تونس: دعوة تنسيقية الجبهة الشعبية لمنطقة باريس و ضواحيها

·      دعوة تنسيقية الجبهة الشعبية لمنطقة باريس و ضواحيها

  • ·      حتى لا تعود الديكتاتورية إلى تونس

 

دعوة تنسيقية الجبهة الشعبية لمنطقة باريس و ضواحيها

 

 من اجل ندوة وطنية للجبهة الشعبية تجمع بين التمثيلية الفعلية والشفافية !

 كان تأسيس الجبهة الشعبية في تونس في اكتوبر 2012 إجابة سياسية للطموحات والآمال الشعبية لتحقيق اهداف الثورة. ولقد نجحت الجبهة الشعبية منذ تأسيسها في تجسيد البديل القادر على تعبئة الشرائح الشعبية لمناهضة التقاطب المزدوج المزعوم والمتمثل في وجهي الرجعية الليبرالية وهما : “حركة النهضة” و “نداء تونس”.

 لقد بلغ زخم التعاطف الشعبي مع الجبهة اوجه بعد اغتيال الرفيق الشهيد شكري بلعيد. وبدلا عن اللإلتحام بهذا المد الشعبي العارم ومنقطع النظير والتعبير عنه بالدعوة الى حراك شعبي يُسقط حكومة النهضة العميلة باعتبارها المسؤول السياسي عن موجة الإغتيالات ويطيح بنظامها وفقا لشرعية الثورة والشعب , جنحت بعض مكونات الجبهة الشعبية الى اختيار الدعوة الى “مؤتمر وطني للإنقاذ”.

 كان المنتَظر من الندوة الوطنية المنعقدة بسوسة في جوان 2013 ان تكون الجبهة الشعبية في احسن الوضعيات برمجةً وتنظيما لمجابهة الفترة اللاحقة. غير ان بعض قادة الجبهة الشعبية فضلوا تجنّب المشاكل الحقيقية واختاروا إحالة النقاش الى “مجلس الأمناء العامين” الذي انفرد بسلطة قرار مطلقة متنصلة من اي مشاورة مع القواعد.

 وللأسف فقد كان اغتيال الرفيق الشهيد محمد البراهمي يوم 25 جويلية 2013 مطية لهؤلاء القادة ليعلنوا في تسرع عن تأسيس “جبهة الإنقاذ الوطني” بالاشتراك مع “نداء تونس” الوجه الجديد للتجمع النوفمبري والمؤلف من رموز النظام العميل.

 تبع ذلك فترة طويلة من التجاذب والمداولات أدت الى فتح ما سمي ب”الحوار الوطني” تحت مظلة القوى الإمبريالية وبرعايتها. وفي هروب مستمر الى الأمام قررت القيادة المزعومة و المتنفّذة  للجبهة الشعبية المشاركة في “الحوار اللاوطني ” بدون إستشارة القواعد.

 وفي النهاية استطاعت النهضة في ديسمبر 2013 فرض ثالث وزير اول لها، المهدي جمعة، ثمرة تآمر مع “نداء تونس” والمؤسسات المالية  الاجنبية. وبما ان حزب “حركة النهضة” لم يعد قادرا على الحكم بمفرده، أصبح يسعى الى تحالف مع نظيره الليبرالي “نداء تونس” ومع قدماء التجمع بغرض توحيد معسكر الرجعية.

قبل الانحراف كنا نمتلك المتسع من الوقت لبناء الجبهة الشعبية كقوة أساسية للتحول الثوري وقد كان اغتيال رفيقينا الشهيدين علامة دالة على خوف (ارتباك) معسكر (خندق) الحاقدين وخوفهم من رؤية الجبهة الشعبية كقوة اساسية منتصرة لدفع الحراك الثوري حتى اقصاه.

  وقد قوبلت كل تحذيرات المناضلات والمناضلين من خطر هذا التوجه، بالتجاهل او بالقمع والإقصاء. ودفعت الغطرسة بعض القادة المزعومين الى اقصاء، تجاهل أو تهميش مكونات برمتها، كانت اطرافا مؤسسة للجبهة الشعبية (كحزب الوطني الاشتراكي الثوري و حزب تونس الخضراء و حزب النضال التقدمي و الجبهة الشعبية الوحدوية و شبكة الجبهويين المستقلين… ) والحال ان النظام الداخلي للجبهة يمنع اقصاء اي مكون من مكوناتها إلا في حال التكوين او الانخراط  في جبهة موازية وهو ما يصح حصرا على “جبهة الإنقاذ الوطني”.

 وفي غياب توجه واضح اليوم، فقد المناضلون كل علامات دالة فكفوا عن الاعتقاد في الجبهة الشعبية بعد ان وقع الانحراف بها عن ارضيتها المؤسسة.

 وبهذا الصدد نستخلص بأسف ان الندوة المرتقبة يوما 31 مايو و واحد جوان 2014 ستعقد دون نشر او مناقشة اي تقييم للفترة السابقة وكما ان شيئا لم يحدث داخل الجبهة رغم الانقسامات المحورية وتفكك معظم عناصرها.

ان هذه الندوة الفاقدة للتمثيل الفعلي لكافة الجبهويين لا تستطيع بأي حال من الأحوال الاستجابة لرهانات اللحظة ولا الى انتظار الفئات الشعبية لأنها ستكون مسخّرة “حصرا لأسئلة انتخابوية” وبالتالي تعتبر كل القرارات النابعة عنها لاغيه وغير ملزمة للجبهة الشعبية.

 واعتبارا للتطلع المنظور في جبهتنا واعتبارا لعمق الاختلافات التي أنتجت على سبيل المثال  تنسيقيتين في جهة باريس و ضواحيها وأنتجت البيروقراطية داخل مجلس الأمناء العامين والمكتب التنفيذي الذي أفرغ من قواه الحية ولم يعد يضم سوى جزءا من المكونات المؤسسة، دون ان ننسى حالة الجزر النضالي وتفكك الهياكل النادرة الموجودة وحرب المواقع داخل تنظيمات صديقة كالاتحاد العام للطلبة او الاتحاد العام للشغل الخ ..

 لكل ذلك نقترح :

 ندوة وطنية فعلية تنعقد في شهر اوت 2014 تكون مفتوحة لجميع المكونات المؤسسة للجبهة الشعبية و لم لا للمنظمات والمناضلات والمناضلين الراغبات والراغبين في الانخراط في المسار الثوري. وسيكون التحضير الدقيق لهذه الندوة مناطا بعهدة لجنة مستقلة تحظى بإجماع عبر الجلسات العامة للتنسيقيات الجهوية التي تطرح مواضيع الندوة على كافة مناضليها للنقاش.

تُحل كل الهياكل عند دخول الندوة ويعاد بناؤها على قواعد ديمقراطية تعتمد التوافق الأوسع بين كل المكونات ويُدعم مبدأ التداول على ادارتها.

كما تقرّر الندوة تغيير الناطق الرسمي وتشرع في بعث هياكل جديدة تقوم على مشاركة كافة الجهات ويقع فتح شبّاك واحد للإنخراطات تقوم عليه لجنة محايدة ومستقلة عن بقية الهياكل.

 وعلى المستوى السياسي تدعو الندوة الوطنية الى اتباع توجه جديد يعتمد الارضية الاساسية للجبهة الشعبية كحد ادنى و أهمها مقاطعة الأحزاب الرجعية نهائيا. يجب على هذه الندوة ايضا الدعوة الى تجنيد كل الطاقات الشعبية لإسقاط النظام.

 وإذ نرفع هذه الدعوة لكي نستدرك الأمر ونعيد بناء جبهتنا من جديد ونمضي قدما في خدمة شعبنا. مبادئنا وحدها تقود اصرارنا على متابعة نضالاتنا من اجل تحقيق اهداف الثورة وهي العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الوطنية.

 هذه الدعوة موجهة لكل المناضلات والمناضلين وكل المكونات بما فيها تنسيقيات المستقلين والتنسيقيات الفرعية والجهوية وتنسيقيات المهجر اللتي ندعوها الى مراسلتنا على عنواننا الإلكتروني التالي :   frontpopulaire.idf@riseup.net

 باريس في 27 ماي 2014