الجزيره تغرق !!!!

فرهودعبد الودود

انها كيان منسوخ من شجره عائله ممتدة اسمها (مردوخ) …. كل من يقطف من ثمارها تبين سوئته… ويصبه الدوار ويدوخ , ثم يتحول الى قرد ممسوخ.

عندما تشاهدها تنتابك الدهشه والحيره , فهي تغوص في اعماق البحر وتطفوا عشرات المرات في اليوم وعلى نفس الوتيرة .. انها تمضغ الماء في المساء والصباح وعند الظهيره .. انها مجهزه بطواقم اعلاميه ذات مؤهلات جدا كبيره .. يتقاضون اجور وفيره كيف لا  ؟؟!!  وهي التي تجثم على اموال من النفط تستخدم لغايات الفبركه والتضليل الاعلامي الخطيره  وغاز ينبعث من باطن الارض لتخدير كل داعيه للوحده بين مكونات الامه وحتى العشيرة .. وغاز يثير كل النعرات العرقيه والمذهبيه .. كل ذلك باسم المعرفه وحريه الراي والراي الاخر .. لتتعاكس فيه مكونات الاشياء وتتنافر سعيا الى تقزيم دور الامه ليكون الجميع مع قطر في الهواء سواء بحيث تصبح اكبر دوله عربيه بحجم  دويله قطر لا تساوي قطره في السياسه الدوليه … اللهم الا اداة تسخدم عند الحاجه او عند الضروره.

ظهرت الجزيره بحله جديدة جميلة فاجأت المشاهد بالدراما الاعلاميه المثيره عندما غطت الحرب على افغانستان والعراق ولبنان وغزه .. فانسحر العرب وانبهروا وقالوا هذه قناة المجد والعزة , فهذا تيسير علوني في كابول .. تحت القصف وفوق السطح يقف شامخا متحديا كل مخاطر الحرب والضرب باحثا عن دقه الخبر وناقلا للحقيقة.والذي اتهمته المخابرات الأمريكية بانتمائه للقاعدة مما زاد في قناة الجزيرة لمعاناً وبريقاً تنظيم القاعدة هنا الذي يمارس المجازر في سوريا بتحريض من الجزيرة ودعم من أمريكا والعربان وإسرائيل.

وذلك احمد منصور من على سطوح الفالوجة يناور ويراوغ قذائف الامريكان ويحاور الفضائيه القطريه باسلوب لم يسبقه فيه انس ولا جان . وكان سقوط طارق ايوب شهيدا على ارض العراق فخرا للجزيره ونصرا , فاصبحت فوق الشكوك والشبهات , وقالت للصحاف : انك لن تستطيع معي صبرا فذهب الصحاف وبقيت الجزيره , تمتاز بنقلها للاحداث من بلاد واق الواق وتتجاهل ما يحدث في الجوار وخلف الجدار وفي الرواق.

ما يجري في البحرين من قتل وترويع وتنكيل للامنين اعتبرته الجزيره خارج التغطيه …. واذا اطل المذيع من النافذه يدرك ان الارض تكاد تميد بجحافل الفرنجه المدججة بالسلاح من الصاروخ وحتى الطبنجة …. وهناك من يجلس على عرشه كان قد انقلب على ابيه ومن حوله حاشيته ينظر في الحريه والديمقراطيه  , بينما المواطن في قطر ينعم بحريه الدعاء للامير بطول العمر ودوام الصحه والعافيه  له  ولجميع افراد الاسرة الحاكمه.

اما حمد فيصول ويجول بين تل ابيب واسطنبول لحقوق الانسان داعيا وبالثورات العربيه مبشرا بينما جل الثروه في يد حفنه من الامراء بالولاده … اللذين بدورهم ينفقوها ذات اليمين وذات الشمال دون حسيب او رقيب لان المال مالهم ومن حكم في ماله ما ظلم !!

انهم ملوك وامراء … العروبة منهم براء , يعبدون كل ما هو أجنبي غريب ويكفرون بكل ما هو عربي قريب، نشروا اللغه العربيه بين بائعات الهوا والمومسات لكثره ما قاموا به لهن من لقائات وزيارات , انهم يتقاسمون ثروات شعوبهم مع اعداء الامه وينفقوها في تاسيس قنوات التحريض والتضليل والفتنه واستئجار مرتزقه لالغاء العروبه وكسر شوكه الامه، وأخرى للماعز والجمال وعارضت الأزياء والجمال .

كل ذلك حدث ويحدث ولكنه غائب عن ذاكره الجزيره فمن تابع حرب تموز عام 2006 كان يشاهد ناصر عبد الصمد صامد في تغطيه مجريات الحرب ودموع مراسل الجزيره تنهمر بغزارة حزنا على اشلاء ممزقه وجثث محترقة , بينما يرتفع جسر جوي الى عنان السماء ينقل القنابل الذكيه بين قطر وتل ابيب والساسه الصهاينه يتشدقون من على شاشه الجزيره يشرحون للاعراب اسهابا وتفصيلا عن سير المعارك وما كان ذلك الا مجرد اسلوب مبطن للتطبيع مع عدو لدود ذو اطماع ليس لها حدود.

اما عن حرب غزه فقد قامت (قناة المجد والعزه) بالواجب واكثر ولكنها في الوقت عينه لم تنسى بني اسرائيل من عطفها حيث كنا نشاهد كل يوم اطلالة مسؤل صهيوني عبر شاشتها يحاور المذيع وانامله تقطر دما, فمه ينفث سما موزعا ابتساماته الصفراء الخبيثه الحاقده محاولا اقناع الراي العام العربي بانه صاحب قضيه عادله وان قتل النساء والاطفال ما هو الا دفاع عن النفس ضد صواريخ الارهاب الفلسطيني !! بينما كان اسلوب المذيع اكثر خبثا حين كان يتظاهر بالجفاء وعدم الرضاء وهو يحاوره , والحقيقه هي ان الجزيره تمارس التطبيع المطلق في ظروف يقتل العرب والمسلمون بسلاح امريكي وايدي صيهيونيه.

على مدى سنين طويله عمدت الجزيره على كي الوعي العربي وغسل العقول .. فكانت النتيجه ظهور طبقة من المثقفين المطبعين يعتبرون الصهاينة بانهم من سلاله سام بن نوح … كل اشكال التطبيع معهم مباح ومسموح … انهم اقاربنا وابناء عمومتنا وخير دليل على ذلك هو تبديل بسيط في مواقع الحروف لتتحول كلمه (عربيه) الى (عبريه) فتصبح الجامعه العربيه جامعة شرق اوسطيه تنضم اليها اسرائيل وتتسلم رئاستها الدوريه … ثم ينسى العرب هتاف الصهاينة في شوارع القدس (محمد مات خلف بنات ) … حينها يستل الاعراب الخناجر والسيوف من اغمادها فيرقصون مع برنارد ليفي وتسيفي ليفني رقصه الفرسان ويغنون ( لا تتلبك لا تحتار اسرائيل هي المختار ) .

انها قناة التطبيع المطلق بكل اشكاله وانواعه , سياستها الاعلاميه تهدف الى جعل اسرائيل واقعا شرعيا ومقبولا لدى شعوب المنطقه , وان امريكا هي اللتي تعز وتذل تمنح وتمنع , وان مستقبل الشعوب مرهون بما يجري في اروقه الكونجريس والكنيست الصهيوني من تطورات وتغيرات … وان الناتو هو القوة الجبارة في العالم من يشق عليه عصا الطاعه لن يكون له رحمه ولا شفاعه .

اعتادت الجزيره على تقزيم القضايا العربيه الكبيره وتضخيم الصغيرة منها لتتحول الى قضايا استراتيجيه هامة , فعندما توترت العلاقات بين مصر والجزائر على خلفيه مباراة كره قدم, لعبت الجزيره دورا رئيسيا في تاجيج الازمه وساعدها في ذلك الاعلام الصهيوني حتى اوشكت العلاقات بين البلدين على الانقطاع واصبحت الامور على شفير حرب تشبه حرب داحس والغبراء .

تسعى الجزيرة مشكوره الى اذكاء الشعور القومي العربي حين تدعو الى بناء جيوش جرارة من مشجعي و لاعبي كره القدم … تدفع عشرات الملايين من الدولارات لكتابه اسم (قطر) على صدور لاعبي برشلونه , فلم يعد لدينا بطاله ولا فقر ولا جوع ولا تخلف !! واصبحنا نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع !! لذلك حان الوقت لتكرسوا جهودكم وتحشدوا طاقاتكم من اجل الهتاف (باب الاقصى من حديد لا يفتحه الا برشلونه وريال مدريد).

على مدى اربعه عشره شهرا ومن على ( منبر من لا منبر له ) تتواصل الحمله الاعلاميه ضد سوريا ويستعر التحريض والتاجيج والتجييش , وترتفع الاصوات لتسليح المعارضه السوريه وتدفع المليارات لسفك الدم السوري تحت ذريعه حمايه الشعب السوري .

وترى ياجوج وماجوج من كل حدب ينسلون ومن كل واد ونفق ومن جميع الحدود السوريه يتسللون بجميع ادوات القتل والتدمير مدججون بشتى افكار التكفير مسلحون فيسيل الدم السوري انهارا والجزيره تحصي اعداد القتلى وتحرض على المزيد جهارا نهارا , اما العرعور فيؤكد على ان نظام الاسد ساقط لا محالة, وبدون مشيئه الله !! كل ذلك بتحريض من قناة العربان والحمدان وبرعايه ودعم غير محدود من ال سعود.

من قتل الطفل الشهيد ساري ساعود في سوريا هو نفسه اللذي قتل الشهيد محمد الدره في فلسطين, ففي كلتا الحالتين الجريمه جريمتين , فالصهاينه قتلو الاخير بالرصاص وقتلوه في المره الثانيه عندما فبركوا صورته في وسائل اعلامهم الغربيه والبسوه قبعه المتدينين اليهود وادعوا انه يهودي قتله الارهاب الفلسطيني , كذلك يتكرر نفس المشهد فالجزيره قتلت ساري ساعود في المرة الاولى من خلال تحريضها واعدادها للقتله وفي المره الثانيه عندما اتهمت الجيش العربي السوري بقتله ( واللذي نفته والده الطفل الشهيد الصابره المانضله ).

امعنوا في القتل واثخنوا الجراح عندما صورت الجزيره والدة الشهيد ساري وهي تبكي فلذة كبدها والصليب يتدلى من عنقها , فارادت الجزيره من التركيز على صوره الصليب ايهام الراي العام الغربي بان المسيحين في سوريا يتعرضون للتطهير العرقي من قبل الجيش السوري لاستدعاء التدخل الاجنبي من جهة واثاره حرب اهليه طائفية من جهة اخرا فالجزيرة قتلت القتيل وبكت عليه وشيعت جنازته!!!!

ان الجزيرة كيان مصنع مفبرك فما صدر عنها منذ نشئتها كان وما زال يتناقض تماما مع الطموحات والاهداف الاستراتيجيه العليا انها منذ اليوم الاول انتهجت سياسه التطبيع المطلق مع كل ما هو غربي وصهيوني وفي جميع المجالات السياسيه الاقتصاديه الثقافيه والاجتماعيه , ولكنها ظهرت بوضوح اكثر وانكشف سرها وانفضح تامرها في الازمة السوريه , لذا استطيع ان اقول بكل ثقه للعاملين في قناة الجزيره : ان جزيرتكم اداه من ادوات الاستعمار , انها تقع في سوء عملها واعلامها , انها تغرق في التامر من ناصيه الراس الى اخمص القدم,

انها تغرق في دماء العرب في ليبيا وفي العراق وفي سوريا انها استبدلت العرب بالعربان واختزلت القضايا العربيه باخرى صغيره عملت على تضخيمها فاصبح الاعراب يدفعون الغالي والنفيس من اجل ان تعترف بهم اسرائيل وتقبل بمبادراتهم بعد ان كان هم الاخيره ان يعترف العرب بها ويقبلوا بوجودها .

لذلك ادعو العاملين في الجزيره الى الرحيل قبل فوات الاوان قبل ان يقولو يا ليت اللذي جرى ما كان .