تقليد الصين له شروطه، د. عادل سماره

منذ حوالي عشرين سنة واقتصاديو وأكاديميو ومفكرو ومخابرات الغرب يصيحون ب:

·       قوّيْنا اقتصاد الصين

·       توقعنا أن تصبح لبرالية مثلنا

·       دعمناها بالصندوق والبنك الدوليين،

·       ادخلناها منظمة التجارة العالمية،

·       أدخلنا منتجاتها اسواقنا

ولكنها بالعكس وقفت ضدنا.

عجيب هذا الافتراء الأبيض وجوهره اسود.

الصين نمت على تراث بناه ماو تسي تونغ وكان النمو السنوي فيها رغم موروث التخلف 7%. وبعد ماو بقي النمو كما هو وازداد.

لكن اختلفت السياسات الاقتصادية حيث جرى تهجين النظام لكنه لم يصبح إمبرياليا ولا تبنى السياسات اللبرالية ولا النيولبرالية.

والغرب لم يقدم للصين اي بند مما ذكرناه أعلاه قطعيا، فراس المال لا يقدم هذا كرماً بل طمعاً.

أهم ما قام به الغرب هو استيراد منتجات الصين لأنها رخيصة وهذا قاد إلى:

·       خروج شركات غربية للعمل في الصين

·       وبالتالي تزايد البطالة في الغرب

·       وتراجع النمو بسبب عدم الاستثمار في الإنتاج وخروج الشركات.

حتى الآن امريكا وألمانيا وفرنسا خاصة هذا الثلاثي في مأزق كيف يتخلص من هيمنة منتجات الصين في اسواقهم بل كيف يستبدلها بما هي أعلى ثمنا بكثير!!!.

ولكن، إضافة لكل هذا، فإن الدول التي تزعم أنها تتوجه شرقاً، فإن هذا له شروطاً يجب أن تتوفر ذاتيا في البلد نفسه كما توفرت في الصين في عهد ماو:

·        تبنت فك الارتباط بالسوق العالمية، (انظر كتابات الراحل سمير أمين)

·       حافظت على عدم نزيف الفائض للخارج

·       منعت الشركات الأجنبية من نزح الفائض من البلد.

·       قامت بتأميم مواقع الإنتاج الأساسية وحتى المتوسطة

·       منحت الأرض للفلاحين كي يستغلوها ولكن لا يملكونها

·       اقامت الكميونات.

·       أممت المصرف المركزي.

الصين بعد ماو كانت قد تأسست كي تُقلع على موروث الماوية ولذا:

·       انفتحت على السوق الدولية من موقع القوة

·       استقبلت شركات أجنبية ونقلت التكنولوجيا

·       سمحت لهذه الشركات بتصدير فائض من ارباحها

·       نشطت القطاع الخاص ولكن بقي في النهاية مقودا من الحزب الشيوعي الصيني.

·       حافظت على القطاع العام بيد الدولة.

·       هندس الحزب العلاقات بين القطاع العام الاشتراكي والخاص الرأسمالي.

·       وحتى بعد أزمة 2008 وكورونا تنبهت الصين لتوسيع معدة السوق المحلي وخاصة بعد حرب ترامب/بايدن الاقتصادية ضدها.

ما معنى كل هذا؟

هذا يعني ان الصين بلد علماني مزج الرأسمالية بالاشتراكية فهي غالبا في الداخل يحكمها منطق اشتراكي وفي الخارج عبر التبادل منطق السوق الرأسمالية. سمِّها رأسمالية أو اشتراكية أو هجين، لا بأس المهم أن الصين بلد منتج، متطور، اجتث الفقر، ليس إمبريالي، ويتعامل مع العالم بمنهج معاكس للإمبريالية.

لذا من يحاول التوجه شرقاً عليه، كما أزعم:

·       تثقيف الطبقات الشعبية بمنهج التنمية بالحماية الشعبية كي ينسجم المواطن مع النهج التقدمي الإنتاجي. (أنظر كتابات عادل سماره)

·       فك الارتباط بالسوق العالمية والعمل بمنطق إشتراكي

·       التخلص من البُنى الطبقية بالمعنى الكلاسيكي وخاصة الملكية الخاصة المتوحشة

·       التخلص من الغيبيات

·       نقل المرأة من مستوى التمكين إلى المساواة إلى التحرر

وأيضاً محاسبة الغرب على ما نهب. وهنا استذكر الطرح الألمعي للراحل أنور عبد الملك الذي اكتشف قانون فائض القيمة التاريخي اي ما تم نهبه من بلدان المحيط عبر قرون مضت ولا بد من استعادته.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….