صراع طبقي أم تغيير مدير الشركة؟

صراع طبقي أم تغيير مدير الشركة؟

إبقوا في الشوارع واحتلوا المصانع

عادل سمارة

 

اسمحوا لي بالتذكير بملاحظة في مقال سابق إنه في لحظة انتصار الشعب في الشارع كانت المخابرات الأميركية والغربية والصهيونية تناقش الحل! أي بقاء النظام في تونس.

 

الجيش التونسي

 

استمعوا لقناة الجزيرة لأن لها طاقة بث هائلة من ثروة الأمة العربية، الثروة التي يجب أن يأخذ شعب تونس حصته منها وها هي إرهاصات الثورة العربية لتحقيق ذلك.  واحذروا قناة الجزيرة لأنها مقودة من أميركا تشتغل على إيقاع أل سي. آي إيه والموساد. ما قاله مساء السبت أحد كبار الضباط في الجيش التونسي تضيىء الساحة: قال أن أميركا طلبت من الجيس الانقلاب لحماية النظام!! لكن مذيع قناة الجزيرة السيد محمد كريشان  يعرف حدود الجزيرة. لذا قاطع الرجل وأربكه وموَّه العبارة الصريحة. لا باس من يدري إن كانت قيادة الجيش محايدة وهي للدفاع عن الوطن! وضد من؟ تونس في محيط عربي فهل الجيش للقتال مع ليبيا والجزائر؟

 

لا باس لنقبل هذه العبارة، والجيش وطني بعناصره ولكن من يديره ما هي القيادة؟ وهل لم يأبه النظام بوضع محمد غنوشي على راس الجيش كما الوزراة؟

 

الحذر هام ومطلوب. وربما كان الجيش محايداً، ولكن ربما يكون دوره لاحقاً، إذا أُطيح بكامل النظام. فالدولة الرخوة هي دولة سطوة. فإذا سقط جزء الرخوة منها الفساد والنهب وسقطت معه قوى الأمن الفاشية، فربما يتم تحريك جزء السطوة ممثلا في وحدات من الجيش.

 

لذا، يجب أن يبقى احتلال الشوارع.

 

احتلال المصانع

 

الصناعات في تونس بين أميركية وفرنسية، الاقتصاد التونسي يعمل للغرب الراسمالي، حتى رأ س المال الخاص منذ عشر سنوات كان في حذر وخوف من الاستثمار مخافة أن ينهبه الفساد، فإما بقي في المخزن أو هرب إلى الخارج. الاستثمار الأجنبي، اي شراء الموجودات التونسية بدأ منذ عهد المخلوع  بل من عهود المخاليع. الأرض الزراعة تنتج ما يتطلبه السوق الأوروبية. لذا كانت البطالة والفقر وقلة الوظائف.

إذن من البقاء في الشوارع إلى  احتلال المصانع هي الخطوة الثانية، وهذا ما يرعب الراسمال الفرنسي (ووريثه الميركي) الذي بلع ثروة تونس واليوم يزعم أن اقارب بن علي غير مرغوب فيهم، لأنه قلق على مصالحه.

 

إن فرنسا واميركا وأيطاليا وغيرها هناك في تونس، خرج بن علي وأبقاهم هناك.

 

ليكن احتلال المصانع والمزارع الشعار المباشر اليوم.

 

الصراع الطبقي

 

ما قامت به الطبقات الشعبية هو النضال الطبقي بلا رتوش، وما قامت به بقايا النظام هو الالتفاف الخبيث للبقاء في السلطة. ويبدو أن السيناريو كان: لنزيح مدير الشركة ويبقى مجلس إدارتها  وبالطبع املاكها كما هي. فالتوريث الخبيث باسم الدستور خديعة رهيبة. لم يضع الشعب هذا الدستور بل وضعته أنظمة التبعية.

 

لا بد من دستور جديد لا يصلح لحماية الطغمة المالكة/السارقة/الحاكمة.

 

لا بد من دستور يضعه ممثلو الطبقات الشعبية من القوى القومية والشيوعية والإسلامية الحقيقية. دستور يعطي الأكثرية الشعبية الحق في الثروة والسلطة

 

كيف يمكن تشكيل حكومة ولو ليوم واحد تعتمد على الأحزاب الشرعية؟ هذا يعني أن بن علي خرج في إجازة ليس أكثر وأنه موجود بالقوة. هذا التشكيل يعتبر المناضلين الذين قُتلوا ونُفوا ليسوا وطنيين وأنهم خارجين على الشعب.

 

يجب أن تتشكل الحكومة المؤقتة اساساً ممن ناضلوا ضد النظام. ويجب أن تتحالف القوى الثورية في الشارع وليس في القصر  للإطاحة بنموذج (جيرنسكي الذي أتى بعد القيصر) التاريخ الإنساني مليىء بالتجارب.

لماذا هرب السجناء من السجون؟ لو أن الثورة مضت كما يجب فكان يجب التوجه إلى السجون وخلع اقفالها؟ ولماذا قُتل العشرات من السجناء؟ لأن الجلاوزة كانوا هناك بعد!