سقط محمد عاصي شهيدا

محمود فنون

23/10/2013م

سقط محمد عاصي شهيدا للوطن

بسقوطه يرتقي فوق المسميات

إنه يصبح شهيد الكفاح الوطني الفلسطيني

على خلفية استشهاده أثيرت كل الأشجان وكل التساؤلات عن جدوى استمرار المفاوضات

وعن أحقية إسرائيل بالمطاردة الساخنة…

وعن سياسة القتل بدم بارد….

ولكن في مثل هذه الأحوال هناك سؤال مرّ لا بد من طرحه

كيف وصلت قوات الإحتلال إلى موقعه ؟

كيف عرفوا أنه هناك ؟

إن هناك وشاية مؤكدة وصلت لقوات الإحتلال. وشاية ؟! نعم وشاية وربما من جهات متعددة!

ممن هذه الوشاية ؟ هل هي من عملاء محترفين أم من أصدقاء من داخل المجموعة ؟أم من عدة أطراف ومراقبين ؟!

هل هم أصدقاء تم اعتقالهم ومن ثم تحولوا في أقبية التحقيق إلى أعداء ؟ هل قدم أصدقاء سابقون كل ما يلزم من المعلومات عن الشهيد المطلوب والمختفي عن الأنظار للعدو ؟

كل من قدم معلومات مهما كانت عن أمكنة تواجد وحركة الشهيد هو كذلك من صفّ العدو.

لا بد أن نصل إلى هذه النتيجة ونرسخها في عقولنا.

هذه ليست أول مرة يقوم فيها أصدقاء المناضلين ومن نفس الخلايا والتنظيم بالوشاية بهم للعدو ويقوم بملاحقتهم وقتلهم بناء على هذه الوشايات.

هل تنفع التوبة ؟

في السجن يعلن الوشاة التوبة أمام مسؤوليهم فيحكموا عليهم بالصلاة والتعبد علّ الله يقبل توبتهم وينتهي الأمر.أو يحكموا عليهم ببعض الإجراءات البسيطة .

كيف يحصل هذا ؟

يحصل لأن المسؤول نفسه وشى بغيره وتسبب في اعتقال وقتل آخرين من رفاقه ؟

الإعترافات في التحقيق خيانة————

الإعترافات في التحقيق خيانة للوطن والقضية كما هي خيانة للنضال والمناضلين.

والذين وشوا بالشهيد هم من صفّ الأعداء.

هناك مسألتان لا بد من إثارتهما هنا وفي رحاب الشهادة وذلك للأهمية البالغة :

أولا: لا بد من توعية المناضلين بقضايا التحقيق ومجابهة التحقيق والمحقق  وتحصين المناضلين بالصمود والصبر وعدم الوشاية بالرفاق والأنصار والناس ممن حولهم وممن يقدموا لهم العون والمساعدة .

إن التحقيق هو الوسيلة المثلى للعدو والتي حصل خلالها على المعلومات الثمينة جدا ، حصل عليها من أفواه المناضلين (سابقا) واستخدمها ضد الثورة وقواها وضد الجماهير .

وكان لهذه المعلومات الدور الخطير في ضرب وتصفية تجارب البناء الكفاحي في الأرض المحتلة .

ثانيا : كان ولا زال لا بد من المحاسبة واستخدام المشرط ضد كل من سولت له نفسه بالوشاية بالرفاق والأصدقاء والناس – وهم الغالبية الساحقة ممن تم اعتقالهم وبمن فيهم المسؤولين بل وكبار المسؤولين .علما أن كبار المسؤولين يقدمون كذلك معلومات كبيرة وخطيرة .

هناك مسؤولون قدموا الخدمات الجليلة للإحتلال من خلال الإفادات التي كتبوها بأيديهم أمام المحقق ، وكلما لزم العدو مزيدا من المعلومات ، يعود لإعتقالهم واستحلابهم من جديد ويظلوا كذلك في أعلى المراتب . ويعاملوا وفق ذاتيتهم بأنهم اعتقلوا مرات عديدة وان دورهم العظيم في السجن بتربية وتثقيف العناصر وقيادة عمل السجون … بينما هم وشاة .

هم وشاة لا بد من محاسبتهم وشل أيديهم عن العبث بالتنظيم ومقدراته البشرية والمادية .

إن الإعتراف في التحقيق خيانة

والإعتراف في التحقيق وسيلة تخريب هائلة للعملية الثورية ولا بد أن يدخل دور الإعترافات في التحقيق في تقييم أسباب تراجع العملية الكفاحية في الوطنى كعنوان بارز .

إن الإعتراف في التحقيق خيانة ّ!!!!!!!