“كنعان” تتابع نشر كتاب “ظلال يهو/صهيو/تروتسكية في المحافظية الجديدة”

تأليف د. عادل سمارة

التروتسكيون في خدمة الثورة المضادة في بوليفيا وفنزويللا

        لم يختلف موقف هذه المدرسة في امريكا الجنوبية عنه في الوطن العربي أو بلدان أخرى في العالم.

في بوليفيا الحالية لقد حاولت الاوساط اليمينية والمتطرفة والتروتسكيون، وبدعم امبريالي امريكي، استخدام الحركة العمالية البوليفية، المشهورة تاريخيا بنضالاتها النقابية ضد الانظمة الدكتاتورية والدموية في بوليفيا، من اجل اسقاط حكومة الثورة السلمية. وقد خلقت تحركاتها بلبلة واسعة في اوساط المثقفين والمناضلين خارج بوليفيا والقارة، لان الصورة  في وسائط الاعلام الموجه، والمسيطر عليه امبرياليا صهيونيا، توحي بان العمال ( وهم على كل حال ليسوا ثوريين ولا اممين دائما)  في تناقض مع الثورة التي تدافع عن مصالحهم قبل غيرهم.

وبمحض الصدفة، و بمجرد ان طردت الحكومة البوليفية الوكالة الامريكية للتنمية الاقتصادية تم تحريك “المركزية العمالية البوليفية” (COB) التي لم تعد تشبه نفسها التاريخية في شيء، وقامت باضرابات متتالية ضد الحكومة، ولجأت في بعض المناسبات، الى اعمال العنف والقتل وتدمير منشآت مدنية، وقطع الطرق ومواجهات مع الشرطة! فقد وقعت تحت تاثير من يدّعون انهم ايديولوجيو “الثورة الدائمة” الذين يتزعمهم خايمي صولاريس (Jaime Solares) وهو ينتمي الى تشكيلات شبه عسكرية، وجلاد اثناء عهد دكتاتورية الرئيس السابق، لويس غارسيا ميسا (Luis García Mesa)!

كتب الصحافي المعروف تيري ميسان في موقعه (  Vlotaire NETWORK) 23 شباط 2014،  مقالة بعنوان “أمام أعيننا: هل بوسع واشنطن إسقاط ثلاث حكومات في وقت واحد؟”” ورد فيها عن  دور التروتسك في الثورة المضادة وخاصة ضد الدول ذات الأنظمة الثورية .

“… وفي النهاية فإن ريكاردو زونيجا، وهو حفيد يحمل الإسم نفسه كإسم حركي لرئيس الحزب الوطني في هندوراس وهو الذي كان قد دبَّر انقلابَيْ 1965 و 1972  لصالح الجنرال لوبيز أريلانو. فقد أدار محطة أل سي.آي إيه في هافانا حيث جند ومول عملاء حيث قام بتجنيد وتمويل عملاء لتشكيل معارضة ل فيدل كاسترو. وقد حرَّك اليسار التروتسكي المتطرف الشباب التروتسكيون في فنزويلا من أبناء اعلات الغنية محاطين بحماية زمر مرتزقة في فنزويللا لخلع الرئيس نيقولاس مادورو بتهمة أنه“ستاليني. ولسوء الحظ، فإن استيقاف السيارات في فنزويلا قد أظهر تلكم الضحيتين، أحدهما معارضاً والآخر مؤيداً للحكومة قد قُتلا بنفس السلاح وهذا يؤكد على وجود قوى سرية مدربة ومتخصصة لإشعال الاقتتال الداخلي كما حصل في سوريا واوكرانيا.