الطاهر المعز
الكيان الصهيوني وأوروبا:
تتنزل الممارسات الحالية للحكومة الفرنسية، لصالح الكيان الصهيوني، في سياق عالمي وأوروبي، تميز بضعف القوى التقدمية وهيمنة اللبرالية الإقتصادية المفرطة وإيديولوجيا “المحافظين الجدد” (صراع الحضارات والإنتصار النهائي للرأسمالية ولأمريكا…)
يستفيد الكيان الصهيوني من كافة امتيازات أعضاء الإتحاد الأوروبي دون الخضوع للإلتزامات والقيود التي يخضع لها الأعضاء (وكذلك الشأن بالنسبة للحلف الأطلسي)، في مجلات التبادل التجاري، فيصدر منتوجاته بدون قيود جمركية أو ضرائب، ويستفيد من كل الإتفاقيات التجارية والعلمية وتنقل الأشخاص، ويضغط الإتحاد الأوروبي (وخصوصا ألمانيا وفرنسا) على الدول العربية، ومصر والأردن بشكل خاص، من أجل التطبيع الشامل، قبل توقيع أي اتفاقية تعاون أو إسناد قروض… ومنذ سنة 1958 يشارك الكيان الصهيوني في البطولات الرياضية الأوروبية… وقرر الإتحاد الأوروبي، خلال شهر تموز 2012، تدعيم التعاون مع الكيان الصهيوني في 60 مجال منها النقل والسياحة والإتصالات والفلاحة والصناعة والطاقة والأمن والجمارك والطيران ومراقبة الفضاء… وصادف توقيع هذا الإتفاق أعلان الكيان الصهيوني إزالة 8 قرى فلسطينية، جنوب الضفة الغربية المحتلة، وتحويلها إلى منطقة عسكرية مخصصة لمناورات جيش الإحتلال… وتنص الإتفاقيات الأوروبية مع الكيان الصهيوني على احترام “القوانين الدولية” وقرارات الأمم المتحدة الخ… غير أن هذا لا ينطبق على الكيان الصهيوني حسب ما يبدو، بل بالعكس فقد ضاعف الإتحاد الأوروبي من قيوده على منتوجات المغرب العربي، مقابل التساهل مع الكيان الصهيوني (تمور، قوارص، خضار…)، و تمثل أوروبا أكبر سوق للمنتوجات الصهيونية…
للكيان الصهيوني مناصرون في البرلمان الأوروبي، من كل الجنسيات، ومن كل الإتجاهات السياسية، واشتهر عدد منهم بلعب دور الصدى للكيان الصهيوني وساندوا علنا أبشع ممارساته، كالقتل والحصار الخ، منهم الفرنسي (الإشتراكي) “فرانسوا زيمراي”، الذي عينه ساركوزي مستشارا له… وتحظى مساندة الكيان الصهيوني بشبه إجماع في بعض دول الإتحاد الأوروبي منها هولندا وألمانيا وبولندا وجمهورية التشيك الخ، وكذلك المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي، ونجحت المنظمات الصهيونية في إستصدار قوانين أوروبية تعاقب الدعوة للمقاطعة، واعتبار نقد الكيان المحتل جريمة، تضاهي ما اقترفته الأحزاب الفاشية الأوروبية خلال فترة ما بين الحربين من جرم في حقه المواطنين اليهود الأوروبيين…
يقوم أعوان المخابرات الصهيونية بتفتيش المسافرين إلى فلسطين، في المطارات الأوروبية، وقامت الشركات الأوروبية (والكندية والأمريكية) بمنع مسافرين من الذهاب إلى فلسطين، خلال صائفتي 2011 و 2012، بناء على قائمة إسمية سلمتها لها المخابرات الصهيونية، بدعوى أنهم من المعارضين لبعض جوانب سياسة “إسرائيل” في جزء من الأراضي المحتلة… وهو أمر لا تتجرأ المخابرات الأوروبية على القيام به بهذا الشكل المفضوح…
كما منعت العديد من الدول الأوروبية تظاهرات سلمية ومحاضرات وندوات وملتقيات عن القضية الفلسطينية أو عن ممارسات الكيان الصهيوني ( فرنسا، ألمانيا، إيطاليا…) كما فرضت على عدد من الفنانين والمبدعين أو المشاركين في ندوات علمية مشاركة مدعوين صهاينة، دون إعلامهم بذلك مسبقا، وحورت دول أخرى عنوان التظاهرات لتبدو “محايدة”، بينما تشير الوقائع إلى أن كل ذلك مدروس بعناية، للإيقاع ببعض المثقفين العرب الرافضين للتطبيع…
في فرنسا، منعت عدة جامعات، حلقات بحث حول “النزاع في الشرق الأوسط”، بعد أن رخصت لها وخصصت لها قاعات ومدارج، ورفضت بلديات عديدة من كافة التيارات السياسية توفير أو تأجير محلات من أجل القيام بنشاطات ثقافية عن فلسطين… وكان ضغط الحكومة والحركات الصهيونية، التي تهدد باستعمال العنف، أحد أسباب تراجع هذه المؤسسات الجامعية أو البلدية وإلغاء هذه التظاهرات… كما منعت كافة الدول الأوروبية، المطلة على البحر، مواطنيها من الإبحار إلى غزة “لكسر الحصار”، واحتجزت الزوارق في مياهها الإقليمية، بل شاركت فرنسا وألمانيا ببوارجها الحربية في تشديد الحصار، بدعوى “منع دخول السلاح”، وشاركت دول مثل اليونان وإيطاليا في احتجاز مواطنيها، كي لا يتسببوا في إزعاج الكيان الصهيوني…
ركائز الشبكة الصهيونية:
استقبل الفريق الفرنسي لكرة القدم نظيره الجزائري، لأول مرة في تاريخ الفريقين، لإجراء مباراة ودية، في باريس (سنة 2002)، حضرها عدد كبير من الشباب العربي المولود في فرنسا (ذو الجنسية الفرنسية)، وامتلأ الملعب بالأعلام الجزائرية… وأثناء أداء النشيدين الرسميين، ردد عدد هام من الحضور النشيد الرسمي الجزائري، بينما قابل البعض النشيد الرسمي الفرنسي بالتصفير والصياح… غادر الرئيس الفرنسي “جاك شيراك” الملعب، احتجاجا، وثارت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام وفي البرلمان وكان حديث وحدث الساعة لمدة أسابيع، وكانت فرصة ذهبية للتجريح العنصري العلني والشتائم ضد العرب…
خلال تصفيات كأس العالم لكرة القدم (جنوب افريقيا سنة 2010 )، التقى الفريقان الفرنسي والصهيوني ضمن نفس المجموعة، لاختيار الفرق الأوروبية التي ستشارك في المرحلة النهائية في جنوب افريقيا… جرت مباراة الذهاب والإياب بحضور عدد كبير من أهل الفن والأدب والصحافة الفرنسيين الذين رفعوا علم الكيان الصهيوني في باريس، وسافروا إلى تل أبيب في رحلات خاصة، لتشجيع الفريق الصهيوني (وهم فرنسيون يعيشون في فرنسا)، ورددوا النشيد الصهيوني “هاتيكفاه” واقفين، بكل حماس… ولم يثر الحدث أي تعليق، بل اعتبر الجميع أن اليهود الفرنسيين “صهاينة وإسرائيليون بالضرورة” ولا يعدو أن يكون تشجيعهم لفريق “دولة أجنبية” أمرا “عاديا”، كما اعتبر تدخل القادة الصهاينة في الشؤون الداخلية الفرنسية والتحدث باسم يهود فرنسا أمرا “عاديا”…
في الحالة الأولى كان الحضور من الشباب، أبناء المهاجرين الذين استعمرت فرنسا بلاد آبائهم وأجدادهم، طيلة 132 سنة، وينتمون للفئات الفقيرة من المجتمع الفرنسي… أما في الحالة الثانية فإن من انحازوا للفريق الصهيوني ضد فريق “بلادهم”، هم من مشاهير الفن والصحافة والتجارة والمال، ولم يكونوا من محبي كرة القدم، بل كانت مشاركتهم ذات صبغة عقائدية وسياسية، ولم يكتفوا بحضور المباراة في باريس، بل نظموا رحلات خاصة وتنقلوا إلى تل أبيب في فلسطين المحتلة، للتعبير عن مساندتهم لكل ما يرمز للإحتلال الصهيوني…
في الحالة الأولى، ثار “المجتمع السياسي والمجتمع المدني” ضد الشباب العربي الذي “أعلن ولاءه لدولة أجنبية”، وأهان العلم والنشيد الرسمي الفرنسيين، وكل رموز “الجمهورية”، حسب تعابير الصحف والقادة السياسيين، وفي الحالة الثانية، لم تتجاوز التعليقات (إن وجدت) مجرد الإعلام بوجود فلان وعلان في مدارج الملعب، وربما اعتبر تشجيع الفريق الصهيوني “عاديا”، بعد أن رسخت وسائل الإعلام والأحزاب، في الأذهان أن “إسرائيل” هي المتحدث الرسمي باسم كافة يهود العالم ولو كانوا فرنسيين أو أمريكيين، وبذلك تكون الدول الأوروبية والأمريكية وغيرها قد تخلت عن جزء من سيادتها لصالح الكيان الصهيوني، طوعا وعلانية…
تعتمد الشبكة الصهيونية في فرنسا على عدة ركائز منها الرموز المؤثرة في محيطها مثل القادة السياسيين، منهم الرؤساء مثل فرانسوا ميتران ونيكولا ساركوزي، والوزراء منهم دومنيك ستروس كان وبرنار كوشنار وفردريك ميتران و إريك راؤولت وبيار للوش، وكلود كوسغان، وصحافيين منهم فيليب فال (مدير إذاعة القطاع العام، “فرانس انتار”) وآن سان كلير (زوجة ستروس كان) وكرستين أوكرانت (زوجة برنار كوشنار) وإيفان لوفاي وألكسندر أدلر، أو مالكين لوسائل الإعلام، ومنهم برنار هنري ليفي، وعائلة “عموري” (لوباريزيان، ليكيب…) وعائلة “داسو” (صحف + طائرات “رافال” الحربية)، ونواب في البرلمان الوطني الفرنسي أو الأوروبي وهؤلاء لا يحصى عددهم، في صفوف اليمين واليسار، وهناك شخصيات مؤثرة في الحياة السياسية الفرنسية منها “جورج فراش” (الحزب الإشتراكي) وكان حتى وفاته أواخر 2011 نائبا في البرلمان ورئيس بلدية مدينة كبرى (مونبيلييه) وهو معروف بمواقفه العنصرية الواضحة، والمناهضة للعمال والكادحين والفقراء، والشعوب المهيمن عليها، و”برتران دي لانويه”، رئيس بلدية باريس، وأحد أعمدة الحزب الإشتراكي (من عائلة مستعمرين فرنسيين في تونس)، ومن أكبر المدافعين عن الصهيونية كإيديولوجيا، وعن دولة الكيان الصهيوني كرمز للحضارة الأوروبية في المشرق العربي… ولا يتوانى الصهاينة عن التصريحات المؤيدة للكيان الصهيوني، دون إبداء أي تحفظ، ومن التصريحات المجسمة لذلك ما قاله دومنيك ستروس كان، لما كان وزيرا، وقبل أن يصبح مديرا عاما لصندوق النقد الدولي: “من واجب كل يهودي أن يساعد ويساند إسرائيل، ويجب علينا كيهود أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لتبوأ مناصب سياسية، بهدف مساعدة إسرائيل… إن كل عمل أقوم به يصب في مصلحة إسرائيل، وعندما أنظر إلى وجهي كل صباح في المرآة، أتساءل عما يمكن أن أفعله هذا اليوم لصالح إسرائيل” ( من تصريح لإذاعة أوروبا رقم واحد، سنة 1991، أعادت نشره مجلة “لافي” (الحياة) 11/04/2002)… إضافة إلى تيار “الفلاسفة الجدد” (وهم مجموعة من مثقفي اليمين الذين يحتلون محطات الإذاعة والتلفزيون وصفحات الجرائد)، وتيار “الفرمسونية” الصهيونية “بني بريت” (أبناء التحالف) الذي يقدم نفسه على أنه تيار علماني “إنساني”، والواقع أنه ينحدر من تيار “الصهيونية الإشتراكية” وقد أسس مستعمرات صهيونية منذ العقد الثاني من القرن العشرين، بتمويل من كبار رأسماليي العالم، مثل مؤسسات “روتشيلد” و “مصرف لازار”، وهو منصهر حاليا في شبكات من “المجتمع المدني” المشبوهة، المشهورة بتشويه الإسلام والمسلمين (والمستهدف الحقيقي هم العرب)، والإشادة بالكيان الصهيوني، والتحالف مع الشق اللائيكي من تيارات اليمين المتطرف، وتمكن هذا التيار من استقطاب عدد من مثقفي المغرب العربي مثل الكاتب بوعلام صنصال (الجزائر) والمخرجة “نادية الفاني” (تونس)، والطاهر بن جلون (المغرب) وتيار “المؤتمر الأمازيغي العالمي”، وغيرهم ممن شوهوا ثقافتنا وحضارتنا، إرضاء للأسياد الأوروبيين…
منذ تأسيس الكيان الصهيوني (وقبل ذلك) تتخذ الصحف الكبرى الفرنسية مواقف مساندة للكيان الصهيوني، لكنها كانت تفتح صفحاتها من حين لآخر إلى بعض النقد الخفيف، الذي لا يمس بالجوهر وإنما يكتفي بنقد بعض الممارسات أو تطبيقات التطهير العرقي أو “الإفراط” في استعمال القوة الخ… لكن منذ أكثر من عقد أغلقت الصحف الكبرى المجال أمام كل نقد، مهما كان بسيطا للكيان الصهيوني”، بل ذهبت صحيفة “لوموند”، أشهر الصحف الفرنسية إلى نشر افتتاحية يوم 09/06/2010، تندد فيها بالدعوة إلى مقاطعة منتوجات الكيان الصهيوني، الذي تنعته بالإنفتاح والتنوع والديمقراطية الخ، وتزامن ذلك مع نشر بيان يصب في نفس الإتجاه (ضد المقاطعة) وقعه عدد من المثقفين والسياسيين و”نشطاء المجتمع المدني”، ينتمون إلى تيارات عديدة ( الحزب الإشتراكي والحزب الشيوعي وكافة أحزاب اليمين وبعض الرموز المحسوبة على اليسار الثقافي)، وفي المقابل أشادت الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية بافتتاحية كتبها رئيس حكومة أسبانيا السابق “خوسيه ماريا أزنار” (1996 – 2004) عبر فيها عن تخوفه من أن “انهيار الكيان الصهيوني سيكون انهيارا للغرب” (صحيفة التايمز البريطانية 17/06/2010) “… إن إسرائيل هي خط دفاعنا الأول، في هذه المنطقة الحيوية لأمن الطاقة، فإذا سقطت سنسقط معها، لأن مصيرنا متشابك بشكل لا ينفصم، لذا لا يجب أن ننفعل أو نتخذ مواقف خاطئة تضر بأمن إسرائيل، ولو بعد أحداث مثل أحداث أسطول الحرية”… وهذا الكلام واضح جدا، ولا يحتاج إلى تعليق، وهو بوضح العلاقة الوظيفية للكيان الصهيوني، وأفردت له الصحف الفرنسية مساحة هامة وفسحت المجال واسعا لمساندي هذا الرأي، و لا ننسى أن “خوسيه ماريا أزنار” كان شديد الحماس للإعتداء على العراق وساهم في احتلاله بإرسال عدد هام من الجنود، وهو من نفس طينة ساركوزي وبرلسكوني وطوني بلير وجورج بوش الإبن، الذين روجوا لنظرية “صراع الحضارات” واحتلوا أفغانستان والعرق وساروا على درب أسلافهم الذين خربوا وقسموا يوغسلافيا…
تميزت فترة رئاسة نيكولا ساركوزي بالدفاع المستميت عن نظريات (وتطبيقات) سياسة “المحافظين الجدد”، وبالعداء الشديد لكل الأفكار النيرة والإصطفاف وراء الأفكار السياسية والإقتصادية الأكثر يمينية، التي أنتجتها الأمبريالية… وفي ما يخصنا كعرب فإننا نلاحظ أن ساركوزي أحاط نفسه بعدد كبير من الوزراء والمستشارين الصهاينة المتطرفين، وإمعانا في الإستفزاز، عين جنديا إسرائيليا في منصب مستشار برتبة وزير مساعد للهجرة ( أرنو كارسفيلد) وعين “فاليري هوفنبيرغ” ممثلة “أميركان جويش كوميتي” في فرنسا، إحدى أكثر الجمعيات الصهيونية يمينية وتطرفا، في منصب “مبعوثة خاصة للشرق الأوسط، برتبة وزيرة”، كما عين “فرنسوا زيمراي” (ورد ذكره في فقرة أخرى) سفيرا لحقوق الإنسان، وهو نائب في البرلمان الأوروبي، عن الحزب الإشتراكي، ورئيس اللجنة السياسية في “المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية في فرنسا”، اشتهر بترديد نظريات اليمين الصهيوني المتطرف، واعتبار أن لا وجود لشيء إسمه الشعب الفلسطيني، وعين “دوف زراح” (رئيس المجلس الديني اليهودي الفرنسي) ورئيس “الوقف الفرنسي الإسرائيلي”، رئيسا لوكالة التنمية الفرنسية، ومكلفا بملف “المساعدات الإقتصادية لافريقيا”، وآلان بويير مستشارا سياسيا له، مختص في شؤون الأمن، وهو يدير شركة أمنية خاصة مرتبطة بالمخابرات الأمريكية، قامت بعدد من الأعمال الإجرامية في أمريكا الجنوبية وآسيا… ويعتبر نيكولا ساركوزي” الرئيس الوحيد الذي لا يتحفظ أبدا في إبداء مساندته المطلقة للكيان الصهيوني، الذي وصف تأسيسه ب”معجزة القرن العشرين” (وفاق في ذلك تأييد فرانسوا ميتران لدولة الإحتلال)… وبالعودة إلى ما كتبه “خوسيه ماريا أزنار”، فإن الإرتباط وثيق بين اليمين والإحتكارات العالمية والصهيونية، إذ أحاط ساركوزي نفسه (لما كان وزيرا للإتصالات ثم للمالية والداخلية) قبل انتخابه رئيسا، بمجموعة من أهل النفوذ الصناعي والمالي والإعلامي (مجموعة داسو ولاغاردير وبويغ وبلوري… )، وأعلن انتسابه وولاءه المطلق للمحافظين الجدد وللإيديولوجيا الصهيونية، كإيديولوجيا استعمارية بامتياز، وبدأ حملته الرئاسية من أمريكا بخطاب في مؤتمر “آيباك”، وأمام أعضاء “المؤتمر اليهودي الأمريكي”، وأعلن من هناك ترشحه للرئاسة الفرنسية، وخصص له الكيان الصهيوني طابعا بريديا، أثناء الحملة الإنتخابية، وحصل على أكبر نسبة من التصويت لصالحه سنة 2007، في الكيان الصهيوني، حيث يفوق عدد الناخبين 65 ألف من ذوي الجنسية المزدوجة الفرنسية والإسرائيلية، المسجلين في القائمات الإنتخابية الخ
أما منظمات “المجتمع المدني” (وبقطع النظر عن حسن نية الأفراد المنتمين إليها) فإن هدفها المعلن هو “إشاعة السلام” و”جمع كافة الأطراف للتعارف والتحاور والعمل جنبا إلى جنب…” (من أجل تأبيد الإحتلال، وتحسين صورته؟)، وتساهم المنظمات غير الحكومية والحركات المناهضة للعولمة، وجمعيات الصداقة في التطبيع السياسي والإقتصادي وتحث على مشاركة جمعيات فلسطينية وصهيونية جنبا إلى جنب في المنتديات العالمية والتجمعات “المناهضة للبرالية”، ومختلف المهرجانات، بدعوى إقامة حلف “المعتدلين” ضد “المتطرفين من الجانبين”، وهكذا يصبح المعتدي والمعتدى عليه شركاء، متساويين في الجريمة وتصبح الضحية راضية بالإحتلال ونتائجه!!! وهذا يتماشى تماما مع المخططات الإمبريالية من “إعادة تشكيل المنطقة” وإنشاء منطقة تجارية “أمريكية، شرق أوسطية حرة، قبل 2015، تظم جميع دول المنطقة” يهيمن عليها الكيان الصهيوني، الذي يمثل المركز الإقتصادي والسياسي والعسكري، في انتظار أن يتعزز دوره بفضل اكتشافات الغاز في عرض سواحل مدينة حيفا، ومشروع مد خط أنابيب لنقل النفط من كركوك إلى حيفا، والغاز من جمهوريات آسيا الوسطى، ليصبح الكيان الصهيوني مركزا يرتبط به كل المشرق العربي… وتكفلت شركات معولمة منها “بوبليسيس” الفرنسية، لترويج هذه الخطط وتنظيم مؤتمرات وندوات ولقاءات دولية، لتمريرها (مثل مؤتمر دافوس في الأردن الذي تشرف على تنظيمه بوبليسيس)، وهذه ثاني أكبر شركة إعلام واتصالات وإشهار، في العاللم، بعد “هافاس”، وقد ورثتها “اليزابيث بادنتار” (زوجة وزير القضاء السابق في عهد فرانسوا ميتران، الذي اشتهر بمعارضته لحكم الإعدام، مع إهمال نضاله المستميت لصالح الصهيونية ودولة إسرائيل) عن عائلتها التي أسستها سنة 1926، وهي معروفة في فرنسا كمناضلة نسوية ولائكية، ولكنها كرست حياتها ونشاط مؤسستها للدفاع المستميت عن الكيان الصهيوني، وتنظيم حملات إعلامية لإبراز الوجه الحضاري للإستعمار الإستيطاني الصهيوني (بمساعدة نائب رئيس الشركة المناضل الصهيوني “موريس ليفي”)، ونظمت جولة لبرلمانيين فرنسيين من الحزب الإشتراكي والخضر واليمين، لزيارة الجدار (الذي أدانته الأمم المتحدة وبعض المحاكم الدولية)، وإظهاره “كأداة سلمية لحقن الدماء من الطرفين”، والإشادة بالدور الحضاري للكيان الصهيوني في فلسطين… ونجحت الخدعة بشكل باهر، إذ قام المشاركون، عند عودتهم إلى فرنسا، بحملة إعلامية (نظمتها “بوبليسيس”) لفائدة الكيان الصهيوني، وشاركوا في عدة فعاليات لإقناع المترددين، وللتنديد بالمشككين، وشتم المعارضين… ونظمت “بوبليسيس” كافة الحملات الهادفة إلى تلميع صورة الإحتلال وإظهاره في صورة إنجاز حضاري هام، كما نظمت الإحتفال بالذكرى ال 60 لإنشاء الكيان الصهيوني، وكذلك حملات الدعاية لمنتوجات الفلاحة والصناعة والسياحة الصهيونية…
“اللوبي الصهيوني”، تجمع يميني متطرف:
نشطت الحركة الصهيونية بكثافة في فرنسا، بين الحربين العالميتين، تحْت قيادة جوزيف فيشر (الذي أصبح سفيراً لإسرائيل في بلجيكا سنة 1949) وفتح “الصندوق القومي اليهودي” فروعا له في الجزائر، وانخرطت الحركة الصهيونية الفرنسية في الوكالة اليهودية الموحَّدة سنة 1929، وكان يمثلها ليون بلوم، رئيس حكومة “اليسار” لاحقا، من 1936 إلى 1938، ثم وزيرا سنة 1946…
نسجت الطائفة اليهودية في فرنسا شبكات اقتصادية واجتماعية وتربوية وقانونية ودينية وثقافية وسياسية، وأصبحت عبارة عن تجمع “ديني سياسي إيديولوجي”… وتوجد حوالي مائة جمعية واتحاد وتنظيم يهودي وصهيوني في باريس وضواحيها، ومكاتب لمختلف الأحزاب السياسية الصهيونية الموجودة في فلسطين المحتلة، ومنذ 1977 شكلت مختلف الجمعيات تنظيما موحدا يسمى “المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية” في فرنسا ( Le Conseil Representatif des Institutions Juives de France (CRIF)، وهو تجمع ذو طابع سياسي يمثل الكيان الصهيوني في فرنسا، أكثر من تمثيله لمشاغل اليهود الفرنسيين، ويتمتع بنفوذ واسع يتعدى نفوذ أي حزب سياسي فرنسي، ساعده في ذلك امتلاك الصهاينة عددا هاما من الصحف والمجلات وقنوات الإعلام الإذاعي والتلفزي، ودور النشر… والنفوذ الصهيوني واضح كذلك داخل المؤسسات الإقتصادية والمالية وبعض المهن مثل الطب والبحث العلمي والقضاء…
وأسس الصهاينة شبكة من المنظمات المختصة في تشويه ومطاردة ومحاكمة المتهمين بعدم مبايعة السياسة الإسرائيلية، منها اتحاد الطلبة اليهود واتحاد رجال الأعمال اليهود و”أس أو أس راسيزم” (التي أسسها الحزب الإشتراكي) و “الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية” و”محامون بلا حدود”، وغيرها من عشرات المنظمات، وتداخل نشاطها مع المشروع الصهيوني… وبذلك اندمجت الجمعيات اليهودية في الإيديولوجيا الصهيونية وفي دولة الإحتلال الصهيوني، وأصبحت سفارة ثانية للكيان الصهيوني في فرنسا، غير أنها أكثر خطورة بسبب امتداداتها في المجتمع وفي عدد من الميادين (الثقافية والحقوقية والطلابية والإعلامية…)، ونجحت في تبرير اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها، “تعويضا لمعاناة اليهود في أوروبا”!… ورغم الحجج الدامغة والأدلة والوثائق العديدة التي تدين الإحتلال الصهيوني فقد تعرض كثير من المثقفين إلى ملاحقات قضائية، وفرضت المنظمات الصهيونية الربط الميكانيكي بين اليهودية كديانة، والصهيونية كإيديولوجيا عنصرية استعمارية، وإسرائيل كدولة مبنية على الإحتلال وطرد السكان الأصلانيين ونفي “الآخر” (الأغيار)… ونظم اللوبي الصهيوني مظاهرات ضخمة لدعم جيش الإحتلال أثناء هدم مخيم جنين واغتيال المناضلين الفلسطينيين وحصار عرفات في “المقاطعة”، وتظاهر حوالي 80 ألف شخص (أكثر من 10 بالمائة من يهود فرنسا) لمساندة الجيش الصهيوني، ولم تجمع المظاهرة المنددة بهذا العدوان سوى 5 آلاف متظاهر… أما “جمعية مساندة الجندي الإسرائيلي” فتنظم سنويا حفلات مساندة لجيش الإحتلال في كافة المدن الكبرى الفرنسية، وتجمع تبرعات، يمكن لأصحابها خصمها من مبلغ الضرائب…
شجعت سياسة المحافظين الجدد في أمريكا (خصوصا بعد 11/09/2001) اللوبي الصهيوني على المجاهرة بمعاداة الفكر التقدمي في فرنسا، باسم محاربة الإرهاب، وبرز للعيان الوجه الحقيقي للقادة الصهاينة المتزعمين ل”المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية في فرنسا”، الذين فرضوا بالعصا والجزرة، الإتحاد بين اليهود من كافة الإتجاهات من صهيونيين يساريين او يمينيين وشيوعيين، ورص صفوف الطائفة ونزع الشرعية عن الاصوات النشاز، باسم مكافحة الارهاب الذي أصبح مرادفا للعرب أو للمسلمين… وخلال انتخابات الرئاسة (22/04/2002) أزيح ممثل الحزب الإشتراكي “ليونيل جوسبان” (الذي رماه الطلبة الفلسطينيون بالبيض والطماطم، بسبب وصفه حزب الله بالإرهاب، ومساندته للكيان الصهيوني) منذ الدور الأول وبقي ممثل اليمين جاك شيراك وجان ماري لوبان ممثل اليمين المتطرف في الدور الثاني… كان ممثلوا الطائفة اليهودية (وهم في الواقع صهاينة يمثلون دولة الكيان على أرض فرنسا) يدعون محاربة اليمين المتطرف والعنصرية، وبعد هذا “الإنتصار التاريخي” لليمين المتطرف أعلن بعض قاتدة اليهود الصهاينة أنهم أخطأوا تقديراتهم وأن العدو الحقيقي ليس اليمين الفاشي وإنما العرب والمسلمون… واعتبر “روجيه كوكيرمان” رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ان النسبة التي نالها اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية هي بمثابة “رسالة تحذير الى المسلمين”.. ومثل رجع الصدى، اعلن السيد برونو ميغره (أحد زعماء اليمين المتطرف في فرنسا): “في مواجهة الاصولية الاسلامية نشاطر المنظمات الممثلة ليهود فرنسا قلقها”… وأعلن رئيس جمعية الصداقة الفرنسية ــ الاسرائيلية، الاميرال “ميشال دارمون” (حزيران 2002): “منذ عشر سنين والطائفة اليهودية تخطىء في تحديد معركتها، إذ أن عدوها الرئيسي ليس جان ماري لوبان، بل العرب والمسلمين”، وجند الصهاينة مثقفين معروفين، من اليهود وغير اليهود، وبعضهم كان محسوبا على اليسار والبعض الآخر كان مناضلا في صفوف اليمين الفاشي، منهم: “بيار ـ اندريه تاغييف” و”ميشيل تربالا” (باحثان في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية) و”الان فينكلكروت” و”الكسندر ديل فالّه” والجامعيان فريدريك انسل وجاك ترنيرو (كان يعمل في ديوان رئيس الحكومة لوران فابيوس، من 1984 إلى 1986) والصحافي موريس زافران… ونظم الصهاينة تجمعات واعتصامات أمام مقرات وسائل إعلام القطاع العام، متهمينها بالإنحياز “للأعداء” العرب والفلسطينيين، وقاموا بحملة تشهير تعتمد ترويج الأكاذيب والإشاعات ضد مثقفين وصحافيين أعلنوا مرارا أنهم حريصون على “أمن وسلامة إسرائيل”، وهددوهم بالرسائل العادية والإلكترونية…. ولا تحقق الشرطة عادة في القضايا التي يرفعها ضحايا الصهيونية، وتنصح أصحابها بعدم إثارة ضجة حول ما تعرضوا له من اعتداءات أو شتائم… وأقام الصهاينة خلال أقل من سنة دعاوى قضائية ضد الباحثين: ادغار موران ودانيال سالناف وسامي نعير، بسبب مقال نشروه على صفحات جريدة “لوموند”، وضد الباحث “باسكال بونيفاس” (وقد طرده الحزب الإشتراكي) بسبب كاتب عنوانه “هل يمكن نقد إسرائيل”، وقد حذر من المغالاة في مساندة الحزب الإشتراكي للكيان الصهيوني، ويطالبه بشيء من “الإعتدال”، والصحفيين “شارل أندرلان” ودانيال ميرميه”، ودوني سيفار الخ…
خاتمة:
أن فرنسا دولة استعمارية، امبريالية، وكذلك أمريكا وبقية دول أوروبا، والعلاقة المتطورة مع الكيان الصهيوني تنبع من طبيعة الحركة الصهيونية التي هي حركة استعمارية استيطانية، سارت على خطى الأوروبيين البيض في أمريكا وكندا وأستراليا… الذين قضوا على السكان الأصلانيين، وعلى خطى الإستعماريين البيض الأوروبيين في جنوب افريقيا وناميبيا و”روديسيا” (زمبابوي) الذين أقصوا أهل البلاد من إدارة شؤون بلادهم ومارسوا ضدهم العنصرية… فليست الحركة الصهيونية أو اللوبي الصهيوني هو الذي يتحكم في السياسة الخارجية للولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا، وإنما هي المصلحة المشتركة أو تقاطع المصالح، هو المحدد، فقد أعلن مؤسسو الحركة الصهيونية عن طبيعة هذه العلاقة والتمسوا مساعدة القوى الإمبريالية لأن تأسيس دولة “إسرائيل” يخدم مصالحها…
تمكن الشعب الفلسطيني من التعريف بقضيته ومن إنشاء شبكة من الحلفاء والأصدقاء، عندما كان لمنظمة التحرير ولمختلف الفصائل مشروع وبرنامج تحرير وطني يجمع كافة مكونات الشعب الفلسطيني، وتكونت هذه الشبكة أساسا من مناضلي اليسار الأوروبي والياباني والأمريكي… ثم انتهزت قيادة منظمة التحرير الإنتفاضة الشعبية (1987 – 1990) في الأراضي المحتلة سنة 1967، لتبني “علاقات ثقة” مع المحتل وتتخذ من التفاوض هدفا في حد ذاته، ومن التسول وسيلة لإنشاء اقتصاد ريعي وتقويض فكر وثقافة المقاومة…
وما “قوة” العدو إلا من ضعف الصف المقابل له، خصوصا في هذه المرحلة التي أصبح “العرب الصهاينة” يعتبرون إيران هي العدو الرئيسي ويعتبرون “إسرائيل” حليفة، ويشاركون الإمبريالية في احتلال وتفتيت الدول العربية، انطلاقا من القواعد العسكرية المتواجدة على أراضيهم (الكويت والسعودية وقطر والبحرين والإمارات…)، وأصبحت الجامعة العربية فرعا من الحلف الأطلسي… وبعد انتفاضات تونس ومصر، أصبح الإسلام السياسي يحكم المغرب وتونس وليبيا ومصر الخ (بتمويل وتخطيط قطري، أي أمريكي) وكانت تصريحات وممارسات قادته واضحة ولا لبس فيها بخصوص الإقتصاد اللبرالي وخصخصة المرافق العمومية، وكذلك حول علاقات “حسن الجوار” (إن لم يكن أكثر من ذلك) و”احترام الإتفاقيات الدولية” (أي كامب دفيد ووادي عربة والكويز…)
ما العمل؟ إن فصل قضية فلسطين عن محيطها العربي وعن النضال ضد الإستعمار والإمبريالية هو خطأ قاتل، وإن فصل الصهيونية ودولة الإحتلال عن الإمبريالية ومخططاتها من أجل السيطرة على موارد الوطن العربي (خصوصا المشرق العربي) وموقعه الإستراتيجي، يعبر عن قصر نظر… لذا فكل نضال من أجل الحريات العامة وحقوق الإنسان وحقوق مختلف فئات المجتمع الكادح والفقير، مرتبط بالنضال ضد الطبقات والفئات الحاكمة ومن يقف وراءها ويساندها لأنها تدافع عن مصالحه في بلادنا (مساندة الإمبريالية لزين العابدين بن علي وحسني مبارك إلى آخر يوم)، ومن يساند الصهاينة لا يمكن أن يكون صديقا لنساء وعمال وأطفال المغرب أو تونس أو مصر أو سوريا… لذا فالربط بين النضال المطلبي والوطني والنضال القومي والمناهض لهيمنة الإمبريالية على بلداننا وعلى خيراتنا هو الحلقة الضرورية التي تعوز النضالات الحالية للشعوب العربية ضد أنظمة القمع والعمالة والإنبطاح.، فالنضال هو واحد لا ينفصل، ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية…
لقد أعلن “أرييل شارون” سنة 2005 أن مشكلة الكيان الصهيوني ليست مع الحكومات العربية، فهي تتعامل مع دولة الإحتلال سرا وعلانية، لكن المشكلة الحقيقية هي مع الشعوب العربية التي ترفض “حق إسرائيل في الوجود وترفض الإ عتراف بها”، حسب قوله، ويرى الحل في استعمال مزيد من القوة، ليس لإقناع الشعوب العربية بل لترهيبها وجعلها تؤمن بقوة “إسرائيل” التي لا تقهر، فتخضع لها صاغرة… لكن حرب 2006 أظهرت أن القوة العسكرية ومساندة الإمبريالية والرجعية العربية للإعتداء على لبنان، لم تكن كافية لكسر عزيمة مقاومي “حزب الله”، رغم عدم توازن القوى وخيانة الدول العربية (السعودية، مصر، الأردن…) ووقوف أحزاب ومليشيات الطوائف مثل آل الحريري وآل الجميل والحكومة اللبنانية في صف الخيانة والعمالة للعدو، ضد “إخوان لهم في المواطنة”…
إن أضعف الإيمان هو القيام بحملات لمقاطعة العدو سياسيا واقتصاديا وثقافيا، في الدول العربية وأوروبا والعالم، والتأكيد على حق تقرير المصير وعودة اللاجئين إلى ديارهم الخ، وعدم الإنسياق وراء تجزئة القضايا لأنها فخ كبير، فقد نفذت الإمبريالية والصهيونية وقسمت الصفوف باسم قضايا حق أريد بها باطل، كحقوق الإنسان والطفل والمرأة والعلمانية الخ وشارك عدد من المثقفين العرب مع الصهاينة في عدد من التظاهرات بدعوى فصل السياسة عن الفن أو العلم أو الأكاديميا…