الأردن متورط مع الحلف المعادي لسوريا

محمود فنون

تتفاعل الأزمة السورية وقد تحولت الى حرب كونية واسعة النطاق يشنها حلف واسع يضم أمريكا والدول الأوروبية وعدد من الدول الحليفة والتابعة مثل تركيا ومجموعة الأنظمة العربية الرجعية،كل يشارك بدوره ومجهوده وفقا لترتيبات يشرف عليها الأمن الإمبريالي مباشرة وبقيادة أمريكا.

من المعلوم أن تركيا تدخلت في الأزمة منذ بدايتها في محاولة للتغلغل في الحراك الجماهيري السوري وحرفه والسيطرة عليه وتحويله الى حرب تدميرية ضد سوريا والجيش السوري والسلاح السوري.

إن دور تركيا قد تظافر مع دور قطر والسعودية بشكل بارز وظهر من خلال تشكيل مجلس اسطانبول المسمى المجلس الوطني السوري.

لقد جمعوا لهذا المجلس من استطاعوا من الرجعيين السوريين والمرتبين من قبل أجهزة الأمن الدولية والرجعية،بالإضافة الى المتضررين من الإجراءات الإقتصادية التقدمية التي اتخذت في ستينات وسبعينات القرن الماضي والصنائع والقوى الرجعية والمتخلفة بالإضافة الى التيارات الدينية والسلفية المغرقة في رجعيتها والراغبة في الكراسي مع جماعة ال :إن جي اوز.

لم يقتصر دور هذه الدول على التأثير والترتيبات القيادية،بل لجأت الى تجنيد العناصر وتدريبها وتسليحها وتمكينها من اجتياز الحدود السورية والدخول في الصراع المسلح.وكان الدعم المالي واللوجستي وتقديم المعلومات والأجهزة الحديثة والمستشارين من الأمن الأجنبي.

وقد شاركت كل من ليبيا وتونس والمغرب والسعودية والأردن في تزويد المعارضة السورية بآلاف من المتطوعين وإعدادهم وضخهم الى الداخل السوري.وفتحوا معسكرات التجييش والتدريب اللازمة

ومن جهة ثانية جندوا رجال الدين وأئمة الجوامع لتكريس الدعوة ضد النظام السوري وتسهيل الفتاوي اللازمة ضده والتحريض عليه.

إن دور النظام العربي الرسمي متمثلا بالدول الرجعية العربية وهي كلها اليوم دول رجعية،وكذلك جامعة الدول العربية،إن دور هذا النظام يتمثل في خدمة الأجندة الأمريكية وتسهيل مهمتها ثم القيام بأدوار فعلية في إطار هذه الخدمة.

وهي تقوم بتسهيل مهمات أجهزة الامن الأمريكية بتأمين القواعد اللازمة لعمل المخابرات الأمريكية والأوروبية على أراضيها وتأمين أماكن التجميع والتسلل كما في تركيا والأردن ولبنان.

وقد نشرت صحيفة اللوفيغارو الفرنسية عن دور الأردن :”القوات الأمريكية تدرب عناصر الجيش السوري الحر في الأردن هذه التدريبات تتم في مركز عمليات تدريب الملك عبد الله بشمال العاصمة عمان، و هناك مجموعات من القوات الخاصة البريطانية تقوم بنفس الدور لغاية تعزيز قدرات هذه المجموعات الإرهابية في مواجهة القوات النظامية السورية..”.

هذا مع العلم أن النظام الأردني يخفي الكثير عن دوره المناط به في سوريا.

إن الأدوار تتكامل إذن في محاولة جادة لزج قوات مسيطر عليها وخاضعة للأمن الأجنبي لتعمل في سوريا وتسيطر على الميادين بحكم ما تتلقاه من دعم واسناد وتعويض عن الخسائر وأسلحة متطورة ووعد بالجنة للمريدين الصغار :دور الإمبريالية الغربية والدول الرجعية العربية.والأحزاب الرجعية الليبرالية والدينية وكل أشكال القوى الرجعية المحلية،ويتم تجنيد الديموقراطية والفكر الديني والوعود “بحياة الرفاه والأمن؟” كما في أفغانستان والعراق وليبيا

ويتم تجنيد الطائفية البغيضة وتحويل السنة الى أداة بيد الإمبريالية الغربية،واستعمالها أداة قهر للسنة والشيعة وبقية الطوائف الدينية. وإثارة النعرة الطائفية السنية ضد الشيعة بما يشكل مناخات لعداء حزب الله وإيران.