بسّام أبو غزالة
فديتكَ، هذا زمانُ التترْ
وعصرُ التردّي، وعهرِ البشـرْ
فليتَ زماني زمانُ الكهوفِ،
وعصرُ البدايةِ، عصرُ الحَجَرْ
أو اني مِنَ البُهْمِ،
قوتي وحِسِّـي مدى ما يَحُطُّ عليه البصرْ
إذن، لنعمتُ بصفو الحياةِ،
فلا عقلَ يُدْرِكُ للكون ســر
***
بَكيْتُكَ ناجي،
بكيتُ حياضا
صُلبتَ على قلبه المُنفطِرْ
بَكيْتُكَ ناجي،
إذا انشـقَّ صبحٌ
ولم تمتشـقْ نورَهُ المنتشـرْ
بَكيْتُكَ يا أفصحَ الشـعراءِ،
وأبلغَ من خط أو من ســطرْ
بَكيْتُكَ يا غائصا في الوحول
لتقنصَ منها خبيءَ الدررْ
وتودِعَهُ الحبرَ،
خطا تثنى،
فصوّرَ، صمتا، خوافي الخبرْ
***
أحقا ترحَّلَ عنا الصباحُ؟
أحقا تغَيَّبَ عنا القمرْ؟
أحقا تمورُ خطوط التأسِّـي؟
أحقا تغيضُ مياهُ النهَرْ؟
أحقا تصاد البلابلُ لحما
ويُغزى الفراشُ وغضُّ الزهَرْ؟
***
وفاطمة الحبِّ والحزن،
فاطمة القهر والأمل المنتصِرْ
وبؤسُ أبي الكدح،
والكادحون،
وحنظلة الفارسُ المنتظرْ
أولئك، والشـعبُ في حدقات عيونهمو جمرة تسـتعرْ،
إذا غبتَ عنهم،
فمن ذا سـينطقُ آلامهم في ليالي الضجر؟
وأحزانهم في حصار الزمان؟
وإقدامَهم في مهاوي الخطر؟
ومَن، بعد موتكَ، سـوف يُعَرِّي حمارَ الهوان وكلبَ الأثر؟
وعلجا تحلى بسـيفِ النضال
وسـاقَ الخيولَ إلى المؤتمر؟
وبعدَكَ،
من يرسـمُ الشـعرَ رسـما؟
ومن بالخطوط يقولُ العِبَرْ؟
***
سـلامٌ عليكَ،
رفيقَ الشـتاتِ،
نذيرَ البروق،
بشـيرَ المطرْ
سـلامٌ عليكَ،
فإنْ غبتَ عنا،
فذكركَ في قلبنا المنكسِـرْ.
ب.أ.غ.
نيسان 1988
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.