جزائرية ركلت قرضاوي

وكسرت عين هيلاري وخصيان الخليج

بادية ربيع

بوعي ملموس وقوة امرأة رفضت رجلاً له هالة هرمية الحجم، رفضت السيدة أسماء بن قادة التي كما يبدو هي التي طلقت الشيخ يوسف القرضاوي وليس العكس، رفضت أن تُدعى ب مطلقة القرضاوي بقولها: “أنا أحمل جينات عبد القادر الجزائري، أما ما عدا ذلك فهو كالزبد يذهب جفاء“. ما أجملك وهذا القول، أخالك تمشين على هامة الدنيا!

ليس أجمل وأعمق من هذا القول وقعاً. هذه السيدة لم تنتمِ إلى النسوية الراديكالية الغربية ولا إلى اللبرالية، وبالتأكيد ليست سيدة سلفية ولا وهابية. إنها ببساطة إمرأة عربية تجمع بين ميسون الكلْبية التي أصرت على حياتها البدوية فخضع الخليفة الأموي معاوية وطلقها حين سمعها تُنشد:

 

لبيتٌ تخفق الأرياح فيهِ….أحب إليَّ من قصر منيفِ

ولبس عباءة وتقر عيني….أحب إليَّ من لبس الشفوفِ

وإني لإخال أن معاوية رأى في تلك السيدة الجريئة هند بنت عتبة أمه زوج ابي سفيان صخر بن حرب وهي التي حين التقاها الرسول يوم فتح مكة وكان يعرف أنها قد طلبت من عبدها واسمه حبشي، أن يقتل حمزة عم الرسول ويأتيها بكبده وفعل فلاكته بين اسنانها.

قال الرسول من حرقته على عمه: إيهٍ هنود آكلات الكبود.

فأجابته فوراً: أنبيٌ وحقود!

فأعتقها. هكذا كان الرسول، أما مثقفون من بيننا ممن يزعمون التدين أو العلمانية فيتواطؤون باستدعاء الناتو لذبح الشام لأن أحدهم أو كثرة منهم قد أعتقلوا ذات يوم!

لكن أسماء هذه طلَّقت القرضاوي رفضاً لأخلاقه وشبقه المتعدد، تماما كأمراء وملوك النفط. وبالتأكيد كانت قد خُدعت بالعمامة إلى أن اكتشفت ما تحتها.

المرأة تقدمية بطبيعتها، ومستقلة مع تكوين الكون. أليست هي الامتداد المباشر للطبيعة، أما الرجل فنتاج لها. ومن هنا حقيقة أن النوع واحد. أقول تقدمية لأن هذه السيدة ذات الأنفة الجزائرية رفضت أن تُنسب إلى القرضاوي أولا كرجل وثانياً كشيخ مضاد للثورة ومفتي لصالح الثورة المضادة وخاصة فتواه في تبرير ذبح ثلث العرب السوريين.

لست ادري إن كانت أسماء هذه قد قرأت ما كتبته الكسندرا كولنتاي رداً على رسالة من زوجها الضابط في البحرية حين كتبت له: “أنا لست المرأة خاصتك. أنا أولا إمرأة”. لا شك أن اسماء بن قادة لا يمكنها أن تطيق العيش مع هذا السلفي العتيق. فهي بقولها تؤكد وعيها وكبريائها الثوري، بأنها سليلة عبد القادر الجزائري.

تأكيدها هذا جاء في الحقيقة في نفيٍ للمزاعم بأن موزة بنت مسند زوجة  حاكم قطر خائن ابيه هي التي توسطت إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليسمح لها بالترشح لمجلس النواب الجزائري. وهذا الزعم هو إهانة لأسماء وإهانة للرئيس الجزائري وتضخيم لا معنى له للمرأة التي تستقبل تسيفي ليفني وشمعون بيرس وعزمي بشارة وتقبل بحاكم قطر الذي شبهاته أكبر من حجمه ووزنه.

قارنوا اسماء ب هلاري  كلينتون التي تعربد على حكام الخليج وغير الخليج من العرب، والتي تظهر بمظهر المرأة النسوية بينما خنعت لحاكم الولايات المتحدة الذي مارس العلاقات مع سلسلة من النساء. لا بل إن النسوية الأميركية والغربية لم تسأل هذا الرجل فيما فعل من حيث استغلال موقعه لأجل الجنس، بل أفاد استطلاع رأي في الولايات المتحدة إثر فضيحته باستغلال السيدة مولينسكي، بأن شعبيته ازدادت بين النساء!.

وبالطبع، نحتكم هنا إلى التاريخ العربي كي يؤكد مقولتنا. ولكن، من اين للسيدة كلينتون بتاريخ يحفل بدور معاوية في بناء إمبراطورية وتسريح بإحسان لامرأة تريد حياة البادية؟ ومن اين لهيلاري رودني كلينتون بامتداد ثوري كما لأسماء في عبد القادر الجزائري؟ حبذا لو كان هيجل، الفيلسوف الكبير،  ولكن العنصري الكبير معاً ، ليسمع أن ما تسمى الولايات المتحدة : دولة قوية ولكن بلا تاريخ بل بحاضر يقطر دماً ويعج بقطعان نخاسة النساء!

مَن غير اسماء الجزائرية تعرف كيف يتذلل حكام النفط لسيدات البيت الأيض من مادلين أولبرايت إلى كونداليزا رايس إلى هيلاري كلينتون؟ كم مرة أتت هاتيك النسوة ليأمرن هؤلاء فيطيعوا؟ هل جرؤ ايا منهم على رفض مصافحتها كامرأة كما يتصرفون مع النساء العربيات؟ كلا بالطبع.

أسماء رفضت فتاوي القرضاوي تجاه ما يسمى الربيع العربي، ورأت أن أهل الدين السياسي لن يحصلوا على أكثرية في انتخابات الجزائر.

ربما تعرف السيدة الجزائرية جيداً ما الذي حصل للمرأة في ليبيا، والخطر الذي يتهدد المرأة في مصر وتونس حيث تتم محاولات استنساخ الوهابية من مخادع ابناء سعود.

لا شك أن المرأة السورية سعيدة بمعرفة رأي هذه السيدة الجزائرية حيث تتمتع المرأة في سوريا بأفضل من اية امرأة في الوطن العربي وكثير من بلدان العالم.

ترى، هل يعلم من يسمون أنفسهم شيوعيين وقوميين ويساريين ما الذي سيحل بالمرأة إذا ما سيطر مجلس اسطنبول على دمشق الشام؟ أم أن هؤلاء ليسوا سوى قرضاوي بطلاء أحمر، أما اللحى فتتشابه.