بيــان في الذكرى الخمسين لإعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم

بيــان في الذكرى الخمسين

لإعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية

 ( الصادر بتاريخ 28/5/1964 )

 

الميثاق القومي بين الواقع والواجب

بناءً على دعوة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عقد مؤتمر القمة العربي الأول في كانون ثاني 1964 وأقر العمل على إنشاء كيان فلسطيني لتمكين الشعب الفلسطيني من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره، وتكليف أحمد الشقيري ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية، بالاتصال بالدول العربية وتجمعات الشعب الفلسطيني لتحقيق هذا الغرض.

وبعد قيام الشقيري بسلسلة من هذه الاتصالات تم دعوة (397) شخصية فلسطينية هم أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الذي عُقد في القدس في 28/5/1964. وكان (249) عضواً من المدعوين من الأردن شاملين لـ (40) عضواً في مجلسي الأعيان والنواب ووزراء ونواباً وأعياناً سابقين ورؤساء البلديات والمجالس القروية. ومن غزة كان المدعوون أعضاء المجلس التشريعي ورؤساء الغرف التجارية, كما كان الحضور من قطر والكويت شخصيات منتخبة تمثل التجمعات الفلسطينية في البلدين، كما شمل نشطاء فلسطينيين في سورية ولبنان والعراق ومصر وليبيا. وطرح الشقيري أمام المؤتمر مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وألف المؤتمر (9) لجان لمناقشة ذلك. وبالتالي أصدر المؤتمر عدة قرارات من بينها إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية وصادق على الميثاق القومي الفلسطيني والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

بعض مواد الميثاق المؤكدة على كون فلسطين وطناً عربياً محتلاً والمسؤولية العربية لتحريرها:

في المادة الأولى للميثاق يذكر أن (فلسطين وطن عربي تجمعه روابط القومية العربية بسائر الأقطار العربية …).

وأشارت المادة الثانية عشر بأن (الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكاملان …).

ونصت المادة الثالثة عشرة على أن (مصير الأمة العربية بل الوجود العربي بذاته رهن بمصير القضية الفلسطينية …) وعليه فقد نصت المادة الرابعة عشرة (أن تحرير فلسطين … هو واجب قومي تقع مسؤولياته كاملة على الأمة العربية بأسرها حكومات وشعوباً وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني).

ونصت المادة السابعة عشر على أن قرار تقسيم فلسطين الذي أعلنته الأمم المتحدة عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن.

وجاء في المادة الرابعة والعشرين بأن (لا تمارس هذه المنظمة أية سيادة إقليمية على الضفة الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية ولا قطاع غزة ولا منطقة الحمة) وهي المناطق من فلسطين التي لم تحتل عام 1948.

تعديلات على الميثاق وتجاهل بنوده

في الدورة الرابعة للمجلس الوطني في 10/7/1968 وقد تمثل في المجلس الوطني منظمات المقاومة والتي أصبحت صاحبة الكلمة في تشكيله وبشكل رئيسي حركة فتح، وتم في هذه الدورة تعديلات ذات مغزى كبير شملت التالي:

1- تغيير اسم ”الميثاق القومي الفلسطيني” ليصبح “الميثاق الوطني الفلسطيني”.

2-  المادة الأولى أصبحت (فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني) بدلاً من نص (فلسطين وطن عربي) كما ورد في الميثاق القومي.

3-  أسقطت أو حذفت المادة الرابعة والعشرون التي تنص على أن (لا تمارس هذه المنظمة أية سيادة إقليمية على الضفة الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية ولا قطاع غزة ولا منطقة الحمة …).

4-  أضيفت مادة جديدة وهي المادة 21 التي تنص على (رفض الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً). كما تمت إضافة المادة التاسعة بنص (الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين) !!!

ومن قرارات هذا المجلس (شجب الكيان الفلسطيني المزيف) … وحذر المجلس من الدعوات المشبوهة لإنشاء كيان فلسطيني مزيف هو في حقيقته حالة مستعمرة إسرائيلية تصفي القضية الفلسطينية تصفية نهائية لمصلحة إسرائيل!!!

ملاحظات على هذه التعديلات وهذه القرارات ومغزاها:

1-  البدء بفلسطنة الصراع مع العدو الصهيوني الاستعماري والدعوة والعمل لهذه الكيانية الفلسطينية والمسؤولية الفلسطينية, وإن كان قد شجب المجلس الكيان الفلسطيني المزيف … الذي كان يدعو إليه بعض الشخصيات الفلسطينية.

2-  تغطية هدف الكيانية والقبول بالتسوية بإضافة مواد (رفض الحلول البديلة عن تحرير فلسطين). وفي نفس الوقت برفض الكيان الفلسطيني المزيف من جهة ، فقد تم إلغاء المادة التي ترفض إنشاء كيان فلسطيني في الضفة وقطاع غزة من جهة أخرى. ولإبعاد شبهة السير نحو الحلول السلمية أضيفت مادة تنص على أن (الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين).

فهذا الأسلوب المتدرج تنازلياً في الأهداف تحت عنوان المرحلية ظل هو الأسلوب المتبع من هذه القيادة للمنظمة وهي قيادة عرفات رئيس حركة فتح منذ تسلمه قيادة المنظمة عام 1969  وحتى وفاته عام 2004 وكذلك الحال مع قيادة محمود عباس الحالية.

 

وفي هذا السياق، ففي الدورة الخامسة للمجلس الوطني في شباط 1969 وهو المجلس الذي تشكل من منظمات فدائية بكوتا تحقق لحركة فتح الأغلبية والتفرد بالقرار… في هذه الدورة صدر القرار (التصدي بحزم لكل المحاولات المشبوهة التي تستهدف إنشاء كيان فلسطيني يهيمن عليه الاستعمار الصهيوني. وهكذا … فالشجب أصبح ليس لفكرة الكيان بل لصفات معينة في هذا الكيان. ففي الدورة الثامنة المنعقدة في 28/5/1971 كان من بين القرارات تبني “فكرة الدولة الديمقراطية الفلسطينية” في فلسطين المتحررة من الاستعمار الصهيوني. وتدرجاً ومتابعة لمرحلة تغيير الأهداف، ففي الدورة الثالثة عشرة المنعقدة في حزيران 1974  تم إقرار البرنامج المرحلي والمعروف ببرنامج النقاط العشر والتي تجاوزت المادة التي تتتحدث عن الكفاح المسلح كطريق وحيد ليصبح القرار (النضال بكافة الوسائل وعلى رأسها الكفاح المسلح). وتجاوزت القرارات السابقة بشجب الكيان الفلسطيني والدولة الفلسطينية لتنص النقطة الثانية في البرنامج المرحلي (إقامة سلطة الشعب الوطنية على كل جزء من الأرض الفلسطينية يتم تحريرها) … وأضاف في النقطة العاشرة (تضع قيادة الثورة التكتيك الذي يخدم ويمكن من تحقيق الأهداف) وهذا تبرير مسبق لأي خطوات تنازلية باسم التكتيك. ومع إظهار قدرة القيادة على التنازلات صدر قرار مؤتمر القمة العربية في الرباط عام 1974 كون المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعليه تم تدويل الفلسطنة بدعوة رئيس المنظمة ياسر عرفات لمخاطبة الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وفي الدورة الثالثة عشرة في شهر آذار 1977 تم إقرار الإعلان السياسي ذي النقاط الخمسة عشرة وكانت إحدى النقاط تتحدث عن أهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهودية الديمقراطية داخل الوطن المحتل وخارجه. والنقطة العاشرة تنص على حق المنظمة الاشتراك في جميع المؤتمرات والمحافل والمساعي الدولية المعنية بقضية فلسطين.

واستمر تجاوز الميثاق تحت عنوان المرحلية والتكتيك والاعتدال والواقعية وصولاً لمؤتمر القمة العربي في فاس عام 1982 لإقرار مشروع ولي العهد السعودي المتضمن اعتراف الدول العربية (بإسرائيل) في حدود 1948 مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وضمان مجلس الأمن للسلام والأمنلجميع دول المنطقة.

وكانت ذروة تنازل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تجاوز الميثاق في المجلس الوطني الفلسطيني والمنعقد في 15/11/1988 حيث تمت تلاوة بيان في مهرجان حاشد سمي (إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية) وتم فيه الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة (ومن ضمنها قرارا 242 و 338). وقد أعلن عرفات في جنيف عقب ذلك الاعتراف بالقرارين صراحة وبعد ذلك أعلن أن الميثاق أصبح لاغياً. وقد مهّد لهذا الإعلان المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية قرار الحكوممة الأردنية في 31/7/1988 بفك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية. وبذلك فتحت الطريق للمنظمة لحضور مؤتمر مدريد وصولاً لاتفاقية أوسلو في 13/9/1993 والذي كانت أولى ضحايا هذا الاتفاق الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في 8/12/1987 والتي هزت المجتمع الدولي وأوجدت تعاطفاً دولياً واسعاً لحرية الشعب الفلسطيني. وفي غزة في عام 1998 أقرت اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي الفلسطيني رسالة عرفات للرئيس الأمريكي كلينتون وفي نفس الوقت تمت الموافقة من قبل مهرجان واسع على تعديل الميثاق ليتناسب مع اتفاقية أوسلو التي نصت على حق إسرائيل بالوجود ومحاربة الإرهاب (المقاومة) والتنسيق بين السلطة المنبثقة عن أوسلو والأمن الإسرائيلي لمحاربة المقاومة والمقاومين تحت عنوان محاربة الإرهاب. ونشأ حول ذلك إعلام جارف نحو فلسطنة الصراع والتيئيس من عملية التحرير وإبعاد الجماهير العربية عن القضية الفلسطينية.

وخلاصة الأمر إن هذا الإعلان يأتي من الدولة والاعتراف بالقرارات الدولية الخاصة بفلسطين كقرار التقسيم وقرارات مجلس الأمن 242 و 338 كلها قرارات تتنافى مع ما ورد في نصوص الميثاق القومي وبعده الوطني التي تعارض هذه القرارات.

أمام هذا الانقلاب على الأهداف الفلسطينية  والمحددة في الميثاق القومي وخذلان المقاومين والشهداء من الفلسطينيين وغيرهم من العرب عبر مائة عام من النضال أصبح واجباً إحياء الميثاق القومي وإعادة القضية الفلسطينية إلى حقيقتها كغزو استعماري صهيوني للوطن العربي ضحيته المباشرة شعب وأرض فلسطين العربية.

هذه التطورات ومواقف قيادات المنظمة أربكت الشعب العربي الفلسطيني وضللته كما كان ذلك رسالة سلبية للأمة العربية وللشعوب العربية التي ضحت في سبيل فلسطين عبر قرن من الزمان.

مهمات اللجنة التحضيرية للميثاق القومي الفلسطيني

إن الاستنتاج الرئيس للتعديلات التي جرت على الميثاق القومي والممارسات ذات العلاقة بهذه التطورات هي ليست فقط تعديلات وإنما هي التخلي عما ورد في الميثاق من كون قضية احتلال فلسطين يعد احتلالاً لوطن عربي وتهديداً لأمنه إلى اعتبار هذا الاحتلال شأناً فلسطينياً، مقدمة لتخلي الأنظمة العربية عن مسؤولية التحرير وليصبح حل هذه القضية والتنازل عن التحرير شأناً فلسطينياً خالصاً أو بتوقيع قيادة فلسطينة تدعمها وتمولها أنظمة عربية متآمرة على قضية التحرير وعلى حاضر الأمن العربي ومستقبله، وعليه فإن مهمات اللجنة التحضيرية للميثاق القومي الفلسطيني ما يلي:

1-   التمسك بمبادئ الميثاق القومي الذي تم إقراره عام 1964 وكان موضع إجماع فلسطيني بشكل خاص  وعربي بشكل عام، وإعلان الإدانة للذين عبثوا بهذا الميثاق وتصالحوا مع العدو الصهيوني الذي هدف الميثاق لإزالته.

2-   وبناءً على ذلك وكما كان الحال منذ إعلان التآمر على الوطن العربي بتجزئته باتفاقية سايكس بيكو عام 1916 واحتلاله بتصريح بلفور عام 1917. كانت القضية الفلسطينية وكما نص الميثاق قضية عربية، فكانت المقاومة لهذا المشروع الصهيوني منذ تصريح بلفور مقاومة عربية، وكانت الحروب عربية إسرائيلية، وكان للشعب الفلسطيني الدور الطليعي… ففلسطنة الصراع مع العدو الصهيوني مؤامرة على تحرير فلسطين وعلى عروبتها ومحاولة لإبراء ذمة الأنظمة العربية من مسؤولياتها أمام شعوبها وأمام عرب فلسطين. وقبل ذلك وبعده تجاهل لخطر الكيان الصهيوني على أمن الوطن العربي والأمة العربية حاضراً ومستقبلاً.

3-   الوحدة الوطنية الفلسطينية هي وحدة الوطنيين على أساس الميثاق القومي وهدف التحرير، وهذه الوحدة لا تتحقق مع من يتخلى عن أي جزء من فلسطين ويتخلى عن مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل وفي مقدمتها المقاومة المسلحة … وبمواجهة العدو الصهيوني لهدف التحرير تقوم الوحدة الوطنية، وبغير ذلك يكون الانشقاق والضياع كما حصل عند الانحراف عن هدف التحرير، وكان ذروة هذا الانحراف اتفاقية أوسلو عام 1993 التي جعلت السلطة الفلسطينية تنسق أمنياً مع العدو الصهيوني وتحارب المقاومة وفكرها وتنشر فكر التيئيس من التحرير، ومزقت بذلك وحدة الشعب الفلسطيني وأربكت الموقف لدى الجماهير العربية.

4-  المطلوب في مواجهة كل ذلك دعوة لجماهير أمتنا العربية وفي مقدمتها الجماهير الفلسطينية ولا سيما الشباب بإعادة هدف التحرير بكل الوسائل الإعلامية وعقد الندوات والمؤتمرات لهذا الغرض، وأن يكون هذا الجهد عربياً ولا يقتصر على عرب فلسطين، فأي نشاط للقضية الفلسطينية لابد أن يكون نشاطاً عربياً ليس فقط دعماً للفلسطينيين بل هو واجب ومسؤولية عربية.

5-  التأكيد بهذه النشاطات على أن العمل الوحدوي العربي بكل الأشكال هو توأم وأساس النضال من أجل التحرير، وعليه يجب التأكيد باستمرار على تعريب المقاومة والمقاطعة للعدو الإسرائيلي. وليظل الصهاينة والمحتلون يشعرون أنهم محاصرون في منطقة هم غرباء فيها وتظل الأجيال العربية يقظة لخطورة الاحتلال وسلبه لكرامة الأمة وعزتها وحريتها… مقاطعة ومقاومة على طريق التحرير.

وانطلاقاً من هذه الرؤية للقضية الفلسطينية تقوم اللجنة التحضيرية التي ستعمل على تعريب مكوناتها ونشاطاتها.

1-  توعية الرأي العام العربي ومنه الفلسطيني ولا سيما الأجيال الناشئة بحقائق القضية الفلسطينية من خلال:

2-  عقد مؤتمرات وندوات ونشاطات تثقيفية وتشجيع الطلاب والشباب عموماً لكتابة أبحاث ومقالات حول القضية الفلسطينية وعروبة فلسطين.

3-  نشر الميثاق القومي والتعريف به على أوسع نطاق وليصبح ميثاقاً قومياً يلتزم به المناضلون من الأقطار العربية.

4-  إصدار نشرات بحقائق القضية الفلسطينية ومحطاتها لتشمل بين أمور أخرى:

–       اتفاقية سايكس بيكو عام 1916

–       تصريح بلفور عام 1917

–       المقاومة العربية الفلسطينية للانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية 1918 – 1948

–       الثــورة عام 1936 – 1939 ضد الاحتلال البريطاني

–       نـــــداء الملوك والرؤســـــاء العرب إلى عرب فلسطين دعــــــوة للسكينة وحقــــن الدمــــــاء 8-9/10/1936

–       قرار التقسيم الصادر عام 1947

–       قرار حق العودة الصادر عام 1948

–       حرب عام 1948 وإعلان قيام دولة الكيان الصهيوني في 15/5/1948

–       الحركة الفدائية الفلسطينية 1949 – 1967

–       قادة عرب ومتطوعون استشهدوا على أرض فلسطين (منهم: القسام، سعيد العاص، كايد المفلح عبيدات، محمد حمد الحنيطي)

–       شهداء ورموز الحركة الوطنية الفلسطينية خلال الانتداب البريطاني: عبدالقادر الحسيني، عبدالرحيم الحاج محمد، حسن سلامة.

–       حرب عام 1967

–       حرب عام 1973

–       اتفاقيات كامب ديفيد والصلح مع (إسرائيل) 1978/1979

–       اتفاقية أوسلو عام 1993

–       اتفاقية وادي عربة عام 1994

مدى وحقيقة تمثيل المنظمة لشعب فلسيطين:

هنالك قرار لدى الحكومات العربية والدول الغربية بأن منظمة التحرير الفلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية حسب قرار الرباط عام 1974 باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد. إن هذا التمثيل شكل ومازال خطورة حيث الهدف منه إعطاء توقيع قيادة المنظمة الصدقية والشرعية للتوقيع على التنازلات وقد كانت اتفاقية أوسلو ذروة هذه التنازلات. ولا يجوز أن يمر هذا القرار دون نقاش ويجب دحضه عملياً ونظرياً. فنذكر المعطيات التالية:

1-  إن أعلى سلطة في المنظمة حالياً هي المجلس الوطني الفلسطيني الذي يتكون من ممثلي حركات فلسطينية بالإضافة لشخصيات مقربة من هذه الحركات وليس مجلساً منتخباً. والمجلس الوطني في هذه الحالة لا يمثل سوى المنظمات التي تتشكل منها وهي لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من عرب فلسطين الذين يبلغ تعدادهم حالياً (12) مليوناً.

2-  ليس هنالك حركة تحرر وطنية منتخبة شعبياً … إنما تأخذ الحركات الوطنية شعبيتها من تبنيها لمواقف وطنية عليها شبه إجماع شعبي … هذا ما حصل في الجزائر … وقبلها في ليبيا أيام ثورة عمر المختار … وثورات متعددة حصلت في الوطن العربي وخارجه.

3-  إن قضية تحرير وطن محتل لا تحتاج لاستفتاء ولا لأغلبية … ولا يجوز استفتاء شعب محتل، فما بالك بشعب محتل ومشرد … فقط عندما يكون الشعب سيداً في أرضه تجري الانتخابات والاستفتاء حول قضايا وطنية أو سياسة اقتصادية أو علاقات مع دول وليس على الوطن.

4-  وأن قضية فلسطين هي قضية احتلال لوطن عربي … وشعب فلسطين موزع بين الاحتلال المباشر وبين التوزع في أقطار عربية بشكل رئيسي وأقطار غير عربية، وأي تسوية لهذه القضية لابد أن تكون تسوية مع الاحتلال ولا تسوية مع الاحتلال إلا بطرده والتسوية تكون بشكل هذا الطرد … والتسوية لو حدثت لا تمس مصير الفلسطينيين وحدهم بل مصير الأمة العربية، فالكيان الصهيوني تهديد للأمن العربي حاضراً ومستقبلاً. وقد احتلت فلسطين في عام 1948 وعام 1967 نتيجة حروب عربية إسرائيلية وليست حروباً فلسطينية إسرائيلية. وحتى الثورات الشعبية ضد الاحتلال شارك بها على مستوى القيادة والأفراد مقاتلون من مختلف الأقطار العربية. فليس من حق أي قيادة فلسطينية أو أي من الحكومات العربية منفردة أو مجتمعة التفريط بشبر من فلسطين أو الاعتراف بالكيان الصهيوني المحتل.

5-  إن الحديث عن التمثيل والاستفتاء يعني بالضرورة النية في الاستمرار في التنازلات وتصفية القضية الفلسطينية وإلا ما معنى كلام رئيس المنظمة (محمود عباس) أنه سيستفتي الشعب بأي اتفاق، فهل سيتم الاستفتاء إذا لم يخطط أو ينوي التفريط في قضية اللاجئين أو الاستيطان أو القدس …

وللتوضيح فإن قيادة المنظمة الحالية لا تلتزم بأي استفتاء حتى لو كان ممكناً وجائزاً، فهي لم تستفت الشعب الفلسطيني بالاتفاقية الكارثية، اتفاقية أوسلو، وحتى لم تعرض هذه الاتفاقية على المجلس الوطني الفلسطيني … ويجري تعطيل المجلس التشريعي في الضفة والقطاع بسبب خلاف مع فريق آخر له الأغلبية.

في ضوء ما سبق، فإن اللجنة التحضيرية ولتتمكن من القيام بهذه المهمات لابد وأن تتسع عضويتها لتشمل شخصيات وطنية قومية من الأقطار العربية تؤمن بالوحدة طريقاً وحيداً وتوأماً لتحرير فلسطين. وبذلك يكون المجلس الوطني مجلساً قومياً بعضويته وأهدافه ونشاطاته. فتحرير فلسطين يتطلب في حده الأدنى موقفاً وطنياً في دول الطوق معادياً للكيان الصهيوني ومؤمناً بإزالته.

عاشت فلسطين عربية حرة

 عمان في 28/5/2014

اللجنة القومية لتفعيل وتعريب الميثاق القومي