سقط بعض الرفض فتطاولت الأقزام، عادل سماره

كلما برزت بثورا تدعو لخطة/فمؤامرة “دولة واحدة” نسألهم دائماً “مين وراكم”؟

الخطة المؤامرة معولمة منذ قرن، وكلما مر عام زادت غموضاً وتهتكاً لحقوق شعبنا من جهة وينمو على هامشها تجمع طحالب ليست لا نباتا ولا شجراً بل تلتصق يجدران القضية في إخضرار لزج.

في عالم الأمن والمخابرات والطابور السادس الثقافي واستدخال الهزيمة الرسمي لا الشعبي لا شيء صدفة فهو عالم لشدة إتساخه إنتفى منه ديالكتيك الثنائي فضاعت الصدفة وبقيت الضرورة العمياء التي لا يدفعها للإبصار سوى سيوف الفداء.

هنا تحديداً تقع تقيحات دُعاة دولة واحدة حيث الحقد العتيق ضد أي مناضل. لا زلت اذكر في نقاشات مع بعض هؤلاء هم/هن حيث رحل البعض وبقي البعوض كم كنت ألاحظ كراهيتهم للمناضلين. ذلك لأن هؤلاء حصلوا على شهادات أكاديمية غالباً من الغرب وتمكن أهليهم من تعليمهم هناك لأن كثيراً من أهليهم أدوات أنظمة ويقودهم في الغالب صهيوني خبيث من نمط إيلان بابيه ويوآف بار وإيريس بار…الخ. لا زلت أذكر كمعترضة هنا أنني حين حصلت على ذلك اللقب الذي لم أجد له طعما (د) وقلت للناس كل واحد منكم بوسعه الحصول عليه من الغرب كان هذا الطابور يجن لأنه فقد زعمه بأن لا يحصل من الغرب على هذا اللقب سوى “عبقري”!

كثيراً ما ردد هؤلاء أمامي :لماذا نحن مطموسين؟ وذلك بالطبع حينما كان السلاح نظيفاُ تحمله السواعد. لطالما إعتقد هؤلاء أن شهادات الجامعات الغربية هي المؤهل الأهم لقيادة الشعب لذا كرهوا الفصائل جميعاً بل الثورة العالمية وخاصة ماو صاحب مقولة:”تندلع الثورة من فوهة البندقية”

لذا، حينما يتوقف صليل السيوف يكون نقيق هؤلاء.

لكن الصليل صليلا هذا اليوم، فما الذي جمع هذا النفر المُنفِّر في نفس الفترة بل حتى اليوم أو اليومين؟ لعله:

أولاً: تصريح نتنياهو لإحدى محطات الكيان أن لا مجال قطعيا لدولة فلسطينية ويجب ضرب الفلسطينيين بوحشية.

ثانياً: تجدّد التآمر الدولي ضد فلسطين سواء:

المصالحة السعودية الإيرانية بقيادة الصين والداعية “للمبادرة” الاستسلامية الرسمية العربية.

المبادرة السعودية الأمريكية

المبادرة الصينية المنفردة

هذا في جانب الثورة المضادة حيث تحريك بيت العقرب من دعاة الدولة الواحدة التي لن تُقام إلا إما عربية فقط أو صهيونية فقط.

أما في الجانب المضاد.

كان ارتفاع دم الشهداء مما حرك طابور أفاعي أفلتها الحاوي لتطويق الدم والذي تدفق من مصر هذه المرة وهذا كما يبدو دفع السيد الصهيمريكي لركل هن من يتحركوا.

وهم يعرفون، على الأقل طبقاً للمحتوى التلمودي لأطروحاتهم الجامعية أن الكيان لن يُعطي الفلسطييين قبوراً؟

الكيان الذي طالما أكد ان فلسطين دولة يهودية لكل مستوطنيها. فلماذا هذه الثرثرة إلا بهدف تحطيم معنويات الشعب ونسيان دم الشهداء؟ وهو ما يتقاطع مع دعوة نتنياهو إلى مزيد من البطش ضد الفلسطينيين كي لا يقووا على الحلم!

أية دولة؟ بعد أكثر من مئة سنة على الثرثرة الوقحة بها عالميا، ولا سبيل قط. نعم فالصهيوني لا يشارك الفلسطني إلا ليكن عميلاً.

والجميل فقط أن هؤلاء شجرة عاقر لا تلد آخرين. هم انفسهم الذين أخرجوا جثة كاتب ورقتهم المسحوتة وبالوا عليها وعطَّروها بعطر باريسي لم يحل دون نتانتها وقذفوا بها في وجه أمهات الشهداء والأسرى!

يقودهم هذه المرّة الدجال في ثوب مؤرخ إيلان بايبه كصهيوني خبيث يزعم أن ما حصل في فلسطين تظهير عرقي مما يعني أن المكان مشتركاً بين أهله والمستوطنين ليصطفوا ل.م.ق.ا.و.م.ة. ا.ل.م.ق.ا.و.مة.

هذه الزمرة المكونة من اشخاص لا تاريخا وطنياً لها قط، لم يرجمهم الكيان بوردة، لن أعود لذكر كل فرد وما أعرفه عنه وعنها!.

ولكن، لماذا بين فينة وأخرى يجددون طعن الوطن؟

وفي حين أن هؤلاء لا يتكاثرون إلا أنهم بالمال يشترون صحفاً حُسبت على النضال واليوم تقاوم ال.م.ق.ا.و.م.ة. والطريف أن لا أحداً يقول لهذه الصحيفة ما تقوله الناس : “ما بنقدر نقول للحاجة غطِّي عورتك” يا جريدة الأخبار في لبنان بجمهورياته الطائفية الثمانيةعشرة. هل السبب وقاحة هذه القزيطة أم تهالك ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة؟

لكن… من الذي فرعن هؤلاء؟

صار لا بد من الوضوح. فمن يتخلى عن تاريخه لا يستحق التستُرعليه.

إن العلة في تهالك الرفض وتفككه وانهياره حتى معنويا وانحراف كثيرين منه.

لقد تغطى هؤلاء بالسقوط الذي وقع فيه كثير من الرفض لاهثاً خلف سراب الدولة الواحدة وهو حلم الضعفاء الذين في الحقيقة يستقوون بالضعف! فهذا التكرم بوطن لا يليق بالوطن أن يصمت عنه.

لقد اصبح شعار الدولة الواحدة مثابة إيديولوجيا لمتساقطي تيار الرفض، وهي إيديولوجيا لمن نخره العجز فضحى بتراث اليسار ليغطي اقزاماً أو كان مشتبهاً به وجرى تضخيمه في تصنيع مخابراتي.

لقد إلتقط هؤلاء الذين بلا تاريخ هوان اليسار فاستحلبوه بحيث تم تتفيهه من جهة وتغولهم من جهة ثانية.

لا جديد في أُكذوبة الدولة الواحدة التي هي مؤامرة معولمة منذ قرن شارك فيها:

الشيوعية العالمية حيث انتقلت من الثورة إلى الاستدوال والإمبريالية والاشتراكية الديمقراطية وأنظمة التبعية العربية والإسلامية

واليوم تتجدد هذه المؤامرة الوضيعة فتحرك الثورة المضاد ة.

يجرفها الدم حتى لو اتسخ قليلاً.

واليوم أقول للشرفاء اكتبوا عنهم واقذفوهم بمآت القطط الميتة فأحذيتكم أعز.

وابصقو على مواعظهم. فليس كل شعار سياسي او إيديولوجيا أو دينٍ هو مواعظ بل كثير منها أكوام قاذورات تنظيف إسطبلات أوجياس اسهل من تنظيفها.

الصورة:_فارس مصر محمد صلاح وخلعنا عنه كوفية غير عربية.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….