لم ندخل مرحلة ما بعد الاستعمار … هي مستعمرات ويحكمنا أذلاَّء، عادل سمارة

ما أن اعلنت العمامة السوداء انطلاق محركات ناقلة النفط من إيران وتأميم مسارها كسيادة لبنانية، بل سيادة للعمامة، حتى توقف إمساك أمعاء السفيرة شيا ووضعت في قصر بعبدا :”رفع العقوبات عن استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية، ورفع العقوبات عن استجرار الغاز المصري الى لبنان عبر سورية أيضاً” .

يا للبؤس يا مصر!!!

إذن لا مصر ولا الأردن ولا لبنان هي دول مستقلة وهذا يعني أن مفكري ما يسمى (ما بعد الاستعمار Post- Colonial Theories) عرضوا تنظيرات هشَّة بل موظفة في خدمة الاستعمار والتغطية على التوابع.

حبذا لو يتنبه طلبة الجامعات بأن من يُدرسونهم نظريات ما بعد الاستعمار إنما يولجون في عقولهم إطاعة أنظمة تابعة أي انظمة في حقيقة الأمر تشن حربا طبقية على شعوبها.

وحبذا، لو يعرف الشارع العربي أن ما يملأه من ثُغاء النشيد الوطني، ونياشين الحكام والجنرالات والعقداء والسجاجيد الحمراء وفرق موسيقى استقبال الحكام وكل مظاهر الدولة ذات السيادة هو كذب وتلقيم الوعي قِطَعا من الجهل والخوف طبعاً.

كتبت قبل يومين عن أن امريكا بل وكل الغرب يفرض “عدوان العقوبات على 39 دولة” أنظر المرجع(silknsteel.podbean.com ). لكن هذا أمر وإطاعة الأوامر أمر آخر. فالأنظمة العربية مجرد مستعمرات للغرب، كانت البداية الجديدة في فرض العقوبات على العراق ل 13 سنة، واستمر المطيعون بقبول الأوامر ضد سوريا ثم ضد لبنان وسوف يستمروا.

صحيح أن هناك كثير من الأنظمة تتقيد بعدوان العقوبات سواء لأنها تابعة أو لها مصالح بيد الغرب الإمبريالي. ولكن تجارب عدوان العقوبات في الوطن​​ العربي هي أخطر لأنها عدوان على داخل الأمة وليس بين أمة وأخرى، والهدف الأساس منها تفكيك المشترك القومي لأنه الأخطر على الكيان. كما أن عدوان العقوبات على الوطن العربي يستهدف الشعب وليس الأنظمة وهذا ما يوجب رفضه ورفض هذه الأنظمة.

وهنا نعود لبيت القصيد بأن غياب حركة تحرر وطني عربية هو الأساس وايضاً غياب “المفجِّر/الصاعق” أي المثقف المشتبك. ومن هنا فإن التنظيف يجب أن يكون ويبدأ ضد المثقف المنشبك ومثقف الطابور السادس وما وما وما بعد.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.