اتخاذ قرارات او مواقف قد نندم عليها فيما بعد.  

·       ويقوم هذا الدين على الدعوة والتبشير والتحذير من تكرار ما حدث فى ١٩٦٧، الذي يرجعون اسبابه الى العنترية وتحدي الامريكان وعداوة (اسرائيل) ورفض الاعتراف بشرعيتها ودعم فلسطين وحركات المقاومة وتوريط مصر فى قيادة الامة العربية وتبنى قضاياها والدفاع عن امنها القومى، وهو دور لا تقدر عليه ولا تستطيع ان تتحمل عواقبه.

·       واول من بشر بهذا الدين كان هو موشى ديان، حين قال بعد عدوان 1956 لقد حاربنا مصر لحشر الجيش المصرى داخل ارضه.

·       لقد كان أنصار هذا الدين فى البداية أقلية صغيرة تدعوا لدينها سرا وعلى حذّر، ثم انتقلت الى الظهور، وياللعجب، بعد حرب 1973، ثم أسفرت عن وجهها القبيح مع مبادرة السلام 1977، ثم فَجَرَت فى دعوتها بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد 1978، ومن وقتها وهي تزداد فجورا يوما بعد يوم.

·       ولقد أصبح هذا الدين للأسف الشديد هو الدين الرسمى للدولة المصرية منذ 45 عاما.

·       ورئيس مصر وحكامها يجب أن يكونوا من أنصار هذا الدين، أو كما قال الدكتور/ مصطفى الفقى بوضوح عام 2010 (بأن رئيس مصر يجب ان توافق عليه الولايات المتحدة ولا تعترض عليه اسرائيل.)

·       أعلنها السادات مؤسس هذا الدين فى مصر حين قال فى خطبته الشهيرة بعد الحرب مباشرة بانه لا يستطيع محاربة الولايات المتحدة. ثم طور هذا الموقف بعد شهور قليلة بقوله ان 99% من اوراق اللعبة فى يد الامريكان.

·       وقالها مبارك صراحة فى لقائه ببعض قادة المعارضة الوطنية بعد اغتيال السادات، بان الغاء كامب ديفيد يعنى محاربة امريكا وانه لا يقدر على ذلك.

·       ويقولها عبد الفتاح السيسى كثيرا، ومنها ما قاله فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة المنعقدة يوم 28/4/2018 حين قاله محذرا:

((اوعوا حد يأخذ البلد للحالة التى كانت قائمة ايام 1967 …. الوجدان اتشكل على عداوة شديدة (لاسرائيل) واستعداد للقتال للآخر (حتى آخر مدى) …. مكانش فيه حد فى المنطقة وفى مصر يقبل بمبادرة السلام ال الرئيس السادات طرحها…. مكانش حد كتير مؤمن بفكرة السلام ساعتها…. احنا بنتكلم (النهارده) بعد 50 سنة عندما تشكل وجدان جديد ووعى اخر وحالة جديدة فى نفوس الناس هى حالة السلام والتشبث به))

***

 وقد يبدو للوهلة الاولى ان لهذا الدين السياسى وجاهته التى تؤكدها موازين القوى الاقليمية والدولية وتطوراتها على الارض فى الخمسين عاما الماضية

ولكن هذه نظرة سطحية لا تمت الى الحقيقة بصلة، فالخواتيم كشفت واثبتت بما لا يدع مجالا للشك، النتائج الكارثية التى ترتبت على جريمة الصلح مع (اسرائيل) وتوقيع اتفاقيات سلام معها والكف عن قتالها والانسحاب من ساحات المواجهة معها وبالانضواء فى معسكر الاعداء المشهور باسم “الحظيرة الامريكية”:

·       فها هى الدولة المصرية بكل مؤسساتها تقف عاجزة اليوم عن ايقاف وصد وردع المخطط الصهيونى الجارى على قدم وساق لتهجير اهالى غزة الى سيناء، تحت كرابيج القصف والابادة والتجويع والتعطيش، وذلك بعد ان قامت المعاهدة بتجريد ثلثى سيناء من القوات والسلاح الا باذن (اسرائيل). لتصبح سيناء منقوصة السيادة ومرتعاً لكل انواع الجرائم والاختراقات والاعتداءات وسيناريوهات السيطرة والاستيطان الاسرائيلية.

·       وسقطت مصر منذ السبعينات فى تبعية عميقة ومركبة؛ عسكرية وامنية واقتصادية وسياسية واقليمية.

·       وتعيش الدولة المصرية منذئذ “سلاما بالإكراه” لا تجرؤ ان تغضب امريكا او تقول لا لاسرائيل، ويبذل حكامها، طول الوقت، اقصى جهودهم لاثبات حسن النوايا للاسرائيليين والامريكان.

·       وتحولت (اسرائيل) الى دولة اقليمية عظمى، واعترفت بشرعيتها عشرات الدول التى كانت تقاطعها من قبل. وأخذت تعربد فى المنطقة كما تشاء، تضرب وتقصف وتغتال بلا حساب أو عقاب وتبتلع وتستوطن مزيد من الارض كل يوم، وتتربص بالمقدسات وتنتهكها وتسطو عليها.

·       الى ان وصلت اليوم لارتكاب جرائم ابادة غير مسبوقة لآلاف الفلسطينيين امام أعين لعالم، بلا ردع او عقاب او حساب.

·       وسقطت كل اوهام السلام، بعد ان أطلق الامريكان رصاصة الرحمة على حل الدولتين واعترفوا بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيونى، وبدأ اليهود يقتحمون المسجد الأقصى يوميا وينفذون مخطط تقسيمه زمنيا.

·       وانخرط العرب يحاربون ويقاتلون بعضهم بعضا فى سلسلة من الحروب الاهلية والاقليمية التى لا تنتهي، بعد ان كفوا وجبنوا عن مقاتلة عدوهم الحقيقى.

·       وسادت الطائفية والقبلية والمذهبية بعد ان سقطت قضايا ومعارك التحرر الوطنى والقومى.

·       وفى الحساب الختامى يكاد 7 مليون صهيونى ان يهزموا 450 مليون عربى.

·       كل ذلك ولا يزال أنصار ديانة “كامب ديفيد” واخواتها، يغالطون ويضللون الناس ويدافعون عما تم من تنازلات ويطالبون بتنازلات جديدة وكله باسم الواقعية.

***

 ولقد كان هذا الدين يقتصر فى بداية ظهوره على مصر وعدد قليل من الحكام العرب، اما اليوم فلقد أصبح هو الدين الرسمى لغالبية الدول العربية هى الأخرى، وكذلك للنظام الرسمى العربى وفى القلب منه جامعة الدول العربية.

 وانصار هذا الدين هم من أكثر الطوائف والجماعات استبدادا وعنفا تطرفا فى بلادنا، فلقد أخذوا يجبرون ويكرهون باقى الناس على الخضوع لدينهم بأدوات الردع والارهاب. وهم قادرون على ذلك بحكم احتلالهم لغالبية كراسى الحكم العربية، ويسومون كل من يرفض دينهم ويكفر به كافة صنوف العذاب.

وبالفعل اصبحت ملايين الشعوب العربية الكافرة “بدين” الهزيمة والاستسلام، الواعية بطبيعة الصراع والحاملة لحضارة الامة والمدركة لتاريخها ومكانتها وامكانياتها وامجادها وانتصاراتها، والرافضة للتبعية، الكارهة للامريكان واسرائيل والصهيونية، المؤمنة بوحدة الامة وقضاياها وبعروبة فلسطين وحتمية تحريرها والقتال من اجلها والقضاء على الكيان الصهيونى ومشروعه ومخاطره، أصبحوا جميعا محاصرين ومطاردين ومقيدين ومحظورين من المشاركة أو التأثير فى الحياة السياسية والاعلامية والفكرية فى مصر وغالبية الدول العربية الا ما رحم ربى.

اما أهالينا فى فلسطين المحتلة، فهم الوحيدون اليوم الذين يكشفون بمقاومتهم المستمرة التى لم تتوقف لحظة، وشهدائهم الذين يرتقون كل يوم، زيف وبطلان هذا الدين الكريه، ويثبتون ان العدو من ورق وان القتال ممكن وواجب وأن التحرير قادم والنصر آت باذن الله.

*****

القاهرة فى 7 نوفمبر 2023

سلسلة كتابات طوفان الأقصى:

·       فلسطين وعقود من الغدر العربى الرسمى

·       ثلاثون سببا للتحرر من كامب ديفيد

·       من سجلات المقاومة بعد كامب ديفيد

·       القلعة الأخيرة

·       التجريد ثم الذبح

·       بايدن يطلب اعتمادات لتهجير الفلسطينيين الى سيناء

·         اعادة المهجرين من أهالى سيناء الى مدنهم

·       نص فتوى الأزهر بعدم جواز الصلح مع (اسرائيل)

·         فرصتنا التاريخية للانعتاق من كامب ديفيد

·         يا ولدى هذا هو عدونا الصهيونى

·       التحرر من قيود كامب ديفيد المميتة

·       ثوابتنا ـ دليل المواطن العربى

·       رخصة عربية لقتل الفلسطينيين

·       مسيرات مليونية للحدود الفلسطينية

·       الاتفاقية المصرية الاسرائيلية لمراقبة غزة (اتفاقية  فيلادلفيا)

·       تمصير معبر رفح

·       عشرون وسيلة لدعم فلسطين ومواجهة العدوان

✺ ✺ ✺

العدو على أبواب مدينة غزة …والفشل بانتظاره؟

العميد د. أمين محمد حطيط

من تابع وحشية القصف والتدمير للقسم الشمالي من قطاع غزة شاملاً المدينة بعد حصارها وفصلها عن جنوب القطاع، تيقن من انّ خطة العدو تتعدّى الاحتلال الجزئي للقطاع الى الإحراق المرحلي الكلي للمناطق المحتلة فيه وتحويلها الى أرض بلا شعب بعد أن وضع السكان فيه بين خيارين اثنين حصراً، إما ترك القطاع والتهجير جنوباً والأفضل خارج القطاع أو الموت في القسم المقتطع لانّ خطة إسرائيل تقوم على إحراقه وجعله منطقة غير قابلة للعيش. هذه هي خطة العدو التي وُضعت بإشراف ودعم لا بل بقيادة أميركية وتأييد من بعض العرب.


وفي المقابل تتمسك المقاومة ومعها شعب غزة عامة وسكان القطاع في قسمه المحاصر خاصة، يتمسكون بالأرض وهم واثقون من انّ الخطة المعتمَدة للدفاع عن المنطقة والمدينة بخاصة هي خطة تمنع العدو من التغلغل في المدينة رغم سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها، كما تحول دون تحقيق العدو لأهداف حصاره لها، ويرون بأن العدو إذا استهلك اسبوعاً من أجل قطع 6 كلم للوصول الى مشارف المدينة ودفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك في أرض مفتوحة ومكشوفة، رغم الدور الفاعل للطيران والمدفعية في إسناده القريب والعمل بمناورة السدود النارية المتحركة أمام القوى المندفعة فإنّ هذا لن يستقيم العمل به بل سينتفي كلياً في الأحياء الآهلة حيث سيفرض على العدو الالتحام والقتال من المسافة صفر ويتعطل بالتالي دور الطيران والمدفعية، لذلك لوحظ أنّ العدو توقف عند مشارف المدينة وتحوّلت قواته إلى الحصار مع المشاغلة بالنار في العمق، وهنا سيطرح السؤال عن مسار الأمور بعد ذلك؟


لقد حققت المقاومة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نصراً استراتيجياً أسطورياً وأنزلت بالعدو هزيمة غير مسبوقة منذ إنشاء كيانه على أرض فلسطين المغتصبة، وبالتالي أصبحت مهمة المقاومة الآن وفي المرحلة التي وصلت اليها الأحداث مزدوجة وهي الحفاظ على الإنجاز ومنع العدو من تحقيق أهداف هجومه المتمثل بالعملية البرية التي ينفذها الآن والتي أعلن أنّ من أهدافها «سحق المقاومة» وتحرير الأسرى الذين ألقت المقاومة القبض عليهم في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهي مهمة( مهمة المقاومة)  ليست بسيطة، لكنها ليست مستحيلة.


نقول ليست بسيطة لأننا وفي نظرة موضوعية للمشهد العام نجد أنّ العدو يمتلك إمكانات هامة في ظلّ دعم لا محدود وانخراط أميركي وغربي في الحرب الى الحدّ الذي جعل الحرب وكأنها حرب أميركا، ونقول إنها ليست مستحيلة في ظلّ عاملين اثنين، عامل يتعلق بواقع المقاومة من حيث معنوياتها العالية وتحضيراتها الدفاعية المتقنة من جهة، ومن جهة ثانية من حيث التآكل في وضعية العدو لجهة الواقع المعنوي المتردّي وتنامي الضغط الداخلي خاصة ما يتصل بالأسرى فضلاً عن التحوّل في الرأي العام العالمي والذي بدأ يضغط ليشعر أميركا و»إسرائيل» بأنّ المهلة ليست مفتوحة في ظلّ الظروف الإنسانية السيئة في القطاع الذي تحوّل الى ميدان ممارسة الإبادة الجماعية.


في ظلّ هذا الواقع، تتبيّن أهمية ما أطلقه سماحة السيد أمين عام حزب الله في مسألة أهمية انتصار المقاومة في غزة ومسؤولية الأطراف الإقليميين ودورهم في المواجهة القائمة باعتبار أنّ نتائجها ستنسحب على الجميع ربحاً او خسارة، انتصاراً او هزيمة، واذا كان منع الهزيمة اليوم والحفاظ على النصر يتطلب قدراً من التضحية فإن إزالة آثار الهزيمة إذا وقعت سيتطلب تضحيات تكون أضعافاً مضاعفة عما يقدّم الآن من أجل النصر.


وهنا ورغم عدم ثقتنا بإمكانية قيام النظام الرسمي العربي بدور إيجابي في هذه المواجهة، وبالتالي لا نرى مفيداً التعويل أو انتظار ما سيصدر عن مؤتمر القمة العربي الذي دُعي اليه في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي أيّ بعد 35 يوماً من بدء عملية طوفان الأقصى واندلاع الحرب، لكننا مع ذلك نطالب الشعوب برفع صوتها في الشارع والضغط على حكوماتها لاتخاذ موقف أقله الضغط على أميركا لوقف الحرب، ففي وقف إطلاق النار او على الأقل فرض هدنة إنسانية في مدة معقولة فرصة للتخفيف من الضغوط على سكان القطاع لاقتلاعهم من أرضهم، وفيها فرصة لوقف مؤقت للإبادة الجماعية التي ترتكب على أرض القطاع. وهنا نكتفي بان نطالب العرب بموقف فاعل لوقف هذه الإبادة ولديهم الأوراق الكثيرة التي يلعبونها من أجل تحقيق هذا الأمر.


اما الجانب الآخر والأهمّ في تقديم الدعم والصمود والمقاومة والشعب في غزة فهو ما يقدّمه محور المقاومة عامة وجبهة لبنان بشكل خاص. وهنا نتوقف مرة أخرى وبشديد اهتمام عند موقف سماحة السيد الذي خيّر فيه العدو وأميركا خاصة بين اتجاهي سلوك، الأول وقف الحرب والثاني توسّع الحرب، فإذا كانت أميركا تخشى من توسّع الحرب او لا ترغب بهذا التوسع كما تشيع، فعليها أن تعمل لوقفها وعليها ان تعلم انّ محور المقاومة لا يمكنه السكوت مطلقاً على جريمة الإبادة الجماعية التي تُقترف بحق غزة بأهلها ومقاومتها، خاصة أنّ جميع مكونات هذا المحور وجهوا كلّ على طريقته ومن موقعه الرسائل الميدانية المناسبة والقابلة للتطوير، لأنهم يدركون انّ ما يجري على شعب غزة ومقاومته اليوم قد يجري عليهم غداً في حال نجاحه في غزة، ولذلك ومن باب «العمل الوقائي الاستباقي للدفاع المشروع عن النفس سيجد المحور بكلّ أطرافه نفسه ملزماً بالعمل لمنع العدو من تحقيق أهداف حربه على غزة».


وهنا لا بدّ من العودة للتأكيد بأن السيد أبدع في تحديد المسؤوليات في المواجهة الجارية باعتبار انّ النصر للجميع دون استثناء، ويعني كلّ دول المنطقة وشعوبها، وانّ الهزيمة لن يتفلت منها أحد لأنّ المواجهة ليست بين إسرائيل وحماس، كما يروّجون ويردّدون في الاعلام الصديق او المعادي عن حسن نية او سوئها، بل هي حرب إقليمية/ دولية يريد منها الغرب إخضاع المنطقة كلها ووقف موجات تحرّرها ودفعها للعودة الى ما أطلقته أميركا وعملت له تحت عنوان «شرق أوسط جديد» أميركي الهوية والهوى و يواجهه سعي يقوده محور المقاومة تحت عنوان «شرق أوسط لأهله»، ورياح الإقليم والعالم ترجح سعي محور المقاومة. وعلى الجميع أن لا يفوّتوا الفرصة.

:::::

“البناء”، بيروت، 2023‏-11‏-07

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:
  • توتير:
  • فيس بوك:

https://www.facebook.com/kanaanonline/

  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org