الطيب تيزيني من:

قوة المعرفة إلى بنزين قطر

عادل سمارة

لا يزال يصطف الطيب تيزيني في معسكر المثقفين الذين يصفون الحرب الإرهابية على سوريا حيناً بالانتفاضة وحينا ب الثورة. وربما كان محقاً طبقاً لمرتكزاته القديمة أي الأممية، فهو الآن مبتهجاً بأن هناك امميتين تقومان بهذه “الثورة” أممية راس المال والأممية الوهابية، ناهيك عن الصهيونية. وهنا يصطف إلى جانب الكثير من اليساريين الذين يشكلون المثقفين العضويين للثورة المضادة.

لعل أغرب ما وصل إليه تيزيني هو تفاؤله بقوى الدين السياسي، وهو أمر هو وحده المؤهل للإجابة عليه! ففي حين كانت قوى بل وأنظمة الدين السياسي تطرد من الميدان القوى القومية والشيوعية اللتين عجزتا حقاً عن الحفاظ على وجودهما، نجد الطيب تيزيني بدل أن يحذر من هذه القوى يُقيم تفاؤلية مشروعه عليها.

والحقيقة أنه لو كان يتحدث عن القوى الإسلامية التي تقوم بدور مقاومة، لا سيما في لبنان عامي 2000 و 2006، لوجدنا لتفاؤله معنىً. ولكن تيزيني في حديثه المطول هذا لم يُشر قط إلى المقاومة، ويبدو أنه ربطها تماما وإلى الأبد بالدولة الأمنية ذاهباً إلى وضعهما من جهة على قدم المساواة ومتنكراً تماماً لدورهما الوطني والقومي، هذا إن لم نقل أن اي دور وطني أو قومي هو في نهاية المطاف يصب في صالح الثورة العالمية ضد العولمة بغض النظر عن حدود راديكالية السلطة أو حركة المقاومة. لنقرأ ما قاله نصَّاً في حوار أجرته معه فاطمة عطفة:

 

هناك قوى إسلامية أخذت تطرح أفكارا جديدة، لكن النظم العربية، النظم الأمنية حتى الآن ترفض ذلك بدعوى أن الإسلاميين أصوليون، وهذه كلمة زائفة لأنهم لم يدركوا التحولات البنيوية التي أخذت تطرأ على القوى الإسلامية، هذه التحولات التي يمكن إذا ما حُميت ورُعيت بشكل دقيق من القوى الأخرى عبر حوار ديمقراطي وطني وقومي، يمكن أن يعاد النظر فيها وتؤسس لمفهوم الحامل السياسي. من هنا الحامل السياسي، مشروع النهضة والتنوير، هو مشروع الأمة كلها بقواها السياسية المنظمة وغير المنظمة، أي المجتمع السياسي والأحزاب بكل أنماطها، أعني تلك الأنماط التي تدرك أن مصير الأمة ينطلق الآن من هذا المشروع القادر بحالات كثيرة على مواجهة ما يحدث من تحديات”.

ربما ليس ذنب المثقف حينما يتورط في الفتاوى بدل التحليل القائم على الجدل المعرفي، بل ذنب الصحافي الذي يسأل ولا يرتقي إلى مرتبة المحاور. وقد يكون ذلك اساساً ذنب رئيس التحرير أو مالك المؤسسة الإعلامية الذي يُمارس وضع الأسئلة بخفة يد. هنا يتورط المثقف بسبب الفجوة التي تفصل بينه وبين الصحافي ورئيس التحرير فييفيض تعالما مما نقله من القول الرصين إلى الفتاوى غير المسؤولة أي من الفلسفة (في حالة الطيب تيزيني) إلى التفلسف.

في هذا الصدد يقول تيزيني:

الطبقات التي لا تملك وتعمل هي المهيأة لهذا المشروع الثوري. هذه الفكرة طرأت على ذهني في بدايات الأمر، يعني في السبعينات في مرحلة بروز النفط السياسي الذي تحول شيئاً فشيئاً إلى قوة تدمير وإذلال للعرب من قبل من اكتشف النفط، أي الغرب الإمبريالي.”

آمل أن يكون الرجل محتفظاً بوعيه بعد، أو بشرف الفكر. فما يسميه الثورة حتى هذا الشهر أي ايلول 2013 هو أنظمة وقوى الدين السياسي مشحونة بمال النفط السياسي. فهل يرى حقاً أنها تدمر وتُذل العرب وخاصة سوريا نيابة عن سيدها الغرب الإمبريالي؟ هل كان الرجل طامعاً في أن يقوم العرب بتدمير سوريا بدل الغرب، وها هو يحصل. تقوم أنظمة وقوى الدين السياسي اليوم بتدمير وإذلال العرب من الغربي الراسمالي الأبيض إلى العربي الإسلامي الأسود. إنها تُبيِّىء ما وصفه تيزيني. لقد رفعت هذه القوى سقف تمنيات تيزيني الحداثية إلى أّسٍّ عال جداً قارب مجد الغرب الإمبريالي وخاصة في سوق النساء قطعاناً إلى جهاد النكاح. إنهما الغرب والخليج النفطي نفسيهما الذين “تمتعا” عقدين تقريباً ب نساء الكتلة الشرقية المتفككة وخاصة روسيا حيث راجت تجارة “فراشات الليل” إلى أن جاء فارس روسيا بوتين وحرر حرائرها.

 أما مع ثورة فيلسوف ثورة الوهابية، فيتمتع الخلايجة بنساء الشام. هل يُعقل أن تيزيني تجاوز الحداثة والإباحية إلى تبرير الاغتصاب وجعله جزءاً من “ثورة”. دائماً كان يمكن للناس فهم توجهات الإباحة في مراحل ما وفي رضى ما، وفي خصوصيات ما. أما تغاضي مثقف او مفكر أو فيلسوف اطلق عليه ما شئت، تغاضية عن اغتصاب النساء مقابل لقمة عيش أطفالهن أو إخوتهن، فهذا ما يؤلمنا سقوطه فيه.

لا جدال لدينا مع موقف تيزيني من الدولة الأمنية، ولا من الفساد ولا من التفارق الطبقي الذي تعالى في سوريا. كما لا جدال لدينا معه فيما يخص الأجهزة الأمنية، ودورها، بل ونذهب لما هو ابعد من هذا، اي لن نُذكِّره قط بأن دول العالم جميعاً أمنية والعالم يحكمه الأمن. ليكن، فلنعتبر سوريا الدولة الأمنية الوحيدة في العالم، وأجهزتها الأمنية وحدها التي تقمع حتى من في الأرحام. ولكن تيزيني انتقل من علم الاجتماع والفلسفة والتحليل الطبقي إلى العسكر، فأفتى: ” بأن الجيش السوري والجيوش العربية تحول من جيش دفاع وطني إلى جيش استهلاكي فقد وظيفته العسكرية”.

أود كفلسطيني أعيش كلياً في الأرض المحتلة أن أعترف بأنني لم أعرف ما يكفي عن دور الجيش العربي السوري في حرب أكتوبر 1973، ولا عن تحريره جزءاً من الجولان الذي أُحتل حينما كانت سوريا تحاول مع مصر تحرير فلسطين. صحيح أنني من ناحية التحليل النظري أعلم أن سوريا ومصر عام 1967 و 1973 لم تكونا تقاتلا جيش الكيان الصهيوني بل الولايات المتحدة والغرب عامة. وجميع هؤلاء لا يمكنهم إنكار ما أكده المركز الإمبريالي نفسه عن الجسر الجوي الذي مدته الولايات المتحدة عام 1973 من البنتاجون إلى تل أبيب. بل يكفي التأكيد أن تفوق سلاح الجو الغربي وحده كافٍ ليبين بطولة الجيوش المصرية والسورية. الطيب تيزيني لا يرى هذا، بل لا يرى أن هؤلاء الجنود هم اصلاً أبناء الطبقات الشعبية التي طالما اقام تنظيراته لها وعليها. هؤلاء الجنود ليسوا أجهزة الأمن، بل المقاتلين.

لعل من الطرافة بل المفارقة أن الدولة السورية لم تحاول مجرد الحديث عن بطولات هذا الجيش. وباعتقادي أن هذا خلل وضعف في الأداء ولَّد اضراراً محزنة.

وتيزيني الذي لم يرى لا بطولات الجيش ولا بطولات المقاومة، فإنه كذلك لم يرى أن قوى الدين السياسي التي توسم فيها “خير ثورة” في العقود الأخيرة، والتي يعتبرها اليوم “إنتفافضة بل ثورة” هذه القوى لم تشارك في اي نضال وطني وقومي حتى عام 2010. اي عام انتفاضة الثورة المضادة.

لكن ما نراه اليوم، أن الجيش العربي السوري يقاتل جيوش أمم. جيوشا محترفة بكل معاني الاحتراف، يقاتل جيوش الأممية الوهابية وأممية راس المال وحتى أممية هربرت ماركوزة، اي أممية الحثالات والمضيعين والبروليتاريا الرثة من كل الدنيا، وهؤلاء هم الخطر لأنهم يعرفون بأنهم وصلوا سوريا دخولا بلا خروجاً. الجيش العربي السوري يقاتل جيوشا أُستُجلبت من اربعة ارجاء الأرض تماما كمستوطني الكيان الصهيوني الإشكنازي وتسلحت وتدربت سلاحا ولوجستيا واتصالاً من واشنطن، وبون وعمان والقاهرة (قاهرة مرسي) وبيروت، وكل عواصم الخليج، وتوجت ذلك تل أبيب. ورغم ذلك يحقق تقدما ملموساً ضد هؤلاء جميعاً.

لا شك ان تيزيني شديد القلق وربما الخوف من صمود هذا الجيش، ولا نطالبه بغير هذا، ولكن هل يتراجع الآن عن ما قاله عن هذا الجيش عام 2006؟ وآمل أن لا يكون حين استنتج أن الجيوش العربية بما فيها السوري هي جيوش إستهلاكية، آمل أن لا يكون سعيدا بتفكيك الجيش العراقي على يد بريمر ومحاولة تحويله إلى مجرد شرطة. وبالطبع، فإن أنَفة الفيلسوف تمنعه من الاستخدام الحرفي لخطاب الإمبريالية فأبدع “جيش استهلاكي”.

وهذا ما كتبه تيزيني حرفيا:

“تحول الجيش العربي من جيش وطني للدفاع الوطني.. إلى جيش استهلاكي فقد وظيفته العسكرية. “

في حديثه إلى ابراهيم العريس الحياة – 17/04/06//في صحيفة الحياة، والتي اشتراها أبناء سعود. (للأسف لم استطع تسميتهم أمراء) لا يمكن للمرء استساغة اللقب لهم، فهل هؤلاء أمراء وسيف الدولة الحمداني أميراً؟ هؤلاء يجلبون الروم إلى حلب وسيف الدولة صد الروم عن حلب. في ذلك الحديث يقول تيزيني عن دور المثقف، بان: “المثقفون العرب باتوا مسوّغاً للدولة الأمنية… حتى في صمتهم! النظام الأمني صادر السياسة والديموقراطية… أفسد الناس وأجهض الليبرالية والثقافة”.

ليس جميع المثقفين العرب هم الذين سوغوا الدولة الأمنية. فالكثير منهم أُعتقل وهاجر. لكن من سوغ الدولة كان صادق جلال العظم مثلا، الذي ندم على ذلك بعد نشوب الأزمة الحالية، فانحاز لثوة الوهابية. ولا شك أن تيزيني كان من المسوغين. وإلا كيف حمى راسه من “دولته” الأمنية!

أن يقوم النظام الأمني بمصادرة الديمقراطية والسياسة، فهذا وارد. وأن يُجهض الثقافة، لنقل ربما، لأن الثقافة ليست النصوص الفلسفية وحدها، التي على اية حال تخلى عنها تيزيني. أما أن يقلق تيزيني على إجهاض اللبرالية، وهي القاعدة الفكرية لراس المال والاستعمار معاً، فهذا عين البؤس والمأزق.

لا شك أن تيزيني لا يزال عاجزا عن رؤية التعليم المجاني والطب المجاني والكفاية الغذائية والمديونية الضئيلة لسوريا. فهل تحقق هذا اللبرالية؟ بل لقد رأى بأم عينه تورط النظام في تبني نسبي للبرالية الجديدة، مما ولد الكارثة الحالية. قلنا أعلاه، أن ضحالة الصحافي تسمح للفيلسوف بالتورط في اللامنطق. وإلا ما معنى أن يتورط تيزيني في البكاء على اللبرالية بدل القطاع العام. قد يقول الرجل إن المقصود الحريات. لا باس، فلماذا إذا تركها مفتوحة؟

ومع ذلك، فاللبرالية لا تشكل خشبة الخلاص لبلدان المحيط، إلا في نظر المرتدين عن الماركسية أو الذين حولوها إلى تجريدات نظرية.

 وينتقل تيزيني هابطاً إلى التخلي عن مشروعه الثوري كاملاً، التخلي عن “الثورة” أي الثورة بالمفهوم العلمي والمعرفي والطبقي (طبعاً قبل ان يتبنى الثورة المضادة اليوم)! نعم، فالإنسان لا خيار إلا أن يكون مع إحدى الثورتين: فإما الثورة، أو الثورة المضادة….. واحدة من الإثنتين.

لقد التقيته في عمان عام 2000 في مؤتمر عمان عاصمة الثقافة العربية، وتحدثنا معاً في جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، ولاحظت بأن الرجل متعب تماماً إلى الحد الذي تحول معه إلى مجرد تنويري. كان حقاً قد رمى خلف ظهره كل إنتاجه. لنقرأ ماذا قال عام 2006:

“…تساءلت: هل ما زال هذا العنوان صالحاً بعدما تفككت افكار كثيرة وتفكك الاتحاد السوفياتي، والأفكار التي كانت مهيمنة في ذلك الحين على فكر تقدمي مهيمن في الساحة العربية؟ بعد رصد ما حدث والتطورات المتلاحقة وضعت يدي على مسألة اظن الآن انها كانت، بالنسبة اليّ، مدخلاً لاكتشاف ما عليّ ان انجزه مجدداً: فكلمة «الثورة» الواردة في العنوان لم تعد ذات وجود، بصرف النظر عن التسويفات التي يمكن ان تقدم. لغة العصر لم تعد تتسع لهذه الكلمةومن هنا رحت افكر في كتابي، من ثم انطلقت من الواقع الى الكتاب ثم من الكتاب الى الواقع… وفهمت ان مشروع الثورة ذاته بات يعيش اختناقاً قاتلاً. من هنا، ومن خلال قراءاتي الدؤوبة في الفكرين العربي والأوروبي، ادركت ما يخيّل إليّ انه البديل المناسب لمفهوم الثورة ومشروعها، وهو مفهوم النهضة ومشروعها.

وهكذا فكرت ملياً في الامر حتى توصلت الى ان الحامل الاجتماعي لأي تحرك في المجتمع العربي هو المجتمع ذاته… المجتمع كله. بدلاً منه، كنا في الماضي نعتبر الحامل الاجتماعي حاملاً طبقياً ونتحدث عن الصراع الطبقي والاشكالية الطبقية، هذا ليس وارداً الآن. حامل المشروع الجديد، النهضوي، لا يمكن الآن إلا ان يكون تحالفاً طبقياً او سياسياً يضم كل فئات المجتمع. العالم اختلف كثيراً، منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وبروز عالم جديد تقوده الولايات المتحدة وحدها. وتبين لي من موقع علم الاجتماع السياسي ان الحامل الحقيقي الاجتماعي لمشروع نهضوي ما يتمثل في الأمة كلها من أقصاها الى اقصاها. وبتحديد ايديولوجي اكثر، وجدت ان الحامل الاجتماعي لأي مشروع مستقبلي يتمثل في مروحة تنطلق من أقصى اليمين القومي الديموقراطي الى اقصى اليسار الوطني”.

لم تعد لغة العصر تسمح لهذه الكلمة! جميل، لكنها سمحت له بالكلمة المضادة للثورة اليوم. لا شك ان تيزيني كان حينها مأخوذاً بهجمة عولمة راس المال، ولا شك أنه ارتعب من تفكك التحريفية السوفييتية إلى درجة خاف أن يُحاسبه البيت الأبيض على كلامه، وما اكثر من ارتعبوا بعد ذلك التفكك، ولكن لم يذهبوا جميعا إلى الثورة المضادة!. فقوله هذا منسجم تماماً مع نهاية التاريخ. طبعا تنتهي الناس وليس التاريخ. لم يكن الرجل محظوظا. وهذا شأنه وشأن من تساقطوا من القطار الفكري للثورة. فبعد حكمه بإعدام الثورة بعامين، تهاوت العولمة حقبة كاملة أمام ناظريه! ألم يكن أجدر به إذن أن يبكيها؟ ولكن، بدل ذلك، اصطف الى جانب الثورة المضادة، ولكن بدرجة من الاستحياء الذي لا يستر عورة.

و في الوقت الذي كان فيه غربيون أمثال هاردت ونيجري ينحتون من عندياتهم “عظمة” الإمبراطورية الأميركية ويتحدثون عن الخليط، كان تيزيني يقتبس عنهم ويقدم لنا وعاءً وسخاً ولكن من نفس الطراز، وعاء “نهضة” تقوم على مروحة واسعة تتسع للمجتمع كله كما يقول:“من أقصى اليمين الوطني إلى أقصى اليسار الوطني”. يا إلهي، من ذا الذي يمكنه قيادة كلا الأقصَيَيْنْ سوى “ثورة” سوريا التي تضم حقاً الشقفة وغليون وصادق جلال العظم وتيزيني وكيلو وعزمي بشارة والشيخ المهذب معاذ الخطيب الذي يسجل تيزيني إعجابه به! إنها الثورة المضادة فقط التي تتسع لهذه المروحة، وتصغيرها عنق وزير خارجية السعودية بمروحة راسه التي لا تثبت سوى ضد سوريا.

فاي خليط هذا الذي يتجاهل تماماً ما لا يمكن تجاهله، اي المبنى الطبقي. وبشكل خاص يتجاهل الطبقات الشعبية. أية نهضة هذه التي سيقوم هؤلاء جميعا بها؟ وأي نعيم سينعم به العمال في “نهضة” تضم الأقصييْن؟ يبدو أن تيزيني غادر كل ما له علاقة بالحقوق الدنيا للعمال، إنه عائد إلى عصر التنوير، ولكن بظلاميي الوهابية وجبهة النصرة والقاعدة!!!

أن يتورط المرء فكرياً وأن يشيخ نظرياً، كل هذا قيد الحصول، فهذه هي الحياة، ولكن فيلسوفاً يحج إلى قطر، هو لا شك ذاهب هناك ليعبىء خزانات المعرفة بالبنزين. ولكن في الشام: إحذروا التدخين!